أبحاث لإنتاج كافيار من الطحالب يحاكي الأصلي في طعمه وشكله وقيمته الغذائية
إعداد/ محمد شهاب
سائل برتقالي اللون داخل قارورة زجاجية، تتصل بجهاز كهربائي عبر شبكة من الأنابيب الشفافة، كثيراً ما يلفت نظر من يدخل إلى هذا المختبرفي جامعة فليندرز بأديلايد جنوب أستراليا، إذ إن السائل الملوّن يمور ويتغرغر كأنه لعبة مائية، لكن إن أنت سألت عن ماهيته، ستكشف أنه ليس إلا مادة طحلبية ستصبح طعاماً يعمل العلماء على جعله يحاكي الكافيار في مذاقه وشكله وقيمته الغذائية.
يقول الباحث في جامعة فليندرز، نيكي سبيرو "نحن قادرون على التحكم بالمواد الخام لتحاكي أي شيء موجود في الأسواق، فنحن نتسطيع تحديد خصائص المادة والتحكم بنكهتها، وبالتالي نحن معنيون بأن نقدم للناس ما يشتهونه ويقبلون على شرائه".
والكافيار، هو بيض غير مخصّب يتم استخراجه من بطون أنواع معينة من الأسماك، أشهرها سمك الحفش الكبير، وتباع هذه المادة الغذائية الغنية بأسعار عالية نظراً لصعوبة وقلّة انتاجها، وعلى ضوء ذلك، يعكف العلماء في الجامعة المذكورة على إنتاج الكافيار معملياً من خلال الطحالب البحرية الدقيقة، وذلك في سياق الأبحاث العلمية المتواصلة لإيجاد طرق مستدامة لإنتاج الطعام.
يقول البروفيسور وي زانغ من مركز جامعة فليندرز والمختص بتطوير المنتجات الحيوية البحرية "على الصعيد العالمي ، يطلب المزيد والمزيد من الناس اللحوم ، وغالبية اللحوم الحيوانية لا يمكن أن تكون مستدامة".
وتضيف الباحثة الأولى كيرستن هايمان "نحتاج إلى إيجاد مصادر بديلة للبروتين تعمل بالفعل على خفض ثاني أكسيد الكربون وتوفير غذاء عالي الجودة للناس".
تُنتجُ الطحالبُ في المختبر وتُزرع في محلول قبل أن يصار إلى التحكم في تشكّلها على صعيدي الطعم والقيمة الغذائية، ولم يستبعد العلماء أن يكون باستطاعة المواطنين في أستراليا مستقبلاً الذهاب إلى المتاجر لشراء أغذية مستدامة بمذقات مختلفة باختلاف الأطعمة، وتكون جميعها طحلبية المصدر.
ساحة النقاش