محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

قناديل البحر مصدر لجمال السيدات

أعداد/محمد شهاب

يرى البعض أن قناديل البحر مؤلمة، ومع ذلك فإن هذه الكائنات الهلامية التي تقطن بحار ومحيطات كوكب الأرض منذ أكثر من 500 مليون سنة، يمكن أن تكتسب قيمة وأهمية كبرى بوصفها من الموارد الطبيعية التي لا غنى عنها. وتقول جميلة يافيدبور، من جامعة جنوب الدنمارك بمدينة أودينزي، خبيرة الأحياء البحرية والباحثة المتخصصة في قنديل البحر: "هناك فرص لاستغلال القناديل كأسمدة عضوية في الزراعة، أو كغذاء في مزارع الأسماك أو لمستحضرات التجميل".ويمكن أن تصبح قناديل البحر مصدرا مهما بالنسبة للصناعات الدوائية ومستحضرات التجميل، نظرا لأن هذه الكائنات الهلامية تحتوي على الكولاجين بنسبة عالية جدا، وهي المادة الأساسية لمستحضرات التجميل المقاومة للشيخوخة، حسبما توضح البروفيسورة جميلة، منسقة مشروع "GoJelly".

في هذا السياق أشارت المتحدثة باسم شركة بيرسدورف الألمانية العالمية، والمسؤولة عن الترويج لمنتجات ماركات كبرى مثل "نيفيا"، إلى أن "التزود بالكولاجين من الخارج، مثلما تفعل شركات أخرى منتجة لمستحضرات التجميل، أمر لا يدخل ضمن توجهات الشركة، مؤكدة: "نحن نراهن أكثر على مكونات نشطة مثل فيتامين (ج) تحفز إنتاج الكولاجين ذاتيا في البشرة".وتوضح خبيرة الأحياء: "يمكن أيضا استخدام العناصر الغذائية المخزنة في قنديل البحر كأسمدة عضوية في الزراعة، وتجارب (GoJelly) أثبتت أن العناصر الغذائية المخزنة في قنديل البحر تعمل بنفس جودة الأسمدة الكيماوية".وتحذر: "سيكون من الخطأ التفكير في شحن حمولات ضخمة من قناديل البحر وتفريغها في الحقول، نحن نسعى وراء استخدام مستدام لقناديل البحر، لأنها أولا وأخيرا، جزء من منظومة التوازن في البيئة البحرية، وتتغذى عليها مئات الآلاف من أنواع الأسماك وغيرها من الأحياء المائية".وتضيف جميلة يافيدبور: "استخدام قنديل البحر كعليقة في المزارع السمكية سيوفر فرصا أيضا، نحن نعمل على ذلك، كما تستخدم بالفعل قناديل البحر في البلدان الآسيوية كغذاء للبشر، وأثناء زيارتي إلى الصين، كنت أتناول سلطة قنديل البحر يوميا".

وبسؤالها عن مذاق قنديل البحر قالت: "بطعم البحر، شديد الملوحة"، محذرة من أن الطريقة الآسيوية لتحضير القنديل كوجبة غذائية للتناول لا تتناسب مع الذوق الأوروبي.

ويعد مشروع (GoJelly) كتابا عن فنون الطهي يتضمن وصفات لطاهي إيطالي لإعداد هذا الطعام بصورة جذابة وتشجيع الجمهور الأوروبي على تناول قنديل البحر، وتضيف جميلة "قد نضيف قسما للتحلية يتضمن وصفات قنديل البحر بطعم الفراولة أو الشوكولاتة.

وتعود جميلة لتوضيح تفاصيل مشاريعها قائلة: "في إطار مشروع بحثي للاتحاد الأوروبي، ندرس إمكانية استخدام قدرة الغشاء المخاطي لدى قنديل البحر على الالتصاق باللدائن البلاستيكية الدقيقة وتطوير مرشحات حيوية لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي".

يذكر أن جميلة عملت لفترة طويلة في مدينة "جيومار"، بمركز "هلمهولتز" لأبحاث المحيطات في مدينة كيل الألمانية.

وتوضح البروفيسورة جميلة أن التجارب المعملية أثبتت أن الغشاء المخاطي لدى قناديل البحر يمكنه امتصاص المخلفات البلاستيكية في الماء، وتعلن أنه خلال 3 سنوات سيتم إنتاج مرشح عضوي نموذجي لتنقية المياه من اللدائن البلاستيكية الدقيقة.

وفي المستقبل سيكون بوسع محطات تنقية المياه التقاط والتخلص من نسبة تتراوح بين 85% و95% من هذه الجزيئات البلاستيكية الضارة في مياه الصرف، ويعتبر هذا نتاج دراسة بحثية أجراها معهد فراونهوفر لتكنولوجيا وأمن البيئة والطاقة.

من جانبها، تقول لياندرا هامان، باحثة الدكتوراه بالمعهد ومقره مدينة أوبرهاوزن شمال الراين ويستفاليا: "النسبة تتفاوت وفقا لنوع التجهيز التقني لمحطة التنقية، والجزيئات الأكبر يمكن التخلص منها بطريقة أسهل، لكن المشكلة تكمن في الجزيئات الأصغر أو تلك التي تطفو على سطح الماء أو المترسبة في الأنسجة".

وفيما يتعلق بقنديل البحر كمورد، تقول هامان: "الفكرة مثيرة للاهتمام بالتأكيد، نحن نحقق أيضا في تطوير مرشح إلكتروني يقلل من النفايات البلاستيكية ونختبر، من بين أشياء أخرى، الغشاء المخاطي كوسيلة، ولكن ليس بالضرورة أن يكون غشاء قنديل البحر".

وتضيف باحثة الدكتوراة أن السؤال الأكبر يتمثل في أنه "أين وكيف سيتم دمج هذه المواد في عمليات محطة معالجة مياه الصرف الصحي، وما إذا كانت ستمتص بشكل انتقائي المواد البلاستيكية الدقيقة أو جميع الجزيئات والشوائب الموجودة".

وتتابع: "ونظرا لأن اللدائن البلاستيكية الدقيقة المحتجزة ينتهي بها المطاف في الطمي المتخلف من تنقية مياه الصرف، سيكون من الجيد تطوير مرشح يفصل اللدائن الصغيرة عن المواد الأخرى قبل التخلص منها".ووفقا لبياناتها، يدعم الاتحاد الأوروبي مشروع " GoJelly" متعدد التخصصات، والذي انطلق عام 2018، بميزانية لا تتجاوز 6 ملايين يورو، وتشارك به 16 مؤسسة بحثية من 8 دول.

المصدر: العين
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 174 مشاهدة
نشرت فى 24 يوليو 2019 بواسطة hatmheet

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,350,297