خبير و شاهد عيان و ليس حوار طرشان

مهندس ز./ محمد شهاب

هذا كان ردى على ما تلقيته من بريد الكترونى صادر من الدكتور عبد العزيز نوربتاريخ 30/12/2011

الأستاذ الدكتور/ عبد العزيز نور

تحياتي.. و كل عام و انتم بخير بمناسبة العام الميلادي الجديد 2012

تلقيت بريدكم الإلكتروني بتاريخ 30/12/2011، و لقد لاحظت به بعد العبارات ما كنت أتمنى من أكاديمي مثلكم أن يرددها و انتم مسئولين عن جيل جديد يفترض فيه اكتساب ثقافة الحوار التي يتعلمها من أساتذته. فقد وردت العبارات التالية:

- فما اسرده أصبح واقعا وحقيقة بعد أن كان حلما وخيالا من وجهة نظرك التي تستند بها على معلومات بدائية قديمة وعفا عنها الزمن.

- ولكننا في زمن حديث الطرشان الجميع يتكلم في آن واحد دون ان يستمع احد للاخر.

على كل حال، لا انسي تقديمي الشكر لكم، فبعد مقالتي(مشاريع وهمية للاستزراع السمكي) التي قرأها 286 قارئ في 18 أكتوبر و حتى الأن، من زوار صفحتي الشخصية على كنانة أون لاين، و التى زاد زوارها من 1700 في أكتوبر إلى أن أصبحوا الآن بعد نشر المقالة 6220 زائر، وبعد نشر 55 مقالة و 37 صورة.

http://kenanaonline.com/users/hatmheet/posts

أما ردى على ما ورد في رسالتكم، فإنني أتمنى أن لا اكرر ما قلته، خاصة و أنكم ذكرتم (.. وإنتاج مائة وعشرون ألف طن من الأسماك التصديرية) لعلكم لم تقرأوا القرار الوزاري المشترك رقم 1909 لسنة 2001 الصادر من وزارة الزراعة و استصلاح الأراضي بشأن الشروط و الإجراءات  الخاصة بتصدير الأسماك و المنتجات البحرية الى دول الاتحاد الأوروبي، و على حسب ما أعرف فإننا صدرنا  6727 طن من الأسماك عام 2010 و نستورد حسب الأوراق الرسمية حوالي 137 ألف طن، والبعض يقول حوالي مليون طن أسماك مستوردة، ليس من ضمنها أسماك مزارع سمكية. فدول العالم لا تستورد اسماك تزرع قرب مناطق صناعية خاصة مصانع بترو كيماويات و مبيدات و طرق مواصلات و مناطق سكنية و عشوائية.

 أما بخصوص قولكم (...ويقيم بها حاليا عدد من شباب الخريجين الذين حصلوا على دورات تدريبية مكثفة في الاستزراع السمكي البحري تحت إشرافنا بكلية الز راعة جامعة الإسكندرية ويقومون بزراعة الأسماك البحرية - قاروص ودنيس ولوت وبورى ووقار- فى زراعات مكثفة ناجحة....) فالسؤال هل توجد مفرخات لإنتاج زريعة الأسماك البحرية بشكل تجارى تكفى لاستمرارية تلك المزارع بشكل اقتصادي؟

كذلك ذكرتم بخصوص الموقع المقترح وادى مريوط(...وتغذى بالرشح من مياة البحر والصرف الزراعى للمناطق الزراعية)، هل تعتقد من تحليل التربة بالمنطقة مرتفعة فى كربونات و بيكربونات الكالسيوم عندما يمر بها ماء الرشح ترفع من عسر المياه من ناحية، و هذا المكان من غير الممكن تجفيفة تماما كل عام، حتى يتم التخلص من الضار بالتربة و تصبح غير ممرضة للأسماك، و ذلك حسب ما يجرى فى المزارع الناجحة.

ثم هل نتوقع منطقة غرب الإسكندرية، ذات كم ضخم من مصانع البتر وكيماويات و الحديد و الأسمنت ستكون مجاريها المائية خالية من التلوث، خاصة أن الإسكندرية يسكنها حوالي 8 مليون نسمة، الكل يعرف أن مياه بحيرة مريوط تعانى من صرفهم الصحي و الصناعي و التجاري. و لقد نشر الكثير حول تلوث بحيرة مريوط سواء من معهد الصحة العامة أو معهد الدراسات العليا و البحوث بجامعة الإسكندرية؟

و عند السؤال حول أفضل أماكن و أكثرها جدوى اقتصادية و فنية و أمنية، لاشك لن تكون محافظة الإسكندرية هي المكان الأمثل لتلك المشاريع.

