دكتور / حسن بخيت

بوابة العرب للثروات الطبيعية

<!--[if !mso]> <mce:style><! v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} p\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} v\:textbox {display:none;} -->

 التعدين المصري عبر العصور التاريخية

يهدف هذا التقرير الي مسح شامل للتعدين في مصر سابقا وحاضرا ومستقبلا و إلقاء الضوء علي الثروات التعدينية المتواجدة في جمهورية مصر العربية وتاريخها والفرص الاستثمارية المتاحة في مجال الثروة المعدنية وتجهيزها وتحسين مواصفاتها للدخول بها الي الأسواق العالمية.
 
     تاريخ مصر يعتبر هو تاريخ الحضارة الإنسانية حيث أبدع الإنسان المصري وقدم حضارة عريقة سبقت حضارات شعوب العالم .. حضارة رائدة في ابتكاراتها وعمائرها وفنونها حيث أذهلت العالم والعلماء بفكرها وعلمها فهي حضارة متصلة الحلقات تفاعل معها الإنسان المصري وتركت في عقله ووجدانه بصماتها. وقد كانت الحضارة المصرية القديمة خير شاهد على دور الخامات الطبيعية وجسن أستغلالها..  فهى الحضارة التي قامت أساسا على أستغلال الأحجار التي تتوفر فى مصر بالكم الهائل , مما كان له الاثر الكبير فى بقاء واستمرارية ، شواهد الحضارة المصرية القديمة الى وقتنا الحاضر.. ولا يرجع خلود هذه الحضارة إلى نوعيات الأحجار المستغلة فقط .. وانما يرجع ايضا الى معرفة المصريين ومهارتهم فى حسن اختيار نوعيات الصخور التي كانوا يستعملونها .. لتحمل تاريخهم عبر الزمـان.

      لقد كانت مصر أول دولة في العالم القديم عرفت مبادئ الكتابة وابتدعت الحروف والعلامات الهيروغليفية ، وكان المصريون القدماء حريصين علي تدوين وتسجيل تاريخهم والأحداث التي صنعوها وعاشوها ، وبهذه الخطوة الحضارية العظيمة انتقلت مصر من عصور ما قبل التاريخ وأصبحت أول دولة في العالم لها تاريخ مكتوب ، ولها نظم ثابتة ولذلك اعتبرت بكافة المعايير أما للحضارات الإنسانية.

     إن لمصر دورها الحضاري والتاريخي والديني حيث كانت المكان الذي احتضن الأنبياء . والأرض التي سارت خطوات الأنبياء والرسل عليها .. فجاء إليها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام وتزوج منها السيدة هاجر .. وجاء إليها يوسف عليه السلام وأصبح فيها وزيرا وتبعه إليها أبوه يعقوب ..ودار أعظم حوار بين الله عز وجل وبين موسي عليه السلام علي أرضها.

وإلي مصر لجأت العائلة المقدسة السيدة مريم العذراء والسيد المسيح طفلاً ويوسف النجار وقاموا برحلة تاريخية مباركة في أرضها .. وقد اختار الله سبحانه وتعالي مصر بالذات لتكون الملجأ الحصين الذي شاءت السماء أن يكون واحة السلام والأمان علي الدوام وملتقي الأديان السماوية.

     ولقد تتابعت علي أرض مصر حضارات متعددة فكانت مصر مهداً للحضارة الفرعونية ، وحاضنة للحضارة الإغريقية والرومانية ومنارة للحضارة القبطية ، وحامية للحضارة الإسلامية. لقد اتسمت كل هذه الحضارات المتعاقبة باسهاماتها للبشرية في مجال التعدين.

