في صباح يوم مشمس .. كانت خلود البنت الرقيقة تضع أرجلها في النهر .. نهر المودة.
في هذه اللحظة .. وعلى الجانب الآخر من النهر وقفت الساحرة الشريرة تنظر إلى النهر وتقول: سأجعل الناس يكرهون بعضهم. ثم أدارت قدرها بعد أن خلطت فيه خلطة الكراهية؛ التي أعدتها لتجمد نهر المودة.
ومع نظرة الشر من عينيها وبضحكة شريرة، سكبت الساحرة خليطها في ماء النهر، وهي تقول: فليتجمد نهر المودة.
وشيئا فشيئا بدأت مياه النهر تتجمد.. وينتشر التجمد في النهر كله
وتعلقت أرجل خلود الرقيقة في مياه النهر وتجمدت معها أرجلها.
في هذه اللحظة كان مازن في الحديقة الكبيرة يجمع الزهور ليحضرها إلى أخته خلود.
وكان كل من يشرب من مياه النهر تتسرب الكراهية إلى قلبه ، وتتصاعد أصوات الصرخات في البيوت، وتنطلق عبارات لأول مرة بين الأخوة والأصدقاء: أكرهك- لا أحبك – ابتعد عن هنا ..
وفي هذه اللحظة جاء عصفور خلود الصغير ليشرب من النهر ، فسمع كلمات الناس الغاضبة وما فيها من كراهية، ورأى خلود وهي عالقة في النهر وكادت كل مياه النهر تتجمد .. فهم العصفور الصغير ما يحدث وانطلق مسرعا ينادي مازن؛ لينقذ أخته وينقذ نهر المودة وأهل المدينة كلهم..
كانت الساحرة تشاهد وتسمع ما يفعله الناس وتضحك ضحكتها الشريرة في سعادة وفرح.
وفجأة انتبهت إلى صوت العصفور وهو ينادي مازن . فانطلقت خلفه تحاول أن تمسكه لتقتله ..
وزاد العصفور من سرعته، وتعثرت الساحرة وسقطت على الأرض، وتدحرجت في حفرة عميقة.
وصل العصفور إلى الحديقة وعرف مازن أن خلود في خطر.
ترك مازن الزهور وانطلق يجري نحو النهر والعصفور يتبعه.
وصل مازن إلى النهر وجرى نحو أخته، ولما وصل إليها وجدها تجمدت إلا رأسها.
أقبل مازن نحو أخته يشدها وهو يبكي .. سقطت دموعه الساخنة في النهر فأذابت الجليد المتجمد حول أرجل خلود.. وحركت خلود أرجلها فتحركت، وبكت خلود من فرحتها وتساقطت دموعها مع دموع أخيها على جليد النهر فأذابته كله. وعاد نهر المودة إلى ما كان.
قفزت خلود فرحه وعانقت أخاها وظلا يتقافزان من الفرحة، والعصفور يرفرف فوقهما .. وعاد نهر المودة صافيا وزالت الكراهية من قلوب أهل المدينة .
