نظرية جاردنر والنظريات الاخرى :
يؤكد العديد من التربويين على أن عملية التعلم تحدث نتيجة للتفاعل بين بيئة التعلم بما تتضمنه من مناهج وطرق تدريس وأنشطة ووسائل من جهة ،وبين استعدادات المتعلم وقدراته العقلية وسماته الشخصية من جهة أخرى، لهذا فان فهم المعلمين لنظريات التعلم و تطبيقها داخل الفصل من المتطلبات الأساسية للتدريس الفعال، فهى تعطى مؤشرا عن كيفية حدوث التعلم ومن ثم فانها تساعد المعلم على اختيار الأساليب والاستراجيات التدريسية التى تتلاءم مع قدرات المتعلم وطبيعة المادة المتعلمة.
و على الرغم من أهمية تطبيق نظريات التعلم فى التدريس الا أن كثيرا من المعلمين يهملون ذلك حيث أنهم يركزون على المادة العلمية فقط دون مراعاة لقدرات واستعدادات التلاميذ المختلفة.
وهذ ما أكدته دراسة (فايزة سدره ، 2001 ، 187 – 206 ) حيث توصلت الدراسة الى عدم اهتمام المعلمين لفهم وتطبيق نظريات التعلم داخل الفصل فى المرحلتين الاعدادية والثانوية ، كما أوصت الدراسة بضرورة فهم المعلمين لنظريات التعلم واستعمالها داخل حجرة الدراسة.
ولقد أكدت العديد من الدراسات على أهمية مراعاة قدرات المتعلمين والفروق الفردية بينهم ، الأمر الذى يستوجب من المعلم ادراك هذه الفروق أثناء التدريس وعمل موائمة بينها وبين اساليب واستراتيجيات التدريس المستخدمة وذلك للوصول بالمتعلمين الى الحد الأمثل فى الأداء. ( محمد الشريف ، 1992 ، 132 ) .
من هنا أصبح على المعلم أن يعتمد فى تدريسه على نظرية أوأكثر من نظريات التعلم حتى لايصبح عمله عشوائيا ، وذلك أن التعرف على قدرات وحاجات المتعلمين يساعد على وضع الاستراجيات التدريسية الملائمة لها بما يحقق أقصى استفادة ممكنة للمتعلمين، وهذا ما تتبناه الدراسة الحالية .
ومن النظريات التى تتبناها الدراسة الحالية نظرية الذكاءات المتعددة (Multiple intelligences ) لهوارد جاردنر(*) Howard Gardner والتى تعد من اهم الأفكار الحديثة فى مجال التعليم ، حيث يرى جاردنرGardner أن المتعلمين لديهم خصائص منفردة ومواهب مستقلة كما لديهم تفضيلات مختلفة لكيفية تعلمهم وكيفية استجاباتهم لمواقف التعلم وبذلك فهم يختلفون فى تفضيلاتهم لاستراتيجيات واساليب التعلم. (Fasko , 1992 , 11-13 )
وقد قام جاردنرGardner وهو عالم النفس الأمريكى الشهير لأول مرة بنشر نظريته عن) الذكاءات المتعددة ) عام(1983) فى كتابه” الأطر العقلية”، " Frames of Mind " ،وفيها يرفض جاردنرGardner فكرة الذكاء الواحد ويؤكد على وجود العديد من القدرات العقلية المستقلة نسبيا لدى كل فرد أطلق عليها " الذكاءات البشرية " لكلا منها خصائصها وسماتها الخاصة بها ( How, 1997, 127 )
وبذلك تختلف نظرية جاردنر عن نظريات الذكاء الأخرى (بياجيه والنظرية السيكومترية) والتي تقول أن الذكاء فى بنية متكاملة والأداء فى مهمة ما يرتبط بالأداء فى مهام أخرى ، حيث أوضح جاردنر من خلال ملاحظته لأطفال ما قبل المدرسة أن ذلك غير صحيح ، فكثيرا من معلمي أطفال ما قبل المدرسة كما قال يدركون أنه يمكن أن يكون لدى طفل مهارات العلاقات بين الأشخاص (ذكاء اجتماعي /أحد أنواع الذكاء ) بينما يكون لدى طفل آخر تفكير عددي ( ذكاء رياضي / نوع آخر من أنواع الذكاء ) ، كما لاتظهر هذه الميول والنزعات فجأة بل من خلال مرور الأطفال بمواقف وأنشطة تحتوى على هذه الذكاءات.CECI, 1996,209) )
كما يرى جاردنر ان الذكاء هو:
1- قدرة على انتاج شىء ذو قيمة فى ثقافة المجتمع.
