تسويق العسل





أما بخصوص تسويق المنتج من مشروع عسل النحل الذي يمثل عقبة كبيرة بالنسبة لأصحاب المشروعات، فهناك أكثر من طريقة لتصريف الإنتاج وطرحه في السوق. وكل صاحب مشروع يختار الأسلوب الذي يراه مناسبًا لظروفه.
فيقول المهندس المصري أحمد حسن: إنني بدأت مشروع منحل قبل عامين، وكان الإنتاج يغطي احتياجات أسرتي وأقاربي، واليوم بعد أن توسعت في المشروع، وأصبح إجمالي الإنتاج يصل إلى 250 كجم عسل في كل دورة توسعت أيضا في مجال التسويق؛ بحيث إن أقاربي وزملائي في العمل وجيراني ودائرة معارفي تحولوا إلى زبائن دائمين، ويتم حجز الإنتاج بالكامل قبل جمعه، خاصة أنني تعلمت القيام بمهمة فرز وفصل العسل وتعبئته في عبوات زجاجية متوافرة في الأسواق.
ويضيف المهندس أحمد حسن: إنني لجأت إلى هذا الأسلوب نتيجة لتجنب مسألة العلامة التجارية التي تشترط وزارة التموين توافرها على أي منتج غذائي يتم طرحه للمستهلك.
كما أنني حاولت أن يكون منتجي متميزا للغاية؛ حيث يكون عبارة عن عسل خالص بدون أي إضافات، كما أحرص على عدم تغذية النحل بغذاء صناعي كما يحدث في بعض المنتج المطروح بالأسواق بهدف الحصول على كميات عسل مضاعفة، وبالمقابل أبيع منتجي بأسعار أعلى من سعر السوق، وبذلك أضمن مكسبًا يتقارب مع تجار العسل الذين يقومون بإضافة بعض المحاليل السكرية للإنتاج لمضاعفة المكسب.
لكن الفرق أن من يحصل على إنتاجي يضمن جودة 100%، فضلا عن الخام يكون هو العسل الذي يشفي الأمراض كما جاء في القرآن الكريم؛ لأنه لا يضاف إليه أي شيء غير طبيعي.
أما الطريقة الثانية وهي الأسهل فهي أن يتم بيع المنتج إلى أحد التجار المتخصصين في هذا المجال، كما يقول "يوسف السيد" أحد أصحاب المشروعات الصغيرة لتربية النحل في محافظة المنيا. ويضيف: مسألة التسويق تُعد عقبة كبيرة بالنسبة لنا، خاصة أن تصريف المنتج في نطاق محدود يرتبط بمجاملات؛ وبالتالي يكون الأسلوب الأسهل أن أتفق مع تاجر متخصص في تجارة العسل على نطاق واسع، فيأتي إلى المنحل في موعد جمع المحصول، ويقوم بعملية الفرز في الموقع، ويتم وزن الكمية المستخرجة ويشتريها بالكامل، ويتولى هو عملية إعادة تعبئته وطرحه في الأسواق.
والميزة في هذه الطريقة أنني أضمن بيع الكمية كاملة دفعة واحدة وتسلم ثمنها أيضا بشكل مباشر، وإذا كانت لها عيوب فربما يكون في أن التاجر يحاول الحصول على المنتج بأقل من سعر السوق بنسبة تصل إلى 40% من سعر العسل.
وهذه النسبة تخصم من إجمالي الأرباح، خاصة أن هناك من يحاول طرح منتجه في الأسواق تحت علامة تجارية معروفة مقابل نسبة يتم الاتفاق عليها مع الشركة الأم.

تربية النحل الطرق والاساليب نحو مشروع ناجح


أولا: اختيار منطقة النحل:

إن أول خطوة فى إنشاء المناحل هى اختيار منطقة المنحل, وعلى ذلك فإن مواصفات المنطقة المثالية للمنحل هى:

1- أن تكون بعيدة عن المساحات التى يتم فيها تطبيق مبيدات الآفات.

2- أن تكون قريبة من مصدر للماء العذب, وفى حالة تعذر وجود مصدر للمياة فإنه يمكن إمداد المنطقة وخاصة فى وقت الصيف بأوعية كبيرة معدنية أو فخارية مزودة بعوامات خشبية وذلك ليقف عليها النحل, مع مراعاة تجديد هذه المياه على فترات متقاربة, كما أنه لا يجب الاعتماد على مياه البرك الراكدة لتجنب إمكانية الإصابة بمرض النيوزيما.

3- أن تكون سهلة المواصلات.

4- أن تكون قريبة من مصادر الرحيق وحبوب اللقاح المتنوعة, أما إذا كانت المنطقة منزرعة بمحصول واحد فيمكن الاعتماد فى هذه الحالة على النحالة المتنقلة.

5- أن لا تكون أرضية المنحل منخفضة ومبتلة وذات هواء راكد, كما يجب أن تكون جيدة الصرف.

