روبي الأرنب.. وأبناء عمه
كان روبي الأرنب يحب الزراعة ويذهب إلى الحقل مع والده كل يوم، وزرع روبي مع والده جزرا كثيرا، وكان روبي يذهب كل يوم ليسقي الجزر ويرعاه، ومرت الأيام وكبر الجزر وجاء وقت الحصاد، وفي صباح يوم الحصاد استيقظ والد روبي مبكراً وأيقظ روبي وقال له: هيا اذهب إلى أعمامك وأولادهم واطلب منهم أن يحضروا لمساعدتنا في الحصاد.
ولكن روبي رفض وقال: كيف يا أبي نتعب ونزرع ونسقي وفي النهاية نعطيهم نصف المحصول!!
قال الأب: وماذا في ذلك؟ إنهم فقراء، لا حقل لهم ليزرعوه ولا مال لهم ليشتروا به ما يحتاجون، وهم أهلنا ولا بد أن نساعدهم.
قال روبي: ولكن يا أبي هذا ليس عدلاً.
قال الأب: روبي، كن ولداً طيباً واذهب لتفعل ما أمرتك به.
ولكن روبي لم يذهب إلى أعمامه كما أمره والده.
وانطلق الأب إلى الحقل وأخذ يحصد الجزر في همة ونشاط ويصنع منه حزما ويكومها لكل واحد من إخوته نصيب.
وفجأة وهو مشغول بتقسيم المحصول.. إذ هجم على الحقل قطيع من الغنم الأشرار.. وأخذوا يأكلون الجزر في شراهة وحاول الأب المسكين أن يمنعهم ولكنهم كانوا كثيرين، فأخذ يصرخ وينادي على ولده روبي أن يسرع إليه، وحضر روبي وحاول مع والده طرد الغنم الأشرار، ولكنه لم يستطع، وسأله والده عن أعمامه.. فسكت، وفقد الأب الأمل في إنقاذ محصول الحقل، ولم يعد في إمكانه أن يدافع عن حقله.
وفجأة رأى الغنم تجري هاربة من الحقل واتسعت عيناه من الدهشة عندما نظر إلى الجانب الآخر ورأى عصيان طويلة كثيرة تجري وراء الغنم ولكن زال عجبه عندما رأى من يحملون العصي..
إنهم أبناء إخوته الصغار.. كانوا يلعبون بالقرب من الحقل وشاهدوا ما حدث فانطلقوا يدافعون عن حقل عمهم.
وعندئذ طأطأ روبي برأسه خجلا مما حدث، وعرف أنهم يساعدون أبناء الأعمام بما يملكون من المال، وكذلك أبناء أعمامه يساعدونهم بالقوة وقت اللزوم، ورفع رأسه ونظر إلى أبيه وكأنه يعترف بخطئه، وقد عرف أن التعاون بين الجميع شيء ضروري.
انتهت،،،
