إن المرأة هى أرض خصبة، وسهلة للوقوع فى الاكتئاب، نظرا لتكوينها الجسدى والنفسى والعاطفى، فنجدها قد تصاب بالاكتئاب بعد الزواج لأنها مرحلة حاسمة فى حياتها، فهى عتبة خروجها من دائرة الخيال إلى الواقع، ويرجع ذلك إلى أنها كانت ترسم فى خيالها صورا غير واقعية، عن شريك الحياة، الذى سوف يشاركها أحلامها ويعوضها عن الحرمان العاطفى التى كانت تبحث عنه....حتى إنها قد تكون رسمت له شخصية أيضا خيالية، وقد تكون تغاضت عن كثير من عيوبه من قبل لاعتقادها بأنها سوف تغيره أو تغير الكون، وأنها حتما ستنجح لأنها ببساطة كانت صادقة ومتفائلة بالحياة الجديدة التى لم تعرف عنها من الأفلام الرومانسية القديمة والتى دائما تنتهى بالنهاية السعيده((الزواج)) !!!

بالإضافة إلى أن المرأة بعد وقت من العلاقة تكتشف بأن زوجها شخص آخر له اهتمامات وعادات وبيئة مختلفة عنها كثيرا، وهو قد أصبح لا يهتم بها أو يعبر عن مشاعره كما كان من قبل، أما هى فقد أصبح لديها "التزامات" وواجبات وجهد، ومن هنا تبدأ معاناة الصدمة والندم على اختيارها وعلى قرارها بالزواج التى لم تعرفه عن حق...وكأنها كانت فقط فى غيبوبة العشق والغرام..

  أنه لابد أن تتعلم كل فتاة مفاهيم وقيمة الزواج، وتتدرب على ذلك وتعرف أنه البداية الحقيقية للواقع الذى يجمع بين شخصين...لابد أن تفهم نفسها جيدا قبل أن تشارك شخصا آخر فى حياته أو يشاركها هو...فالزواج شراكة أنا وأنت ونحن معا..إنه الانفلات من دائرتك المغلقة على نفسك إلى الالتحام بدوائر أخرى، تحتاج إلى ذكاء كل من المرأة والرجل واستعانتهما بالثقافة والاستشارات الزوجية، والبحث دائما عن حلول..وأخيرا قالت دكتورة نهلة إن الزواج ليست معركة أو حربا..الزواج هو قارب النجاة للحياة.. وعلينا أن نؤمن جيدا بأنه حقا .. لا يوجد مستحيل...فالمستحيل الحقيقى أن تسير بالقارب وحدك.. لأنك حتما سيكون مصيرك..الغرق.