دعني أذكركم بأنكم تحوزوا مزرعة سمكية بالإسكندرية، في منطقة زاوية عبد القادر، و عند استئجارها من الهيئة في بدايات التسعينات من القرن الماضي و كان من شركائكم فيها، المغفور له دكتور أبو عقادة رئيس المجلس المحلى وقتها، و أثنين آخرين كانوا وقتها من طلبة الدكتوراه في قسمكم (قسم الإنتاج الحيواني –زراعة الشاطبى) و كانوا يمتلكوا شركة للمقاولات، و هذه المزرعة بها كل ما لا ينصح به عند إقامة مزرعة سمكية[ملاصقة لشركة مصر للبترول (مبيدات من مصنع الكيماويات) و مجاورة لها شركة العامرية للبترول – وشركة مصر للبترول –و الشركة العامة للبترول]، كما أن خط كهرباء ضغط عالي (38 ألف فولت) يمر فوقها، و بالقرب منها كل من (شركات جاسكو – و شركة أنابيب البترول – و شركة بتر وجت) ، ثم يطل عليها منطقة مساكن عشوائية، و خط سكة حديد مرسى مطروح، و يبعد عنها بأقل من 3 كم طريق الإسكندرية – القاهرة الصحراوي، و مصدر تغذيتها بالمياه ما ينشع من بحيرة مريوط، و لن أكل أكثر من ذلك بخصوص تلك المزرعة التي عادة ما لا تذكرها سيادتكم.

ثم أنني اذكر إنكم في الصيف الماضي قدمتم أفكاركم بخصوص مستقبل مزارع مصر السمكية، في مجموعة مصرية متخصصة في المزارع السمكية على الفيس بوك، و لا أظنني أفضل ذكر ردود المتخصصين في المجال وهم أعضاء بالمجموعة(كبار خبراء من الهيئة، و أكاديميين، و مزارعي أسماك ...الخ)، وذلك رحمة بكم.

دعنى أسأل، لماذا لا نستفيد من وجود جامعة الإسكندرية و الأكاديمية العربية للعلوم و التكنولوجيا و النقل البحري و جامعة سنجور، و الكلية البحرية، في الاتجاه لتدريس علوم الأسماك و المزارع البحرية للمصريين و الدول العربية و دول أفريقيا. خاصة و أن مصر الأولى على مستوى الدول العربية و أفريقيا و البحر المتوسط و الشرق الأوسط في إنتاج مزارعها السمكية و ترتيبها 12 عالميا، معظم هذا الإنتاج من محافظات غير الإسكندرية (أكثر من 30% من إنتاج مزارع مصر يأتى من محافظة كفر الشيخ).

ربما تصريح أخير لرئيس مجلس إدارة الهيئة  وكان مع محافظ الإسكندرية أثناء تفقد أعمال التطهير في بحيرة مريوط خلال شهر ديسمبر، تناول توسيع المساحة المطروحة لأعمال الاستزراع السمكي بالبحيرة، و لقد كتبت لهما موضحا ما يترتب على إقامة مزارع سمكية في تلك المنطقة، خاصة ما حدث لمزرعة شركة مريوط للمزارع السمكية المنهارة، من الراحل الدكتور شوقى البرديسى مهندس فكرة المزرعة و معه خبراء مصريين و أجانب، و أنتم ترون أننا بعد ثورة 25 يناير، لا بد أن الكثيرين من كبار التنفيذيين تعلموا من درس قاسى لكبار تنفيذيين، خاصة المتواجدين في سجن طره من رؤساء وزراء سابقين، ووزراء منهم وزيران للزارعة. و من ثم أتمنى أن يراعى الجميع مصلحة الوطن، و المواطنين خاصة الشباب حتى لا نغرقهم فى مشاريع تغرقهم بدلا من أن تنمى قدراتهم.

مع تحياتي

مهندس ز./ محمد عبد الحميد شهاب

نرجو زيارتكم لمتابعة احدث الأخبار و الحوارت حول المزارع السمكية فى مجموعة (المزارع السمكية Aquacultures) على الفيس بوك :

http://www.facebook.com/groups/210540498958655/