استزراع أسماك جديدة من سلالة «المهرج» بمعهد علوم بحار الإسكندرية
إعداد/محمد شهاب
توصل فريق بحثى برئاسة الدكتورة هبة سعد الدين، مدير المفرخ البحرى بمحطة بحوث المكس التطبيقية، ورئيس معمل تناسل وتفريخ الأسماك، التابع لمعهد علوم البحار والمصايد فى الإسكندرية، إلى إمكانية استزراع والمحافظة على أنواع جديدة من أسماك المهرج، وهى من الأسماك مرتفعة الثمن التى يحرص العديد من الهواة على اقتنائها فى منازلهم ومكاتبهم ويصل سعر الواحدة الصغيرة لـ500 جنيه. وقالت «سعد الدين»، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، باعتبارها الباحث الرئيسى للمشروع البحثى المعنون بـ«النهوض باستزراع أسماك الزينة فى مصر»، إن المشروع يستهدف إمكانية استزراع والمحافظة على نوع أسماك نيمو البحر الأحمر الملونة، أو أسماك المهرج، باستخدام اتجاهات وطرق مختلفة للتفريخ والتغذية والرعاية لتحسين إنتاج حجم التسويق على نطاق واسع وأيضا العمل على تفريخ أنواع أخرى من الأسماك العذبة يتم استيرادها من الخارج، وتوفيرها فى السوق بأسعار اقتصادية مخفضة، وبالأخص اسماك البحر الأحمر سمكة النيمو البحرية أو سمكة الكلاون. وأشارت إلى أن المشروع يحظى بدعم كبير من الدكتور عادل على أحمد، رئيس المعهد القومى لعلوم البحار، والدكتورة عبير منير، مدير فرع المعهد للبحر المتوسط، والدكتور حسام عيسى، رئيس شعبة الأحياء المائية، مشيرة إلى أنه تم خلال المشروع، استكشاف مفتاح نجاح عملية رعاية يرقات أسماك نيمو فى الوقت الحرج الذى يزداد فيه معدل الوفيات باستخدام أنواع وأحجام مناسبة من الغذاء الحى التى تحقق أعلى معدلات نمو وإعاشة وأسبقية فى التلوين.
وأوضحت «هبة» أنه تم خلال المشروع تقييم تفريخ سمكة الانيمون فى الأسر، باستخدام نوعيات مختلفة من المغذيات الطبيعية، كما تمت دراسة العوامل البيئية بالأخص الأنظمة الضوئية أو الريجيم الضوئى وتأثيرها على التصبغ لليرقات والأداء التناسلى للسمكة عند التفريخ، مشيرة إلى أن الفريق البحثى بالمشروع تمكن من تفريخ سمكة النيمو لأول مرة فى مصر، ونشر بحث فى مجلة مصنفة عالميا يشرح طريقة تفريخها وتبسيط عملية رعاية يرقاتها الأولية فى المرحلة الحرجة من عمرها.
وعن سمكة المهرج، قالت الدكتورة هبة سعد الدين إن الاسم العلمى لها (Amphiprioninae) أو شقائق النعمان المهرج، وتعيش سمكة المهرج فى المحيط الهادئ والمحيط الهندى ابتداءً من شمال غرب أستراليا، وجنوب شرق آسيا، وإندونيسيا، وصولاً إلى تايوان وجزر ريوكيو اليابانية، واكتسب هذا النوع من الأسماك شهرةً واسعةً فى عالم الأفلام بعد بث فيلم الرسوم المتحركة نيمو عام 2003، وهى من أجمل الأسماك فى العالم ويعشقها كثير من الهواة ويحبها الأطفال فى كل أنحاء العالم ويصعب الحصول عليها ومهددة بالانقراض نظرا للظروف المناخية المتغيرة والمستمرة التى تخالف الظروف الملائمة لإعاشتها وتكاثرها، كما أن هناك تلوثا بالعناصر الثقيلة يتغلغل فى بحورنا المصرية ويحول دون نموها وتكاثرها، علاوة على تأثيره السلبى على ألوانها الزاهية الجميلة البراقة.
