أعضاء هيئة تدريس الجامعات المصرية

يتناول الموقع آراء ومقترحات أعضاء هيئة التدريس للتطوير

على حد قول أحد شباب الموظفين .. الأمور بقيت على حالها لا جديد ولا كرامة ولاهم يحزنون .... آخرون يشتكون من أن أقلية هي من تجني ثمار تغيير رغب فيه العديدين ..... منهم من قال إنهم ضحوا لكي يحدث التغيير ، بينما تحدث آخرون عن استمرار محنته الشخصية.

القصص هي نفسها ... الكل يجتمع على أن لا شيء تغير في حياتهم سوى التدهور ، المزاج العام على هذا النحو والحوارات هنا تبقى عريضة رغم التوجس من المستقبل.

الاحتقان يبقى مسيطراً في الوقت الذي تطالب فيه الترويكا المهيمنة على المقدرات بهدنة لتغيير وجه الحياة وإعطاء الفرصة ... وتدعي أن ما يحدث هو حقد عليهم وعلى نجاحاتهم التي لم تحدث منذ عقود ...

كان الهدف استعادة الكرامة ... كان الجميع وخصوصاً من عانوا كثيراً يأملون في ايجاد فرص أفضل ومستقبل أفضل ومكان أفضل ... لكن منذ حدث التغيير تفاقمت الأوضاع الإدارية والعلمية والبحثية والخدمية ولم يعد أحد يكترث للمستقبل.

عدد المعارضين يزداد ... الموقف يزداد سخونة والآفاق التي قد تعطي آملاً مسدودة تماماً .... المجموعة المسيطرة اعتقدت أنها حقّقت الكثير من المنجزات ... لكنها لا تزال مهددة بشبح العودة لما كنا عليه وأسوأ .... وبسلوك يرى فيه البعض نسخةً مشابهة لسلوك العهود السابقة.

مضى عام على التغيير ... أشياء كثيرة تغيرت .... وإنجازات عديدة لا تزال تنتظر التحقيق ... لعل أهم التحولات التي جاءت إسقاط حاجز الخوف الذي عانيناه طوال عقود من التسلط ... وخير دليل على ذلك الحيوية الكبيرة التي يحظى بها الحراك المعارض .... واللافت أن هذا الحراك رغم عنفوانه ، يجري في إطار من السلمية والديموقراطية ، بعد فترة انتقالية دامت أشهر ، أعطت المؤسسة أول انتخابات ، أدّت إلى انتخاب أحادي ، اعتقاداً منا أننا سنسَنّ آليات جديدة ... ولم يحدّ من موجة التفاؤل تكريس التحول الديموقراطي وفوز التوجه الإسلامي ، خصوصاً أنه اندرج ضمن تحالف تكتلات عديدة من أجل العمل والحريات ، ورغم كل ما يعتقد أنه تحقق من منجزات ، إلا أن الغالبية الصامتة تشهد انشغالات عديدة بسبب تأزم الأوضاع ، وبطء التحولات المرتقبة في غالبية مؤسسات الدولة والإدارة ، المخاوف تتزايد من التضييق على حرية الرأي والإبداع.

يقول العديدون إن أهم ما تحقق إسقاط نظام ... ذلك أمر لا يجوز الاستهانة به ، ومثّل تنظيم انتخابات منجزاً لا يقل أهمية .... رغم ما شاب الاستحقاق الانتخابي من نقائص ، وما أدى إليه من نتائج مخيبة بالنسبة إلينا ، إلا أننا سعداء لأن هذه التجربة الانتخابية الأولى حققت قدراً من الديموقراطية المنقوصة ... فهي خطوة على الطريق .... وما يدفع إلى التفاؤل هو كسر حاجز الصمت نهائياً ، حيث أصبح المجتمع المؤسسي وسيلة ضغط قوية لا يمكن الالتفاف عليها من قبل أي طرف ، هذه سابقة غير معهودة ، في البلد كلها ، أما عن النواقص ، للأسف ، الفئات البسيطة التي سعت للتغيير دفعت ضريبة لإنجاحها لا تزال تعاني التهميش ، ولا تزال هناك مناطق معزولة انطلقت منها شرارة حراك التغيير.