<!--[if !mso]> <mce:style><! v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} p\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} v\:textbox {display:none;} -->

ولم يكتف المصري القديم خلال المراحل التاريخية ، المختلفة ، بالحصول على احتياجاته من المواد الخام الموجودة فى الهضاب المتاخمة للنيل ، كالحجر الجيري ، والحجر الرملي ، والألبستر ، والبازلت ، والجبس ، وغيرها ..بل امتدت يده فطالت أهم وأجود أنواع المعادن والصخور ، فى مواقعها المختلفة .  ومن الطريف أن الإنسان المصري القديم ، وصل إلى كل مكان ، يوجد به صخر جميل ، أو معدن مميز ، حتى أنه وصل إلى أماكن لا يصلها الإنسان حاليا إلا بشق الأنفس . تداهمنا الحيرة حينما نحاول أن نفهم ما امتلكه المصريون القدماء من معرفة بجيولوجيا مصر واكتشاف مواقع المعادن، ثم القدرة علي استخراجها في صورتها الطبيعية، و معرفة التكنولوجيا الخاصة بعلوم التعدين والفلزات وصولا إلي إنتاج الذهب الخالص وتصنيع سبائكه مع الفضة أو النحاس. وتنتشر أنواع الصخور والمعادن المختلفة فى مصر ، فى الصحراء الشرقية ، وسيناء والصحراء الغربية.  

<!--[if !mso]> <mce:style><! v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} p\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} v\:textbox {display:none;} -->

وقد لعبت الخامات الطبيعية ، بشقيها المعدني والصخري ،دورا بارزا فى تطور الحضارات الإنسانية ، على مر العصور ., إذ كانت هذه المواد الطبيعية ، أهم ما اعتمد علية الإنسان فى مسكنة ، وأدوات صيده ، وأدوات الدفاع عن نفسه ، ووسائل التعبير عن ما يجيش بخاطره .  والأكثر من ذلك ، أن الإنسان استلهم منها ، بعضا من فنونه ، وتصميماته الهندسية ، وتخيلاتـه عن الكون والأرض . فالأشكال الهندسية آلتي توجد عليها المعادن فى الطبيعة (البلورات) ، بما تبديه من الشفافية ، والألوان الجذابة ، والبريق والرونق ، والاستمرارية ، ومقاومة عوامل الهدم الطبيعية – وبما تتحلى به من قوة التماسك – لابد وأنها فرضت نفسها على خيال الإنسان ، فرأى فيها ، ما يصبو إليه من تطلع للخلود ، ومن هنا اتخذ من أشكالها نماذج يحاكيها متى أراد تصميم بيتا ، أو تمثالا ، أو لوحة ، أو أنية ، أو معبدا ، أو قلعة .  وما الأهرامات والمسلات المصرية عن ذلك ببعيد . 

وينطبق هذا الكلام  على الحضارة المصرية القديمة .  وهى الحضارة آلتي قامت أساسا على الأحجار التي تتوفر فى مصر بالكم الهائل والمتنوع من الأحجار ، تحفل به البلاد ، شرقها وغربها .  وهو بذلك يعزو بقاء واستمرارية ، شواهد الحضارة المصرية القديمة ، إلى نوعيات الأحجار آلتي كانت تستغل .  وهذا بالطبع لا يقلل من دور المصرين ذاتهم ، فى خلود هذه الحضارة ، حيث تجلت قدرتهم على حسن اختيار نوعيات الصخور آلتي كانوا يستعملونها ، لتحمل تاريخهم عبر الزمـان.

<!--<!--

حول خريطة وادي الحمامات ( بردية تورين )في حوالي عام 1820 عثر أحد الباحثين عن الآثار في مصر وهو إيطالي الجنسية أسمة " دروفيتى"على لفائف من ورق البردي في مقبرة بمنطقة دير المدينة على الجانب الغربي للنيل أمام طيبة ( الأقصر) . وكانت هذه المقبرة لعائلة " أميناخت" الذي كان موظفاً سامياً (كاتب ملكياً ) في بلاط الملك رمسيس الرابع ( 1151-1145 قبل الميلاد ) ضمن اللفائف كانت لفلفة عليها رسم خريطة ، طول اللفافة 2.82 متر وعرضها في المتوسط 41 سم .