وتابعت : «تعيش سمكة المهرج بين الشعاب_المرجانية حول أنواع معينة من شقائق نعمان البحر التى تستخدم مخالبها السامة للحصول على الطعام ، وتتمكّن من الاقتراب من الشقائق النعمانية عبر تطوير مناعة ضد السم من خلال لمس شقائق النعمان بعناية فائقة عبر أجزاء مختلفة من جسمها حتى يتأقلم معها ، كما يحمى السمكة طبقة مخاطية على جلدها تجعلها فى مأمن من السم الذى تُطلقه شقائق النعمان ، والذى يتسبب فى موت العديد من الأسماك الأخرى، وهذا ما يُساهم فى خلق علاقة تكافلية رائعة بين سمكة المهرج وشقائق نعمان البحر ، إذ تُوفّر شقائق النعمان الحماية وبقايا الطعام لسمكة المهرج ، بينما تجلب سمكة المهرج الطعام إلى شقائق النعمان وتُخلّصها من الطفيليات الممرضة للسمكة».
وعن غذاء سمكة المهرج ، أوضحت أنها تتغذّى على النباتات ، و #الطحالب ، والرخويات ، والقشريات ، والعوالق النباتية ، والعوالق الحيوانية ، بالمقابل تُشكّل المادة البرازية لأسماك المهرج طعاماً مغذياً لشقائق النعمان البحرية ، وتُربّى سمكة المهرج فى أحواض الزينة فى الأسر ، ويُمكنها البقاء فيها على قيد الحياة لمدة 3- 5 سنوات فقط ، بينما تعيش أسماك المهرج لفترة أطول فى البحار تصل إلى 10 سنوات ، وتُهاجر للتكاثر فى الشتاء إلى المياه العميقة بحثاً عن الدفء ، كما أنها تعيش وفق نظام اجتماعى صارم ، إذ يُسيطر عليهم الإناث الأكثر عدوانية ، وتكون جميع المواليد ذكوراً ، ويستطيع الذكر تحويل جنسه عندما تموت الأنثى المهيمنة ، فيُحول الذكر نفسه إلى أنثى.
وقالت إن ذكور أسماك المهرج آباء مخلصون. ، فهم من يقوم بتهيئة العش للإناث ، وحراسة البيض ، وتنظيف العش ، ويحدث التبويض عند أنثى أسماك المهرج نحو 3 مرات فى الشهر ، وعادةً ما تضع الأنثى البيض فى الصباح الباكر ، إذ تضع من 600- 1600 بيضة فى مجموعات صغيرة على سطح صلب كالصخور ، وذلك بعد قيام الذكر بتنظيف السطح الصلب حول كتلة الأعشاب البحرية ، حيث يتولى الذكر مهمة رعاية البيض والتهوية عليه حتى تبدأ بالفقس بعد 9- 10 أيام ، بعدها يفقس تقريباً كل بيض سمكة المهرج المخصّب ، ويصل إلى مرحلة البلوغ والمرحلة الحرجة هى عمر اليرقات إذا مرت بعناية فائقة من التغذية والرعاية تحقق معدل إعاشة عاليًا.
وكشفت «هبة» عن أن فريق العمل بالمشروع نجح أيضاً فى تفريخ العديد من الأسماك العذبة لزيادة الطلب عليها والتى تكلف الدولة عملة صعبة فى استيراد الأنواع النادرة منها ، وذلك حتى تمكننا من توفيرها للمستهلك بأسعار اقتصادية رخيصة ومخفضة ، مشيرة إلى أن الأنواع المفرخة بالمفرخ البحرى بمحطة بحوث المكس، شملت 10 أنواع هى: الجرامى دوارف ، وكونفكت سيكليد ، وجوبى تايلاندى ميكس كلر ، وتوكسيدو سورد ثرى كلر ، والاوراندا ريد كاب ، وبلو باروت ، والريد اسبوتيد سفاريوم ، والسالفينى سيكليد ، ومولى بالون ، والتايجر ، وقريبا تفريخ أسماك من نوع الجلولايت الفوسفوري ، وتفريخ أسماك بلو باروت أيضاً.
ساحة النقاش