نظام الإستزراع السمكى التكاملى
إعداد/ محمد شهاب
م/ احمد عبد المنعم-وكيل وزارة سابق بالهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية
إن الإستزراع السمكى التكاملى من شأنه ان يعمل على المساهمة فى تعظيم القيمة الإستهلاكية للماء حيث ان هذه المياه ستكون محملة بالعناصر الغذائية اللازمة للزراعة وفى هذه الحالة يمكن للمزارع صرف هذه المياه واستغلالها لرى المزروعات وهو بذلك يستغنى عن الأسمدة الكيماوية مما يساهم فى زيادة المحصول المحلى وبالتالى زيادة دخل المزارع.
أولاً : الإستزراع السمكى بالتكامل مع الإستزراع النباتى :
الإستزراع السمكى فى حقول الأرز :
يمثل الإستزراع السمكى فى حقول الأرز أهمية كبيرة جداً فى العالم خصوصاً فى بلاد الصين والهند تايلاند، وإنتاجية الأسماك من الهكتار الواحد فى الحقول المستزرعة بالأرز يصل إلى حوالى 200 كجم أسماك خلال موسم إستزراع 100 يوم. وفى مصر يساهم الإستزراع السمكى فى حقول الأرز بحوالى 2% من جملة إنتاج الأسماك من المصادر المختلفة بمتوسط إنتاجية للفدان الواحد تصل إلى 40-50 كجم ويعتبر الإنتاج الإجمالى للأسماك فى مصر ضعيف جداً إذا ما قورن بمساحة حقول الأرز المزروعة والتى تصل إلى حوالى 2 مليون فدان سنوياً.
مزايا إستزراع الأسماك فى حقول الأرز :
- نظام بسيط وسهل لا يحتاج لأى تقنيات حديثة ولا يتعارض مع برنامج إستزراع الأرز وخصوصاً مع أصناف الأرز التى تحتاج إلى فترة إستزراع كبيرة (90-100يوم) مثل صنف جيزة 178، سخا 104، جيزة 181 والياسمين المصرى لأنها أصناف متأخرة ومتوسطة النضج يمكنها إتاحة فترة أطول وأفضل لنمو وتربية الأسماك المستزرعة.
-زيادة الإنتاج الإجمالى من الأسماك علاوة على حصول المزارع على محصول ثانوى من الأسماك فى حدود 40-50 كجم للفدان بالإضافة إلى زيادة محصول الأرز بنسبة من 5-10% وكذلك إنخفاض التكاليف السمادية وتكاليف المبيدات نتيجة مقاومة الأسماك للديدان والحشرات.
-إمكانية استغلال حقول الأرز المستزرعة بالأسماك كمزارع وسيطة لإنتاج إصبعيات الأسماك التى يمكن استخدامها فى المزارع السمكية أو إعادة تخزين المسطحات المائية (Restocking).
استغلال أحواض المزارع السمكية فى زراعة القمح فى موسم الشتاء :
القمح من محاصيل الحبوب الهامة بجمهورية مصر العربية ويعتبر محصول أستراتيجى من الدرجة الأولى. يزرع من القمح سنوياً بجمهورية مصر العربية حوالى مليون وأربعمائة ألف فدان ويبلغ متوسط محصول الفدان الواحد حوالى 18 أردب، وهناك فجوة كبيرة بين الإنتاج والإستهلاك بالنسبة لمحصول القمح مما يؤدى إلى إستيراد كميات كبيرة من القمح من الخارج (نستورد أكثر من 60% من الإحتياجات الإستهلاكية) وتقدر كمية الواردات من القمح بأكثر من 6 مليون طن سنوياً. وبدأ إستغلال أحواض المزارع السمكية فى زراعة القمح عام 2004 فى منطقة شمال الدلتا فى محافظة كفر الشيخ والبحيرة ثم انتشرت فى باقى المحافظات.