2- مجموعة مهارات تمكن الفرد من حل مشكلات الحياه.
3- امكانية خلق حلول للمشكلات التى تتضمن جمع معلومات جديدة. Gardner, 2000) (
وقد استمد جاردنرGardner نظريته من الابحاث التى أجراها على المخ والتى شملت المقابلات والاختبارات والأبحاث التى أجريت على الأفراد ( Nelson , 1998 , 65 ) ،ثم دعمها بالأبحاث التى أجراها فى مختلف المجالات كعلم النفس التطورىأو التنموى وعلم النفس المعرفى الأنسانى والقياس النفسى وعلم النفس العصبى والدراسات البيوجرافية المتعلقة بالشخصية ( Brien et al , 2000 , 19 ).
· انواع الذكاءات المتعددة:
وعلى الرغم من أن خلاصة أبحاث جاردنرGardner فى تحديد )الذكاءات المتعددة (بدأت بسبعة ذكاءات عام (1983) الا أنه بابحاثه ودراساته المستمرة فى هذا المجال فانها جاءت لتتضمن ثمانية ذكاءات ثم طورت النظرية (1999) وأصبحت تتضمن تسعة ذكاءات متعددة حددها جاردنر كما يلى: (Gardner,2000) ، (Scherer , 1999),( Edwards,2000)
1- الذكاء اللغوي :
وهو القدرة على استخدام الكلمات بفاعلية سواء شفاهيا أم كتابيا ،ويتضمن السهولة فى انتاج وتقديم اللغة والحساسية الى الفروق الدقيقة التى لاتكاد تذكر بين الكلمات،وترتيب وايقاع الكلمات، ويستخدم هذا الذكاء فى الاستماع والكتابة والقراءة والتحدث.
2- الذكاء الرياضي – المنطقي :
وهو القدرة على استخدام الأرقام بفاعلية والتعرف على العلاقات المجردة وعمل علاقات وارتباطات بين مختلف المعلومات ،والتفكير بطريقة استدلالية استنتاجية مع الإقناع الجيد ، يظهر عند علماء الرياضيات والمحاسبين والمحللين والماليين .
3- الذكاء المكاني :
وهو القدرة على إدراك العالم بدقة وتكوين صورة عقلية لحل المشكلات المكانية،ويتضمن الذكاء المكانى ايضا القدرة على فهم وادراك وتحليل العلاقات بين الأشكال الهندسية،يظهر عند الجغرافيين والمهندسين وبعض الألعاب مثل الشطرنج.
4- الذكاء الحركي / الجسمي :
وهو القدرة على استخدام الجسم للتعبير عن المشاعر والأفكار ، وحل المشكلات ، يظهر فى اداء الرياضى والجراح0
5-الذكاء الموسيقي :
وهو القدرة على التعبير عن الأشكال الموسيقية وإدراكها ، وخلق المعانى التى يتكون منها الصوت والتعبير عنها والاحساس بالنغمات والايقاعات والجرس الموسيقى، ويظهر هذا الذكاء عند الموسيقيين ومهندسى الصوت0
6- الذكاء الاجتماعي :
وهو القدرة على فهم الآخرين وادراك الفروق بين الأفراد خاصة مايتصل بدوافعهم ومشاعرهم وأهدافهم ونواياهم والتصرف فى ضوء ذلك، يظهر هذا الذكاء عند القادة الأجتماعيين0
7- الذكاء الذاتي :
وهو القدرة على معرفة الذات وفهمها والتصرف على أساس هذه المعرفة، أى أن الفرد يكون قادرا على معرفة اهدافه ونواياهو تكوين صورة حقيقية عن نفسه بما تتضمنه من جوانب ضعف وقوة.
8-الذكاء الطبيعي:
وهو القدرة علي فهم الطبيعة والتمييز بين الأشياء الحية كالنبات والحيوانات والصخور، كما يتضمن هذا الذكاء حساسية الفرد لعناصر الطبيعة الغير حية كالصخور والسحاب والمعادن ،يظهر هذا الذكاء عند علماء النبات والحيوان والجولوجيين.
