هل يمكن زراعة سمكة الحفش (منتجة الكافيار) فى مصر؟
محمد شهاب
سمكة الأستورجين (الحفش) سمكة ذات بوز طويل، ولها صفائح عظمية قوية بدلا من القشور تغطى أجزاء من الجسم على شكل صفوف، والذيل له فصين غير متساويين مثل ذيل سمك القرش لأن كلا العائلتين، القرش Carcharhinidae و الأستورجين Acipenseridae من الأسماك الغضروفية، حيث العمود الفقري غضروفي وليس عظميا، كما أن الفم لا يحتوى على أسنان، ومن ثم تعتمد في غذائها على شفط الكائنات البحرية الأصغر منها كالقشريات و الرخويات و الأسماك و النباتات البحرية. كما أن عائلة سمك الأستورجين ظهرت منذ حوالي 300 مليون سنة. و الأنواع الأحدث تواجدت في آسيا و أوروبا و شمال أمريكا. و قطر البيضة حوالي 2.5مم، ويشكل المبيض في الأنثى حوالي ثلث وزن الجسم عند التبويض.
التصنيف العلمى للحفش (للأستورجين) الأســــــــــــتورجين(الحفش)
Kingdom: Animalia
Phylum :Chordata
Class : Actinopterygii
Order : Acipenseriformes
Family : Acipenseridae
يوجد ثلاث أنواع أساسية من سمك الأستورجين في روسيا وهى:
1-أوسيترا Acipenser gueldenstaedtii وينتج عنه بطارخ ذات قيمة عالية ستورجين آمور
2- الاستورجين آمور (Amur Sturgeon) Acipenser schrencki
3- ستورجين سيبيرى Acipenser baerii و ينتج كافيار شبيه بكافيار من نوعية بيلوجا Beluga .
السمكة تعيش فى البحار و تتكاثر فى الأنهار anadromous، أقصى طول سجل له 300سم لذكر وأقصى وزن 190 كجم و أطول عمر مسجل 65 سنة، واللون الشائع نوعين بنى و رصاصى الجسم مدرع بخمس صفوف من الدروع و الدروع الظهرية 11-15 درع و الدروع الجانبية 32-47 درع والدروع البطنية 7-10 دروع، و السمكة تتغذى على الكائنات القاعية. تضع سمكة الأستورجين الناضجة (حوالى 15-25 سنة) بيضها خلال فترتى الربيع و الصيف بمناطق الأنهار، فى مناطق النهر ذات التيارات المائية الهادئة والأرضية الصخرية أو الرملية، ويتم ألتصاق البيض بالصخر حتى يتم فقسه بعد 5-8 أيام، وتظهر الشوارب بعد حوالى 12 يوما من الفقس، و البيض يكون عدده فى كل مرة من 100000 الى عدة ملايين بيضة. وتبقى في الأنهار وهى في أعمارها الصغيرة، و عندما تصبح يافعة وكذلك في سن البلوغ، فإنها تتواجد في الأنهار و مصباتها وكذلك البيئات البحرية. عادة تكون أعمار الإناث أطول من الذكور.
وقد أمكن تفريخها صناعيا ومن ثم زراعتها بمزارع سمكية. يتواجد في أعماق حوالي 20م و درجات حرارة المثلى لمعيشته 10- 20°م.
و السمكة بالإضافة إلى قيمة الكافيار المنتج من بيض إناثها، فهي من ثم ذات قيمة في الصيد لأكل لحمها، كما أنها تستخدم في الزينة بالأحواض المائية و متاحف الأحياء المائية Aquarium.
زراعة أسماك الأستورجين
عمر أستزراع الحفش(الأستورجين) حديثة نسبيا(حوالى 30 سنة تقريبا)، فقد قامت قليل من الدول بمحاولات لاستزراع سمك الاستورجين(الحفش)، وقد تكلل بعضها بالنجاح، ومن تلك الدول روسيا و إيران و فرنسا والسويد و النرويج وأمريكا وكندا والمكسيك و أسبانيا و لاتفيا و اورجواى و إسرائيل و السعودية و دولة الإمارات. حيث استطاعت تلك الدول بالتغلب على الظروف البيئية من حيث التحكم فيها (غالبا توفير درجة حرارة من 18 -26 درجة مئوية) و الماء ذات المواصفات الجيدة، وتوفير الغذاء المناسب للأسماك وتكاثرها. كما كان للاستزراع السمكي الفضل في الحفاظ على سمكة الأستورجين(الحفش) من الانقراض بعد نجاح محاولات تفريخها صناعيا، حيث أمكن إطلاق كمية من الزريعة الناتجة إلى مناطق اعتبرت بيئة مفضلة للأستورجين و التي كانت على وشك النضوب بسبب الصيد الجائر أو بسبب تلوث البيئة.
