تصور مقترح للمقومات الشخصية والمهنية الضرورية لمعلم التعليم العام فى ضوء متطلبات العولمة
إعداد
الدكتور / السيد محمد أبو هاشم حسن
قسم علم النفس - جامعة الملك سعود
الملخص :
تغيرت النظرة إلى وظيفة المعلم وأدواره ومسئولياته بتغير متطلبات الحياة العصرية 0 فبينما كانت وظيفة المعلم فى الماضى هى نقل المعلومات إلى أذهان المتعلمين ، أصبحت فى عصر العولمة تتطلب بناء الشخصية الإنسانية السوية المتكاملة فى كافة جوانبها ، وممارسـة القيادة والبحث والتقصى والإرشاد والتوجيه 0 وهذا يتطلب من المعلم فى عالم اليوم الذى يتصف بالتغير السريع والتطور التكنولوجى ، أن تكون لديه العديد من الإمكانات و المهارات والقدرات والسمات والقيم والاتجاهات والاهتمامات الإيجابية ، ما يمكنه من القيام بأدوار عديدة ضرورية لتربية الأجيال بما يتناسب ومتغيرات العصر 0 ومن المهم هنا أن يستطيع المعلم مجابهة التوترات الرئيسية التى يتسم بها عالمنا المعاصر 0
ونظراً لأهمية دور المعلم وخطورته فى تربية الأجيال فإن هناك ضرورة للعناية بتكوينه من شتى الجوانب الثقافية والأكاديمية والمهنية ، ذلك لأن توافر المعلمين كماً وكيفاً يعد شرطاً أساسياً لتحسين المنظومة التعليمية ومن أجل ذلك فإن اختيار المعلم وإعداده وتدريبه مع العناية بنموه النفسى والمهنى على جانب كبير من الأهمية 0 وانطلاقاً من مكانة المعلم ودوره فى العملية التعليمية فإن الدراسة الحالية هى محاولة للتعرف على أهم المقومات الشخصية والمهنية الضرورية لمعلم عصر العولمة ، وذلك من خلال الإجابة على التساؤلات الآتية :
سـ1 : ما المقصود بمفهوم العولمة ؟0
سـ2 : ما علاقة العولمة بالتعليم ؟0
سـ3 : ما المقومات الشخصية والمهنية الحالية التى يتميز بها معلم التعليم العام من واقع الدراسات السابقة والاختبارات والمقاييس الخاصة بذلك ؟0
سـ 4 : ما التصور المقترح للمقومات الشخصية والمهنية الضرورية لمعلم التعليم العام فى ضوء متطلبات العولمة ؟ 0
سـ 5 : ما إمكانية وضع آلية لتنفيذ التصور المقترح للمقومات الشخصية والمهنية الضرورية لمعلم التعليم العام فى ضوء متطلبات العولمة ؟ 0
وللإجابة على التساؤلات السابقة تم استخدام المنهج الوصفى التحليلى لأنه يعد من أكثر المناهج ملاءمة لطبيعة هذه الدراسة ، ولاسيما فى رصد المقومات الشخصية والمهنية التى يتميز بها المعلم فى الوقت الحالى ، ووضع تصور لأهم المقومات الشخصية والمهنية الضرورية للمعلم فى ضوء مفهوم العولمة والتغيرات المستقبلية والاتجاهات العالمية المعاصرة والطموحات والآمال العربية 0
ومن أهم النتائج التى توصلت إليها الدراسة الحالية ما يلى :
أولاً : فيما يتعلق بمفهـوم العـولمـة ، يتضح ما يلى :
( 1 ) اهتمام مختلف الأوساط الأكاديميـة والسياسـية والاجتماعيـة وغيرها بظاهرة العولمـة . وكل من هذه الأوساط قد تناولتها حسب مرجعيته وفهمه لها 0 وهم لم يتفقوا على تعريف موحد لها.
( 2 ) إن العولمة فى واقعها وحقيقتها ومضمونها ظاهرة ذات طابع حركى ديناميكى ، ظاهرة متكاملة الجوانب والأبعاد ، ظاهرة وإن كانت بسيطة فى الشكل إلا أنها معقدة فى الحقيقة والمضمون.
( 3 ) إننا أمام اتجاهين ، الأول قبول العولمة على أساس أنها السبيل للتقدم ، ووسيلة التلاقى مع الآخرين 0 والثانى هو رفض العولمة لأنها تعمل على تشويه الثقافة والهوية القومية 0
ثانياً :بالنسبة لعلاقة العولمة بالتعليم ، يتضح ما يلى :
( 1 ) أننا أمام اتجاهين الأول وجود علاقـة سببيـة " تبادلية التأثير " بين العولمة والتعليم وهنا علينا الاختيار بين عولمة التعليم أو تعلم العولمة 0والثانى وجود علاقة تضاد أو علاقـة عكسية ، فما يريده القائمون على العولمة يتضاد شكلاً وموضوعاً مع ما يريده صانعوا السياسات التعليمية فى المجتمعات المحلية 0
( 2 ) ومن حيث تأثير العولمة بأشكالها المختلفة على التعليم نجد أنفسنا فى مفترق الطرق بين مسارين : الأول وجود تأثير ( مباشر ) 0 والثانى وجود تـأثير ( غير مباشر ) للعولمة على النظم التعليمية المختلفة 0
( 3 ) إذا سلمنا بوجود علاقة بين العولمة والتعليم فعلينا أن نسأل أنفسنا : ما الذى تريده العولمة من التعليم ؟ ورغم أن هذا سؤال كبير ومتشعب ويحتاج كثيراً من الشرح والايضاح من أصحاب التخصصات المختلفة سواء المؤيدين أو المعارضين لعولمة التعليم إلا أنه يتضح أن العولمة تهدف إلى :
* تطويع وتقييد المنظومة التعليمية بأفكارها وآلياتها الرئيسية وإخضاعها لشروطها وهيمنتها " برامج التدريب المنظمة من قبل البنك الدولى " 0
* فرض نماذج وفلسفات تربوية تعليمية خاصة 0
* السيطرة والهيمنة من خلال تغيير اتجاهات الأفراد باختراق المنظومة التعليمية مما يجعل فيها تناقضات بين الأصالة والمعاصرة مما يؤدى إلى تغيير ملامح المنظومة التربوية والتعليمية المحلية 0
ثالثاًً : من خلال دراسة المقومات الشخصية والمهنية التى يتميز بها المعلم فى الوقت الحالى من واقع الدراسات السابقة والاختبارات والمقاييس الخاصة بذلك ، يتضح أن :
- المقومات الشخصية التى يتصف بها المعلم هى المقومات : الجسمية ، والعقلية ، والانفعالية ، والسلوكية ، والاجتماعية 0
- المقومات المهنية التى يتصف بها المعلم هى : النمو المهنى والتخصصى ، وتخطيط وتنظيم وتنفيذ الدرس ، وأساليب التقويم ، واستخدام الوسائل التعليمية0
رابعاً : التصور المقترح للمقومات الشخصية والمهنية للمعلم فى ضوء مفهوم العولمة ، فى ضوء مسح الباحث للدراسات السابقة المرتبطة بالمقومات الشخصية والمهنية للمعلم فى ضوء مفهوم العولمة ، تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسات مجتمعة مجرد توقعات أو تنبؤات لما يجب أن يكون عليه معلم عصر العولمة ، وبعد فحص هذه الدراسات جميعها تم وضع قائمة تشتمل على ( 25 ) خاصية ضرورية للمعلم فى ضوء مفهوم العولمة 0
خامساً : بالنسبة لآلية تنفيذ التصور المقترح للمقومات الشخصية والمهنية الضرورية لمعلم التعليم العام فى ضوء مفهوم العولمة ، يتضح أن الدور التربوى الفعال من خلال ما تحمله العولمة من متطلبات عديدة يفرض على المتخصصين فى التربية وعلم النفس أن يعيدوا النظر من جديد فى مكونات المنظومة التربوية وبخاصة المعلم 0 وتقوم الآلية المقترحة من الدراسة الحالية على أربع ركائز أساسية هى المعلم الذى نريده ، وأداة التطبيق ، والطريقة ، والنتائج المتوقعة 0 وأخيراً تم تقديم مجموعة من التوصيات 0
التحميلات المرفقة
تصور مقترح للمقومات الشخصية والمهنية الضرورية لمعلم التعليم العام فى ضوء متطلبات العولمة.doc
ساحة النقاش