من الممكن أن تجنب وراثة طفل عيب أبويه، ليس بطريقة جينية أو طبية، وإنما بشكل نفسى سلوكى ومجتمعى عقلى وبمحاذير وخطوات كثيرة على الأبوين اتباعها وعدم الحيد عنها.
و الأفضل أن يحاول الأبوين الاعتذار للطفل - حتى وهو لا يزال صغيرا على الفهم - والظهور بمظهر النادمين على أفعالهم العصبية وعليهم الاعتذار له عما يبدر منهما من أخطاء ومحاولة التقرب من بعضهما أمامه، فكلها إيماءات وإشارات يعيها الطفل منذ يومه الأول، ويشعر بمدى شعورهم بخطئهم وأن عصبيتهم غير صحيحة ولا يجب أن يتحلى بها حتى لا يغضبان منه.
على الأبوين انتشال أبنائهما من وراثة مشكلاتهما النفسية وطباعهما السيئة وعقدهما النفسية، ولذا على الأبوين أن يحاولا اتخاذ قرارا ثنائيا بضرورة التوقف عن العصبية فجأة وبشكل فيه دعم فيما بينهما لكى يتخلصا من هذا العيب، والتعهد بعدم ظهور ها العيب إمام الطفل إلا فى أقصى الظروف.
ولا يجب الاعتقاد بأن هذا الفعل مستحيل، فلا مستحيل فى تربية الأطفال، فإنهم عجينة سهلة التشكيل تتشكل بما يحيطها وهنا على الأب والأم أن يجتمعا ويتفقا على التوقف عن إظهار عيوبهما وإصلاحه بمجرد معرفتهما بخبر الحمل، وقبل خروج طفلهما للدنيا.
على الأبوين أن يقوما بالظهور بمظهر المتحابين الودودين العاشقين أمام الطفل، فهذا يجعله طفلا صاحب شخصية ودودة غير عصبية لأنه يقلد ما يراه.
من الممكن أن أحمى طفلى من عصبيتى وعصبية أبيه، من خلال إبعاده عن أى شحن وتوتر فى الأجواء من حوله وأى مباراة كلامية حامية أو مشاجرة محتملة، أو توتر ظاهر،لا يجب على الإطلاق تحت أى ظرف سماع أى طفل وظهوره فى أى توتر فى الأجواء بين الأبوين حتى وإن كان عمره لا يتعدى اليوم الواحد.
فالأمر لا يحكمه سنا، وإنما تحكمه العواطف التى تتسرب بسهولة للطفل الصغير الذى قد لا يعى الكلمات ولا يعنى التصرفات، ولكن يتسلل له الأحاسيس بمنتهى السهولة وهى طبيعة خليقته وتركيبة شخصية الإنسان منذ الولادة، لذا قد يفقد التواصل مع أبويه إلا عن طريق العصبية لاعتقاده أنها الطريقة الوحيدة للتعامل مادام الأبوين ينتهجونها.
أما إذا تم فصل الطفل عن التوتر فى الأجواء قد يجعله شخصا غير عصبى، ولكن يجب أن يعلم الأبوين أنها مهمة شاقه جدا لأنه يعنى أن ينفصل الأبوين بمشكلاتهما عن طفلهما الملازم لهما خاصة فى الصغر.
ساحة النقاش