أهم المكاسب التي تتحقق هي التخلص من نظم قديمة ، كانت تتحكم ، وتنهب الخيرات ، كما أن ثورة 25 يناير كرّست قسطاً كبيراً من حرية الرأي والتعبير ، والحق في الاختيار من خلال انتخابات والحق في التغيير ... وإسقاط من لا يؤدون مهامهم المطلوبة .... هناك تحديات كبيرة لا تزال قائمة ، فإنجاح مسار التحول الديموقراطي يتطلب إنشاء منظومة مؤسساتية من شأنها أن تمثّل ضمانات للتحصين من عودة الاستبداد .... هناك أيضاً المسار الإصلاحي المتعلق بالعدالة الانتقالية التي يجب أن نوليها عناية خاصة ، لأنها الضمانة المعنوية لتحقيق ما نصبو إليه من كشف للحقائق وشفافية في الأداء ومحاربة للفساد ، ذلك أمر لا مناص منه لتكريس المصالحة بين جميع الفئات.

ونوجّه الحديث للائتلاف الجديد المطالَب بأن يتحلى بقدر أكبر من روح الوفاق ، للتقريب بين الفرقاء ، ذلك لن يتسنى إلا بوجود إرادة حقيقية من قبل الإدارة في التحلي بالتسامح وسعة الصدر وتقديم بعض الضمانات والتنازلات من أجل طمأنة المعارضة .... وعن أسباب تزايد المخاوف من التضييق على الحريات من قبل الإدارة بعد الثورة ، لذا لا يمكن أن يرضى أحد بعد اليوم بالسكوت أو الإذعان للضغوط أو التضييقات. ونحذّر من أنه رغم سقوط المنظومة الاستبدادية ، غير أنه لم يمنع ظهور بوادر عديدة تشير إلى أن القيادة الجديدة ترغب في استبدال استبداد بآخر .... هذا أمر يثير الكثير من القلق ، فالقيادات اليوم تقلد الحزب الاستبدادي السابق في الكثير من الأساليب وطرق العمل ، سواء فيما يتعلق بالتضييق على الحريات بعد التعيينات الأخيرة ، أو بالمحاولات الدعائية الهادفة إلى شيطنة الخصوم ، من خلال اتهامهم بمحاولة تعطيل الإرادة العامة ، أو مصادرة الشرعية الانتخابية ، فيما تؤدي المعارضة دورها الطبيعي ، ويحق لها أن تعبّر عن آرائها ، بغضّ النظر عن موقعها. في المقابل ، هناك مجال واسع من حرية التعبير اليوم .... والوضع لا يمكن أن يُقارن إطلاقاً بما كان عليه قبل الثورة ، لكن هناك حاجة إلى تقنين الأمور أكثر من أجل تكريس ونشر ثقافة الحرية والتعددية ، وننبه إلى وجود خلط بين حرية التعبير من جهة ، وتجاوز الضوابط الأخلاقية والمهنية من قبل بعض الشخصيات من جهة أخرى ... وفي إطار الطمأنة ، لا يجوز التهويل والمبالغة ، فما يحدث من تجاوزات هي أمور مرحلية ومؤقتة نتاج التحول من عقود الاستبداد الطويلة إلى آفاق الحرية ، فالمشهد العام لا يزال يهيمن عليه الوجوه القديمة التي تحاول أن تخفي تاريخها القديم بخطاب جديد ليس له إلا الاسم .... إن الطريق لا يزال طويلاً أمام الكل لتحرير الفكر من ربقة الأباطرة القدامى.

hesmostafa

أ.د. مصطفى ثروت

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 526 مشاهدة
نشرت فى 8 مارس 2012 بواسطة hesmostafa

أ.د. مصطفى ثروت

hesmostafa
هدف إنشاء الصفحة .. التواصل مع السادة الزملاء ومناقشة كافة الموضوعات التي تخص تطوير الأداء الجامعي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

134,112