جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
1
|
يتكون المفصل الطبيعي للكتف من التقاء عظمي لوح الكتف والساعد وهناك أجزاء عظمية تغلفها طبقات من الأنسجة الرخوة المهمة كالأربطة والعضلات والأوتار التي تلتف حول أجزاء المفصل من الأمام والخلف ومن الجانب لتوفر لهذا المفصل المهم مرونته وثباته وقوته· إلا أن هذه التركيبة المعقدة تجعل هذه الأنسجة الرخوة المعروفة باسم (Rotator cuff) عرضة للالتهابات غير الجرثومية (inflammation) نتيجة للتقدم في السن أو نتيجة الإجهاد المزمن أو الإصابات المباشرة لمنطقة الكتف كما يحصل عن الرياضيين التي قد تؤدي إلى قطع تام في هذه الأوتار (Rotator cuff tear).
الأعراض والتشخيص
في الغالبية العظمى من الحالات تكون الأعراض بطيئة ومزمنة وتظهر على شكل آلام متفاوتة في شدتها حول منطقة الكتف والساعد تزداد مع استخدام الذراع ورفعها للأعلى عند التقاط الأغراض من الأرفف أو عند غسل الشعر خلال الاستحمام أو عند لبس الغترة أو الشماغ، كما أن هذه الأعراض تزداد في الليل عند النوم على الكتف المريض وقد توقظ الشخص من نومه نتيجة الألم· ومع إهمال العلاج وتقدم المرض فإن الآلام تمنع المريض من القيام بأبسط الأنشطة اليومية مثل القيادة أو حمل الأغراض. أما في الحالات المزمنة التي تتطور من مرحلة الالتهاب إلى مرحلة القطع الجزئي أو الكامل في الأوتار فإن حركة رفع الذراع وإبعادها عن الجسم تصبح صعبة جداً بل مستحيلة وتؤدي إلى إعاقة في استخدام الطرف العلوي المريض. بالإضافة إلى ذلك فإن الحالات التي يكون القطع فيها نتيجة إصابة مباشرة تكون شديدة من البداية كما يحصل عند بعض الرياضيين وكبار السن. أما التشخيص فعادة ما يكون بعد الفحص السريري الذي يبين وجود ضمور في عضلات الكتف وبروز في العظام وآلام عند تحريك الكتف وصعوبة في رفع الذراع للأمام. كما أن أشعة الرنين المغناطيسي هي الأفضل والأمثل في إظهار الأوتار المريضة ومدى شدة المرض ومكانه ووجود قطع الوتر من عدمه.
الخطة العلاجية
في البداية تكون الطرق العلاجية التحفظية هي الأفضل وذلك عن طريق الوسائل التالية:
1 - استخدام الأدوية المسكنة والأدوية المضادة للالتهابات
2 - إراحة المفصل عن طريق تجنب الأعمال المرهقة واستخدام وسادة طبية وعدم النوم على الجانب المريض.
3 - عمل جلسات مكثفة من العلاج الطبيعي لتخفيف الالتهاب والألم ولتقوية عضلات الكتف الأخرى.
4 -استخدام الإبر الموضعية التي تحتوي على دواء الديبوميدرول ذي الخاصية القوية المضادة للالتهاب والتي يمكن تكرارها لمرتين أو ثلاث إلى أن يتم القضاء على الالتهاب ولكن يجب عدم الافراط في استخدامها لأن ذلك قد يؤدي على المدى الطويل إلى ضعف الوتر وزيادة تعرضه للقطع الكامل أو الجزئي.
العلاج الجراحي
عندما يفشل العلاج التحفظي في إزالة الأعراض فإن التدخل الجراحي يكون هو الحل الوحيد لعلاج هذا المرض. هذا التدخل الجراحي يساعد في الغالبية العظمى من المرضى على إزالة الألم وإعادة الحركة للمفصل وهو يتكون من نوعين رئيسيين من العمليات.
النوع الأول هو عملية توسعة القناة التي تجري منها الأوتار والتي يؤدي الضيق فيها إلى التهاب هذه الأوتار وحصول القطع فيها. هذه العملية تعرف ب (Subacromial Decompersion) وهي تجرى عن طريق المنظار ولا تحتاج إلى تنويم في المستشفى وتبلغ نسبة نجاحها فوق التسعين في المائة.
النوع الثاني من العمليات هو عملية إصلاح أو ترقيع الأوتار المقطوعة وهي تختلف من شخص لآخر حسب مكان القطع وشدته ومدة المرض. هذه العملية قد تحتاج لفتحة جراحية كبيرة وقد تستلزم التنويم في المستشفى لبضعة أيام وهي أكبر وأكثر صعوب من النوع الأول من العمليات ولكنها ذات نسبة نجاح كبيرة في معظم الحالات.
ما بعد الجراحة
بغض النظر عن نوع العملية فإن مرحلة ما بعد الجراحة هي مرحلة مهمة وحرجة وذات ثقل في تحديد النتيجة النهائية للعلاج بعد الله، ففي الأيام والأسابيع الأولى بعد الجراحة يكون هناك برنامج يتكون من إراحة المفصل ثم التدرج في القيام بالحركات الدائرية للمفصل تحت إشراف اخصائي العلاج الطبيعي لعدة أسابيع ثم الانتقال إلى مرحلة الحركات الكاملة وتقوية العضلات والتي قد تستغرق عدة شهور وتستلزم تعاوناً كاملاً من قبل المريض أو المريضة والتزام بالتعليمات إلى أن يتم الشفاء بإذن الله. النصيحة النهائية يجب عدم إهمال علاج هذه الحالات عندما تكون في بدايتها حتى لا تتطور وتحتاج التدخل الجراحي الذي قد يكون طويلاً ومرهقاً عند بعض الناس.
|
ساحة النقاش