بسم الله الرحمن الرحيم

 - أتفهم أن الدعوه التي نادي بها البعض من المحامين  للإضراب عن حضور الجلسات هي إعلان عن اعتراض المحامين علي المشاريع المبدئيه المقترحه لتعديل بعض احكام قانون السلطه القضائيه  .

- وأقول في هذا الشأن (ولا أخشي فيما أراه حق إلا الله) أقول ما يلي :-

1 :- إن هذا الإضراب عن حضور الجلسات لا يوجد بشأنه  نصا يلزم القضاة بوجوب الاعتداد به إلا ما ورد في قانون الإجراءات الجنائية في المحاكمة أمام محاكم الجنايات فلا شك في أن بعض محاكم الجنايات ستتقيد بمسألة الإضراب ولكن تحت وصف أن المحامي لم يؤدي عمله وقد تحترم الإضراب ولو من الناحية الأدبية وهذا من حيث المبدأ مع حفظ حقها  في إيقاع الغرامة المنصوص عليها قانونا ودون الإخلال بالمسائلة التأديبية أو ندب محاميا بموافقة المتهم وان وافق المتهم سينتدب المحامي من النقابة -  وعليه فنحن أمام إضرابا وان وصف بأنه حق الا انه غير ملزما قانونا إلا أمام محاكم الجنايات على النحو المبين عاليه اللهم سوى من ناحية التقدير الشخصي  لكل هيئة محكمة على حدا وهي غير ملزمه بإيجابه لاسيما وأن هناك من يراقبها في التفتيش القضائي.

- وقد يؤثر تكتل المحامين خارج الجلسة ومناداتهم بالإضراب مما يؤدي إلي التأجيل الإداري من قبل المحكمة.

 2 - أنه مما لا شك فيه وان لم تؤجل الدعوي إداريا ولم يؤخذ بإضراب المحامين وحتي وان تأجلت اداريا بسبب الاضراب فأن من سيتضرر من هذا الإضراب هو جمهور المتقاضين (الموكلين) وعليه تختل عدالة المحامين ومن المحتمل أن يزيد على الاشكاليه محل المواجهة اشكاليات عدة مع المحامين وموكليهم الذين لا ناقة لهم ولا جمل فى الأمر بمجملة وأصبحوا ككبش فداء بسبب احتماليه عدم حضور الجلسات وعليه ستتزايد الأزمات ولكن بين المحامين والموكلين وسيحكم فيها هيئه قضائية بالطبع .

3  :-  أنه لاشك فى أن المحامي يؤدى رسالة خاصة أهم مميزاتها الدفاع عما يراه حقا حتى ولو لم يتقاضى أتعابا من موكله فما بالنا لو تقاضى أتعابا فهل يعقل الأ يحضر جلسة لموكله دون ذنبا من الموكل ؟

4 :-  انه للأسف وبفعل سوء الفكر والدعوات الغير مدروسه والغير ممنهجه للبعض من المحامين (و أأسف للمواجهه)  تتعدد وجهات نظر المحامين ما بين مستجيبا لاعمال الاضراب عن وعى وليس مشاركا ومسايرا دون قناعه وخوفا أحيانا من الجزاء التاديبي (في حاله وجود مجلس) - وما بين متحفظا ومتفاجأ.  

 وبدلا من أن يحترم كل فريق وجهة نظر الأخر ونبحث أسباب التحفظ وكيفيه معالجتها تجد للأسف مزايده ضد المتحفظين واتهامات بالتخازل والضعف بل و بالخيانة بل وتهديات فى بعض الأحيان بابلاغ النقابة لاتخاذ الوسائل التأديبيه ضد المتحفظ ومن هنا أيضا ندخل حيئنذ في منازعات جانبيه أخرى فنتنازع ونفشل وتذهب ريحنا 0

5 :-  أن هناك متحفظين من المحاميين من لا يقدمون أو يرحبون بالإضراب عن الجلسات وهناك حجج للمتحفظين الجديرة بالاحترام فمنهم من يتحفظ بأنه لا يمكن له أبدا أن يترك قضيته رهن الشطب – وبعضهم يفترض حضور الخصم ولو بوكيل وتقديمه لمستند هام في الدعوي وبالطبع لا يعتد القاضي بالاضراب ويقرر حجزها للحكم - ومن الوارد أن يتحفظ المتحفظون بأسباب أخرى من قبيل أن الدعوي خاصة لاحدي شقيقاته (نفقه مثلا أو غيره) – أو أن دعواه شخصيه -  أو لجار له -  أو لقريب له -  أو صديق -  أو حملها أمانه من زميل  - أو أنها مؤجلة أخرأجل  لتنفيذ قرار المحكمة وتم  تنفيذ قرار المحكمة - أو أن دعواه سيقرر فيها بالطعن بالتزوير على مستند قدمه خصمه أو جحده - أو أن حضوره لازما لتقديم مذكرة ختاميه بدفاعه أرهقته أياما عديده في الاعداد - أو أنه يرغب فى طلب تصريحات ما - أو أنه يلزم حضوره لكي يطلب لموكلته القضاء لها بصفه مؤقته بنقفه ما - أو أن الخصم يسوفه في طلب التأجيلات ويتمني حجز الدعوى للحكم - أو أنه ماثلا فى طعنا مدنيا أو جنائيا 0

