المجلة الثقافية للتأمين الصحى فرع القناة و سيناء

المكتبة الفنية و الادبية

هاملت .. أمير الدنمارك

 

الملخص بالعربية :

 

تبدأ بحفل زفاف الملكة على أخ زوجها الملك المتوفى في ظروف غامضة .

يظهر هاملت في لباسه الأسود وقد ملأه موت والده المفاجأ حزناً .. و زاد في ألمه زواج أمه بعد أقل من شهر على وفاة زوجها ...فدفعه ذلك لليأس والسوداوية والانغماس في التأملات الفلسفية لدرجة تفكيره بالانتحار ..

كره أمه وأصبح يرى في غدرها وخيانتها لزوجها ولابنها صورة لجميع النساء.. فابتعد حتى عن حبيبته أوفيليا واتهمها بالخيانة وكان السبب في قتل روحها عندما جعلها تحبه ولا تحبه ... وأصبح شعاره :


Frailty , thy name is woman

أيها الضعف ... اسمك المرأة


يظهر شبح والده الميت ليخبره بحقيقة موته ويكشف له جريمة عمه الذي دس له السم وهو نائم باتفاق مع الملكة وبذلك يستولي على عرشه وزوجته .. ثم يطلب منه أن ينتقم له من عمه ويترك أمه لعقاب الله وعذاب الضمير.. وربما كان بذلك يريد لها انتقاماً أقسى من القتل نفسه . ( فحتى لو كانت بريئة من الجريمة الأولى, وهي قتل زوجها, فلا يمكن تبرئتها من الجريمة الثانية وهي الزواج من أخ زوجها حيث يعتبر هذا الزواج في الديانة المسيحية غير شرعي لأن الرجل وزوجة أخيه يصبحان بمثابة الأخوة..)


ومنذ تلك الليلة يقطع هاملت على نفسه عهداً بالانتقام لروح والده .. وهنا يبدأ صراعه مع ذاته ...

هل ينتقم أو لا ينتقم ؟!!!


إن واجبه تجاه والده وحقه في تولي العرش يحرضه على الثأر والانتقام .. لكن مع ذلك يبقى متردداً وغير قادر على اتخاذ القرار ..


هاملت شاب مثقف ومتعلم وفيلسوف... وليس من السهل عليه القتل بهذه البساطة ... فهو رجل علم لا رجل قتل ودم وانتقام .. كان يحاول أن يرتقي بتفكيره إلى مستوى العقلاء والحكماء وأن ينصاع لصوت الدين الذي يأمر بالتسامح لا بالنزول لمستوى شريعة الغاب..


وهكذا يجد نفسه في مواجهة مع ذاته هي أصعب بكثير من القيام بفعل القتل نفسه ويبدأ بطرح الأسئلة حول الوجود ومعنى الموت والحياة والشك والحقيقة ...


فكيف له مثلاً أن يقتل قبل أن يجيب على سؤال " لماذا نقتل "؟؟!!

إذا كانت الحيوانات في شريعة الغاب تقتل بسبب غريزة البقاء وتكون النتيجة " البقاء للأقوى"

فلماذا يقتل الانسان؟؟!!


أعطى هذا التأجيل والتسويف في اتخاذ القرار لهاملت الفرصة لكي يفكر ويتأمل ويثبت إنسانيته ..

فكثيراً ما تكون الصعوبات والأحزان التي يتعرض لها الإنسان نافعة ومفيدة في تطوير شخصيته واكتشاف جوانب أخرى منها لم تكن ظاهرة من قبل...


وإليكم جزءا من أهم المقاطع في المسرحية وهي عبارة عن مناجاة ذاتية يطرح فيها على نفسه عدة تساؤلات :



To be or not to be – that is the question.

Whether 'tis nobler in the mind to suffer

The slings and arrows of outrageous fortune,

Or to take arms against a sea of troubles,

And by opposing end them ? – To die – to sleep –

No more , and by a sleep to say we end

The heart-ache, and the thousand natural shocks

That flesh is heir to , 'tis a consummation

Devoutly to be wished.