9-الذكاء الوجودي :
يشير هذا الذكاء إلى النزعة الإنسانية في طرح الأسئلة لمعرفة أسرار الوجود مثل : من نحن ؟ من أين أتينا ؟ ولماذا تموت ؟ كما يساعد علي معرفة العالم اللامرئي والخارجي ( الغيبى )، يظهر هذا الذكاء عند الفلاسفة.
وقد كان جاردنرGardner يرى الذكاء الو جودي نصف ذكاء حيث انه كان غير قادر علىتحديد الموقع او المكان البيولوجي له في مخ الإنسان ،ولكن مع ابحاثه المستمرة فى مجال الذكاءات المتعددة تأكد من صحة وجوده لدى البشر ، ومازال البحث جارى لأكتشاف المزيد من الذكاءات .( Connell, 2000)
· الملامح العامة لنظرية الذكاءات المتعددة :
حدد جاردنرGardner الذكاءات المتعددة وفقا لثمانية معايير هي بمثابة أدلة أو شروط علي صحة وجود هذه الذكاءات لدي أي فرد أو أكتشاف المزيد من الذكاءات وهي ( How , 127 - 129):-
1-ان يكون لكل ذكاء تاريخ تطوري مستقل .
2-ان يكون لكل ذكاء عملية او مجموعة من عمليات معالجة المعلومات للقدرة علي التعامل مع الأنواع المختلفة للمحتوي المعرفي .
3- العزلة المحتملة الناتجة من تلف بالمخ. Potential isdation by brain damage
4- وجود أدلة لأفراد غير عاديين أو استثنائيين.
5- تاريخ تطوري أو نشوئي وقبول ظاهري تطوري.
6- المساندة والتدعيم من المهام النفسية التجريبية.
7- المساندة والتدعيم من نتائج القياس السيكولوجي (قياس سرعة العملية العقلية ودقتها).
8- القابلية للتحويل إلى رسائل فى النظام الرمزي.
ويحاول جاردنر أن يبرهن على العوامل الوراثية المسببة للذكاءات، فبالنسبة لأبحاث الوراثة فقد دلت على أن التعلم حصيلة عملية التكيف(التعديل) فى الارتباطات والعلاقات المتشابه بين خلايا المخ ، فالعناصر الرئيسية لأنماط التعلم المختلفة وجدت فى أجزاء خاصة بالمخ حيث حدوث التحولات المتماثلة لخلايا المخ ،وهكذا فأنماط التعلم المختلفة نتجت عن الارتباطات المتماثلة فى أجزاء المخ المختلفة وإذا حدث تلف لأحد هذه الأجزاء تتأثر عملية التعلم بها،على سبيل المثال: تلف منطقة بروكا من المخ ينتج عنه فقدان قدرة من قدرات الاتصال اللفظي اللازم لبناء الجملة ، وهذا التلف هو المسبب للفهم الخاطئ للقاعدة اللغوية واستخدام الكلمة. ( Brualdi , 1998 ,27 )
وفي ذلك يقول جاردنر Gardner فى مقابلة معه " أنه عندما يصاب الفرد في إحدى أجزاء مخه فان القدرة التابعة لهذا الجزء تفقد، لكن هذا لا يعني انه فقد باقي قدراته، فالشخص الذي يفقد قدرته الموسيقية لتلف مركزها في المخ مازال يتحدث لأنه لم يفقد قدرته اللغوية ، أي ان الشخص عندما يفقد إحدى قدراته فهذا لا يعني أنه فقد ذكاءه وذلك لأنه ليس لديه نوع واحد من الذكاء بل مازال لديه العديد من الذكاءات الأخرى" . ( Checkly,1997 ,13 )
وباستعراض تلك المعايير السابقة يتضح ان جاردنرGardner ترك المجال مفتوحا لاكتشاف المزيد من الذكاءات علي شرط أن تتوافر فيها تلك الشروط والمعايير السابقة لأثبات صحة وجودها لدى الأفراد .
