خطورة إستهلاك الأسماك المصابة بطفيل الأنيساكس على صحة الأنسان
إعداد/ محمد شهاب
بقلم : الدكتورة/ نهى بدير القطب البربري
باحث بمعهد بحوث الصحة الحيوانية – معمل المنصورة
الأنيساكس أو المتشاخصة هو جنس من الديدان الاسطوانية التي تنتمي الى عائلة الاسكارس و لها دورة حياة تنطوي على الاسماك و الثدييات البحرية ,و تشترك المتشاخسات في السمات المشتركة لجميع الديدان الخيطية حيث الجسم الدودي الشكل و المستدير في المقطع العرضي.و يقع الفم من الامام ويحيط به نتوءات تستخدم في التغذية و الاحساس مع فتحة الشرج متباعدة قليلا عن المؤخرة، تفرز الظهارة الحرشفية بشرة ذات طبقات لحماية الجسم من أحماض المعدة الهاضمة، و تستخدم طفيليات هذه الديدان الخيطية انواعا مختلفة من القشريات و الأسماك كمضيف وسيط بينما يكون الانسان عائل عرضي عند استهلاك المأكولات البحرية، وخاصة الاسماك الغير مطهية جيدا أو النيئة الملوثة بالمرحلة المعدية (يرقات المرحلة الثالثة [L3]) من هذا الطفيل، وهناك ارتفاع في التقارير المتعلقة بالتهابات الجهاز الهضمي المصحوبة بردود فعل تحسسية ناجمة عن Anisakis simplex و Anisakis Pegreffii حيث تقدر منظمة الصحة العالمية عام (2012) ما يقرب من 56 مليون حالة من حالات العدوى الطفيلية المرتبطة باستهلاك المنتجات السمكية ومن بين الطفيليات المتورطة مجموعة Anisakids المعروفة بقدرتها على إحداث أمراض خطيرة في البشر وتنتشر جغرافيا على نطاق واسع في جميع القارات.
دورة حياة الطفيل
المضيف النهائي للأنيساكيد، حيث توجد الدودة البالغة هو الحوتيات (الثدييات البحرية مثل الدلافين و الفقمة) حيث يتم تمرير بيض الطفيل ببراز العائل النهائي إلى البيئة البحرية حيث يفقس و يتطور إلى يرقات المرحلة الثانية من الطفيل (L2) ومن ثم تؤكل اليرقات من قبل العوائل الوسيطة كالقشريات و الرخويات والتي تؤكل بدورها من قبل الأسماك حيث تتحول بها إلى يرقات المرحلة الثالثة (L3) وتتغذى يرقات المتشاخسة على الأمعاء و الأعضاء الحشوية الأخرى لهذه اعوائل. لا يتطور الطفيل أكثر وبقى في المرحلة الثالثة من تطور اليرقات في هذه العوائل وتكتمل دورة الحياة عندما تؤكل الأسماك/الحبار المصابة من قبل الثدييات البحرية مثل الحياتان و الفقمات و الدلافين , في هذه العوائل النهائية تنمو اليرقات إلى المرحلة (L4) ثم إلى مرحلة البلوغ ويكون الإنسان عائل عرضي عند استهلاك المأكولات البحرية، وخاصة الأسماك الغير مطهية جيدا أو النيئة الملوثة بالمرحلة المعدية (يرقات المرحلة الثالثة [L3]) من هذا الطفيل.
تواجد الأنيسكاس في الأسماك
توجد الأنيساكس دتخل التجويف البطني و الأحشاء و الجهاز العضلي للعديد من الأسماك ( القد، الرنجة، و السالمون و الحبار) وكثيرا ما ترتبط دودة الأنيساكس Anisakis)) بسمكة الرنجة لذلك تسمى (دودة الرنجة) وقد وصل انتشارها فيها نحو 100% في بحر شمال الأطلسي وبلغ تواجدها في السالمون الطازج إلى أكثر من 75% في الولايات المتحدة.
الأعراض في الإنسان:
يعرف المرض في الإنسان باسم انيساكياسيس
انيساكياسيس هو اسم المرض الذي تسببه يرقات ديدان الانيساكس في القناة الهضمية للإنسان حيث أنها لا تتحول إلى الدودة اليافعة في الإنسان لأنه ليس العائل النهائي لها حيث يصاب الإنسان بهذا المرض نتيجة تناول أسماك غير مطهية أو غير ناضجة بطريقة صحيحة وتحتوي على يرقات الانيساكيس في المرحلة الثالثة، فبعد اختراق اليرقات لجدار القناة الهضمية تدخل التجويف البريتوني مما يؤدي إلى تفاعل الحساسية وتلف الأنسجة المباشر نتيجة تغلغل اليرقات المعدية في موقع العضو المستهدف.
غالبا ما تكون الأعراض غير محددة مع ألم في البطن و الغثيان و القيء و الإسهال. في معظم الحالات تموت اليرقات في تجويف أي عضو في الجهاز الهضمي بصورة تلقائية بعد 3 أسابيع، وفي بعض الأحيان تخترق اليرقات الغشاء المخاطي وتكون أورام.
يختلط تشخيص المرض مع الغشاء البريتوني، وقرحة المعدة أو الأورام أو مرض السل.
التشخيص في الإنسان
يتم التعرف على الأنيساكيس (Anisakis) عن طريق تفاعلات فرط الحساسية الذي يحدث بعد تناول الأسماك، حيث يمكن أن تسبب الدودة تفاعلات فرط الحساسية حتى بعد موتها، حيث تنتج هذه اليرقات مولدات المضادات (Antigen) عادة ما تكون أول علامات الحساسية بعد البلع بحوالي من 60 إلى 120 دقيقة، ولكن قد تتأخر لمدة تصل إلى 6 ساعات، ربما بسبب مرور الطعام من خلال الأجهزة المعدية المعوية وهذا يعني أن الحساسية يمكن أن تحدث ليلا.
يتم تحديد الأجسام المناعية للأنيساكيس عبر الاختبارات المناعية ومع ذلك هناك أناس لديهم أضداد الأنيساكيس دون وجود أعراض، ويمكن إجراء التشخيص عن طريق فحص المعدة بالمنظار، حيث يتم رصد وإزالة اليرقات التي يبلغ طولها 2 سم بشكل مرئي، أو عن طريق فحص الأنسجة.
العلاج في الإنسان:
ديدان الأنيساكيس لا تتمكن من البقاء على قيد الحياة في الإنسان، فهي تموت في نهاية المطاف،لكنها يمكن ان تسبب ثقب للأمعاء في حالة العدوى الشديدة اذا لم يتم العلاج ,لذا فان التدخل الجراحي لازالتها هو العلاج المناسب في هذه الحالة. اما في حالة الاصابة البسطية فان العلاج يكون باستخدام عقار الألبيندازول وحده فقط دون التدخل الجراحي مع علاج أعراض الحساسية المصاحبة للعدوى ،
ساحة النقاش