الأستاذ الدكتور حسن محمد حسن على حمزة

تعريف التنوع الحيوى هو التفاعل الناشئ بين جميع الكائنات الحيّة في وسط بيئي ما، الذي يبدأ من الكائنات الدقيقة وينتهي عند الكائنات الضخمة كالحيتان والأشجار وغيرها، ويشمل ذلك كافة المناطق فوق سطح الأرض ومن بينها الصحاري والمحيطات والأنهار والغابات، ويتراوح عدد الكائنات الحيّة المُشكلة للتنوّع البيولوجي ما بين 5-80 مليون كائن حي 

وان دل على هذا التنوع على شئ فانه يدل على طلاقة القدرة لله سبحانه وتعالى  فبالإضافة للأنواع العديدة فى الجنس الواحد نجد أن النوع يتزاوج ويتفق فى صفاته ولكن توجد فروق فردية بين كل فرد والآخر فى هذا النوع فلا يوجد فرد مثيل للآخر 100% فالتنوع حتى فى النوع الواحد وهذا إن دل على شئ فهو يدل على طلاقة القدرة الإلاهية فتشابه الصنعه تدل على عجز الصانع ولكن تعدد أشكال الصنعه تدل على قدرة الصانع فهو واسع عليم سبحانه-- وفى القرآن الكريم يحثنا الله على الحفاظ على التنوع البيولوجى بدليل أمره لنوح عليه السلام " قلنا احمل فيها من كل زوجين إثنين" أى ذكر وأنثى من كل نوع حتى لا تنقرض الأنواع التى خلقها الله وتغرق وتهلك فهناك من يسأل لماذا لم يحمل الحيوانات والنباتات النافعة فقط ويترك الضارة نقول هذا تفكير محدود فكل مخلوقات الله النافعة والضارة لها دور فى هذه الحياة لتستمر فيجب الحفاظ على التنوع ونذكر فى هذا السياق ما فعلته الصين بالعصافير ففي عام 1958، شن الرئيس ماو الحرب  على العصافير الصغيرة  التى سرقت قليلا من الحبوب، وأمر بقتلها على مستوى الصين

وبالفعل شنت حكومة ماو حملة للقضاء عليها، وطارد الصيادون المحترفون والقوميون العاديون العصافير مما أدى إلى وفاة العديد من الطيور بسبب الإرهاق، و دمر الناس أعشاشهم وحطموا بيضهم.

ولسوء الحظ لم يدرك "ماو" أن العصافير  كانت تقتل الحشرات التي تسببت في أضرار أكبر بكثير للزراعة، أدى الخلل الإيكولوجي الناتج عن ذلك إلى تفاقم المجاعة الصينية الكبرى التى قتلت ما بين 15 و45 مليون شخص.

وليس معنى ذلك أن نترك حيوان يضرنا ضرر  مباشر ولا ندفعه أو نقتله فإننا نتخيل لو قتلنا برصاً (وزغ) أننا انهينا على هذا النوع لا ولكننا إتقينا شره المباشر لأنه ترك ذرية وراءه لانراها أو ننتبه إليها فهو باقى فى الطبيعة - كذلك لو قتلنا فأرا أو عقرب أو ثعبان فلن أتركه يؤذينى بدعوى الحفاظ على التنوع البيولوجى أقول هذا لأن هناك من يعترض على حديث النبى بقتل البرص والفأر وسماهما الفويسقه لأن البرص يتجه ناحية الضوء وكان فى الأزمنه السابقة ينار بالشمعه ولماذا يتجه البرص ناحية النار أو الشمعه لأن الحشرات تنجذب ليلا للضوء فيترصدها البرص الذى يتغذى على الحشرات لحلول أعداد كثيره من الحشرات لهذا المكان فكان من إندفاعه يسقط الشمعه فيحترق المنزل لذلك أمر الرسول بقتله بالإضافة إلى أن البرص يتغذى على الصراصير وهى مستودع للأمراض فلما يتبرز فى مكان قريب من أكل أو خلافه ينقل عديد من مسببات الأمراض ومنها السالمونيلا وغيرها فتحدث الأمراض للإنسان بدون علم مصدرها --إذا نخلص أنه لا ضرر ولا ضرار فالمكافحة المؤقته المحدودة المكان  للآفات مطلوبة  ولا تعارض بين العلم الحديث وحديث النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم

 

المصدر: كتاب البيان فى علم الحيوان مصطلحات وأسماء علمية تأليف الاستاذ الدكتور حسن محمد حسن أستاذ علم الحيوان كليية الزراعة -جامعة المنيا الطبعة الأولى 2009

عدد زيارات الموقع

30,286