وفى محاولة بعض التربويين لتقييم صدق النظرية قام 1997, 15- 19 ) Shearer, ( ببناء مقياس التقييم البنائى للذكاءات المتعددة عند الأطقال (MIDAs) لقياس الذكاءات المتعددة كبديل لمفهوم الذكاء الواحد(العام) ، ومن خلال التحليل العاملى لمفردات المقياس (80 مفردة) توصل الباحث الى وجود مالا يقل عن سبعة عوامل مستقلة للذكاء لدى كل طفل من أطفال عينة الدراسة،وهذا ما يؤكد صدق النظرية.
ويري جاردنر Gardner ان هذه الذكاءات ليست ثابتـة بل يمكن تنميتها طول حيــاة الإنسان كما أنها تصبح اكثر تميزا ووضوحا كلما كبر الإنسان .( Dorsy , 1998 ,76 )
وقد قسم جاردنر Gardner الأفراد إلى ثلاث فئات فئة لهم ذكاءات متعددة عالية النمو وفئة لها ذكاءات متعددة متوسطة النمو وفئة ثالثة قليلة النمو فى هذه الذكاءات0(
(Conell,2000)
أى أن هناك فروق فردية بين الأفراد في الذكاءات ،فكما يختلف الناس في شخصياتهم يختلفون في عقولهم، فبعض الناس يمتلكون قدرا عاليا من هذه الذكاءات والبعض الأخر متوسط والبعض الثالث حظه منها قليل، وترجع هذه الفروق إلى عوامل وراثية أو عوامل ثقافية من حيث درجة العناية والاهتمام بهذه الذكاءات .
كما أن الأفراد يمكنهم التميز في واحد أو اكثر من الذكاءات فإذا كان أحد الأفراد دون المتوسط في نوع من أنواع الذكاء كالذكاء الموسيقي مثلا فربما يكون فوق المتوسط في ذكاء آخر كالذكاء الاجتماعي CECI , 208) (.
ويؤمن جاردنر Gardner بالعلاقة التكاملية بين الذكاءات فعلي الرغم من أنها مستقلة إلا أن هذا الاستقلال من الناحية التشريحية فقط حيث تعمل هذه الذكاءات معا متفاعلة ومتعاونة في حل ما يواجهه الإنسان من مشكلات في حياته. ( Brualdi , 28)
وفى ذلك يقول جاردنرGardner:" بالرغم من أن هذه الذكاءات مستقلة الا أن ذلك من الناحية التشريحية فقط حيث أنه نادرا ما يعمل كل ذكاء بمفرده عن الآخر ،فكل فرد يملك العديد من الذكاءات المستقلة الا أنها فى النهاية تعمل معا وتتحد لابراز شخصية كل فرد" .
(Gardner , 2001)
فالراقص مثلا يستخدم (ذكاءه الموسيقي) لفهم النغمات وادراك الألحان ثم علي أساسها يحدد رقصاته وحركاته كتعبير عن هذه الألحان (ذكاء حركي ) ويقدمها بطريقة مثيرة لجذب انتباه المشاهدين له (ذكاء اجتماعي ) ويقدم هذه الرقصات علي أساس قدراته فلا يرقص رقصه هو لا يدركها أو يعرفها أو يقدم حركة صعبة لا يستطيع أدائها أمام المشاهدين (ذكاء شخصى ) ويقدم حركاته ورقصاته وفقا لأبعاد المكان الذي يرقص فيه (ذكاء مكاني ).
وعلى نفس المنوال يسير التعلم فعلى سبيل المثال فى مادة الجغرافيا يقوم المعلم بعرض خريطة طبيعية لمصر ويطلب من أحد الطلاب استخدام الخريطة فى تحديد موقع مصر الجغرافى (ذكاء مكانى) ، و تحديد موقعها الفلكى باستخدام خطوط الطول ودوائر العرض(ذكاء رياضى) وفى أثناء ذلك يستخدم الطالب( ذكاءه اللغوى) فى الشرح والوصف و(ذكاءه الأجتماعى) فى العرض بطريقة جذابة وشيقة أمام زملائه و(ذكاءه الذاتى) فى استغلال قدراته فى العرض أما زملائه ، وفى نهاية الحصة يقوم المعلم بتدريب الطلاب على رسم خريطة موقع مصر(ذكاء حركى) .