ومن المعروف ان حصاد الأسماك ونهاية موسم التربية يبدأ فى شهر أكتوبر وتبدأ زراعة تقاوى القمح بداية من الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر بعد تجفيف الأحواض وتطهيرها وإجراء عمليات الخدمة المختلفة لمحصول القمح من حرث وتسميد وتزحيف للتسوية وفى حالة المزارع السمكية ذات مستوى الماء الأرضى المرتفع يتم عمل ذواريق لخفض مستوى الماء الأرضى من الحوض.ويلاحظ ان كمية التسميد اللازم لمحصول القمح المزروع فى أحواض المزارع السمكية تق إلى النصف نتيجة لخصوبة أرض المزارع السمكية، ويتم رى القمح حسب طبيعة أرض أحواض المزرعة - وتتوالى عمليات رى المحصول كالعادة فى الزراعة العادية – ويجرى الحصاد فى نهاية شهر أبريل وفى بداية شهر مايو، ويعاد إستزراع الأسماك فى الحوض مرة أخرى.ومتوسط إنتاج محصول القمح من الفدان فى أراضى المزارع السمكية فى حدود 13-15 أردب وبعض المزارع وصل متوسط إنتاج الفدان إلى 19 أردب هذا بخلاف التبن وذلك حسب طبيعة وخصوبة التربة وإجراء العمليات الزراعية بدقة فى الوقت المناسب. وقد وصل صافى الربح من إستغلال فدان المزارع السمكية فى إستزراع القمح إلى حوالى 2000 جنيهاً.
إستزراع الأسماك بالتكامل مع الإستزراع النباتى للبطيخ والكنتالوب خلف سد الروافعة فى محافظة شمال سيناء :
تعد زراعة الأسماك تحت ظروف المناطق الصحراوية باستخدام المياه الجوفية فى تنكات الفيبرجلاس أو الأحواض الخرسانية المتجمعة خلف السدود وإعادة استخدامها مرة أخرى فى رى المحاصيل الحقلية مثل البرسيم والبطيخ والكنتالوب أو أشجار البساتين من أنجح مجالات الأستثمار وأعظمها ربحية.
ومن أهم مميزات الإستزراع السمكى فى المناطق الصحراوية الجديدة :
1 – أسعار الأراضى منخفضة مقارنة بالوادى والدلتا.
2 – المياه الجوفية خالية من مسببات الأمراض.
3 – الإستخدام الأمثل للمياه الجوفية لتربية الأسماك ثم تستغل المياه المخصبة والمحملة بالعناصر الغذائية والمواد العضوية ومخلفات الأسماك فى رى الأراضى الصحراوية المزروعة بالنباتات التى تفتقر إلى هذه العناصر المخصبة.
4 – زيادة الإنتاج الإجمالى من الأسماك فى مصر وتعمير المناطق الصحراوية ورفع المستوى الإقتصادى والمعيشى لسكان هذه المناطق.
وتستغل هذه المسطحات المائية أمام السدود المقامة فى منطقة سيناء بغرض حجز مياه السيول والأمطار فى تربية الأسماك حيث تزود هذه المسطحات بإصبعيات أسماك البلطى وتربى وتنمو بدون تغذية صناعية، وبالإعتماد على الغذاء الطبيعى فقط حيث الخصوبة العالية للمياه نتيجة لإختلاط مياه السيول بالهضاب والوديان قبل إنحصارها خلف مبنى السد لذلك تتواجد كميات كبيرة من الغذاء الطبيعى مما يرفع صلاحية هذه المياه للتربية والإستزراع.
تجربة الإستزراع التكاملى لأسماك البلطى النيلى خلف مياه سد الروافعة بمنطقة الحسنة بمحافظة شمال سيناء :
الإستزراع السمكى المتكامل بين الأسماك والخضر المزروعة بدون تربة (Hydroponics) :
الفكرة الأساسية لهذا النظام تعتمد على تنمية الجذور النباتية للخضر مثل الفجل، الجرجير، الخص، السبانخ، الفراولة، الطماطم والكابتشو. ونشأت فكرة زراعة الأسماك تكاملياً مع نبات الخضر لتحل محل الفلتر الحيوى حيث ان المياه يتم تغييرها بسبب وجود الأمونيا فى نفس الوقت مصدر للنتروجين الذى تحتاج اليه محاصيل الخضر المختلفة، وبالتالى عند إمرار مياه الأسماك المحتوية على الأمونيا على جذور النباتات فإنها تمتص الأمونيا الذائبة فى المياه ثم تعود المياه مرة أخرى خالية من الأمونيا إلى حوض تربية الأسماك.
مميزات نظام الإستزراع السمكى التكاملى مع الخضر المزروعة مائياً :
1 – الكفاءة العالية فى استخدام المياه وإعادة استخدامها مرة أخرى.
2 – نظام سهل وبسيط ولا يحتاج إلى تقنيات حديثة ولا عمالة فنية ذات مستوى عالى ويمكن تنفيذه فى مساحة صغيرة بالقرب من منافذ التوزيع والأسواق.
3 – نظام صديق للبيئة لا يستخدم أى نوع من الكيماويات وينتج محاصيل طبيعية.