وحينما فردت هذه اللفافة تفتت إلى خمس عشرة قطعة ، وكان أكبرها هو الجزء الذي في طرفها الخارجي والذي تبين فيما بعد أنه لموقع أحد مناجم الذهب . وقد بيع هذا الجزء من اللفافة بمفرده وبيعت بقية اللفافة لجهه أخرى     ثم حدث أن أجتمعت كافة أجزاء اللفافة في متحف المصريات بمدينة تورين بإيطاليا . وأستمرت زمناً طويلاً لا تعرف الصله بين جزئى اللفافة .   

وأنصب الأهتمام في أول الأمر على الجزء بمنجم الذهب . وكان أول من وجه الأنظار إلى أهمية هذا الجزء من البردية هو " لبسيوس" عام 1842 .    وطول هذا  الجزء 533 ملليمتراً وعرضه 457 ملليمتراً . وهو عبارة عن خريطة لبعض المعالم الصحراوية ، منها ست طرق تحزطها جبال ، وموقع بيوت للعمال ومعبد وبئر . وقد لونت أجزاء من الخريطة باللون الوردي أو الأحمر ومنها جبل ملون باللون الأحمر كتب عليه جبل الفضة والذهب . وفي وسط الخرطة مساحة خماسية الشكل ملونه باللون البني الداكن وبها لوحة باللون الأبيض عليها نقش للملك سيتي الأول من ملوك الأسرة التاسعة عشر (1318- 1304قبل الميلاد ) . مما جعل البردية تنسب إلى سيتى الأول .

وتوالت الأجتهادات بشأن هذه الخريطة . فكان رأى لبسيوس أنها تبين موقع مقبرة سيتى الأول في وادى الملوك . وكان رأى " بيرش " عام 1852 أن الخريطة لموقع أحد مناجم الذهب في الصحراء الشرقية وأقترح أن تكون لمنجم الدراهيب في وادي العلاقي . ثم نشر" لوث" عام 1871 وصفاً مفصلا لهذا الجزء . وأقترح " فيرار " عام 1907 أن تكون لمنطقة بئر كريم ( الواقع إلى الغرب من مناجم فوسفات أم الحويطات ) حيث توجد مناجم ذهب قديمة . وفي عام 1914 أقترح " جاردينز"أن يكون المنجم مرتبطاً بوادي الحمامات وهو أول من نبه إلى كون الخريطة خريطة جيولوجية وأقترح " موراي" عام 1942 أن يكون موقع منجم الذهب هو ذلك الموجود بجانب بئر أم الفواخير .   

    ومن ناحية أخرى كان " ليبلين " قد درس الأجزاء الأخرى من لفافة البردي . ( دون أن يدري علاقتها بالجزء الخاص بمنجم الذهب ) . ونشر بحثاً عام 1868 مبيناً أن الجبال الملونة باللون الأسود تمثل محاجر الجراى واكي ( حجر بخن ) في وادى الحمامات . ثم أدرك الباحثون بعد ذلك أرتباط أجزاء اللفافة ببعضها البعض وتأكدوا من ذلك وأعيد النظر في الخريطة بكامل أجزائها. تعتبر هذه الخريطة هي الأولى من نوعها كخريطة طبوغرافية في تاريخ مصر القديم . وقد رسمت بمقياس تقربيى يتراوح ما بين واحد إلى خمسة آلاف . وتعتبر هذه الخريطة أيضاً هي الأولى من نوعها في العالم كخريطة جيولوجية . وتعتبر هذه الخريطة أيضاً هى الأولى من نوعها في العالم كخريطة .

تعتبر هذه الخريطة أيضا هي الأولي بماتضمه من مصادر للذهب ، وميزت مجموعة أخرى من الصخور ( نسميها بمفهومنا العلمي الحديث بوحدة سيليسيكلاستك الحمامات Hammamat Siliciclastics) وهي تضم محاجر استقطاع حجر الجراى واكى ( حجر بخن ) وتضم كذلك محاجر استقطاع نوع من الكنجلومبرات شديد التماسك عرف بأسم حجر الريشيا  الخضراء Breccia Verde Antico . ينسب بعض علماء المصريات هذه الخريطة إلى وقت سيتي الأول ، إستناداً إلى أن اللوحة البيضاء المبينه في الخريطة هى لسيتي الأول . وهناك رأى آخر ينسب الخريطة إلى وقت رمسيس الرابع  أستناداً إلى أن الوثيقة عثر عليها في مقبرة أميناخت الذى عايش رمسيس الرابع .