وقد جاءت دراسة أوسبيم) Osbeme et al, 1995 ( Osbeme لتؤكد آراء جاردنر حيث أثبتت أن قدرات الذكاءات المتعددة لجاردنر ليست منفردة او مستقلة ولا يمكن تقييمها بصورة دقيقة عن طريق اختبارات الورقة والقلم فقط .
وبذلك يتضح ان مفهوم الذكاء قد تغير كثيرا فبعد ان كان الذكاء يمثل قدرة عقلية عامة واحدة أصبح يمثل العديد من القدرات العقلية اللانهائية والمتكاملة والتي يستفيد بها الفرد في حل ما يواجهه من مشكلات.
من هنا عرف جاردنر Gardner الذكاء علي انه " القدرة علي حل المشكلات أو القدرة علي إنتاج شئ ذو قيمة في واحد أو اكثر من الفئات الثقافية أو الاجتماعية " ( Gardener , 1993 , 5 ) . ومن هذا التعريف يتضح اثر الثقافة علي الذكاءات حيث يري جاردنر أن نظريته نبعت من الأشياء القيمة والتي تقدر في المجتمع أو العالم ( Checkly ,9 ).
وقد وضعت القيمة الثقافية للذكاءات طبقا للقدرة على أداء مهام محددة تزيد الدافع والذي بدوره يساعد على جعل الفرد ماهر فى أداء هذه المهام. وهكذا فعندما تكون الذكاءات مرتفعة ومتطورة عند الأفراد فى مجتمع ما ، تكون منخفضة وغير متطورة فى مجتمع آخر.Brualdi ,27 ) ( وهذا يعنى أن كل نوع من أنواع الذكاء يظهر فى كل ثقافة بالشكل الذي تقدره هذه الثقافة وترضى عنه، فمثلا الذكاء المكاني قد يظهر في علم الهندسة في ثقافة تقدره وقد يظهر فى لعبة الشطرنج في ثقافة أخرى تعترف بها و تقدرها .
· نقد النظرية:
وبالرغم من ذلك لم تسلم نظرية جاردنر من النقد الموجه اليها فبعض النقاد يرى وجود بعض القصور فى النظرية كالاتى:-
1- عدم صحة او منطقية النظرية لانه لاتوجد اختبارات محددة لقياس الذكاءات المتعددة.
2- التوسع فى تعريف مصطلح الذكاء اكثر من الحد اللازم.
3- اعتماد جاردنر فى افكاره على الاسباب والبديهة اكثر من اعتمادة على دراسات البحث التجريبى.
4- يرى جاردنر عدم التماثل او التعادل بين الذكاءات فى الاهمية او القيمة من مكان إلى آخر والنقاد يرون العكس صحيح.
5- نظرية جاردنر ليست جديدة فهى لاتوضح فكر جديد للبناءات المتعددة للذكاء حيث اول من وضع التعدد فى القدرات هو L.L. Thurstone (1938) ومن هذه القدرات العلاقات المكانية والفهم اللغوى والذاكرة . ( Sloan, 2000 )
وعلى الرغم من النقد الموجه للنظرية الا ان الباحثة تبنتها فى بحثها وذلك لانه يمكن الرد على هذه الانتقادات كالاتى :
1-لاتوجد اختبارات محددة لقياس الذكاءات المتعددة وذلك ان اختبارات الورقة والقلم ليست كافية لقياسها وذلك لان كل ذكاء عدة طرق فى قياسه فمثلا الذكاء المكاني يمكن قياسه وتقييمه بسؤال شخص ما عن كيفية معرفة طريقه او اتجاهه فى مكان غير مالوف له و شخص آخر نطلب منه حل لغز مجرد ومعقد وذلك ان كل ذكاء يظهر بصورة مختلفة من شخص لاخر ، وقد جاءت دراسة أوسبيم لتؤكد آراء جاردنر حيث أثبتت أن قدرات الذكاءات المتعددة لجاردنر ليست منفردة او مستقلة ولا يمكن تقييمها بصورة دقيقة عن طريق اختبارات الورقة والقلم فقط .( et al, 1995 (Osbeme .
2- توسع جاردنر فى تعريف مصطلح الذكاء وذلك لانه يرى ان نظرية الذكاءات المتعددة تساعد على فهم الفكر والمظاهر المعرفية للعقل البشرى ، اما التعريف التقليدى للذكاء يعتمد على تحديد مستوى الذكاء عن طريق الاجابة فقط على اختبارات الذكاء التقليدية وبذلك يكون تعريف الذكاء ناقصوبه قصور.
