اكتشف باحثون بإحدى الجامعات البريطانية، أن قدم الإنسان أكثر مرونة مما كان يعتقد وأنها أكثر شبها بأقدام القردة العليا، مثل الشمبانزى والأورانج أوتان (إنسان الغاب).
وكان العلماء افترضوا لعقود طويلة، أن قدم الإنسان تعمل بشكل مختلف عن أقدام أنواع القردة الأخرى بسبب تطور التقوس في منطقة وسط القدم(القوس الوسطي) وبسبب أيضا الصلابة المفترضة في أقواس الحافة الخارجية للقدم (التقوس الخارجى).
وتساعد هذه التقوسات الجسم في وضع الوقوف المستقيم (المنتصب) بأقل جهد على الأجزاء التشريحية.
وبعد دراسة "التميز" المفترض للقدم البشرية باستخدام معلومات كمية لأول مرة، توصل باحثو جامعة "ليفربول" إلى نتيجة مفادها أن هذه القدم تشكل جزءا من "تواصل التنوع" مع أقدام القردة العليا الأخرى.
واختار الفريق البحثي، تحت إشراف كارل بيتس، 45 شخصا من الأصحاء تتراوح أعمارهم بين 18 و68 عاما، ليسيروا حفاة على جهاز للمشي الرياضي لمدة خمس دقائق. وتم بصورة متزامنة جمع بيانات حركية باستخدام كاميرات تصوير.
وكشف تحليل حوالي 25 ألف خطوة بشرية أن ثلثي الأشخاص الذين شاركوا في التجربة كان لهم وقع أقدام عندما لمست راحة القدم سطح آلة المشى.
وأقدام القردة مرنة تماما، وتلمس الارض بشكل منتظم، وكان يعتقد أن الإنسان الذي يلمس الارض براحة القدم هو من يعاني من مرض السكري أو التهاب المفاصل.
ورجح الباحث بيتس أن أجدادنا طوروا مرونة أقداهم عندما كانوا يسكنون الأشجار، ويتحركون على فروع بها انحناءات وبمرور الوقت وعندما صار الإنسان يعيش على الارض، تمكن من تطوير ملامح جديدة للقدم ليتمكن من التحرك أسرع على سطح الأرض.
وأوضح بيتس أن الدارسة كشفت أن أقدام البشر ليست صلبة بالقدر الذي كان يعتقد حتى الآن، وقد احتفظ الإنسان بالمرونة في القدم حتى تأقلم مع الاختلاف ما بين الأرض الصلبة واللينة للمشى لمسافات طويلة أو العدو.
ساحة النقاش