وثبت أن الكتابات التوضيحية التي كتبت بالكتابة الهيراطيقية على وجهي أوراق البردي هذه كلها بخط الكاتب أميناخت . وبين التوقيتين ( سيتي الأول ورمسيس الرابع ) حوالي 160 عام .   إن العثور على هذه الوثيقة الهامة يؤكد أنه كانت توجد مكتبات ( أوأرشيف ) للوثائق ملحقة بالمعابد أو بالقصور الملكية وكبار رجال الدولة أو ملحقة ببعض المصالح الحكومية . ونتوقع أن تضم تقارير عن نتائج البعثات التعدينية الأستكشافية والأستخراجية ، وتضم خرائط وبيانات إرشادية كان يمكن الرجوع إليها قبل تنظيم بعثات تعدينية جديدة . وهذا ما يجعلنا نتوقع وجود وثائق بردية أخرى لها صلة بالأنشطة الصحراوية ومنها الأنشطة التعدينية . وانه لمن الأهمية مراجعة الكم الهائل من أوراق البردي التي تحتفظ بها المتاحف العالمية لعلة يمكن العثور على المزيد من مثل " بردية تورين ".

<!--[if !mso]> <mce:style><! v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} p\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} v\:textbox {display:none;} -->

قام المصريون بتصنيع المعادن بطرق شتى تحت إشراف الإدارة. حيث كان يستخدم قالب مفتوح لصنع الأشكال البسيطة سهلة الكسـر، كالصفائح والدبابيس. أما الأسلحة والأدوات الصناعية فكانت تُشكَّل مبدئياً في قالب، وتطرق وهي ساخنة لتقسيتها. وأما المصنوعات الدقيقة، كالتماثيل الصغيرة فيلزم لها قالب مقفل. (تستعمل اليوم طريقة مشابهة في تحضير الأسنان الصناعية).

كما كانوا يستعملون آنية صغيرة من الطين توضع في فرن لصهر المعادن، فيُكسر الطرف المدبب لينزل منه المعدن المنصهر، وبينما المعدن لا يزال لدنا، يؤخذ بملقاط ويُشكَّل، واستخدم الفحم النباتي وقوداً إلا أن ناره كانت ضعيفة، وكان عدداً من الصبيان ينفخون عليها معاً بواسطة أنابيب خاصة، حتى تطور الأمر، وحل محل أنابيب النفخ منفاخين من جلد الماعز يطأهما رجلان بقدميهما واحداً بعد الآخر.

<!--[if !mso]> <mce:style><! v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} p\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} v\:textbox {display:none;} -->

كانت معظم المعادن والأحجار الكريمة التي تستخدم في صناعة الأدوات والأواني والحلي، تستخرج من صحاري مصر الشرقية والغربية. وكان التعدين نشاطا مرهقا مهلكا بغيضا. ولأن معظم المناجم كانت بالصحراء، فإن ظروف العيش للعمال كانت قاسية؛ ولهذا كان التعدين يمارس موسميا. وكان التنقل إلى المناجم بريا أمرا يلزم تجنبه. وكانت قوافل الحمير البطيئة بعيدة المنال وتحتاج قوات هائلة لحمايتها من قطاع الطرق.

وكان النحاس والذهب هما المعدنين الاكثر استخراجا من خلال أعمال المناجم في مصر. وكان الحديد يظهر أحيانا..في شكله النيزكي.. ولكنه لم يكن يستخرج من المناجم في عهد قدماء المصريين. وكان القصدير يستخدم مع النحاس في صناعة البرونز.. ولكنه لم يكن يستخرج بكثرة من المناجم في مصر، وإنما كان يستورد من  سوريا لذلك الغرض. 