3-اعتماد جاردنر فى اثبات نظريته على الابحاث التى أجراها على المخ والتى شملت المقابلات والاختبارات التى أجريت على الأفراد ، ثم دعمها بالأبحاث التى أجراها فى مختلف المجالات كعلم النفس التطورى وعلم النفس المعرفى والقياس النفسى وعلم النفس العصبى والدراسات البيوجرافية المتعلقة بالشخصية ، كما وضع عدة معايير لاثبات وجود كل نوع من انواع الذكاء و ترك المجال للاخرين لاثبات صحة افكاره.
4- لاتتماثل الذكاءات المتعددة من مكان لاخر او من بلد لاخر فى الاهمية او القيمة فعلى سبيل المثال ياخذ الذكاء الرياضي والذكاء اللغوى القيمة والاهتمام الاكثر فى الولايات المتحدة ودول غرب
اوروبا فى حين ان الذكاء الحركى ياخذ القيمة الاكبر فى دول مثل دول شرق اوروبا ( الجمباز) ودول الشرق الاوسط( كرة القدم) . كما ان الذكاء الواحد يظهر بصور مختلفة من شخص لاخر فالذكاء المكاني يظهر عند شخص ما فى علم الهندسة ويظهر عند الاخر فى لعبة الشطرنج وكل مجال منهما له المكان الذى يوقره ويهتم به.
5- نظرية جاردنر تمثل فكر جديد ومتطور باستمرار فكل ذكاء يمثل مجموعة مهارات وقدرات متعددة وامكانيات لحل المشكلات المعقدة وبذلك النظرية اعم واشمل واحدث من افكارL.L. Thurstone ، كما ان جاردنر لم يضع النظرية فقط بل استمر يطور ويعدل ويضيف اليها حتى الان .
6- بناء النظرية وإطارها يجعلها من أفضل النظريات للتطبيق فى مجال التعليم وهذا ما أكده العديد من التربويين مثل دراسة Hoerr هوير (Hoerr , 2000) فمن خلال تجربته الشخصية فى تطبيق النظرية فى التعليم توصل الى أنه على الرغم من أن جاردنر ليس هو الوحيد الذى اقترح فكرة الذكاء المتعدد الا أن نظريته تتميز عن غيرها بسعتها وأساسها المعرفى وتطبيقاتها التربوية مثل :-
1-تصميم الدروس على أساس مفهوم الذكاءات المتعددة.
2- توفير مناهج تعليمية متعددة التخصصات.
3- تصميم واعداد مشروعات وبرامج لتنمية الذكاءات المتعددة.
ويمكن تلخيص النظرية كالآتى:-
1-كل متعلم له عقلية فريدة خاصة به .
2-كل متعلم يمتلك العديد من الذكاءات وليس ذكاء واحدا .
3-كل ذكاء قابل للنمو علي كافة مراحل التعليم المختلفة .
4-جميع الذكاءات متفاعلة ومتكاملة مع بعضها البعض .
5- يستخدم المتعلم جميع ذكاءاته فى التعلم.
وهذا يعني إمكانية تنمية الذكاءات علي مراحل التعليم المختلفة وتطوير العملية التعليمية وذلك بتوفير العديد من الأساليب والأنشطة والإستراتيجيات التدريسية المختلفة و المناسبة لها .
·الذكاءات المتعددة والتدريس :
وفقا لنظرية جاردنرGardner وجه كاريروCarriero Carriero,1998 ,18 ) ( أنظار المعلمين إلى ذكاءات طلابهم المتعددة حيث طالب المعلمين بعدم النظر الي ذكاء طلابهم علي انه ذكاء واحد بل العديد من الذكاءات المتفاعلة والمتكاملة فيما بينها، كما تؤكد كامبل Campbell Campbell , 1999 , 7 - 167) )علي أهمية توفير أدوات وطرق التعلم المختلفة لتنمية كافة ذكاءات المتعلمين .
