أهــمــيـــة الـــحـــوار الأســــري :
1.لكسب الحب داخل الأسرة والتواصل معها .
2.وسيلة من وسائل الاتصال الأسري الفعال .
3.التقريب في وجهات النظر والتفاهم وإشاعة روح الحب والود .
4.التوصل إلى حقائق ومفاهيم مغايرة لما يؤمن به طرف من أطراف الأسرة .
5.إبراز الحقيقة من خلال ثقافة الحوار مما يؤدي إلى فهم أفضل .
6.يحتفظ كل فرد من أفراد الأسرة بحقوقه كاملة إذا مارس ثقافة الحوار .
7.ارتقاء الإنسان نفسه حينما يمارس ثقافة الحوار .
8.القيام بثقافة الحوار تطبيق لشرع الله الذي أوجده في كتابه وعلمنا إياه نبيه الكريم .
أسباب انعدام الحوار الأسري:
تباين المستوى الثقافي والعلمي بين أفراد الأسرة، يقلل من فرصة الحوار، وذلك ظناً منهم بعدم فهم كل طرف لما يحمله الطرف الآخر.
1.انشغال كل من الأب والأم بأعمالهما ومهماتهما بعيداً عن الأبناء والمنزل .
2.انعدام الثقة بقدرة الحوار على إحداث النتيجة المطلوبة .
3.الجهل بأساليب الحوار الفعالة .
4.عدم أخذ الحوار على محمل الجد باعتباره ترفاً زائداً للابن ، فيمكن الاستغناء عنه.
5.دخول الفضائيات التي احتلت الوقت الذي تقضيه الأسرة في الحديث .
6.اختلاف معطيات العصر من جيل إلى آخر، فجيل الآباء يختلف عن الأبناء تماماً .
7.الاعتماد على القوة من قبل الوالدين وإهمال عاطفة الأبناء .
8.دكتاتورية بعض الآباء التي تجعلهم يرفضون الحوار مع أبنائهم ، اعتقاداً منهم أنهم أكثر خبرة من الأبناء ، فلا يحق لهم مناقشة أمورهم.
9.وجود الخادمات في البيوت وإسناد المهام الرئيسية في شئون الأسرة عليها سواء مهام خاصة للزوج أو الأبناء .
10.الترف المادي الزائد عن حده الطبيعي حيث تشكل الهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر وشاشات السينما جزء من حياة الأبناء وهم في أعمار صغيرة فأخذت وقت طويل منهم عن أسرهم فابتعدوا وانقطع الاتصال الحواري معهم ، وانعدم تعليمهم فنون الحوار .
11.تعدد الزوجات وعدم العدالة بينهن جعل بيوت خربة مليئة بالإحاطات ، ومعدومة الاتصال فيما بينها " هذه المعلومة تحتاج حقيقة إلى دراسة " ، فقد اضطررت إلى كتابتها لأنني أملك أسر كثيرة دمرت بسبب التعدد .
12.الإنجاب الكثير والغير متوازن مع دخل والأسرة وظروف المعيشة القاسية يعتبر من أحد الأسباب التي جعلت للحوار الأسري بعد ضيق وشبه معدوم .
آثار انعدام الحوار الأسري على الأسرة:
ينظر الكثيرون إلى الحوار على إنه ليس ذو قيمة غير ملتفتين لأهميته وقيمته على الحالة النفسية والمعنوية التي ممكن أن تبنى في الأسرة ، ولكن المتطلع إلى السلبيات التي ممكن أن تحدث جراء عدم الالتفات لهذه القضية على أنها محور هام في العلاقة وتاج لحل كثير من المشاكل الأسرية ربما يولي عدم اهتمام بشأن قضية الحوار في داخل الأسرة إلى :
1.تفكك الأسرة وانتشار البغض والحقد بين أفرادها .
2.البحث عن البديل وربما كان الهاوية بالنسبة لأي فرد لا يجد من يستمع له فعالم الاستشارات الزوجية والأسرية تئن من كثرة لجوء كلاً من الزوجين لرفقاء النت والسقوط في المحرمات وأسبابها العلاقة الأسرية البعيدة عن الحوار ومعرفة الداخل من النفس ، فانجراف الكثير من الشباب إلى الخطيئة سببها هو تنشئتهم وعلاقتهم الغير حميمة داخل أسرهم حيث لا يجدون فيها من يخاطبهم ويحاورهم ويجيب عن تساؤلاتهم .
