تعد مشكلة المخدرات وانتشارها وتداولها وتعاطيها من اخطر القضايا التي تهدد دول العالم لما لها من تاثير مدمر على الشباب وافراد المجتمع وصانعي التنمية ومتخذي القرار . كما ان تعاطي المخدرات من الظواهر الاجتماعية الامنية التي تحكمها الابعاد السياسية والتربوية والاعلامية في كل مجتمع وتبرز خطورتها عندما تؤثر على الشباب .
ان ظاهرة تعاطي وادمان المخدرات اصبحت مثيرة للذعر والرهبة الى حد كبير لدى مجتمعات العالم المدركة لاخطاره ، اذ انها أصبحت تهدد متداوليها أو متعاطيها خاصة والمجتمعات البشرية عامة . ولوحظ ازدياد اعداد الشباب المتعاطين للمخدرات مما ادى الى ارتفاع في الاصابة بالامراض العقلية ، الانتحار ، والعنف ، وانتشار العديد من السلوكيات المنحرفة كالجريمة والجنوح والارهاب وتهريب الاسلحة وتزييف العملة ...الخ .
ولذلك اولت الجهات الطبية والعلمية والمنظمات الانسانية والنقابية والمهنية والدولية والحكومية الرسمية والاهلية اهتماما كبيرا لهذا الموضوع .
واعلنت المنظمة الدولية للامم المتحدة احساسا منها بخطورة المخدرات واثارها المدمرة على الشعوب للفترة من عام 1991 الى عام 2000 عقد الامم المتحدة لمكافحة اساءة استعمال المواد المخدرة والمؤثرات العقلية ( 15 ، ص1 ) .
ان المشكلة الرئيسية لاتتوقف عند ادمان المخدرات وتاثيراتها الصحية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية ولكنها تمتد الى النقص الشديد في المعلومات المتعلقة بانواع المخدرات وخصائصها والعوامل المؤدية الى انتشارها . اذ ان هناك قطاعات كبيرة في المجتمع تفتقر الى هذه المعلومات ويرجع ذلك الى ان المخدرات من السلع الممنوعة وبالتالي فالمعلومات المرتبطة بها غير متوفرة اغلب الاحيان . كما ان النقص الواضح في المناهج الدراسية ووسائل الاعلام لعب دورا كبيرا في حجب المجتمع عن التعرف على مضار المخدرات .
لذلك برزت الحاجة الى الاهتمام بدراسة هذا الموضوع دراسة علمية مستفيضة للاسباب الاتية :
1.انتشار تعاطي المخدرات والادمان عليها بين الشباب في جميع انحاء العالم حيث اشار تقرير منظمة الامم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لعام 2004 الى ان اجمالي عدد الافراد المتعاطين قدر بحوالي 185 مليون فردا حول العالم وبنسبة تمثل 3% من اجمالي سكان العالم او 4,7% من اجمالي الافراد في المرحلة العمرية مابين (15-46 ) سنة . واوضح التقرير ان النصف الثاني من القرن العشرين شهد انتشارا كبيرا لتعاطي المخدرات والعقاقير غير القانونية وان الارقام العالمية اوضحت ان حوال 200 الف فرد توفوا في عام 2000 بسبب تعاطي المخدرات وهو مايمثل حوالي 0,4% من اجمالي الوفيات في العالم . اما في الدول العربية فقد اوضحت التقارير الصادرة من ان عدد المدمنين الذين تقدموا للعلاج في المستشفيات الحكومية المصرية للمدة مابين عام 2000 – 2004 بلغ ( 18747 ) 0 ( 9 ، ص8 ) .( 18، ص8 ) .
اما في العراق فقد بلغ عدد المسجلين كمدمنين لدى وزارة الصحة / برنامج مكافحة المخدرات للمدة من 1/5/2003 ولغاية 31/8/2004 بلغ ( 2029 ) حالة وان النسبة الاجمالية للمدمنين من السكان بلغت 5% ( 14 ، ص2 ) . وفي المغرب اشارت التقارير الى ان 20% من الطلبة في الوسط الجامعي سبق لهم وان تعاطوا المخدرات وان 3-5% تعاطوها بشكل دائمي . (17 ، ص1 ) فهذه المشكلة اذن تعد من أخطر المشكلات التي تهدد سلامة المجتمعات .
2.أبتكار الوان جديدة من المخدرات لم تكن معروفة من قبل فبعد أن كان الامر قاصرا" على مجموعة تقليدية من المخدرات كالحشيش والافيون دخلت الساحة أنواع جديدة تشمل العقاقير الطبية والكيميائية كالمهدئات والمنشطات والمنومات والمهلوسات بل ابتدع الشباب في بعض المجتمعات صورا" جديدة من الادمان عن طريق أستنشاق المواد التي تدخل في تكوين الاصماغ والاصباغ والبنزين ...الخ .
3.سوء استعمال المواد الطبية التي اعدت للمعالجة من امراض معينة 0
4.ابتكار اساليب وطرق مستحدثة للتهريب والترويج باستخدام التقنيات العلمية الحديثة في الاتصال والمواصلات حتى وصل تهريب المخدرات وترويجها الى استغلال شبكات الانترنيت . ( 17، ص8 ) .
5.التوسع المتزايد في زراعة المخدرات في دول الشرق والغرب وافريقيا واماكن كثيرة في العالم .
6.ضعف مستوى الاجراءات المتبعة في عمليات المراقبة والمكافحة .
7.تداعيات الهجرة الخارجية الدائمة او المؤقتة الى البلدان الغنية خاصة الدول النفطية شجع اليافعين على الانخراط في نمط مشوش من الحياة من بينها آفة تعاطي المخدرات .
ان الدراسة الحالية ستسلط الضوء على مشكلة المخدرات وماتسببه من اثار نفسية واجتماعية وصحية على الشباب وانعكاسات ذلك على الشخصية والسلوك والتصرف .
اهداف الدراسة :
تهدف الدراسة الاجابة على التساؤلات الاتية :
1.ماانواع المخدرات ؟ وماالعوامل المؤدية الى تعاطيها من قبل الشباب ؟
2.ماالاثارالنفسية والاجتماعية والصحية التي يسببها تعاطي وادمان المخدرات علىالشباب ؟
3.ماانماط الشخصية التي تتركها المخدرات على سلوك وتصرف الشباب المدمن ؟
انواع المخدرات والعوامل المؤدية الى تعاطيها من قبل الشباب
انواع المخدرات
تتعدد المعايير المتخذة اساسا لتصنيف المخدرات تبعا لمصدرها او طبقا لاصل المادة التي حضرت منها . فقد حددت الاتفاقية الدولية المعروفة باسم الاتفاقية الوحيدة بشان الجواهر المخدرة لسنة 1961 واتفاقية المواد المؤثرة على الحالة النفسية 1971 على حصر المخدرات ب:
أ.نبات الخشخاش والافيون التي تتركز المواد الفعالة في الثمر غير الناضجة ويستخدم اما عن طريق اللف في السجائر او يذاب في مشروب ساخن او مع النركيلة .
ب.نبات القنب تتركز المواد الفعالة في القمم الزهرية .
ج.نبات القات وتتركز المواد الفعالة في الاوراق وتمضغ اوراقه وتمص من خلال عدة ساعات من التخزين وهو شائع في اليمن والحبشة والصومال.
د.نبات الكوكا وتتركز تامواد الفعالة في الاوراق وتمضغ في اوراقه وتمص بطريقة مشابهة لاستعمال القات .
هـ.نبات جوزة الطيب وتتركز المواد الفعالة في الاوراق والبذور ( 19، ص185) .
2.المخدرات نصف التخليقية :
وهي مواد حضرت من تفاعل كيميائي بسيط مع مواد مستخلصة من النباتات المخدرة والتي تكون المادة الناتجة من التفاعل ذات تاثير اقوى فعالية من المادة الاصلية مثل مادة الهيروين والكوكايين والعقاقير الطبية التي يساء استخدامها مثل المورفين والفاليوم .
3.المواد التخليقية :
وهي مواد تنتج من تفاعلات كيميائية معقدة بين المركبات الكيميائية المختلفة ويتم ذلك بمعامل شركات الادوية او مراكز البحوث وليست من اصل نباتي مثل :
-عقاقير الهلوسة مثل الميتاكالون ، الامفيتامينات
-الباربيتوات
-المسكنات والمهدئات مثل المورفين والكودايين والهيروين.
-مواد طيارة استنشاقية مثل البنزين ، الصمغ ، مزيلات الطلاء ( 17 ، ص7) .
العوامل المؤدية الى تعاطي المخدرات من قبل الشباب
يمكن تحديد العوامل المؤدية الى تعاطي المخدرات بما يأتي :
اولا : عوامل أقتصادية وتشمل :
• ارتفاع مستوى المعيشة مما يلقي أعباءا" كثيرة على كاهل الاسرة والفرد تجعله عاجزا" تجاهها مما بدفعه الى تعاطي المخدرات كمحاولة منه للهروب من الواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه .
• البطالة وماتتركه من ضغوط كبيرة في مواجهة الحياة فضلا" عن قلة فرص العمل وتوفر الفراغ لدى الشباب . ووجد ان انتشار البطالة وخاصة بين عمال الاطفال العشوائية ادى الى مشكلات اكثر خطورة ومنها التشرد واطفال الشوارع . واكدت العديد من الدراسات الى تورط اطفال الشوارع في مشاكل مستمرة مع الشرطة وسوء الاستغلال في انشطة جنسية وتعاطي المخدرات والخمور .
• أزدياد متطلبات الحياة بصورة عامة نتيجة الحاجة الى مستلزمات الحياة الضرورية وعدم توفر الدخل الكافي .
• النزعة الاستهلاكية لدى الفرد وتأثر القيم والعادات والتقاليد والتي القت بأعبائها على الفرد .
• تأثير وسائل الاعلام لما تطرحه من اعلانات ودعايات مما يتأثر بها الشباب ضعفاء النفوس .
• امكانية الحصول على المخدر وذلك اما بوصفها من قبل الطبيب او شرائها بصورة مشروعة مثل السكائر والكحول او شرائها بصورة غير مشروعة مثل الهيروين والكوكائين ...الخ ( 2 ، ص204 ) .
ثانيا": عوامل نفسية وتشمل :
• الضغوط النفسية الكبيرة نتيجة الاحباط في العمل او عدم تحقيق حاجات ملحة لدى الفرد .
• الشعور بمركب النقص نتيجة عاهة او عوق او عدم مجاراة الاخرين في مستويا طبقية او ثقافية معينة .
• الشعور بالفشل وضعف القدرةوالكفاءة .
• وجود رغبة شخصية في التخريب او حب الاستطلاع والمجازفة او وجود توهم بان التعاطي للمخدرات يدل على الاستقلالية وقوة الشخصية .
• عدم الرضا عن الحياة بصورة عامة .
• الاغتراب عن المجتمع والتقاطع مع قيمه .( 3، ص20 )
• صفات في شخصية المدمن مثل فقدان او نقص الصفات اللازمة للتكيف مع ظروف الحياة وتحدياتها وخاصة في مرحلة المراهقة واول الشباب حيث يجد الشباب صعوبة في تقبل السلطة او يكون تحصيلهم الدراسي اقل من المتوقع . وبعضهم يرى بانه كان يعاني من القلق او الكابة عندما بدأ باستعمال مادة الادمان ( 2 ، ص204-205) .
• هناك بعض الافراد يميلون الى الادمان على المخدرات بحكم تكوينهم الجسمي والنفسي وهم عادة يعانون من اضطرابات في الشخصية او يتميزون بسمات مثل الاعتماد الشديد على الاخرين والرغبة في الاشباع الفمي او العودة الى عالم الطفولة والخيال وعدم التكيف مع الواقع .( 13 ص51 ) .
ثالثا":عوامل اجتماعية وتشمل :
• دور رفقاء السوء في الترغيب او الحث او التوريط او التقليد او تيسيير فرص ذلك . وقد اكدت بعض الدراسات الى ان 87%من الاسباب تعود الى رفقاء السوء و65,8% للتفكك الاسري والاهمال و60% لضعف الوازع الديني و47,7%لضعف الرقابة الاسرية و41,2% لضعف التوعية الاعلامية بمخاطر المخدرات و41,6% لوقت الفراغ و30,9%لحب التجريب وتقليد الاخرين . واكدت دراسة اجريت على شباب مصر ان الدوافع الحقيقية لتعاطي الحشيش لدى الشباب في سن العشرين هو مجاراة اصحاب السوء والحصول على الفرفشة وحب الاستطلاع وقبول المادة المخدرة كهدية وبلغت نسبة ذلك 77%واكد 25% الى وجود الدافع الجنسي . ( 5، ص4 ) .
• التفكك الاسري ونعني به النزاعات والصراعات التي تنشب داخل الاسرة او اجواء التوتر والاختلافات الدائمة بين اطراف الاسرة وخاصة الوالدين والتي تلقي بظلالها سلبيا على الابناء الذين يفتقدون في ظل مثل هذه الظروف للاهتمام والحنان والعطف الاسري وبالتالي يبحثون عن مايعتقدونه ملجأ لحل المشاكل .
• التنشئة الاسرية الفاسدة حيث لايمارس الاب او الام او كلاهما دوره في تنشئة وتربية وتوجيه الابناء التوجيه الصحيح وحيث تكون هناك تفرقةبين الابناء في المعاملة او استخدام القسوة او الاهمال او التدليل او انحراف احد الابوين او كلاهما فينعكس سلوكه على الابناء .
• المحاكاة وهي تقليد شخص معين من قبل الشخص المنحرف الامر الذي اوصله الى هذه الحالة حيث يكون غياب التوجيه والقدوة الحسنة وتاثير النموذج السيء من خلال تهيئة الفرص لطرح نموذجه امر يسير ويقود الى هذا النوع من الانحراف .
• تاثير الحي السكني ان طبيعة المنطقة لها تاثير سلبي كبير خاصة اذا ماكانت المنطقة موبوءة ويكثر مثل هذا في المناطق الهامشية او الفقيرة او المناطق العشوائية نتيجة لما تعانيه من امراض صحية ونفسية واجتماعية وازمات اقتصادية .
• تاثير وسائل الاعلام لما تعرضه من نماذج سيئة من افلام او برامج يغيب فيها الوعي والصورة الصحيحة التي يجب ان تظهر بها هذه البرامج من ان تؤدي رسالتها .
• ضعف الوازع الديني وعدم التمسك بالجانب الاخلاقي والسلوك الحسن وتجنب الكبائر والانحراف التي تؤدي الى انهيار حياة الفرد .
• الجو المهني حيث ان صعوبات العمل واعباءه وسلبياته تدفع الفرد الى تعاطي المخدرات ويوفر النموذج السيء في العمل ويدفع صغار السن خاصة من المراهقين الى تعاطي المخدرات .
• سوء استغلال اوقات الفراغ يعد عاملا اخر في تهيئة فرص الانحراف وتعاطي المخدرات .
• او شعور المدمن بالاهمية والانتماء للجماعات التي تستعمل هذه المواد .
( 2 ، ص205 ) .
• الجهل عامة وضعف التوعية باخطار المخدرات يعد سببا اخر يقع على عاتق الجهات المسؤولة سواء كانت حكومية او صحية او اعلامية او اسرية او مدرسية او منظمات اهلية او نقابات وغيرها( 17، ص10) .
( 6، ص306 ) .
• ان الحروب والصراعات الداخلية بين افراد المجتمع تحرم الشباب من الاستقرار الاسري وذلك لحرمانهم من ابائهم واخوانهم ومن القيم والمباديء التي كانوا يزرعونها فيهم . فالحروب تؤدي الى تشريد الاسر وتضعف الروابط الاسرية وتعرض الشباب الى خبرات وتجارب قاسية قد تدفعهم الى تعاطي المخدرات لانها من وجهة نظرهم اسرع وسيلة للتخلص من هذه الضغوط ( 13 ، ص76 ) .
اماكن تعاطي المخدرات :
هناك عدة عوامل تؤثر على تحديد مكان تعاطي المخدرات بين الشباب ومنها :
1.مدى تقبل المجتمع للمخدر فكلما كان المخدر مقبولا اجتماعيا فأن أماكن تعاطيه تكاد تكون علنية في الملاهي والاندية وغيرها .
2.عمر المتعاطي يؤثر على اختيار المكان فالاطفال الاحداث والمراهقين يختارون الاماكن والبيوت المهجورة والخرائب والساحات الخالية والبساتين لتعاطي المخدرات .
3.الحالة الاقتصادية للمتعاطي ان المدمنيين الذين ينتمون الى الطبقات الاجتماعية العليا يستطيعون توفير اماكن اكثر امنا واستقرارا" من غيرهم فيستأجرون الشقق المفروشة مثلا" ويتعاطون المخدرات فيها .
4.وقت التعاطي : ان وقت الليل يعد مناسبا" للعديد من المدمنيين الشباب اما الاطفال الاحداث فيختارون فترة الظهر كوقت مناسب لهم لتعاطي المخدرات لان معظم الاسر لاتسمح لابنائها البقاء خارج المنزل في الليل ( 13 ، ص9-100 ) .
آثار تعاطي المخدرات على الشباب
اثبتت الدراسات والابحاث العلمية والطبية والنفسية والاجتماعية الى ان الادمان على تناول المخدرات لها آثارها على الشباب ولعل من ابرز تلك الاثار مايلي :
اولا " : الاثار العقلية :
1.انخفاض مستوى الوعي :Clouding consciousness
وهي حالة تدهور وانحدار مستوى الوعي دون مستوى الصحو مما يجعل المريض بحالة من التشويش . وقد تتراوح شدة انخفاض الوعي بين البسيط الى الشديد العميق .
2.اضطرابات في التفكير والكلام speech and thoughts disorder :
ان كلام المدمن مراة تعكس افكاره وتصوراته فاذا كان المدمن واعيا ومدركا كانت افكاره منظمة ومتسقة وكلامه مفيدا وبليغا . واذا كان المدمن مشوشا وتائها كانت افكاره مرتبكة ومفككة ومتقطعة فيصبح كلامه غير مفهوم وتعابيره متداخلة وغير مرتبة . ان افكاره المريضة المضطربة وادراكه الحسي المشوش تجعله غير قادر على التعبير السليم او فهم مايقال له من كلام ان هذا الخلط والاضطراب يزول بزوال حالة التشويش حيث يعود المدمن الى حالته الطبيعية في التفكير الرصين والكلام السليم . ( 7 ، ص 138 )
3. اضطرابات في الادراك الحسي disturbance of perception :ان المدمن غالبا مايعاني من اضطراب في الادراك الحسي للظواهر والمحفزات في المحيط مما قد يؤدي الى الهلوسة الحسية كالهلاوس السمعية والبصرية والحسية حيث يرى اشكالا وصورا واشياء غير موجودة حوله وقد تثير هذه الاطياف والتخيلات الرعب والهلع في نفس المدمن فيصرخ او يستنجد وربما يحاول الهرب او القفز من الشباك مما يسبب له الاذى ويعرضه للخطر . وقد تكون هلوسة المدمن سمعية فيسمع اصواتا او ضوضاء او نداء فيجيب عليها وهي غير موجودة وقد يعاني من هلوسات اخرى .
4.التيهان او عسر التطلع وهي حالة اضطراب الشعور بالزمن والمسافة واشكال الاشياء والمكان لدرجة الارتباك والخلط مما يجعل المدمن غير قادر على تحديد الزمان او الوقت ساعة السؤال او المكان الذي هو فيه . وقد يعجز المدمن عن تحديد هويته الشخصية او هوية الاشخاص المقربين له او القائمين على رعايته وعلاجه .
5.اضطراب الذاكرة الحسيdisturbance of memory: ان تشويش وعي المريض تجعله غير قادر على تسجيل الذكريات وحفظها في ذاكرته اثناء فترة المرض مما يؤدي الى عدم تذكرها فيما بعد . ان بعض المدمنين يصفون حالتهم اثناء فترة التشويش كالحلم او النوم او كشريط سينمائي غامض الاحداث بينما لايذكر البعض الاخر اي شيء عن فترة المرض . ( 7 ، ص 138-140 ) .
وقد اشارت احدى الدراسات الى ان اثار الحشيش غالبا مايكون في ضعف القدرة الادراكية والتركيز والتذكر وقد تحققت الاصابة لدى 10% من المتعاطين يوميا و20-30% ممن يتعاطونه بشكل اسبوعي ( 5، ص3 ) .كما لوحظ ان اثار الميثادون البدنية الخطيرة تحدث خلال ساعتين منذ بداية تعاطي المخدر وهو الاندفاع المفاجيء الذي يحدث بسبب تغيرات حادة في المخ واحساس بالتخدير .( 5 ، ص3 ) .
وكشفت دراسة هولندية ان الشباب المراهقين الذين يتناولون القنب يضاعفون من مخاطر اصابتهم بالاضطرابات العقلية والتصرفات الشاذة والاوهام في المراحل المتاخرة من حياتهم . وان الشباب الذين عانوا في حياتهم من الاضطرابات العقلية اكثر عرضة لاخطار مخدر القنب وذلك بعد متابعة ل 2437 شابا تراوحت اعمارهم مابين 14-24 سنة تناولوا المخدرات لمدة اربع سنوات ( 20 ، ص5 )
ثانيا" : الاثار العصبية :
1.حدوث الارتعاشات والتشنجات وفقدان المهارات الحركية .
2.التهاب العصب البصري مما يؤدي بدوره الى العمى .
3.احداث التغيرات في الشخصية ومنها الادمان العدواني الذي يتصف بمستوى عال من القلق في العلاقات الشخصية واحباط في التسامح ومشاعر التقليل في شأن النفس او تقويم الذات .
4.اصابة الفرد بالامراض الذهانية والبارانويا والوهن الادراكي وضعف الالية النفسية وتاخر ردود الافعال مما يترتب عليه مخاطر حوادث الطرق والسيارات .
5.الشعور بعدم الابتهاج وعدم الرضا والسعادة ( 5، ص4 )( 10، ص4 )
ثالثا" : الاثار النفسية :
1.اضطراب المزاج Changes of mood : غالبا ماتؤدي حالة التشويش الى اختلال في المزاج فتضطرب عواطف المدمن وتشتد انفعالاته فيبكي بلا سبب او يصاب بنوبات من الخوف او الرعب او الهلع وقد تنتابه حالة من الهول والصمت تتحول فجاة الى حالة من التهيج والصراخ وقد يضحك المدمن او يحزن نتيجة الهلوسات والتشويش . ان اضطراب مزاج المريض حالة مؤقتة تتلاشى بزوال حالة التشويش . ( 7 ، ص140)
2.الاكتئاب والعزلة
3.التكاسل والاهمال للاسرة والعمل والغذاء والنظافة والمظهر .
4.الاعتماد على الاخرين .
5.الاتجاه المضاد للمجتمع .
6.تعدد انماط الشخصية لدى الشباب المدمن : اشار Bergert بانه لايوجد نمط معين من الشخصيات تصاب متعاطي المخدرات وسواء كان المتعاطي حدثا" او بالغا" فان ادمان المخدرات يمكن ان يحدث في اي نوع من الشخصيات ( 22 ، ص 1-14 ) . وان الدراسة التتبعية لانماط الشخصية للمدمنين ومدى تفاعلهم مع المجتمع ومع انفسهم تؤكد على ان المدمنين يعانون من الاحباط وتتسم شخصياتهم بالانماط الاتية :
أ.شخصية طبيعية سوية :
والذي يدفع بهؤلاء الى الادمان هو سوء الحكمة من الطبيب المعالج الذي استعمل المادة العلاجية بدون مبرر او استمر باستعمالها الى حدود دوائية او زمنية ابعد مما تقتضبه الضرورة .
ب.الشخصية القلقة :
التي تتناول المخدر لتغطية الشعور بالقلق ومثل ذلك نجده في الشخصية الانطوائية والشخصية الكئيبة .
ج.الشخصية السايكوباثية :
وهؤلاء يتناولون المخدر للحصول على شعور النشوة او لاكتساب شعور الاهمية بالشذوذ عن الغير او كتعبير عن كراهيتهم للمجتمع او لكبت شعورهم بالفشل الجنسي . وتتميز الشخصية بتقلب المزاج ، ونوبات من الغضب السريع ، والكراهية الهوجاء ، والسلوك العنيف المدمر . ومن خصائص هذه الشخصية نزوعها الى عدم الانسجام مع القيم والاعتبارات الاجتماعية السائدة ، وفقدان الاحساس بمعاناة الاخرين ، وعدم احترام المشاعر المقابلة ، وانعدام القدرة على الصبر ، والتأني ، وضبط المشاعر والسلوك ن اضافة الى ضعف القدرة على التعلم والاستفادة من الاخطاء السابقة والعبر واثار العقاب والجزاء . ان هذا النمط من السلوك والتفكير عادة مايؤدي به الى الصراع مع النظام والمواجهة مع القانون وقد ينتهي به الامر اما الى المستشفى النفسي او الى السجن . ( 7 ، ص82-83 ) .
4.الشخصية المريضة عقليا" : وخاصة في مرض الكآبة حيث يستعمل الدواء للتخفيف من الكآبة . فمعظم المواد التي تستعمل في الادمان لها بعض الخصائص التي تزيل لمدة قصيرة الشعور المؤلم بالكآبة والتوتر والوحدة وضياع الامل . وبانتهاء المفعول القصير للدواء تعود هذه الاعراض مما يدفع بالمريض مجددا الى استعمالها وهكذا الى ان يصل الامر الى حدود الادمان . والذي نلاحظه بكثرة لدى المدمنين هو المحاولات الانتحارية في الفترة التي يتم فيها ايقاف الدواء وهذا الخطر كامن في كل حالة من حالات الادمان وخاصة في اولئك الذين عرفوا قبل ادمانهم بانهم ذوي مزاج كئيب ( 8، ص352 ) .
5.الشخصية الاضطهادية : paranoid personality
ان شخصية المدمن تتميز بالحساسية المفرطة تجاه اي فشل او احباط في الحياة او في العلاقات مع الاخرين بحيث تتجه افكار المريض بهذه الشخصية نحو تفسيرات مبالغ بها ، تعتمد صيغة الاضطهاد والاهانةوالظلم لكل مايحدث له من وقائع اعتيادية . ان هذه الشكوك التي تسيطر على تفكير ومواقف وسلوك المريض غالبا ماتكون اوهاما" وخيالات غير واقعية . وقد تتصف هذه الشخصية بنزوع او ميل نحو الغيرة والشك او الشعور بالعظمة والاهمية الكبرى . (7، ص87 ) .
6.الشخصية الوسواسية Obsessive personality
تتصف شخصية المدمن بالنزوع الى الاحساس بعدم الاستقرار وفقدان المرونة في السلوك والتفكير وضعف الثقة في النفس والشعور بعدم الاتقان للعمل والواجب والتعبير عن المشاعر والاستعداد المتواصل للشك والقلق والتردد في حسم الامور ( 7 ، ص91 ) .
7.الشخصية الهستيرية : Hysterical personality
يتميز المدمن بالتقلب السريع والسطحية والاعتماد على الاخرين عاطفيا" والرغبة الملحة في جلب الانتباه وعدم القدرة على التكيف للحياة الجنسية فيعاني من البرود الجنسي وعادة مايلجأ الى الاسلوب الهستيري العصابي في سلوكه وعواطفه ( 7 ، ص92 ).
8.الشخصية الاتكالية Inadequate personality
تتصف شخصية المدمن بفقدان الثقة بالنفس والاعتماد المطلق والاتكال على الاخرين وعدم القدرة على مواجهة مشاكل الحياة ومتطلباتها وفقدان النشاط والحيوية وسهولة الانقياد مع الاخرين والجمود العاطفي والتردد في اتخاذ القرارات وعدم النضج في التفكير والانفعال ( 7 ، ص93 ) .
رابعا :الاثار الاجتماعية:
1.ان تعاطي المخدرات يمكن ان يؤدي الى انتشار البطالة بين الشباب وبالتالي زيادة المشكلات الاجتماعية .
2.فقدان الصفات الاجتماعية حيث يصبح المدمن شخصا غير سويا في المجتمع .
3.فقدان القدرة على تحمل المسؤولية داخل البيت والمجتمع .
4.ضعف القدرة على التحكم في مختلف المواقف .
5.اللامبالاة والتسرع وازدياد درجة التردد .
6.الاضرار بالنمو العاطفي والاجتماعي وعدم الاستقرار النفسي .
7.ضعف القدرة على الاداء واحساس المتعاطي بالضياع والاغتراب عن مواقع الانتاج .
واشارت العديد من الدراسات الى تورط الشباب المتعاطين للمخدرات في ارتكاب جرائم السرقات والعنف والتشويه واستخدام الاسلحة والعصابات وذلك لتعودهم على تعاطي المخدرات وخاصة من اجل الحصول على العقاقير والواد المخدرة او المال الذي يشترون به المخدر .( 5، ص10 ) .
كما وجد ان هناك علاقة وطيدة بين المخدرات والانتحار بسبب تعاطي جرعات كبيرة من المخدر .( 13، ص113 ) . كما اكدت دراسة اخرى اجريت في ايران عام 1998 ان هناك علاقة بين الادمان والعلاقات الجنسية التي تتم خارج نطاق الزوجية ( 5، ص11 ) .
التوصيات والمقترحات
وفي نهاية الدراسة لابد للباحثة ان تتقدم بمجموعة من التوصيات التي يمكن ان تقع على عاتق الجامعات والمؤسسات الحكومية والاهلية من تنفيذها للحد من ظاهرة تعاطي المخدرات بين اوساط الطلبة والشباب وهي :
1.التأكيد على تضمين مشكلة المخدرات والادمان في برامج الدراسة لأقسام كليات الطب والاجتماع وعلم النفس في كليات التربية والاداب وكليات المعلمين والخدمة الاجتماعية والطب .
2.الاهتمام بتثقيف الطلبة وتدريبهم على سبل الوقاية من المخدرات وأمكانية المشاركة في الحملات المجتمعية المناهضة للمخدرات من خلال الجمعيات الاهلية ذات الصلة .
3.انشاء قاعدة معلومات تتعلق بالطلبة المدمنين في الجامعات والمترددين على المستشفيات والمراكز الاهلية المتخصصة من اجل التدخل العلاجي لحالات التعاطي واعادة استيعابها ودمجها في المجتمع .
4.ضرورة تنسيق الجامعات مع رجال الدين لعقد الندوات الهادفة حول الادمان ومخاطر ذلك على الفرد والمجتمع وتشجيعهم على تضمين خطبهم ودروسهم الدينية على دور العقل والروح والنفس في تكوين اتجاه مضاد لتعاطي المخدرات .
5.انشاء مراكز الارشاد النفسي وعيادات الصحة النفسية في الجامعات التي يمكن ان تؤدي دورها في وضع البرامج الارشادية والعلاجية للطلبة المدمنين على تعاطي المخدرات .
6.ضرورة اعتماد الاساليب النفسية العلمية الهادفة للتخفيف من معاناة الشباب ومساعدتهم في التغلب على حالة الادمان من خلال اتباع الاساليب العلاجية الاتية :
أ.العلاج الروحي الديني .
ب.العلاج النفسي الفردي .
ج.العلاج النفسي العائلي .
د.العلاج النفسي الجماعي.
هـ.العلاج السلوكي.
و.العلاج التأهيلي .
7.متابعة ورعاية الطلبة الذين يعانون من مشكلات نفسية واجتماعية كفقدان احد الوالدين او التصدع الاسري او ضعف الجانب الاقتصادي وتحقيق الرعاية الشاملة لهم .
8.تأهيل الشباب الذين لهم علاقة بمشاكل المخدرات من خلال التعرف على بيئتهم الاجتماعية والنفسية وانواع المخدرات التي يتعاطونها واكسابهم المهارات اللازمة للاتصال بالشباب وكيفية التعامل معهم وحل مشاكلهم .
9.تشجيع الطلبة على المشاركة في انشطة الاتحادات الطلابية والجمعيات الاهلية المتخصصة لتحقيق الاستثمار الامثل للوقت وتنمية ثقافة العمل التطوعي لديهم .
10.تشجيع الطلبة على اعداد النشرات الاجتماعية المتعلقة بالادمان على المخدرات والاحكام التي صدرت فيها وضد الاتجار بها .
11.تنظيم المسابقات الطلابية للتوعية باضرار المخدرات والادمان عليها من خلال البحوث والدراسات والمقالات والرسوم الكاريكاتيرية وتكريمهم لزيادة الوعي والاطلاع .
12.اقامة الزيارات الميدانية لطلبة الجامعات لبعض الجهات المهتمة بموضوع التوعية في مجال مكافحة المخدرات .
13.ضرورة مشاركة تدريسو الجامعات في البرامج التلفزيونية والاذاعية التي تتناول مناهضة المخدرات وآليات الوقاية منها .
14.تشجيع الطلبة ضمن الانشطة الفنية والاجتماعية بأنتاج مسرحيات تهتم بالتوعية من مخاطر المخدرات مع دراسة دورهما في الوقاية من الادمان والقيام بحملات توعية وتثقيف في كافة التجمعات الطلابية .
15.ضرورة حث المؤسسات الرقابية في متابعة الاعلانات عن المشروبات الكحولية او المخدرات التي تعلن عن طريق الانترنيت او الافلام الهابطة او المتاجر العامة او الفنادق .
16.ضرورة التعرف على ابعاد المشكلة من خلال اجراء الدراسات والبحوث الميدانية مثل :
-دراسة الحالات
-دراسة اتجاهات المجتمع نحو المخدرات
-الدراسات الامنية
-الدراسات المرتبطة بمشاكل الشباب وانحرافهم .
نشرت فى 23 مارس 2013
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,793,206
ساحة النقاش