ولما كان التعليم يركز علي الذكاء اللغوي و الذكاء الرياضي المنطقي فقط فقد نادي جاردنر بضرورة وضع واستخدام استراتيجيات تدريسية متنوعة بما يتلاءم وكافة أنواع الذكاءات ثم إدماجها مع تخطيط وتنفيذ الدروس ( Bassani & Semenoff , 1999, 6 ).
وقد أكد Hoerr هويرHoerr, 2000 ) ( ذلك فهو يرى أن نظرية الذكاءات المتعددة ما هى الا اعطاء الطلاب الفرص لاستخدام كافة ذكاءاتهم داخل الفصل وعدم الاقتصار على الذكاءين الرياضى المنطقى واللغوى فقط.
وانطلاقا من ذلك قام أرمسترونج Armstrong ) Armstrong , 1994 ,66-84) بوضع العديد من إستراتيجيات وأساليب التدريس وفق كل ذكاء حيث ان لكل ذكاء استراتيجيات وأساليب تدريسية تناسبه وتنميه وهي كآلاتي : -
1-استراتيجيات تدريس الذكاء اللغوي :-
-الأسلوب القصصي .
-العصف الذهني .
-التسجيل الصوتي .
2-استراتيجيات تدريس الذكاء الرياضي / المنطقي :-
-المعالجة الرقمية أ، الحسابية . -سؤال سقراطي .
-الجهد الذاتي . -التحاور النقدي .
3-استراتيجيات تدريس الذكاء المكاني :-
-التخيل او التصور .
-الخيال القصص .
-الرموز اللونية والبيانية .
4-استراتيجيات تدريس الذكاء الحركي الجسمي :-
-المفاهيم الحركية. -الخرائط الجسمانية .
-التفكير باليدين .
5-استراتيجيات تدريس الذكاء الموسيقي :-
- الايقاعات والنغمات والألحان .
- المفاهيم الموسيقية .
- الأغانى.
6-استراتيجيات تدريس الذكاء الاجتماعي :-
-التقليد والمحاكاة . - تعبيرات الأخرين .
-ألعاب الورق. -المجموعات المتعاونة .
7-استراتيجيات تدريس الذكاء الذاتي :-
- تحديد الأهداف .
-دقيقة للتأمل والتفكير .
-الربط الذاتي (الربط بين الخبرات الشخصية والتعلم )
وقد أضافت كامبل Campbell لهذه الاستراتيجيات السابقة استراتيجيات تدريس الذكاء الطبيعي وهي ( (Campbell , 1997 :-
- الاعتناء بالحيوانات الأليفة والحياة البرية والحدائق والمنتزهات .
- استخدام بعض الأجهزة كالمجهر والتلسكوب .
- كتابة موضوعات تخص البيئة المحيطة .
- تدوين الملاحظات عن التغيرات الحادثة في البيئة المحلية .
وكما دعى Gardner جاردنرGardner , 1997 ,21 ) ( التربويين الى استخدام استراتيجيات متعددة فى التدريس ،دعاهم ايضا الى ضرورة الاتحاد والعمل سويا لخلق المزيد من الفرص التعليمية لجميع الطلاب داخل الفصل الواحد ،وبهذا فقد أكد جاردنر على ضرورة تقديم أنشطة متعددة ومتنوعة للمتعلمين تتلائم مع مالديهم من ذكاءات وتراعى مابينهم من فروق مما يساعد على حل المشكلات وتنمية الابداع الفكرى لديهم.
ولقد استجاب العديد من التربويين لنظرية جاردنر وقاموا باعداد انشطة متطورة وتساعد المعلمين في اعداد بيئات ليست تربوية فقط ولكن مثيرة ومرحه أيضا وتستخدم هذه الانشطة بطرق متعددة ومختلفة لتحريك المتعلمين وزيادة قيمة دراستهم .
ومن هذه الأنشطة أنشطة ديكنسون Dickinson ,2002 ) ( و أرمسترونج(Armstrong , 2000 ) ،جيبسون وآخرون (Gibson et al, 1999 ,16) و نيكلسون-نيلسون (Necholson-Nilson, 1999 ,32) للذكاءات المتعددة وهي كالتالي:-
1-أنشطة الذكاء اللغوي : نوادر و قصص مسلية ، شعر مقفى ، القراءة ، الكتابة ، رواية القصص ، العاب الكلمات ، التفكير فى الكلمات ، حفظ الأيام ، المناقشة.
ساحة النقاش