من المتكلمين إلى أصحاب قانون جذب المال: كيف تغير مفهوم الإيمان بالأرزاق؟
"رؤية تحليلية نقدية"
ملخص البحث:
إن التفكير في قضايا الأرزاق من النوازل العقدية المعاصرة؛ كما أن لها أثرها في ظهور نوع من الانحراف الفكري انعكس على المجتمع وأفراده في تصرفاتهم وتعاملاتهم خاصة مع انتشار النظريات المادية التي تسللت إلينا من الغرب. وقد شغلت القضية المفكرين قديما من خلال مناقشاتهم حول التقدير الإلهي، كما وجدت لنفسها اليوم طريقا إلى العقول، من خلال انتشار أفكار الطاقة وقوانينها وأهمها؛ قانون الجذب المالي، وقانون الاستحقاق. وقد أدى انتشار ما تحمله تلك القوانين من أفكار مناقضة للعقيدة، إلى حدوث منزلقات فكرية وفساد اعتقادي تجاه الإيمان بقضايا الأرزاق، مع ضعف الدين ونشر أفكار قانون الجذب للثراء، الذي يحمل في طياته دعوة إلى الكسل والبطالة، والاعتماد على قدرات العقل والتفكير والتفاعل مع ترددات الكون والشعور بالاستحقاق، والترويج لأكذوبة إعطاء الإنسان قدرات خارقة تتجاوز حدوده البشرية، وترك السعي واتخاذ الأسباب. فهو دعوة مغلفة لهدم عقيدة التوحيد؛ لأنه يطلب من غير الله. وإنكار كتابة الله لمقادير الخلائق، ووجوب الاستحقاق على الله تعالى مناقض للإيمان بالقدر. وهو الأمر الذي استدعى ضرورة كشف خفايا هذا القانون وما يحوي من خرافات عقلية يبهر بها السذج من الشباب، وبيان صوره الزائفة ودعاويه الباطلة، وضرورة نقده من خلال أصول العقيدة، والرد على من يزعمون توافقه مع الإيمان بالله والقدر في قضايا الأرزاق. ومن نتائج البحث: أن دعوة قانون الجذب إلى انفعال الذات مع الكون؛ ليعطيها ما أرادت، شرك صريح، كما أن اعتقاد الاستحقاق على الله تعالى مخالفة صريحة للاعتقاد في قدرة الله تعالى.
الكلمات المفتاحية: ( الرزق – الجذب- الاستحقاق- الثراء – الاعتقاد).
الدكتورة هيام عباس الحومي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع


