دور المعلم الفعال في معالجة المشكلات النفسية للتلاميذ في الازمات والظروف الصعبة
يعد المعلم أهم عنصر في العملية التعليمية وتقع عليه مسؤولية تربية النشء وتعليمهم واعدادهم لخدمة المجتمع والدولة وتحقيق أهدافها وفلسفتها .لذلك فقد حظي المعلم في كثير من الدول بالتأهيل الجيد والتدريب المتواصل والوسائل المعينة لدفع عمله .والتعليم مهنة عظيمة فالتربية التي يتلقاها الافراد هي التي تصنع الفرق بين الامم . وكلما اهتمت الدولة بالتعليم ووفرت له الامكانات المادية والبشرية ووضعت له الخطط الواضحة استطاعت ان تؤثر في محيطها وربما في العالم اجمع .
ويتاثر المعلمون اسوة بالفئات الاخرى في المجتمع العراقي بالظروف الصعبة والازمات الاقتصادية المتمثلة باستمرارية الحصار الاقتصادي الظالم المفروض على القطر منذ اكثر من اثنتي عشر عاما والقصف العدواني المستمر على بعض المحافظات مما ادى الى تعرض هؤلاء المعلمين للعديد من الضغوط النفسية المختلفة المتمثلة :
• نقص في الحيوية والنشاط
• الخوف والغضب والقلق من المستقبل
• الحزن والكابة
• الشعور بالعجز والذنب ولوم الذات
• الشعور بعدم الامان والحماية مما انعكس ذلك على تواصلهم مع الاطفال وعلى العملية التربوية
• وفي حالات اخرى يفقد بعض الافراد الرغبة في الحياة
ان هذه الضغوط والازمات لها اثارها اللاحقة المتعددة الجوانب خاصة اذا لم يتلق الفرد الرعاية اللازمة في الوقت المناسب
ويعد الأطفال اشد الفئات العمرية تأثرا بالأوضاع الناجمة عن الظروف الصعبة بسبب قلة خبرتهم المعرفية والحياتية ومحدودية آليات التكيف المتوفرة لديهم . وتشمل اثار الظروف الصعبة عدة جوانب مهمة في حياة الاطفال تتمثل غالبيتها في التهديد الموجه نحو تلبية احتياجاتهم المادية والنفسية الاساسية فضلا عن غياب التجارب الجديدة الضرورية لاستمرار عملية النمو السليم لديهم
ولذا فان للبيئة المحيطة المتوفرة بالطفل اهمية خاصة في مساعدته على استعادة قدرته على التكيف
ويعد المعلم الفعال الذي يتصف ببعض سمات الشخصية الفعالة كالتواصل مع الاخرين والتعاطف والصدق والحماس والمرح والديمقراطية والتفتح الذهني هو المؤثر الفعال في تلاميذه .وقد بينت بعض الدراسات بوجود ارتباط ايجابي بين حماس المعلم ومستوى تحصيل طلابه و أن الطلاب اكثر استجابة نحو المعلمين المتحمسين ونحو المواد التي تقدم على نحو حماسي .وقال اشنسكي ان شخصية المعلم لها تاثير قوي على الروح الصغيرة ( التلميذ ) . وبينت نتائج بعض الدراسات الى ان تلاميذ المعلمين المتصفين بالاتزان الانفعالي يظهرون مستوى من الامن والصحة النفسية اعلى من الذي يظهره تلاميذ المعلمين المتسمين بالتوتر وعدم الاتزان .كما تبين ان المعلمين الاكثر تسامحا يمتازون بالتسامح تجاه سلوك تلاميذهم ودوافعهم ويعبرون عن مشاعر ودية حيالهم ويفضلون استخدام الاجراءات التعليمية غير الموجهة ( كالمناقشة ، والاستنتاج ، والاستقراء ) على الاجراءات الموجهة ( كالمحاضرة ، والتلقين ) في تفاعلهم الصفي كما ينصتون لتلاميذهم ويتقبلون افكارهم ويشجعونهم على المساهمة في الانشطة الصفية المختلفة .
اهداف البحث
يهدف البحث الى :
1. التعرف على اهم المشكلات النفسية التي يعانيعا التلاميذ في المدارس الابتدائية في ظل الظروف والازمات الصعبة التي يمر بها القطر جراء الحروب والحصار ؟
2. التعرف على الادوار التي يقوم بها المعلمين في مواجهة الازمات ومعالجة الظروف الصعبة التي يعاني منها التلاميذ ؟
حدود البحث
طبقت استبانة متكونة من ( 50 ) سؤالا على عينة من المعلمين والمعلمات في المرحلة الابتدائية في محافظة بغداد للعام الدراسي 2003/2004.
اجراءات البحث
اداة البحث : تم بناء استبانة متكونة من ( 50 ) سؤالا وعرضت على مجموعة من المحكمين واستخرج صدق وثبات الاستبانة وتم تطبيقها بصورتها النهائية
عينة البحث : تم تطبيق الاستبانة على ( 300 ) معلم ومعلمة من المدارس الابتدائية في محافظة بغداد وللعام الدراسي 2003/2004 ومن جانبيها الكرخ والرصافة
نتائج البحث : توصل البحث الى النتائج الاتية :
اولا : المشاكل النفسية والاجتماعية والاسرية التي يعانيها التلاميذ في ظل الظروف والازمات الصعبة التي يعانيها العراق وهي :
-الحرمان العاطفي
-الشعور بالخوف والقلق من المستقبل
-التهيج وسرعة الغضب
-الاحساس بعدم الامان والتهديد والخطر من دول العدوان
-الخمول وقلة النشاط
- العزلة والاكتئاب
- السلوك العدواني
- فقدان الثقة بالنفس والعزلة والانطواء
- الاشتغال بالأعمال الحرة خارج أوقات الدوام
- التأخر الدراسي وغيرها من المشكلات النفسية والسلوكية
ثانيا : أهم الأدوار التي تقع على عاتق المعلمين والتي ينبغي العمل بها في ظل الظروف والازمات الصعبة والتي اشار اليها المعلمين وهي :
-الاتصال اللفظي مع التلاميذ من خلال :
_التعرف على خبرات التلاميذ
- منح التلاميذ الفرصة في التحدث والمشاركة داخل الصف
- تشجيع التلاميذ في التحدث عن انفعالاتهم وحياتهم الماضية والصعوبات التي يواجهونها
- احساس الاطفال بالاحترام والتقدير
- تشجيع الحوار المفتوح
- استخدام وسائل الاتصال المختلفة للتعبير كالرسم والموسيقى والغناء والكتابة والمثيل
الاتصال غير اللفظي من خلال :
- تعبيرات الوجه
- الدعابات والضحك
- التواصل بالنظر
- استخدام اللغة البسيطة
العلاقة بين المعلم والتلميذ من خلال :
- تقبل الطلبة والأحجام عن إهانتهم
- تشجيع الصفات الحميدة
- اظهار التعاطف والحب والاحترام لهم
- مشاركة الطلبة باوقات ايجابية وملائمة
البيئة الصفية من خلال :
-توفير نظام تعليم ثابت في المدرسة
-التحضير الجيد للدرس بطريقة تثير اهتمام الطلاب
- إيقاف التعليق المستمر على السلوك الصفي السيئ
- عدم اخراج الطلاب من الصف
- ارساء قواعد الاحترام المتبادل في التعامل مع الطلاب
وغيرها من الفعاليات التي ينبغي للمعلم الفعال القيام بها للتخفيف من حدة الازمات والمشكلات النفسية التي يعاني منها التلاميذ داخل المدرسة
وفي نهاية البحث وضعت العديد من التوصيات والمقترحات
نشرت فى 23 مارس 2013
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,793,295
ساحة النقاش