أفادت زوجات عبر المنتديات الاجتماعية ومواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» و«تويتر»، بأن «الخرس الزوجي» سبب رئيس للطلاق، وطالبنَ صندوق الزواج بالتدخل لزيادة التوعية، خصوصاً بعد أن كشفت الإحصاءات الصادرة عنه ارتفاع نسبة الطلاق 4.6٪ منذ عام ،2006 نتيجة فقدان الحب وعدم الانسجام، والصمت الزوجي، وحلول الخصام بدلاً من الحب، وتجميد كل طرف علاقته مع الآخر، فيما أطلق صندوق الزواج حملة توعية خاصة بالاستقرار الأسري، تحت شعار «الحوار البناء وأهمية الاستقرار الأسري»، وفق مدير عام مؤسسة صندوق الزواج بالإنابة، حبيبة الحوسني، التي أضافت أن الحملة تهدف إلى خلق بيئة مناسبة لبناء أسرة مواطنة تتمتع بمستلزمات الاستقرار والتماسك الذي يمكنها من إنجاب وتكوين أفراد مواطنين قادرين على خدمة وبناء وحماية الوطن.
وتفصيلاً، أكدت زوجات مشاركات في الحوارات الدائرة على منتدى عالم المرأة، وسيدتي، والحياة الزوجية، وصفحات التواصل الاجتماعي، نصائح زوجية، والبيت السعيد، أن أكثر ما يؤدي إلى مشكلات زوجية وطلاق خصوصاً بعد العام الأول من الزواج، هو صمت الزوجين، أو أحدهما (الخرس الزوجي).
وقالت (أم حامد)، إن صمت الزوج وغياب لغة الحوار بين الزوجين، يعتبر شكوى معظم الزوجات، خصوصاً إذا تمسك الزوج بطباع حياة العزوبية وقضاء معظم الوقت خارج المنزل، واعتباره محطة للراحة فقط، ما يولد الملل لدى الزوجة، ويخلق الصمت بينهما.
وأضافت أن إحساس بعض الأزواج بأن اهتمامات زوجاتهم وطريقة تفكيرهن مختلفة تدفعهم إلى الصمت، بدلاً من محاولة تقريب المسافات بينهما، وخلق موضوعات مشتركة بينهما، وتقريب وجهات النظر، ما يولد الملل ويقتل الحب، وقد تصل الخلافات بين الطرفين إلى الطلاق، مطالبة صندوق الزواج بزيادة الوعي لدى الأسر خصوصاً المقبلة على الزواج.
الهروب من البيت
تعميم «إعداد» طالبت المستشارة الأسرية في صندوق الزواج، والمحاضرة في برنامج «إعداد»، عائشة الحويدي، بتعميم البرنامج على جميع المواطنين المقبلين على الزواج، وتوسيعه بالتعاون مع مؤسسات أخرى، مشيرة إلى أن المجتمع حالياً يعاني الأسر المفككة، بسبب أشخاص غير مسؤولين لا يعرفون عن الزواج ومسؤولياته شيئاً، والنتيجة تكون أبناء مدمرين، مشددة على ضرورة تكاتف الجهات ذات العلاقة مع الأسرة لمساعدة المتزوجين على التفاهم والاستقرار. وقالت إن برنامج «إعداد» لتأهيل الشباب المقبلين على الزواج وبناء أسرة آمنة ومستقرة، الذي يطبق إلزامياً على الشباب المقبلين على الزواج والمستفيدين من منحة الزواج، متاح لجميع الراغبين من مختلف الجهات، بمن فيهم المتزوجون، يعالج هذه القضية من خلال محاوره التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي بموضوع الزواج، وتزويد المتدرب بآلية للاستعداد والتنفيذ، وتعريف الزوجين بالحقوق الزوجية وأهمية الالتزام بها وأثر ذلك في الحياة الزوجية. وأكدت أن المحور الرابع من البرنامج والخاص بالتواصل الأسري، يهدف إلى تعريف التواصل وآليات التواصل، ويرفع مستوى الوعي بموضوع التواصل وأهميته في الحياة الزوجية، وتزويد المتدرب بآلية التواصل، أما المحور السادس فيختص بكيفية التعامل مع المشكلات الزوجية، وآليات حلها. |
وذكرت (أم عادل)، أن مشكلة معظم الزوجات هي صمت الأزواج، الذي دائماً ما يتولد بسبب اقتصار الحديث بين الزوجين حول الأمور المالية ومتطلبات البيت والمصروف، والالتزامات، ما يدفع الزوج إلى الخرس معظم الوقت، وعدم الرغبة في الحديث، والهروب من البيت، وتمضية معظم الوقت خارجه.
ونصحت (أم عادل) الزوجات، بفتح موضوعات اجتماعية أثناء وجود الزوج، والحديث عن أمور سعيدة، لتشجيع الزوج على الحديث، والابتعاد قدر المستطاع عن الأمور التي تغضب الزوج أو تشعره بالتقصير.
وذكرت «مريم» أنها تعاني كثيراً صمت زوجها داخل المنزل، وعدم الحديث معها إلا بكلمات معدودة وروتينية، على الرغم من أنه أخارج المنزل أو أثناء حديثه في الهاتف مع أصدقائه يتحدث بطلاقة، وعندما تستفسر منه عن سبب صمته طوال وجودهما معاً في المنزل، يطالبها بأن تفتح هي حديثاً مشتركاً، وعندما تفعل يكون حديثه بنعم أو لا، أو لا أعرف، أو كما تريدين، ما يشعرها بالإهانة، فتلتزم هي الأخرى الصمت.
ودعت إلى زيادة الوعي لدى الأزواج من جانب الجهات المختصة، خصوصاً صندوق الزواج، معتبرة أن الخرس الزوجي سبب رئيس للطلاق.
ثرثرة الزوجات
وقال أحمد صلاح، إن الصمت الزوجي مسؤولية الزوجات في كثير من الأحيان، بسبب خوفهن من إحراج أزواجهن لهن أو صدهن، أو إهمال طلباتهن، خصوصاً إذا كان قد حدث هذا من قبل ولو على سبيل المزاح، أو بسبب سوء فهم أو تقدير من الزوج، مشيراً إلى أن هناك زوجات أيضاً لا يصغين، ولا يجدنَ إلا الثرثرة، أو لا يفهمنَ ولا يتفاعلن مع ما يطرحه أو يقوله الزوج، ما يشعره بأن الصمت هو الحل.
فيما أرجع ياسر عبدالرحمن، مشكلة الخرس الزوجي، إلى أن بعض الأزواج يفقدون الرغبة في الحديث مع زوجاتهم ويعتبرون أن رأيهن سطحي، أو إحساس الزوج بأن زوجته ليست فتاة أحلامه، خصوصاً إذا كان الزوجان حديثي العهد بالزواج، مشيراً إلى أن الزوجة دائماً ما تكون هي المظلومة في مسألة الصمت الزوجي، وتتحمل العبء النفسي.
حياة مملة
وأكدت معلمة علم النفس، زينب رضوان، أن صمت الأزواج أصبح ظاهرة في بعض المنازل، سواء من الزوج أو الزوجة، ما ينذر باضطراب العلاقة الزوجية، مشيرة إلى أن الصمت الزوجي لا يعني أن الزوجين لا يحبان بعضهما، لكنهما لم يستطيعا التفاهم بشكل جيد، ما يجعل الحياة مملة، لافتة إلى أن خطر الصمت يزداد في حال وجود أطفال ويؤثر سلبياً في تنشئتهم.
واقترحت رضوان، بعض الحلول للقضاء على الصمت الزوجي والملل، مثل السفر في الإجازات، أو الخروج في أماكن جديدة لم يسبق لهما الذهاب إليها.
وأوضحت مدير عام مؤسسة صندوق الزواج بالإنابة، حبيبة الحوسني، أن الصندوق أطلق حملة توعية خاصة بالاستقرار الأسري، تحت شعار «الحوار البناء وأهمية الاستقرار الأسري»، مشيرة إلى أن الحملة تستهدف جميع إمارات الدولة، بهدف دعم وترسيخ الحوار الأسري البناء، وأثره في استقرار الأسرة، لأن الحوار هو السبيل الوحيد لتوصيل الرسالة الصحيحة وفهم كل طرف للآخر، خصوصاً اذا كان الزوجان مختلفين في الطباع والصفات والتنشئة.
وأضافت أن المؤسسة لديها إدارة كاملة للإرشاد الأسري تضطلع بمهمة الإرشاد والتوجيه كخدمة واجبة لدعم الأسرة وبناء المجتمع، وذلك عن طريق خطط وعمليات واعية ومستمرة، يستطيع الشخص أن يعالج من خلالها ما يواجه من مشكلات، إضافة إلى جانب التدريب الذي يمكنه الحصول عليه من قبل المرشدين الأسريين.
ساحة النقاش