أو أنه برفقته متهما بجنحه أو وكيلا عنه في المعارضه ويخشي أن يفوت عليه درجه من درجات التقاضى -  أو أنه مدعيا  بالحق المدنى ويخشى القضاء عليه باعتباره تاركا  لدعوتاه الجنائيه والمدنيه - أو أنه لا يريد شطب دعواه ولا سيما وأنه يعلن خصومه فى محافظات عده أو في الخارج وقد ورد الإعلان بعد شهور عديدة -  أو أنه يخشى من الشطب للمره الثانية وعليه ستعتبر دعواه كأن لم تكن - أو أنه مكلفا بالحضورلانه محامى تحت التمرين أو حملها امانه من زميل له – أو أن المتهم أو المدعي عليه محاميا مثله وهو وكيل معه أو عنه - أو أنه حديث الوكاله بشركة خاصه تعاقدت معه على أعمال خاصه أو موكلا جديدا وأنه (المحامي ) مدينا بسبب قله العمل ويريد أن يوفقه الله لاثبات كفاءه فى الحضور وعليه سيتقاضي اتعابا ويسد دينه أو يستطيع فتح بيته - أو أنه عقد العزم على طلب رد المحكمه لأسباب يراها موافقة للقانون وخط سير دعواه  - أو أنه بصدد قضاء مستعجلا لدعوى توافر فيها شرطي الخطر والاستعجال – أو انه علي علم بأن الدائره لن تستجيب لطلب الاضراب ويخشي أن يحدث ما لا يحمد عقباه -  وغير ذلك من مبررات المتحفظين على اعمال الاضراب العام (الذي أحذر منه) بعدم الحضور بالجلسات والمبررات والأمثله كثيره ووجيه – لاسيما وبدايه الموسم ولاسيما بعد الثوره وفي الأوقات القاتله التي تمر بها مصرنا.

6 :- أليست الدعوة لإلزام المحامين  بالإضراب المذكور  وإكراه الجميع عليه بحضور محاميا عن الكافة اعتداء على سلطة المحامى التقديرية فى اعمال الاضراب من عدمه واعتداء علي طلاقه تركيزه في عمله و على استقلال ارادته وحريته فى اتخاذ القرار (لاسيما وحينما يهدد بالاضطراب وإلا المسائلة التأديبية ) – لذا أحذر أيه نقيب قادم من هذا المسلك.

- وعليه فأن من العداله والأمانه أن لا نجور علي حقوق الأخرين أو علي أرزاق الاخرين (محامين وموكلين من المحتمل أن يقضي لهم بالبراءه فيعودون لفتح بيوتهم ) – وعلينا أن لا ننسي أن كل محامي هو انسانا  قبل أن يكون محاميا وأن من ندافع عنهم بشرا وتجمعنا معهم صفه الانسانيه وعليه فانسانيه المحامي مقدمه علي اكتسابه لصفته كمحامي وان الانسانيه من رسالة المحاماة وان من الانسانيه الشعور بالأخر – ولكي يهدأ الثائرون و حرصا علي مصلحه بلدنا فعلينا أن نثبت أننا حكماء  – وليعلم الجميع أن قراراتنا تراعي العداله وتتسم بالحكمه والمثابره في الحوار السلمي والمباشر مع الساده القضاه اعضاء لجان الاستماع والمجلس العسكري ومن قبل مع بعضنا البعض .

- وعليه أقول أنه يجب ألا يضر إضراب المحامين عن الجلسات بموكليهم – فعلي المحامي المقتنع بالإضراب عن الجلسات إبلاغ موكله بوقت مناسب ودعوته للحضور بمكتبه وإحاطته بأنه من الإمكان له الحضور بشخصه – وتوعيته بمقر المحكمة و بما تم في دعواه وما من المفترض أن يقدم أو يثار من طلبات فيها ...الخ  وتحرير محضرا عرفيا من صورتان بذلك وبإمضاء كليهما - علي أن لا يحصل الإضراب علي قضيه موكل لم يستطيع مقابله المحامي (أما لمرض أو لكبر سن أو لكونه في الخارج  أو في أقصي الأقاليم بمصر ولم يتمكن من الحضور وما يجب فيه حضور المحامي للأسباب يقدرها هو وحده  ... وما علي شاكلة ذلك ) - وتلك نسبه قليله.

- وليعلم الجميع أن الموكل إذا ما حضر سيؤمن بقضية المحامين لما من المحتمل أن يلاقيه من معاناة في انتظار الجلسات بل وفي عرض الطلبات وإثباتها وبالقطع ستضاف إلي جبهة المحامين جبهة العوام.

وهذا يستلزم بالقطع عدم غلق المحاكم واستمرار القضاة بالعمل.

- وأخيرا : - ولنكن جميعا علي يقين من أننا سننهي هذه الأزمة والتي اشتعلت كأي أزمة تشتعل من جراء  بعض النوايا  أو عن  قله دراسة ودراية أو تعسف وعدم موضوعيه وعزه في التراجع للحق وأغراضا أخري  كثيرة .

- عزيزي القارئ -  ما سبق مجرد وجهه نظر من محامي ممارس للمحاماة  ولتتذكر أن كل شخص مسئول عن عمله في الدنيا والاخره.

وأن العزم وترتيب الأوراق والإخلاص والتجرد من المصالح من أسرار  الانتصار.

اللهم بلغت اللهم فاشهد

بقلم

حازم محمود عبد الباقي

المحامي

تم بحمد الله

أقرأ موضوع ذات صله بالحدث  /

أيها المرشحين لمقعد نقيب المحامين أيها القضاه - انتبهوا 000000هناك العديد من المسائل المشتركة بين قانوني المحاماة والسلطة القضائية.

مواضيع ذات صله بالمحامين /

شارك معنا برأيك في التعديلات التي يريدها المحامين في قانون المحاماه - الجزء الأول.

سبق بمواد وتعديلات مقترحه في قانون المحاماة باستحداث موارد ولضمان حقوق المحامين المالية ولايجاد فرص لتحسين دخلهم لاسيما بعد الثوره (ج 1)