كشفت نتائج إحدى الدراسات الحديثة التى أجراها مؤخراً فريق من الباحثين بجامعة ولاية أوهيو الأمريكية، أن عنصر الزنك لديه دور كبير فى السيطرة على العدوى الميكروبية ومنع الالتهاب الناجم عنها، وذلك عن طريق كبح التفاعلات المناعية بالجسم بطريقة تضمن ألا تخرج تلك التفاعلات عن حدود السيطرة وبالتالى لا تصبح ضارة أو غير مرغوبة.
أن خروجها تلك التفاعلات عن نطاق السيطرة يمكن أَن يكون ضاراَ، وقد يتطور ليصبح مميتاً، وهو ما يؤكد أهمية عنصر الزنك وخاصة أنه فى حال عدم توفر كميات كافية منه فى وقت العدوى، فإن الخلايا تتعرض لالتهاب مفرط.
وبالنسبة لاحتياجات الجسم من الزنك، يعلق خير الله قائلاً إن الكمية الموصى بها تتراوح بين 8 إلى 11 مليجرام لأكثر البالغين، وتعتبر اللحوم والدواجن من أكثر مصادر الزنك شيوعاً، كما توجد نسب متفاوتة منه فى مصادر الغذاءِ الأخرى كالفاصولياء، والبندق، وبَعْض الأسماك الصدفيّةِ، والحبوب الكاملة، ومنتجاتَ الألبان.
أنه عندما يتم التعرف على أحد الميكروبات داخل الجسم، تَستيقظُ سلسلةَ من المركباتِ مِنْ وضع الخمولِ الذى كانت فيه لكى تقوم بتُنشّيطُ التفاعل المناعى الفطريَ، ويلعب ممرَ NF-kB دور رئيسى فى هذه العمليةِ. وعندما يُنشّطُ ال NF-kB ويُدْخَلُ النواةَ، فإنه يقوم بتنشيط جين مسؤل عن تصنيع متعهد لنقل الزنك، يسمى "ZIP8"، والذى يقوم بدوره بنقل الزنك بسرعة مِنْ مجرىِ الدمّ إلى الخليةِ.
وبعد دخولِ الخليةِ، فإن الزنك يتم توجّيههَ ليرتبط ببروتين آخر فى ممرَ NF-kB، وعند حدوث هذا، يُتوقفُ أى نشاط آخر فى تلك العمليةِ. وإجمالاً فإنّ التأثيرَ المتراكمَ لهذه الحلقةِ ذات التغذية الراجعة "Feedback loop" هو مْنعُ الإلتهابَ المفرطَ، الذى يُمْكِنُه الضَرَر بخلايا الجسمِ.
جاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت مؤخراً بالمجلة العلمية "Cell Reports ".
ساحة النقاش