3.انعدام الثقة بين أفراد الأسرة .
4.يؤدي انقطـاع الحوار بين الأبوين وأبنائهما منذ الصغر إلى انقطاع صلة الرحم في الكبر.
5.المشاكل النفسية المترتبة على انقطاع لغة الحوار في داخل الأسرة سواء بين الأزواج مع بعضهم أو بين الآباء وأبنائهم ، ففي مؤتمر "التربية الوجدانية للطفل"القاهرة: في الفترة من 8-9 ابريل 2006م ، خرج المؤتمر بتوصية إنه لابد من إيجاد لغة الحوار بين الوالدين والأطفال لما لها من مردود إيجابي على التربية الوجدانية للطفل ، فانعدام الحوار يجعل من الفرد إنساناً معزولاً رافضاً لشتى أساليب الحوار والمناقشة مع الأخرين في حياته المستقبلية ، فيغلب عليه طابع الانطوائية .
6.إن عدم وجود الإذن الصاغية للطفل في المنزل ، تجعل منه فريسة سهلة لرفاق السوء لبحثه عن من يستمع له ويعبر عن قيمته وذاته ، والتنفيس عما بداخله .
7.الأمراض الجسدية التي تظهر على أفراد الأسرة كلها مبناها من كتمان الأمور وخاصة السلبيات التي لا تجد من يستمع لها ويحن عليها .
علاقة الأمراض النفسية والجسدية وفقدان وثقافة الحوار في الأسرة:
أكدت دراسة أجراها مختصون في مجال علم النفس على إن تعرض المراهقين من الذكور والإناث للضغوط بشكل مستمر ممن يعيشون ضمن عائلات “مضطربة” قد يساهم في إصابتهم بالأمراض العضوية لاحقاً. ويوضح الباحثون وهم علماء في جامعة كور نيل الأمريكية بأن الأبناء المراهقين قد يتعرضون لضغوط تؤثر في أعضاء الجسم وأنسجته مثل ضغط الدم والقلب والشرايين نتيجة عدة عوامل مثل الاضطراب الأسري الناجم عن العنف وسوء الأحوال المعيشية مثل الفقر.
وفي دراسة أخرى أجراها باحثون في جامعة بنسلفانيا الأمريكية شملت نحو مائتي أسرة تضم أطفالا ما بين الصف الأول والرابع الابتدائي لتقييم مدى تأثير تصرف الوالدين وعلاقاتهما الأسرية على نمو الطفل ، حيث وجد الباحثون إن ضغوط العمل والمشكلات الأسرية وما ينجم عنها من أزمات نفسية للأطفال يمكن أن تعرقل وسائل التواصل النفسي بين الأبوين وأطفالهما. وفي دراسة أخرى حول الترابط الأسري وأثره في تكوين شخصية الشباب وجد أن نسبة 50% من عينة الدراسة غير راضية ، عن وضع الأسرة و50% أفادت أن ثمة شجاراً دائماً بين الأب والأم وفقدان الحوار المتواصل و32% لا يهتم به أحد في المنزل .
من جانبه يؤكد الدكتور رعد الخياط ، استشاري الطب النفسي للأسرة على أهمية وتأثير الوالدين على الأبناء في رعايتهم وتنشئتهم وتوفير احتياجاتهم المادية والمعنوية وتكوين شخصياتهم والنمط الذي يتفاعلون به مع الآخرين والمركز الاجتماعي الذي يتبوءونه، مضيفاً إنه كلما كان كيان الأسرة متوازناً ومتماسكاً انعكس ذلك على الأبناء بشكل ايجابي، أما إذا كانت الأسرة تعاني من اضطرابات في ارتباطاتها ووظيفتها إضافة إلى خلاف وشقاق الوالدين مع انعدام التفاهم والحب والاحترام الأمر الذي يؤدي إلى نفور الأبناء وعنادهم مع الآخرين .
ويتابع : هذه العوامل تنعكس على الأبناء في حرمانهم من العطف والحنان وفقدانهم للشعور بالاطمئنان والاستقرار وتمزقهم وراء رغبات الأب الأنانية ودوافع الأم الذاتية ، كذلك عدم مراعاة نفوس الأبناء ومشاعرهم ، فإن ذلك ينعكس سلباً على الأبناء في المستقبل .
