أن الكثير من السلوكيات والأعذار الانتقامية الحقيقية التى تظهر من الكثيرين، يكون منبعها إحساسهم بلذة ونشوه وشعور جيد، ولذا يجب أن يواجه الإنسان هذه الحقيقة العلمية ولا يعتقد أن الانتقام هى رغبة الشخص السيئ والشرير وإنما هى فى رغبة كامنة فى كل إنسان.
وهذه الرغبة الموجودة فى كل شخص، مهما كان، هى رغبة ونشوة تولد بمجرد أن يتعرض الإنسان لنوع من الإيذاء أو الظلم والوقوع فى كارثة لم يتسبب فيها بنفسه بل كان هناك آخر تسبب له فيه، وهذه الرغبة تظهر منذ ذلك اليوم وتبدأ فى التنامى دون أن يشعر الإنسان بخطورتها.
وهى حقيقة علمية، ولكن تنامى ونضوج هذه المشاعر وتحولها إلى سلوكيات من عدمه، هى فى يد الإنسان وحده ويجب أن يكبح هذه المشاعر المتأصلة والإشباع النفسى الذى يريده ويريد الوصول إليه بمجرد أن يتعرض لضغط نفسى ذهنى أو عاطفى أو عقلى ما.
ولذا يجب طمس هذه الرغبة المتنامية منذ بدايتها ووأدها وعدم محاولة البحث عن إشباعها ونضجها حتى لا تحرق نفسية وعقلية وسلوكيات وأعذار الشخص، فكبت مثل هذه الاختلالات النفسية يجب أن يبدأ منذ بداية ظهورها لا عند نضجها لأنها لا تعطى فرصة بعد ذلك للإنسان للتخلص منها لتحكمها فيه.
ساحة النقاش