وكان الملك زوسر قد استولي على منطقة "وادي مغارة"؛ حيث كان خام النحاس يستخرج من مناجمها في بداية الأسرة الثالثة. وفي عصر الدولة الوسطى أصبح خام النحاس متاحا في صحراء مصر الشرقية. وبحلول الأسرة الثامنة عشرة، سيطر المصريون على مناجم النحاس في سيناء وتيمنا ومواقع أخرى بوادي عربا. ويحتوي خام النحاس على نسبة 10% إلى 12% من معدن النحاس. ويدل العثور على بواتق (للصهر) عند المناجم على أن استخلاص المعدن كان ينطوي على عمليات تنقية بالموقع. بينما كانت معظم مناجم الذهب توجد بالصحراء الشرقية وفي النوبة. واستغلت مناجم الذهب بوادي الحمامات ووادي العلاقي، خلال عهد الرعامسة. وشكل الغرين بالمياه الجارية أيضا مصدرا طبيعيا لقرارات (رواسب) تحت الأرض. وكان الذهب يستخلص من هذا المصدر بغسل حبيبات الرمال الأخف؛ ثم صهر حبيبات الذهب المتبقية.

<!--[if !mso]> <mce:style><! v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} p\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} v\:textbox {display:none;} -->

وكان مشرفى العمال بمناجم الذهب على بينة من صخور الكوارتز الحاملة للذهب، وقاموا بالتعدين فقط طيلة وجود مبرر لذلك. وبعد جمع الصخور الحاملة للذهب، فإنها كانت تسخن؛ لكي تصبح هشة. ثم يقوم نسوة بطحن الحجر في أهوان (جمع هون) ومطاحن (مجارش). وكان الحجر المطحون (المجروش) يغسل فوق موائد من البازلت بأسطح خزفية أخدودية (محفورة بخطوط)؛ أو فوق جلد ماشية مشدود، فتنساب حبيبات الرمال الأخف: وتبقى حبيبات الذهب مستقرة في الأخاديد. واستخدمت تلك الطريقة فقط بالأماكن القريبة من الآبار العميقة. وخلافا لذلك، فإن الصخور كانت تنقل لموقع غسيل على مجرى النيل.

<!--[if !mso]> <mce:style><! v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} p\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} v\:textbox {display:none;} -->

وكانت الأحجار شبه الكريمة تستخرج أيضا من المناجم المصرية. وكان حجر الجمشت (الأمثيست) الذي يوجد بدرجات لونية أرجوانية وبنفسجية، يستخرج من مناجم بالصحراء الشرقية قريبا من أسوان؛ وبالصحراء الغربية، قريبا من أبو سمبل. ومن الصحاري أيضا، جاء العقيق الأحمر: الذي يتراوح لونه بين البني الداكن والبني الفاتح؛ ونوع آخر من العقيق المعروف باسم "العقيق الأبيض"، وهو شبه شفاف وأخضر فاتح في لونه. واستخرج الفلسبار الأزرق الفاتح من مناجم صحراء مصر الشرقية، واستخرج الفيروز من مناجم قريبة من شرابة الخادم. وقام قدماء المصريين بحفر دهاليز ضخمة في الحجر الرملي؛ مدعمة بأعمدة ذات نقوش بارزة نحتت في الصخر، عند المدخل. وخلال فصل الشتاء المطير، كانت المياه توجه نحو المنجم؛ لاستخلاص أحجار الفيروز. واستغل الموقع على هذا النحو حتى عام 1000 قبل الميلاد.