ويشير الدكتور الخياط إلى أن الأبناء لديهم رغبة في تقليد ومحاكاة الوالدين في غضبهم وعنادهم واكتساب ما لديهم من صفات وأنماط سلوكية خاصة في اللاشعور معهم، كما انه قد يؤثر على الأبناء في ظهور أعراض مرضية بحاجة إلى علاج ومتابعة كما هو في حالات الاكتئاب والقلق والرهاب ، حيث إن بعضها تؤدي إلى حالات ذهنية كالفصام على سبيل المثال .
ويذكر الدكتور فيصل عودة ، استشاري الأمراض الباطنية : إن المؤثرات الاجتماعية السلبية بكل أشكالها وطرقها في حياة الأسرة التي تحدث بين الأم والأب على مرأى ومسمع الأبناء تسبب لهم Trauma، مشيراً إلى أن تكرار هذه الضغوط والنزاعات في حياة “الأبناء” قد تؤثر فيهم سلباً بتعرضهم للاكتئاب والأمراض النفسية حيث أن الدراسات العلمية أثبتت إن هؤلاء الأبناء يتعرضون لأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والعدوانية في تصرفاتهم عندما يكبرون ، ويضيف إن الضغوط العائلية تسبب أمراضا عضوية عدة مثل القولون العصبي وهو عبارة عن انتفاخ البطن ومن أعراضه آلام في البطن والإمساك أو الإسهال ، كذلك أمراض القلب والشرايين والضغط التي قد تؤدي إلى جلطة دماغية وإعاقة مبكرة في حياة الفرد .
ويتابع الدكتور عودة : ومن الأمراض العضوية الناجمة عن الضغوط العائلية التي تسبب إنعالات نفسية هي القرحة ، حيث إن الضغط والانفعال النفسي يزيدان من إفراز المعدة والجهاز الهضمي الأمر الذي قد يؤدي إلى القرحة في المعدة والإثنى عشر ، مشيراً إلى أن أعراضها تشمل آلاماً في البطن وعسر الهضم وزيادة الحموضة، كما إن القرحة قد تؤدي إلى التضييق في الإثنى عشر مما يسبب تباطؤاً في تفريغ الطعام من المعدة مسبباً الارتداد ألحامضي والذي بدوره يسبب تقرحات في المريء حيث تتطور هذه الصورة المرضية إلى الإصابة بسرطان المريء.
وذكر انه وبسبب الانفعال النفسي يصاب الأبناء بالاكتئاب الذي يشمل أعراضاً عضوية عدة منها الصداع وهو من الأمراض التي لا يجب التهاون في علاجها.
أما الدكتور علاء زعرب، طبيب عام ؛ يذكر إن معظم الأمراض العضوية التي تصيب الأبناء جراء معايشتهم للاضطرابات الأسرية ترتبط مع أسباب عصبية أو تغير في الجهاز العصبي بشكل عام ، كذلك فإن معظم الأمراض المتعلقة بالحالات العصبية لها علاقة بالجهاز الهضمي مثل مشكلات الهضم والمعدة والقرحة وآلام في المرارة، كما إن زيادة الاضطراب الذي يتعرض له الأبناء قد يجعلهم يعانون من حالات الإمساك، والصداع النصفي وآلام الرأس وسوء البصر.
ويضيف ؛ الطفل بطبيعته يحتاج ويطلب من الوالدين العناية والانتباه له وعند مشاهدتهم مختلفين فيما بينهما يرى نقصاً في العناية به ، حيث أن الذكور أكثر إصابة بالأمراض العضوية من الإناث كونهم يتطلعون لحب الاستطلاع أكثر بينما تكون الإناث تحت سيطرة الأمهات.
ذكر الدكتور زعرب إن الدراسة التي أجراها العالم ريبل أظهرت إن الأمهات اللواتي يفتقدن العاطفة الأمومية والاستقرار الأسري يعجزن على أن يقدمن أمومة سليمة لأطفالهن ، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى نمطين عنيفين من الاستجابات عند الرضع هما الخلفة Negativism ويتميز بالامتناع عن الامتصاص وفقدان الشهية وارتفاع ضغط الدم والإمساك ، أما النمط الثاني فهو النكوص أو الارتداد Regression ويتميز بالهدوء الاكتئابي وفقدان الميل إلى الطعام والنوم الذي هو أقرب إلى الغيبوبة وفقدان العضلات لقوامها الطبيعي وعدم انتظام التنفس والاضطرابات المعدية والمعوية مثل القيء والإسهال .
ساحة النقاش