"متحف بيرك".. 11 مليون عينة سمكية
إعداد/ محمد شهاب
الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
علم الأسماك مجال مثير يستكشف العالم السري للأسماك بمختلف أنواعها، وفي قلب سياتل في واشنطن يُعتبر متحف بيرك ملاذاً لمحبي العلوم البحرية، إذ يحتفظ بأكثر من 11 مليون عينة سمكية من جميع أنحاء العالم، ويركز بشكل خاص على أسماك شمال المحيط الهادئ وبحر بيرنغ، إضافة إلى موائل المياه العذبة في شمال غرب المحيط الهادئ، ويُعتبر هذا المتحف الأكبر من نوعه في أمريكا الشمالية، كما يحتوي على أكبر مجموعة من بيض الأسماك ويرقاتها في العالم، ما يتيح للعلماء دراسة مراحل النمو والتطور لهذه الكائنات المدهشة، كما تُعرض هذه العينات بدقة على الرفوف كما لو كانت كتباً في المكتبة، ما يعكس الاهتمام البالغ بالتفاصيل وحفظ التاريخ الطبيعي.
عند التجول في أروقة المتحف، يمكن للزوار رؤية عينات مذهلة مثل «Ceratias holboelli»، وهي سمكة أعماق بحرية حيث تعيش في أعماق المحيطات وبعيداً عن سطح الماء حيث يكون الضغط عالياً والضوء نادراً، كما تتميز بفكها المفترس الواسع، و«Mola mola»، التي تُعرف بأكبر سمكة عظمية في العالم.
هذا الكم الهائل من العينات يحفز الفضول ويدعو الزوار للتفكير في أعماق المحيطات المظلمة وما تخفيه من أسرار، إذ وسط أروقة هذا المتحف، يمكن مشاهدة بعض الأسماك الأكثر غرابة وترويعاً من التي تعرفها البشرية، مثل أسماك القرش الصغيرة ذات الأسنان الحادة التي تبدو كأسنان مصاصي الدماء، والأسماك الضخمة المنتفخة التي تحمل ذكورها الطفيلية الصغيرة الملتصقة بها كأنها مخلوقات من أفلام الخيال العلمي، ولا تكمن أهمية هذه المجموعة فقط في جمالها وتنوعها، بل في دورها الحيوي في فهم التاريخ البيولوجي للمحيطات وتأثير التغير المناخي في الحياة البحرية، ومع تزايد انقراض الأنواع، يصبح علم الأسماك أكثر أهمية من أي وقت مضى، إذ يساعدنا في تعلم دروس من الماضي للحفاظ على مستقبل أكثر إشراقاً.
ساحة النقاش