<!--[if !mso]> <mce:style><! v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} p\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} v\:textbox {display:none;} -->

كما قام قدماء المصريين أيضا باستخلاص الملح اللازم للطعام من المناجم بالصحراء الغربية، أو من برك تبخير على شاطئ البحر المتوسط. وكان النطرون، وهو بيكربونات الصوديوم، مادة هامة؛ استخدمت في أغراض التحنيط، وصناعة الزجاج، وحفظ الأطعمة. وكان النطرون يستخرج من مصادره بمنطقة وادي النطرون؛ بين القاهرة والإسكندرية. وأما "النطرون الجنوبي"، فكان مصدره بمنطقة الكاب.. وكان حجر الشب ، المستخدم في صباغة المنسوجات، يستخرج من مناجم الواحات الداخلة والخارجة بالصحراء الغربية. وكان جبل الرصاص مصدر الجالينا (كبريتيد الرصاص) ؛ مركب الرصاص الذي كان يستخدم في مستحضرات التجميل.

<!--[if !mso]> <mce:style><! v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} p\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} v\:textbox {display:none;} -->

وكانت المناجم القديمة فراغات صغيرة، لم توسع، ومدعمة بدعامات خشبية؛ مثلما هو الحال في الحاضر. وكان على عمال المناجم أن يرقدوا على بطونهم، يضربون بمعاولهم طول اليوم. وكان العمال يأجرون عادة بالطعام والشراب، ولا يسمح لهم بالاحتفاظ بقطعة من الذهب أو الحلي؛ مهما صغرت. وفي العصر الروماني، كان العبيد الذين هم أسرى حرب أو سجناء في جرائم؛ يسخرون للعمل في المناجم. كما كانت الأسر الفقيرة، بأطفالها أيضا، تعمل في المناجم. وكان الأطفال يزحفون في الفراغات الصغيرة لإخراج كسارة الصخر..

أما استغلال مناجم النحاس في سيناء ، فقد بدأ قبل ظهور الأسرة المصرية الأولي بمئات السنين ، حيث عرف المصريون القدماء هذا المعدن منذ حضارة البداري وكانوا يصنعون منه بعض أدواتهم البسيطة وحليهم . وبالإضافة إلي النحاس .. وكان التعدين في سيناء يشمل عنصرين آخرين هما : الملخيت (أكسيد النحاس ) الذي استخدم في الكحل وبعض أدوية العيون وكذلك لصناعة اللون الأزرق ، ثم حجر الفيروز وهو حجر نصف كريم يستخدم للزينة كما استخدمه المصريون بعد طحنه في عمل بعض المواد الخاصة بالتلوين.

<!--[if !mso]> <mce:style><! v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} p\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} v\:textbox {display:none;} -->

وصف أجاثاركيدس لتعدين الذهب :    كتب أجاثاركيدس في وصف مناجم الذهب في " العتباي" وهي الواقعة بين النيل والبح الأحمر ، عام 113 قبل الميلاد تفاصيل كثيرة باللغة اليونانية ، التى ترجمت مؤخراً إلى الأنجليزية ( ترجمها موللر ) وفيما يلى مقتطفات مما كتبه أجاثاركيدس:       تكون الصخور الحاملة لخام الذهب داكنة اللون ، ولكن يشقها حجر أبيض اللون لا يدانيه حجر آخر في بياضه . وتقع مسئولية توجيه العمال في الحفر على عاتق رجل فنى يفهم في الأحجار ، وهو الذي يرشد الحفارين إلى تتبع المعدن في العروق البيضاء ، ثم يقوم الحفارون بشق طريقهم  داخل العروق مستعملين " شواكيش " مصنوعة من الحديد ، معتمدين اعتماداً كلياً على قوتهم البدنيه . والأنفاق التى كانوا يشقونها داخل الصخر ليست منتظمة الشكل ولكنها تتشعب في مختلف الأتجاهات مثل جذور الأشجار ، وذلك جرياً وراء الأجزاء الغنية بالذهب . ويقطع هؤلاء الحفارون العروق البيضاء ( وهي عروق المرو ) وهم يعلقون المصابيح الفخارية فوق جباههم للإضاءة داخل الأنفاق . وكان الحفارون يتخذون الأوضاع التي تناسبهم أثناء العمل فتارة على جنوبهم وتارة يعملون وهم راكعون ، والأنفاق لضيقها الشديد لاتكاد تتسع لهم .