أكون أو لا أكون – هو السؤال

هل من الأصلح للنفس البشرية

أن تتلقى صابرة ضربات وسهام القدر

أو أن تشهر السلاح مقاومة في بحر من المتاعب

وبمواجهتها .. تضع حداً لها

نموت – أو ننام – لا أكثر

وبهذا الرقاد الأبدي ننهي لوعة الحب

وألف صدمة يعاني من عذابها الإنسان منذ الولادة

فتلك أمنية نرجو تحقيقها..


وهنا يكمن الفرق بين شخصية هاملت وشخصية عطيل , العربي الأصل , الذي يلغي نداء العقل ويستجيب للحظة غضب وانفعال فيقتل زوجته دون التأكد من خيانتها أو حتى منحها الفرصة للدفاع عن نفسها ...


أما هاملت فكان يسعى وراء الحقيقة .. لذا يقرر الاختفاء خلف قناع الجنون والكلمات ليكشف نوايا من حوله ويصل إلى الحقيقة ( فهل يمكن للجنون أن يصل لما عجز العقل عن الوصول إليه ؟؟!!)


يقول أحدهم : "إن الرجل المجنون هو من يرفض المجتمع الاستماع إليه ويحاول منعه من التفوه بحقائق قاسية"

و يرى عددٌ من جنودِ القصر و حراسِه شبحاً يطوف في جنباته ، و يثيرهم الشبه الواضح بينه و بين ملكهم السابق فيحاولون التقرّب منه و التحدّث إليه لكن محاولاتهم باءت بالفشل ، فالشبح لم يفصح عن نفسه و لم ينبس ببنت شفة ، مما اضطرهم لإخبار هوراثيو أحد ضباط القصر المخلصين و صديق  هاملت  .

 

و ترقّب هوراثيو الشبح ورآه بأم عينه فأخبر صديقه  هاملت  بخبره.

 

و عند منتصف الليل ينتظر  هاملت  و أصدقاؤه الشبح الذي لم يتأخر عن الظهور ، و يعرف  هاملت  أنه شبح والده فيطلب منه شرحاً أو توضيحاً ، و يمتنع الشبح عن الرد و يكتفي بإشارة تطلب من  هاملت  أن يتبعه ، و ما إن انفردا حتى أخبر الملك الشبح ابنه بقصة قتله على يد أخيه ، و طلب منه أن يثأر له من عمّــــه

دون أن يمّس أمَّه بسوء .

  

و تترسخ فكرة الانتقام في رأس  هاملت  فيقرر البدء في التخطيط لها ، فيخبر هوراثيو بقصة الشبح أولاً ، و ينال موافقته على مساعدته في تنفيذ انتقامه ، و يرى  هاملت  أن قصة جنونه ستخدمه فيتظاهر بالجنون أكثر فأكثر  

و يحتار كل من في القصر ـ بمن فيهم الملك و الملكة ـ في تفسير نوبات الجنون الهستيرية التي تنتاب  هاملت  ، و قد أرجعها البعض إلى حزنه الشديد لموت أبيه ، بينما أرجعها قسم آخر إلى ما أصابه من حبّ أوفيليا ابنة بولونيوس آمر البلاط الملكي ، إذ لا يخفى على أحد أن  هاملت  يحبّ أوفيليا حباً شديداً ، و كانت الفتاة تبادله الحب ، لكنها كانت حائرة بين مشاعرها تجاهه و حبّها له و بين وصايا أبيها و أخيها ليرتس ( الذي يدرس خارج البلاد ) اللذين طلبا منها صدّ  هاملت  و عدم الانجرار وراء عاطفتها تجاهه ، لأنها ما إن تقع أسيرة حبّه و رغباته حتى يلحق العار بها ثمّ يهجرها .

 

 

و تصل بلاط الدانمارك أخبار تفيد أن فورتنبراس ابن ملك النرويج السابق ( و الذي قتله  هاملت  الأب في المبارزة ) قد بدأ بجمع جنوده و قوّاته لمهاجمة الدانمارك ، فيسارع الملك إلى إرســــال الرســل لملك النرويج لكبح جماح ابن أخيه ، و يفلح الرسل في التوصل إلى اتفاق يقضي باستمرار الوضع على ما

هوعليه شريطة أن يسمح الدانماركيون بعبور القوات النرويجية التي ســتتوجه إلى بولونيا لإخضاعها و تقاضي الجزية من ملكها .