6- من المفضل أن تكون فى الحقول المفتوحة بحيث يتوافر فيها مصد شمالى للرياح وكذلك ظل أثناء فترة الظهيرة فى الصيف وإن تعذر ذلك !مكن إنشاء مصد للرياح وزراعة نباتات متساقطة الأوراق فى أرضية المنحل مثل أشجار التوت والتى تسمح بمرور أشعة الشمس للخلايا فى الشتاء لتدفئتها كما تعمل أشجار التوت على تظليل الخلايا صيفاً.

7- أن تكون مداخل الخلايا متجهة ناحية الجنوب أو الجنوب الشرقى لاستقبال أشعة الشمس مبكراً ولتجنب رياح الشتاء الباردة.

8- أن تكون أرضية المنحل ومداخل الخلايا بها نظيفة من الحشائش والمعوقات الأخرى التى تعوق سروح النحل ودخوله للخلايا.

9- أن تكون بعيدة بقدر الإمكان عن المساكن, وان تعذر ذلك فانه يمكن إحاطة منطقة المنحل بسور مرتفع إلى مترين ليكون سروح النحل فوق مستوى رءوس المارة.

10- نحل العسل يسرح لمسافات تصل إلى حوالى 2500 ياردة (1800 متر تقريبا) لجمع الرحيق إلا أن المسافة الفعالة التى يجمع منها الرحيق ليقوم بتخزينه فى الخلية هى حوالى 800 متر أى تقريبا واحد كيلو متر.

أى أن النحل يسرح فى مساحة فعالة من جميع الاتجاهات تقدر بدائرة نصف قطرها 0.8 كيلو متر أى 500 فدان وتقريباً فإنه حسب الدورة الزراعية فإن ثلث هذه المساحة تكون منزرعة بالمحصول المزهر (البرسيم أو القطن مثلا) ولأن الفدان المزهر الواحد يتحمل من 1: 2 طائفة لإنتاج العسل لذلك فإنه:

* يتم تقدير عدد الطوائف التى سيتم إنشاءها فى المنطقة على حسب المساحة المزهرة المتوفرة فقد يكون عدد الطوائف 20 أو 50 أو 100 أو أكثر بحيث لا يزيد مطلقاً عن 300 خليه فى المنحل الواحد.

* يجب أن يبعد المنحل عن المنحل الآخر مسافة 2 كيلومتر كى لا يتداخل سروح النحل من المنحلين فى نفس المساحة المزهرة ويحدث تنافس على نفس الأزهار.

* كلما بعد مصدر الرحيق عن المنحل كلما زاد استهلاك النحلة الشغالة للرحيق حيث أنها تستهلك فى خلال الساعة الواحدة من الطيران حوالى 10 ملليجرام من السكر.

* بشكل عام فإن الفدان المنزرع بالفاكهة ينتج رحيق يكفى لعدد 1: 2 خلية أما فدان البرسيم أو القطن فإن إنتاجه من الرحيق يغطى احتياجات من 2: 3 خلايا.

ثانياً: إعداد أرض المنحل:

بعد أن يتم اختيار المنطقة التى سوف يقام عليها المنحل فإنه يتم تجهيز أرض المنحل كما يلى:

1- تنظف أرضية المنحل من الحشائش ولا يفضل زراعتها بالنجيل وذلك لمنع انتشار بعض أنواع الحشرات مثل النمل.

2- يجب إنشاء مصدات للرياح حول المنحل وخاصة من الناحية الشمالية والغربية لحماية الطوائف من رياح الشتاء, ويتم ذلك بطريقتين:
· عمل سياج حول المنحل من الألواح الخشبية.
· زراعة بعض النباتات كسياج, مثل أشجار الكازورينا أو الكافور

3- إنشاء مظلة لحماية النحل من حرارة الصيف مع الأخذ فى الاعتبار إزالة أسقف هذه المظلة شتاءً للسماح لأشعة الشمس بالعمل على تدفئة الطوائف ويمكن إنشاء المظلات بأحد الطرق التالية:
· إنشاء تكعيبات ذات ارتفاعات مناسبة يتم زراعة نباتات متسلقة عليها مثل العنب أو اللوف.
· زراعة أشجار متساقطة الأوراق مثل أشجار التوت.

4- توفير غرفة كمخزن لأدوات النحل وفرز العسل وتخزين العسل فيها.

5- يتم تحديد أماكن الخلايا بحيث تكون فى صفوف بين كل صف والذى يليه حوالى 2 متر تقريباً وبين كل خلية والأخرى حوالى 1 متر وذلك لتقليل عملية الـ Drifting وهى دخول النحل لخلية غير خليته.

6- ترص الخلايا بحيث يكون مداخلها ناحية الجنوب الشرقى وذلك لاستقبال أشعة الشمس فى الصباح الباكر مما يشجع على سروح المئحل مبكراً وخاصة فى الشتاء.

7- يفضل ترقيم الخلايا ترقيماً متسلسلاً, وهذا الترقيم ضرورى فى حفظ سجلات عن حالة الطوائف.