أما الصخور التي تتصف بشدة الصلابة فتعالج بالنار حتى تتفتت، ثم تنكسر الكتل الكبيرة إلى قطع صغيرة بآلات يدوية مصنوعة من الحديد . ويلقى الحفارون بالأحجار التي يكسرونها خلف ظهورهم ، ويزحف فريق من الفتيان داخل الأنفاق لجمع الأحجار التي كسرها الحفارون وينقلونها إلى خارج الأنفاق.      أما المرحلة التالية من العمل ، مكان يقوم بها رجال أقل في اللياقة البدنيه من الفريق الذى يعمل في باطن الأرض .

وينقل عمال المرحلة الثانية الأحجار من أمام فوهه الأنفاق ( أو المغارات ) إلى مكان الكسارات وهناك يتسلمها رجال أقوياء لاتتجاوز أعمارهم الثلاثين عاما ، ويضعونها في كسارات تشبة الهاون منحوتة من الصخر شديد الصلادة ويدقونها بمعاول ذات رؤؤس حديدية حتى تصغر أحجامها إلى حوالى حجم الفولة .

وتعتبر هذه المرحلة من المراحل الشاقة التى تحتاج إلى قوة بدنية ملحوظة . ويحرص المراقبون المشرفون على العمال على أن يكون وزن الحجر متساوياً تماما قبل التكسير وبعده.   والمرحلة التالية من العمل كانت تقوم بها النساء ، وكانت تتم داخل حجرات تضم صفوفاً من الطواحين الحجرية الدائرية للحصول على طحين خشن ، وتضم أيضاً صفوقاً من المراهيك القوسية لتنعيم الطحين إلى دقيق ناعم . وكانت النساء تتناوب العمل على كل طاحونه.( ملحوظة : الطواحين الدائرية مكونة من قطعتين من الحجر يكون غالباً من الجرانيت . وقطر الطاحونة 45-55 سم . والقطعة السفلى من الطاحونة وهي الجزء الثابت تكون ثقيلة الوزن أما القطعة العليا المتحركة فيكون وزنها 50-60 رطلاً  أما المرهاك فهو قطعة مستطيلة من الحجر الصلد الذى غالباً مايكون من الدوليريت ثقيلة وقوسية الشكل ، وتمسك فوقها قبضة حجرية من نفس الحجر الصلد وهي التى تقبض بكلتا اليدين وتتحرك على أستقامة القوس ذهاباًً وأياباً لتنعيم الطحين .

وكانت القبضة الحجرية تزن عادة 5-15 رطلاً وكانت حركتها تجعل القطعة الثابتة تتأكل بأستمرار). بعد ذلك ينقل الدقيق الناعم بكل عناية إلى حيث تتم الخطوة الهامة لاستخلاص المعدن النفيس ، ويتم هذا الأستخلاص على أيدي فنيين متخصصين فكان الفنيين يصبون حفناً من الخام الذى تم طحنه إلى دقيق ناعم على مائدة خشبية متسعة ذات سطح أملس تماماً . وسطح المائدة مقام بزاوية صغيرة تجعل له أنحدار طفيفاً ، ويصب الماء تدريجياً فوق دقيق الخام ويعجن باليد برفق على بادىء الأمر ثم بقوة ز وهكذا يجرف الماء حبيبات التراب تاركا حبيبات المعدن الثقيلة الوزن معلقة فوق المائدة الخشبية . وحينما يتخلص الدقيق المعالج بالماء من معظم ما يتبقى من الأتربة الخفيفة وذلك يلعق به التراب الخفيف ثم تعصر الأسفنجة في كل مرة ببعض الماء الذى يعلق به التراب الخفيف ثم تعصر الأسفنجة بعيداً وتعاود المعالجة .