4 – يمكن تحويل أسطح المنازل والحدائق الخلفية للمنازل من أماكن لتخزين المخلفات إلى وحدات إنتاجية للأسماك والخضر.
5 – حماية أسطح المنازل من أشعة الشمس.
6 – توفير فرص عمل لشباب الخريجين والمأة وأصحاب المعاشات.
مكونات نظام الإستزراع السمكى التكاملى مع الخضر والنباتات :
1 – أحواض لتربية الأسماك من نوع الفيبر جلاس أو الخرسانة أو خلافه.
2 – طلمبات غاطسة تستخدم لرفع المياه من أحواض التربية إلى وحدات الزراعة المائية (بدون تربة) Hydroponics.
3 – مصدر للأكسجين يعمل على توفير الأكسجين اللازم لتنفس الأسماك.
4 – وحدات الزراعة المائية (بدون تربة) Hydroponics.
وفى جمهورية الصين الشعبية يتم زراعة الأرز على أسطح مياه أحواض الإستزراع السمكى ويسمى هذا النظام بالزراعة المائية ((Aquaponics أو يسمى المرشحات الخضراء Green Filters، ويتم استغلال تغطية سطح الماء فى أحواض تربية الأسماك بأوساط الإستزراع الطافية (فوم به فتحات لجذور نبات الأرز)، ولهذا النظام مميزات عديدة أهمها :
1 – يحسن من إنتاجية الأسماك فى الأحواض (مبروك عادى – سلفر) على ان يكون نسبة التغطية فى حدود 25% من سطح مياه الحوض.
2 – يحسن من خصائص البيئة المائية ولن يقلل من تركيز أيون الأكسجين الذائب فى الماء لذلك يؤثر على نمو المبروك الفضى.
3 – نباتات الأرز لها قدرة على امتصاص كميات كبيرة من عنصرى النيتروجين والفوسفات مما يؤدى إلى السيطرة على نمو الطحالب الخضراء المزرقة وانخفاض محتوى المياه من المادة العضوية وتحسين خصائص المياه.
ونظام الزراعة المائى (Aquaponics) موجود فى مصر ولكن باستخدام نباتات الفراولة والطماطم والكابتشا وزهور القطف أما بالنسبة لإستزراع الأرز فهو تحت البحث والدراسة.
ثانياً : استزراع الأسماك بالتكامل مع الحيوانات المزرعية (البط) :
فى المزارع التكاملية تكون الأسماك محملة مع حيوان أخر حيث تستغل فضلات هذا الحيوان فى تغذية ونمو الأسماك والأمثلة على هذا النوع من التكامل كثيرة ومن أمثلة ذلك :
فى مجموعة من الأبحاث التى أجريت بالمعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية بالعباسة – أبو حماد – محافظة الشرقية وكان الهدف منها هو تقييم النواحى الفنية والإقتصادية للإستزراع السمكى غير التقليدى مع حيوانات المزرعة.
وتم التوصل إلى الآتى :
-نظام للإستزراع السمكى التكاملى بين الأسماك زالبط يقوم بحماية البيئة من التلوث بهذا الذرق والمخلفات عن طريق تحويلها إلى بروتين حيوانى جيد ورخيص فى صورة أسماك.
-يقوم البط بتهوية مياه الحوض مما يساعد على رفع نسبة تركيز الأكسجين الذائب فى الماء وخصوصاً فى درجات الحرارة العالية حيث نقل نسبة الأكسجين.
-عمل نموذج تطبيقى للإستزراع السمكى المتكامل يتم نشره حالياً فى المزارع السمكية – محافظة الشرقية والبحيرة ويحقق نتائج جيدة تجهيزاً لنشره فى باقى محافظات مصر، يتم خلال هذا النموذج تربية 100 بطة فى عمر 21 يوم لكل حوض أسماك مساحة واحد فدان ويتم تغذيتها بعليقة 21% بروتين لمدة ثلاث أشهر لتعطى 400 كجم لحم أحمر، علاوة على 500 كجم مخلفات ذرق بط، يستخدم عند بداية إستزراع وتجهيز الأحواض السمكية استعداداً للموسم الجديد بعد معالجة الذرق بالتجفيف الهوائى وحرارة الشمس، وعند تطبيق هذا النظام فى الإستزراع يمكن تعظيم الإنتاج من الأسماك والبط معاً. وتعتبر المزارع التكاملية طريقة إقتصادية جيدة تناسب إنتاج الأسماك بالمناطق الريفية.
ساحة النقاش