محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

<!--

 

السمك و أذواق الشعوب

محمد شهاب

لكل شعب تذوقه الخاص بالطعام، فلكل شعب و لأسباب تاريخية في المقام الأول، و لأسباب تتعلق بثقافة الشعوب، و الوضع الأقتصادى و الاجتماعي و حتى ظروف المناخ، تتحدد أذوق الشعوب، فمصر كشعب من شعوب العالم، ذات تاريخ يرجع لآلاف السنين، تشكل لها تاريخ لأنواع الغذاء الذي يناوله شعبها، فالسمك، و منذ عدة آلاف من السنين، كان له مكانة خاصة، نظرا لوجود نهر النيل، و سواحل بحرية على المتوسط و الأحمر، كان البلطي يشكل أفضلية لدى المصريين، فحدث أن قام النبلاء ببناء أحواض مائية في حدائق منازلهم الخلفية، ووضعوا بها البلطي، لممارسة هواية الصيد، فكانت أول مزرعة سمكية في التاريخ. كانت هناك أنواع بجانب البلطي في مصر منها الكلبه(كان يملح و يصنع منه الملوحة في جنوب مصر، و الفهاقه و القرموط و ثعبان السمك و غيرها من اسماك مياه العذبة، و التي وجدت صورها على جدران فرعونية، و أوراق بردى، و فخاريات، أدوات و تماثيل، هذا بالإضافة للأسماك البحرية التي اعتاد سكان البحر المتوسط و الأحمر صيدها و أكلها.

مما سبق نجد أن تاريخا قد صنع، و من ثم فتغيير تاريخ شعب و علاقته بحيواناته و أسماكه و طيوره، ليس من الأمور السهلة، فقد أنتقل بعض من أبناء الطبقة الوسطى و الفقيرة لتناول اسماك مجمدة مثل الشاخورة و غيرها، كما ظهرت مؤخرا اسماك فيليه فيتنامية(الباسا) و هي نوع من اسماك القراميط، تكثر في فيتنام، و التي أصبح لها طلب عالمي، و أحرزت سمعه طيبة مع مصدرها الرئيسي دولة فيتنام.

فقط لمن يريد إدخال أنواع جديدة كسمكة المبروك، و التي أدخلت في النصف الأول من القرن العشرين، و بواسطة وزارة الري، كوسيلة لنشرها في مجارى مصر المائية، كوسيلة لمكافحة الحشائش المائية)عام 1943 بدأت مزرعة القناطر الخيرية إجراء بحوث على أقلمة وتفريخ المبروك والبلطي الموزمبيقي - عام 1949 مزرعة السرو جنوب المنزلة على مساحة 30 فدان ومعها مركز تدريب وتفريخ لأسماك المبروك والقراميط - عام 1954تم إجراء تجارب لأستزراع المبروك في حقول الأرز). و لكن سمكة المبروك كطعام، لم تشكل أولوية على مائدة طعام المصريين بعد مرور أكثر من نصف قرن على دخولها مجارى مصر المائية، على الرغم من التدنى الواضح لسعرها بالأسواق، ربما يقوم بعض بائعى الفسيخ ببيع فسيخ من سمك مبروك الحشائش شبيه البورى، و هو نوع من الغش التجارى فى سوق الفسيخ المصرى.

 من ثم من يقدموا مشروعات للتوسع في زراعة سمك المبروك و غيره من الأسماك في مصر، أن يلاحظوا أمران في غاية الأهمية، الأول تسويقه، و الثاني وهو القدرة على تغيير عادة الشعب المصري في تفضيله لنوع دون آخر من السمك. عندها يفرض هذا النوع نفسه، و تزيد قيمته التسويقية.

ما حدث في سمكة البياض catfish في أمريكا جدير بالدراسة، فبعد أن كانت غذاء الأمريكيين في ولاياتها الجنوبية، خاصة من ذوى الأصول الأفريقية، أصبحت تباع بكافة الأشكال في السوبر ماركت(كاملة-شرائح-صوابع-ستيك)، و في محلات الغذاء السريع مثل ماكدونالد، على شكل هامبورجر، و غيره. وأصبحت الأكثر من حيث المساحة في المزارع السمكية بها حتى وقت قريب. و لم يحدث هذا مصادفة، فقد قامت وسائل الأعلام و مزارعي الأسماك، و الجامعات خاصة أقسام الإرشاد الزراعي بها بدور كبير، جعلت في النهاية، سمكة البياض سمكة مفضلة لدى كثير من الأمريكيين، بغض النظر عن اللون و الثقافة و الاقتصاد.  

<!--[endif] -->
المصدر: محمد شهاب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 211 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,907,366