 

و ما إن فرغ الملك من مشكلة النرويج حتى تفرّغ لهاملت ، و بدأ يحيك المؤامرات لقتله و التخلص منه ، لأن الوقائع و الأحداث تؤكد له أن  هاملت  يكاد يتيقن بانه قاتل أبيه ، و أن سرّه قد كُشف ، و لا تغيب تلك الشكوك عن ذهن  هاملت  فيوغل في التظاهر بالجنون أكثر فأكثر .

 

و يستغل هاملت مرور فرقة ممثلين جوّالين فيطلب منهم تأدية مقطع مسرحي أعدّه ، و دعا الملك و الملكة و الحاشية لحضوره ، كما طلب  هاملت  من صديقه هوراثيو مراقبة الملك و ما يطرأ على وجهه من تغيرات أثناء العرض .

 

و يبدأ العرض و يدرك الملك انه تمثيل لحادثة قتله لأخيه ، فارتاع الملك و غادر المسرح غاضباً فتأكّـد  هاملت من رواية الشبح و يقرّر قتل عمّه دون تردّد عندما تسنح له الفرصة.

 

و تحتار الملكة فيما يجب أن تفعله فيقترح بولونيوس أن تطلب الملكة من  هاملت  الحضور لغرفتها لتستوضح أمر المسرحية ، فيحضر  هاملت  بينما يختبئ بولونيوس خلف الستارة .

و يحتدم النقاش بين  هاملت  و أمه و يجرح مشاعرها أمه ، إذ اتهمها بأنها ارتمت في أحضان عمّه استجابة لشهوتها ، و يخيّل إليها أنه سيقتلها فتصرخ طالبة النجدة ، و ردّد بولونيوس المختبئ طلب النجدة فتحين الفرصة لهاملت فيغمد سيفه في جسد بولونيوس و يقتله مدّعياً أنه رأى جرذاً خلف الستارة .

 

و يأمر الملك بأن يدفن بولونيوس بسرعة دون مراسم تليق به .

 

و يرى الملك أن أفضل وسيلة للتخلص من  هاملت  تكون في إرساله إلى إنكلترة بحجة العلاج و يحمِّل الضابطين المرافقين له رسالة إلى ملك إنكلترة التابع له يطلب منه فيها أن يسرع في قتل  هاملت  إذا وصلته رسالته .

 

و يبحر هاملت مع الضابطين لكنه يتفطّن إلى المكيدة التي ربما نصبها له عمّه فيغافل الضابطين و يطلّع على الرسالة فيستبدلها برسالة أخرى يطلب فيها من ملك إنكلترة قتل حاملَي الرسالة ، ثم يقفل عائداً باتجاه الدانمارك و يرسل الرسل إلى عمّه ليخبره بعودته .

 

و يصل هاملت إلى الدانمارك و في رحلة العودة إلى القصر يلتقي بفورتنبراس الذي يقود الجيش النرويجي المتوجه إلى بولونيا لإخضاعها .

 

في تلك الفترة و أثناء غياب  هاملت  يصل ليرتس ابن بولونيوس إلى الدانمارك ليثأر لقتل أبيه ، و ينال مؤازرة عدد كبير من الدانماركيين فيعلن الثورة على ملكها و يقتحم القصر الملكي .

لكن الملك بحكمته و دهائه يمتصّ غضب ليرتس و يقنعه أن  هاملت  هو قاتل أبيه ، و أنّ عليه الاقتصاص من هاملت لا من غيره ، و يؤكّد له أن الفرصة ستسنح له عند عودة  هاملت  .

 

و بينما هم كذلك تصل القصر أخبار تفيد بموت أوفيليا ، و أنها انتحرت ( ألقت نفسها في النهر و غرقت ) حزناً على والدها فيزداد حنق ليرتس و يتضاعف غضبه على  هاملت  لأنه يعتبره قاتل أبيه و سبباً لانتحار أوفيليا .

