العرقسوس.. . تلك العشبة التى طالما عشقها المصريون منذ القدم، والتى صار بائع مشروبها وصوت صاجاته المميز وزيه المختلف أحد أهم العلامات التى ميزت حوارى وشوارع المحروسة.
إن تلك العشبة التى وجدت فى مقبرة "توت عنخ آمون" عند اكتشافها سنة 1923 لتؤكد ما تناقلته البرديات عن استخدام المصريين القدماء لها فى الطب والعلاج.
كانت وما زالت حتى اليوم تستخدم فى العلاج من العديد من الأمراض، حيث أثبتت التجارب أنها تحتوى على العديد من المواد الفعالة منها مادة " Glycerrhizin" التى تشبه فى آثارها مادة "الكورتيزون" مضاد الالتهاب السحرى ولكنها تتميز عنه بقلة آثارها الجانبية لذلك يوصف العرقسوس فى الكثير من الأمراض الصدرية والربو الشعبى والكحة المزمنة.
تستخدم المواد المشتقة من العرقسوس فى علاج قرح المعدة والإثنى عشر بكفاءة عالية، كما أن بعض الدراسات أثبتت فدرته على تقليل نسب الدهون فى الجسم والمساعدة على فقدان الوزن.
كل هذه الفوائد الجمة للعرقسوس ثبت أغلبها بالدراسات الطبية الحديثة، لكن أحذر من خطورة العرقسوس.. . فالعرقسوس يعتبر من الأعشاب الخطيرة للمرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أمراض القلب أو فشل فى عضلة القلب حيث تتسبب مادة الـ " Carbenoxolene" والتى يحتوى عليها العرقسوس فى احتباس السوائل وأملاح الصوديوم بالجسم مما يؤدى إلى ارتفاع بضغط الدم أو ضعف فى قوة عضلة القلب كذلك تتعارض هذه المادة مع تأثير الكثير من أدوية الضغط المشهورة وتعظم من آثارها الجانبية كفقدان أملاح البوتاسيوم من الجسم.
أن مرضى الكلى ينصح لهم تجنب شرب العرقسوس لما لديهم من خلل فى وظائف الكلى، مما قد يؤدى إلى احتفاظ الجسم بالسوائل بشكل أكبر وأيضا الاختلال العنيف فى توازن الأملاح فى الجسم.
مرضى السكر أيضا ينصح لهم بالابتعاد عن تناول العرقسوس لأنه "حتى وإن كان غير محلى بالسكر" يحتوى على كم من السكريات 50 مرة أكثر من السكر العادى المستخدم فى التحلية مما قد يؤدى إلى ارتفاع نسبة السكر بالدم بشكل خطير.
أن مرضى الكبد ينصح لهم بعدم استخدام العرقسوس نظرا لتأثيره على عملية التخلص من بعض الأدوية داخل الكبد، وتأثيره السلبى أيضا على توازن الأملاح بالجسم.
ويمكن القول إن العرقسوس من الأعشاب السحرية فى الطب البديل لكنه يحتاج إلى احتياطات خاصة عند استعماله حيث يجب على المريض استشارة طبيبه قبل أن يستخدمه لما له من الآثار الجانبية على بعض المرضى.
ساحة النقاش