هل يمكن أن تتخيل أن سائلا بسيطا قد يخرج من أنفك وأنت لا تعطى له بالا، يعتبر سائلا نخاعيا ناتجا عن وجود مشكلة حقيقية بالمخ، فما هى أسباب هذا التسرب؟ وما هو العلاج المناسب له ؟
يوضح الدكتور محمد عثمان أستاذ جراحة الأنف والأذن والحنجرة، أن أحيانا يتسرب السائل النخاعى من داخل الجمجمة خلال الأنف والجيوب الأنفية ويظهر على شكل سائل مائى شفاف عديم اللون والرائحة وله طعم ملحى خفيف.
ويقول إنه ربما لأنه لا يحتوى على مخاط فهو لا يترك أثرا فى المنديل بعد جفافه، كما أن التسرب يظهر على شكل نقط متساقطة من فتحة واحدة أو فتحتى الأنف ويزداد مع الانحناء وميل الرأس إلى الأمام وإلى أسفل مثل الركوع والسجود فى الصلاة.
ويحدث هذا التسرب نتيجة لإصابة أو خبطة تصيب الرأس، مما يؤدى إلى حدوث شرخ أو كسر فى قاع الجمجمة إلا أنه قد يحدث أيضا تلقائيا مع تقدم السن أو لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف خلقى فى قاع الجمجمة.
كما أن من الأسباب المهمة التى قد لا يلتفت إليها هو دور الغدة النخامية، حيث إنه السبب ما يصل السائل النخاعى إلى حجرة الغدة النخامية، حيث يحدث ضغط يؤدى إلى تلاشى القاعدة العظمية ثم لا تلبث الأغشية المحيطة بالمخ أن تنفجر مما يفضى إلى تسرب السائل النخاعى.
ومن المهم جدا معرفة أعراض التسرب والتى تشمل حدوث صداع وأحيانا اضطرابات هرمونية كما تؤثر على عصب الإبصار وأهمية تلك الحالة تتمثل فى احتمال حدوث التهاب سحائى، إذ إن وجود الثقب يسمح بدخول الميكروبات خصوصا مع التمخط بشدة أو عند الغطس فى الماء فى حالة وجود التهاب حاد بالأنف، وتكتشف الحالة بشكوى المريض والفحص الإكلينيكى مع عمل أشعة مقطعية بالصبغة أو بالرنين المغناطيسى.
وفى العلاج ينصح المريض بعدم الميل إلى الأمام ولأسفل وعدم الحزق وعلاج الكحة وعدم التمخط والنوم على وسادة عالية وذلك لتقليل الضغط داخل الجمجمة، حيث إن هذا يقلل من التسرب للسائل النخاعى وكثيرا ما يحدث التئام للثقب الناتج من الإصابة، أما إذا لم يحدث التئام فيتم عمل ترقيع للثقب عن طريق الجيوب الأنفية وفى حالة عدم نجاح العملية عن هذا الطريق يتم ذلك عن طريق الجمجمة.
ساحة النقاش