وتقول موسوعة ويكبيديا عن نهر الفولجا إنه أطول أنهار أوروبا وأغزرها. وهو يقع في الجزء الغربي الأوروبي من روسيا بطول يقدر بـ3690 كيلومترا، ويعد ممراً مائياً مهمّاً للنقل البحري داخل روسيا، ويصب النهر في بحر قزوين الغنى بأسماك الأستورجين (الحفش). و تبدأ زراعة الأستورجين من مرحلة التفريخ في أحواض صغيرة تنمو فيها أنواع من أسماك الحفش(الأستورجين). ثم تنقل إلى أحواض أكبر في عملية إيهام حيوية تضع الأسماك في بيئة مشابهة تماماً لرحلتها الطويلة إلى بحر قزوين، مروراً بنهر الفولجا الذي تُمضي فيه بياتاً لمدة شهرين.
أمكن الحصول على زريعته من مصادر خارجية لإنتاج سمك الحفش(الأستورجين) المهجن من روسيا وسيبيريا، وهذا النوع ينتج جميع أنواع أسماك الحفش(الأستورجين)التقليدية، التي تتم تربيتها في المياه العذبة، وتم الحصول على هجين أكثر ملائمة للإنتاج التجاري ووضعها في حضانات درجة حرارتها منخفضة، وبعد الفقس يتم توزيعها في أحواض أسمنتية أو بلاستيكية، ثم يتم تغذيتها بواسطة بعض الأوليات الحية (الارتيميا)، بعد ذلك يتم نقلها إلى مجموعة أخرى من الأحواض لتنمو بحجم 20جم إلى أن يبلغ وزنها خلال 18شهراً 2500جم، وتتم تربية الإناث إلى أن تصل إلى العمر الإنتاجي خلال 4- 5سنوات في حين يحتاج السمك الذي يربى طبيعياً من 10-12سنة وربما حتى عمر 23 سنة، حتى يبلغ مرحلة الإنتاج، ويتم نقل الإناث بمستودع مجهز بتسهيلات أحواض مياه باردة تصل درجة حرارته إلى 3م، وتظل في فترة بيات شتوي من 3 – 5 أشهر حتى الوقت المناسب للحصاد.
يمكن الجزم بوجود طرق متعددة لزراعة الأستورجين، حيث أن بعض الدول مثل روسيا تعتبر طريقة زراعة و تفريخ و تربية الأستورجين من الأسرار التي يجب عدم إفشاءها.
و يمكن تصور الوضع على هذا الشكل: المزارع تنتج 84% من الإنتاج العالمي من الكافيار بينما الصيد مسئول عن 16% فقط من الإنتاج.
من ثم عند الرغبة فى إنتاج نوع سمكى عالى القيمة التسويقية عالميا، كما فعلت الصين و فيتنام و شيلى و غيرها لإنتاج الىسالمون و الجمبرى، فكان لابد من أحد طريقين و ربما الطريقين معا:
- التعاون مع دول نجحت فى هذا المجال، بشروط تحقق مصلحة الطرفين، دون إجحاف بحقوق اى طرف.
- الاعتماد على الذات، مما يقتضى توفر قاعدة علمية فعالة و رؤية واضحة، و تمويل كافى.
من ثم لو رغبنا فى زراعة الحفش(الأستورجين) فى مصر سيكون أهم المعوقات:
- الحصول على زريعته لإنتاج سمك الحفش(الأستورجين)، غالبا المهجن من روسيا وسيبيريا.
- او كبديل للمخصب الروسى، بيض الحفش المخصب من منطقة بحر قزوين.
- تربية الإناث المهجنه إلى أن تصل إلى العمر الإنتاجي خلال 4- 5سنوات(ربما تم التوصل لعمر نضج إناث أقل).
- توفير حضانات درجة حرارتها منخفضة نسبيا و مياهها عذبة(غالبا توفير درجة حرارة من 18 -26 درجة مئوية).
- تغذية السمك حديث الفقس بواسطة بعض الأوليات الحية(الارتيميا).
- نقل الإناث لأحواض مياه باردة تصل درجة حرارته إلى 3م، وتظل في فترة بيات شتوي من 3 – 5 أشهر حتى الوقت المناسب للحصاد.
لمزيد من المعلومات يمكن التواصل مع الروابط التالية المتعلقة بالمزارع السمكية:
https://www.facebook.com/groups/210540498958655/
ساحة النقاش