8- عادة يتم طلاء الخلايا الخشبية من الخارج باللون الرمادى حيث ثبت أن هذا اللون يتحمل العوامل الجوية وكذلك الاتساخ كما أن درجة امتصاصه للحرارة قليلة, فى حين أن البلاد شديدة الحرارة مثل الخليج العربى فإنهم يفضلون اللون الأبيض لأنه عاكس للحرارة ولو أن معظمهم حالياً يميل إلى استخدام اللون الرمادى أيضاً.

ثالثا: إجراءات شراء واستقبال النحل:

1- يجب التعاقد أولاً مع مصدر موثوق فيه من منتجى النحل لتوريد طرود النحل حيث يجب تحديد ما يلى معه:
أ- عدد الطرود. ب- سعر الطرد. جـ- نوع سلالة النحل د- تاريخ استلام الطرود.
هـ- نوع الطرود وهل هى نحل مرزوم أم نوايا بها أقراص.

تعليق جانبى:

طرد النحل: مواصفات الطرد المتعارف عليها): يتكون الطرد من عدد 5 إطارات شمعية مغطاة بالنحل بشكل جيد بالإضافة إلى ملكة جديدة( لم يمض على تلقيحها من 1-3 شهور) و الإطارات الخمسة عبارة عن ثلاثة إطارات حضنة ويرقات فى أطوار مختلفة + إطارين عسل نحل وحبوب لقاح ( قد تختلف هذه المواصفات اختلافات طفيفة حسب الوقت من السنة).

النحل المرزوم: وهو عبارة عن طرد نحل + الملكة ويتم تحديد سعره بالكيلوجرام ويكون بدون إطارات شمعية نهائياً ( والذى يقوم بشراء النحل المرزوم بدلاً من الطرود يجب أن تكون الخلايا الخشبية جاهزة لديه ومزودة بإطارات شمعية مبنية وجاهزة للنحل).
وفى هذا الصدد يجب الاتفاق مع منتج النحل بفترة كافية قبل بداية الربيع لتحديد ميعاد الاستلام والذى يعتبر مهم جداً فى بداية الربيع والذى يفضل أن يكون فى بداية شهر مارس أو نهاية شهر فبراير وذلك لإعطاء الفرصة للطرد أن يبنى نفسه ليصبح طائفة قوية, حيث يستغرق فى ذلك حوالى من 2: 3 شهور, فلو تم استلام الطرود فى أول مارس يتم تغذيتها صناعياً (بالمحاليل السكرية) وفى خلال شهر أبريل كما فى مصر مثلاً تكون أشجار الموالح قد أزهرت فتعتبر بمثابة تغذية تنشيطية لهذه الطرود ثم يتم تغذيتها مرة ثانية صناعياً لدفع الملكة على الاستمرار فى وضع البيض وذلك قبل حلول موسم الفيض الرئيسى فى مصر وهو تزهير البرسيم.

ملحوظة: تختلف التوقيتات السابقة من بلد لآخر.

2- عند حلول ميعاد استلام الطرود يجب على النحال أو من ينوب عنه حضور عملية تعبئة الطرود وذلك للتأكد من سلالة النحل المتعاقد عليها مثلاً هل هى هجين أو كرنيولى أو إيطالي.

3- يجب الاتفاق مع أحد وكلاء النقل بحيث تتم عملية نقل الطرود وذلك فى المساء أو فى الصباح الباكر.

4- عند وصول طرود النحل لموقع المنحل يجب تغذيتها تسكينها فى الخلايا.
وفى مصر فإن الطريقة التى يتم إتباعها عادة (حيث تباع الطرود فى صناديق السفر يسع الصندوق خمسة براويز), هى وضع صناديق السفر على حوامل الخلايا الذى سبق تحديد مكانها ووضعها فيه وذلك عند وصول الطرود فى المساء.

وبعد الانتهاء من توزيع صناديق السفر على حوامل الخلايا فانه يتم فتح باب كل صندوق مع تضييق فتحة المدخل بحيث يتسع لمرور نحلة واحدة حتى يتعود الئحل على مكانه الجديد وبعد يوم فإنه يتم إزالة صندوق السفر من على حامل الخلية ووضع صندوق التربية الجديد مكانه ثم يقوم النحال بالتدخين على صندوق السفر ثم تنزع مسامير الغطاء الخارجى ونقل الأقراص إلى صندوق التربية المعد لذلك مع التأكد من وجود الملكة ثم يتم هز بقية النحل الموجود فى الصندوق فوق الأقراص ثم يتم تغطية صندوق التربية بغطاء الخلية, ويفضل كثير من النحالين تقديم تغذية صناعية(محاليل سكرية) داخل غذاية جانبية يتم وضعها داخل صندوق التربية.

ولكى يتسنى تحقيق المشروع ويعطي نتائج ايجابية يجب توافر عدد من الشروط الأساسية لابد منها:

1- توافر منطقة غنية بالأزهار.

2- توافر نحال جيد متدرب.

3- توافر سلالة جيدة من النحل.

منقول للفائدة .

المصدر: د/ هشام الطيب (مهندس زراعي)
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 91 مشاهدة
نشرت فى 29 يوليو 2012 بواسطة hourass

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,957