سارة والجدة فضيلة

رجعت سلوى من مدرستها، فتحت باب بيتها ودخلت، نظرت بدهشة، ثم ألقت سلوى حقيبتها المدرسية جانبا، وجرت مسرعة لتغلق صنبور المياه، وكان يتدفق منه الماء بشدة، وقد أغرق كثير من النباتات الصغيرة، وبدأ الماء يتسرب نحو مكتبة الجدة فضيلة.. ليغرق أرضيتها ويتسرب نحو الكتب..

أخيرا وصلت سلوى إلى الصنبور وبصعوبة بالغة استطاعت تغلقه. ث وقفت يلهث بشدة .. وهي تقول : الحمد لله.

ولكن فجأة انفجر صنبور آخر من مكان آخر، واندفعت المياه بسرعة شديدة نحو الممر، واندفعت سلوى تغلق الصنبور كلا اغلقت صنبورا اندفع آخر في كان آخر،

فجأة جاءها من خلفها صوتا صارخا: لماذا؟؟

التفتت سلوى ، فرأت أختها الصغيرة سارة غاضبة تلوح بيديها، قائلة: لماذا أفسدت لعبتي؟؟ قالت سلوى متعجبة: أي لعبة؟؟

سارة : هذه لعبتي.. كنت ألعب لعبة شلال المياه، وانزلق معه، وتنزلق لعبي أيضا معي، لقد أفسدت لعبي يا سلوى.

قالت سلوى معترضة: أنا الذي أفسدت لعبك؟؟

 أنت التي أفسد كل شيء، أغرقت النباتات بالماء.. ومكتبة جدتي التي كدت أن تغرقها.. و..

هنا خرجت الجدة فضيلة من مكتبتها، هي تبتسم، نظرت إلى سارة وقالت: يا صغيرتي.. العبي كما تشائين، فاللعب مهم جدا.. وأنت حرة في لعبك، بشرط ألا تخربي شيئا، ولا تضري أحدا..

نظرت الصغيرة سارة إلى جدتها وقالت: وهل لعبي تضر أحدًا يا جدتي؟؟

قالت الجدة: نعم يا صغيرتي

قالت سارة: إذن أنتم تمنعوني من اللعب؟؟ أريد أن ألعب ، أريد أن ألعب

قالت الجدة: بل العبي، ولكن لابد أن يكون لعبك منطقيا

قال سارة متعجبة : أنا كنت أسقي النبات وألعب بالماء!!!

قالت الجدة: لكن كثرة الماء تدمره.

قالت سلوى: وما فعلته إسراف نهانا الله عنه.

قالت الجدة: نعم يا سارة، قال تعالى : (قل أريتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين)

انتهت،،،

                     تأليف: د/ هيام عباس الحومي