أسماك البحر الأحمر مقصد سياحى جديد
إعداد/ محمد شهاب
خبير بعلوم البحار: 15 نوعا من عائلة «الشعور» تسكن هذه المنطقة.
البحر الأحمر ــ عرفات على
تعد الثروة السمكية فى محافظة البحر الأحمر هى العامل المشترك بين قطاع السياحة من جانب وعملية الغذاء من جانب آخر، حيث تلعب دورا محوريا فى حركة الجذب السياحى للمنطقة، خاصة الأسماك الملونة والزينة التى يبلغ عدد أنواعها نحو 1500 نوع تسكن الشعاب المرجانية، ومن هنا تأتى أهميتها الكبيرة فى خدمة صناعة الغوص وهناك 300 نوع تسمي الأسماك الاقتصادية وهى مصدر الغذاء. السؤال الذى تطرحه الأهرام وتحاول الإجابة عنه يقول: كيف كانت الثروة السمكية فى البحر الأحمر فى الماضى وكيف أصبحت الآن فى ظل تنوع الأنشطة البحرية وزيادة عدد العائمات والزيادة السكانية المطردة؟ وهل البحر الأحمر أصبح منطقة للصيد؟ وكيف يمكن تنمية هذه الثروة ذات البعد الإستراتيجي؟ وغير ذلك .
بداية يقول شاذلى محمد علي، أحد أشهر الصيادين بمنطقة جنوب البحر الأحمر: إن الثروة السمكية كان لها الفضل الأول فى نشأة معظم مدن المحافظة خاصة القصير ومعظم مناطق الجنوب وكذلك الغردقة عاصمة المحافظة، حيث كانت الحرفة الأولى قبل أن تعرف المنطقة قطاع السياحة والبترول والتعدين، وحتى الآن يعيش على دخلها ومن ورائها آلاف الأسر على مستوى المحافظة خاصة بمدن القصير والجنوب ، كما تمثل عصب حركة الجذب السياحى للمنطقة. ويضيف أن لكل مدينة مرسى صيد يمثل حركة سروح المراكب واستقبالها ، وأن أهم مناطق للصيد على مستوى المحافظة تبدأ من القصير مرورا بمرسى علم والشلاتين وحلايب وأبو رماد ، وأشهرها الشلاتين ومجاوراتها، لعدة أسباب منها احتواؤها على عدة جزر وشعاب مرجانية تمثل بيوتا للأسماك، كما أن بها أكبر عدد من مراكب الصيد .
وحول الأسباب التى تجعل جنوب المحافظة ملتقى لمعظم أنواع الثروة السمكية، يقول: لأن الجنوب أول ما يستقبل الثروة السمكية المهاجرة من المحيط الهندى التى تأتى عبر باب المندب وتدخل مصر باحثة عن مناخ معتدل يتوافر فى المياه الإقليمية المصرية وفى هذه المناطق تقوم الأسماك بوضع الزريعة وهو ما يعرف بموسم التكاثر ثم تواصل رحلتها إلى منطقة رأس محمد شمالا ثم تعود مرة أخرى ولكن هذه المرة تكون أحجامها قد كبرت و تدخل أعماق المياه، وأهم الأنواع التى تأتى مهاجرة هى الطراد والناجل والمرجان وباركودا والدراك وغيرها .
بينما يقول ناجح عبد المالك، تاجر سمك: هناك أنواع شعبية تناسب الأسر المحدودة الدخل ومنها الحريد والسيجان والمحسنى والخرمان والتونة والسردينة والباغة، أما الأسماك العالية الثمن فمنها الناجل والمرجان والكاليمارى والدراك وغيرها. وعن أسباب ارتفاع أسعار الأسماك خلال الفترة الأخيرة يقول إن هناك عدة أسباب منها عملية التصدير والزيادة السكانية المطردة لمدن المحافظة وزيادة حركة التدفق السياحى والصيد الجائر .
وحول الأبحاث العلمية التى تلعب دورا رئيسيا فى تنمية الثروة السمكية والحفاظ عليها كونها تمثل بعدا إستراتيجيا للأنشطة الاقتصادية بمدن المحافظة، أكد الدكتور أشرف صديق محمد، أستاذ المصايد البحرية بمعهد علوم البحار بالغردقة، أن الأجهزة العلمية بالمعهد انتهت ، بالتنسيق مع الهيئة العامة للثروة السمكية، من إعداد خريطة للمناطق التى تصلح لإقامة مزارع سمكية على طول سواحل البحر الأحمر لعرضها على المستثمرين الراغبين فى إقامة مشروعات فى هذا القطاع. يأتي ذلك فى إطار العمل على تنمية قطاع الثروة السمكية لتوفير الأسماك اللازمة لقطاع السياحة وسكان البحر الأحمر، كما أن إحدى الدراسات التى أجراها المتخصصون فى علوم البحار مؤخرا حول نوعية عائلة أسماك الشعور التى تشتهر بها مياه البحر الأحمر ويرغبها قطاع كبير من المواطنين والسائحين أكدت أن مياه المنطقة تحتوى على 15 نوعا من هذه العائلة، وقد اعتمدت الدراسة التى استمرت سنتين على زيارات ميدانية لحلقات وشوادر الأسماك بمدن المحافظة، وتصوير هذه النوعيات وفحصها ، وأخذ عينات منها وتحديد الصفات المميزة لكل نوع على حدة، وأن أهم هذه الأنواع البنقص و الخمخم والمحسني والشركس والحر وأبو نقطة وأبوعين وغيرها .
وأشار صديق إلى أن معهد علوم البحار يتبني العديد من المشروعات البحثية التى تتعلق بالاستزراع السمكي وتنميته داخل مياه البحر ومنها مشروع لاستزراع الأصداف التى تكون اللؤلؤ، بهدف زيادة هذه النوعية، بما يسمح باستزراع اللؤلؤ على نطاق تجاري ، بالإضافة إلى مشاريع لاستزراع الشعاب المرجانية فى المناطق التى كانت قد أضيرت وفى مناطق جديدة، وذلك من خلال جمع بويضات هذه الشعاب فى موسم التكاثر ووضعها داخل المناطق المستهدفة زراعتها أو من خلال أخذ أجزاء من الحيود المرجانية وزراعتها ، وهناك تجربتان أثبتتا نجاحهما فى هذ المجال.
ساحة النقاش