 

 

و تقام مراسم دفن أوفيليا ، و ينزل ليرتس إلى قبرها ليودّعها ، ثم تخيّم الدهشة و ملامح الاستغراب على وجوه الحاضرين الذين أدهشهم وصول  هاملت  و ذهوله لموت أوفيليا فينزل إلى قبرها ليودّعها , و يدور في القبر عراك بينه و بين ليرتس حتى فصل الحاضرون بينهما .

 

و ثانية تلوح الفرصة للملك للتخلص من  هاملت  فيدبّر مبارزة بين  هاملت  و ليرتس بالتآمر مع الأخير( ليرتس ) خططا فيها لقتل  هاملت  بسيف مسموم أثناء المبارزة ، و إن لم تفلح الخطة فسيلجأ الملك إلى خطة بديلة يقدّم فيها شراباً مسموماً لهاملت لإطفاء عطشه أثناء المبارزة .

 

و تساور الشكوك هوراثيو بنوايا الملك و يحاول أن يثني  هاملت  عن المبارزة ، لكن محاولاته تبوء بالفشل إذ يقبل  هاملت  المبارزة و يصرّ على خوضها.

 

و يجتمع حشد كبير في صالة المبارزة من بينهم الملك و الملكة و هوراثيو و عدد كبير من رجال الحاشية .

و تبدأ المبارزة ، و يكسب  هاملت  عدداً من النقاط ، و يرفض الشراب الذي قدّمه له الملك رغم ما يعانيه من عطش و تعب ، و تشتد المبارزة و يجرح الخصمان بعضهما .

 

أثناء ذلك ترغب الملكة إطفاء عطشها فتمسك كأس الشراب المسموم المعدّ لهاملت ، و تفشل محاولات الملك في ثنيها و إقناعها بترك الكأس ، و يخاف الملك أن يبوح بالسبب فتشرب الملكة الشراب و تسقط ميتة .

 

حينئذٍ أدرك ليرتس ما حصل و أيقن أنه لن ينجو و أنه ميّت لا محالة فأخبر  هاملت  بالمؤامرة و أطلعه على المكيدة ، و أكّد له أن أمّه ماتت بالسمّ الذي كان من المفترض أن يقتله هو فيندفع  هاملت  نحو عمّه و يقتله .

 

و يخيّم الصمت على الصالة ، لا تلبث أن تقطعه أصوات و جلبة في الخارج ، تبيّن الحاضرون أنها أصوات فورتنبراس و جنوده العائدين من غزو بولونيا .

 

دُهِش فورتبراس للمنظر الذي رآه ، و الذي لا يُرَى إلا في ساحات المعارك ، ثم أدرك أن عرش الدانمارك قد أصبح فارغاً ، فذكّر الحاضرين بحقوقه في عرش الدانمارك ، و لم ينتظر طويلاً قبل أن ينال قبــــــــــول الحاضرين على توليته ملكاً عليهم .

 

ثم طلب من جنوده ان تُدفَن الجثث وفق المراسم التي تليق بها .

 


طبعاً تنتهي المسرحية بموت الجميع , الملك .. الملكة .. أوفيليا.. أخوها .. والدها.. وحتى هاملت

فثمن الحقيقة مرتفع جداً وغالباً ما يكون على حساب أرواح برئية

  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 885 مشاهدة
نشرت فى 21 مايو 2013 بواسطة hioportsaid4u3

ساحة النقاش

ابحث

المجلة الثقافية للتأمين الصحى فرع القناة و سيناء

hioportsaid4u3
المكتبة الفنية و الادبية »

عدد زيارات الموقع

73,230

بيتهوفن " ضؤ القمر "

 
Large_1238621395

د. سعيد محمود
مدير عام فرع القناة وسيناء
 

 Large_1238576505

موقع الهيئة العامة للتأمين الصحي

Large_1238576501

الدخول لبوابة الفرع الثانية
اليوتيوب - الفيسبوك

  أضــــغط هــــنــــا 

 Large_1238576940

 مُنشئ ومدير الموقع

نانى محسن