وتتبقى في النهاية عجينة ثقيلة الوزن ذات لمعان معدني . ثم تنقل بعناية فائقة إلى المرحلة الأخيرة للاستخلاص وتسلم بالوزن . وفي المرحلة الأخيرة ، توضع العجينة الثقيلة في بوتقة مصنوعة من الفخار . وتخلط معها نسب معينه ، ومحسوبة بدقة من المواد التالية : قطعة من الرصاص ، كمية من الملح ، سبيكة خاصة من الفضة والرصاص ، كمية من الشعير . ثم تغلق فوهه البوتقة بعناية وتوضع في النار خمسة أيام وخمس ليالي متصلة . بعد ذلك تترك البوتقة حتى تبرد ، ثم تنقل محتوياتها إلى إناء آخر . ويكون الخليط الذى كان قد وضع في البوتقة قد تلاشى ولم يبق منه إلا كتلة صغيرة من الذهب المنصهر ز ووزن هذا الذهب أقل قليلاً من وزن العجينة المعدنية التي وضعت في البوتقة قبل إضافة الخليط . إلى هنا ينتهى وصف أجاثاركيدس لتقنية استخلاص الذهب من خامه . ويصف أجاثاركيدس حال العمال المشتغلين في المناجم فيقول أنهم يكونون من المجرمين العتاة وأسرى الحرب . وهم يرحلون إلى مناطق المناجم إمنا بمفردهم أو مع عائلاتهم . ويعملون تحت حراسة مشددة من الجنود ، حتى لايتمكنون من الهرب وحتى لاتحدث سرقة للذهب . وكانت حصيلة الذهب تؤؤل إلى بيت المال التابع للملك الحاكم لمصر.

<!--<!--

التعدين في العصر الحديث  

بدأت النهضة التعدينية الحديثة مع قدوم الحملة الفرنسية علي مصر حيث صاحب الحملة العديد من العلماء في مختلف العلوم ومنهم بالطبع بعض المتخصصين في علوم الأرض .. وقد أهتم علماء الحملة بدراسة مصر من أوجه علمية كثيرة ..  ولكن .. وبسبب قصر مدة الحملة الفرنسية التي استمرت من عام 1798 الى عام 1801 لم يمكن تنفيذ خطة طويلة المدي..  وأعقب الحملة الفرنسية تولي محمد علي باشا حكم مصر عام 1803 الذي نجح في وضع مصر علي عتبة الحضارة الحديثة..  حيث شهدت مصر نهضة في التعليم والترجمة والزراعة والصناعة في بداية عصر الدولة الحديثة التي أسسها محمد علي. وقد بدأ محمد على  في ارسال البعثات الجيولوجية لتوفير الخامات المعدنية اللازمة لتحقيق وبناء الدولة الحديثة .. كما أنشأ مدرسة المعادن  في مصر القديمة عام 1834 ..  وأعاد استكشاف مكامن الخامات التعدينية ..واستعان بعلماء من مختلف الجنسيات مما أضفي روح المنافسة بين الجميع والتي أسهمت في النهاية في إحداث الثورة الصناعية والحضارية لمصر الحديثة

<!--[if !mso]> <mce:style><! v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} p\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} v\:textbox {display:none;} -->

أنشئت الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية فى عام 1896.. وقد تغير اسمها من (مصلحة المساحة المصرية ) إلي (مصلحة المناجم والمحاجر المصرية ) عام 1905 ثم تغيرت الي (مؤسسة التعدين) .. ثم (هيئة الأبحاث الجيولوجية) ..    ثم (هيئة المساحة الجيولوجية ) ..  وأخيرا ..    الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية عام2005

<!--[if !mso]> <mce:style><! v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} p\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} v\:textbox {display:none;} -->

وعبر هذه الحقبة الزمنية .. قامت الهيئة بدورها الرائد فى خدمة الاقتصاد القومى فى مجالات علوم الجيولوجيا و تطبيقاتها .. وخاصة فى مجالات البحث عن الثروات المعدنية  وحسن أستغلالها وتنميتها.

المصدر: نشرات هيئة الثروة المعدنية المصرية- مؤلفات الخبير الجيولوجى سميح عافية
hasan

hassan

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 4714 مشاهدة
نشرت فى 28 يناير 2012 بواسطة hasan

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,158,869