لم تعط المرأة بعد الإيمان بالله أعظم من الحياء..فمنه وبه تُحلّق في سماء العفة.. وتدور في فلك الشرف..وتتلفع جلباب الخفر
به تجْمُل..وتُشرق..
وبه ترتقي في سلم الإيمان..وتزداد قربا من مولاها..وخضوعا واستسلاما له..لتُكتب بإذن الله درجتها في عليين..وترافق بإذن الله..وعونه النبيين..والصديقين..

والحياء من الإيمان..
وهو عند المرأة خط الدفاع الأول..
وحصنها الحصين الذي يحوطها ويحرسها بإذن الله من التردي في مزالق الزلل.. والانحدار في مراتع الردى..والتخبط في دياجير الفحش والخنا..

فإذا انساقت المرأة خلف داعي الشيطان..وتعلقت نفسها بزخارف الدنيا..وسعت في التنافس مع المنحرفات واللاهثات خلف الموضة..إذا ما فعلت كل هذا فهي تتخلى عن خط دفاعها الأول..وتتمرد على حصنها الحصين..وعندها تقع فريسة سهلة للشيطان يتلاعب بها كيف شاء..ويؤزها على الخطأ أزا..ويحثها على التمرد على ربها ومعصية مولاها..حتى إذا ما تمكن من قيادها..واستمكن من السيطرة على تفكيرها وعقلها..تركها تتخبط في أودية الدنيا..منسلخة من حيائها..تاركة لكل فضيلة مقارفة لكل رذيلة..لاهثة خلف الدنيا وزخرفها ناسية الآخرة والوقوف بين يدي مولاها..
وأعظم ما يحفظ على المرأة حياءها..ويدلل عليه..هو لباسها..وحجابها ومدى حرصها على المحتشم منه..والساتر لما أمر الله بستره..
لتكون به جوهرة مصونة..ودرة مكنونة..لا تمتد إليها أعين العابثين..ولا تطمع فيها نفوس المرضى الطامعين..

يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:
"صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا"صحيح
كاسيات يعني لابسات..لكنهن عاريات..! لأن ما يلبسنه لا يستر عوراتهن..ومفاتنهن التي لا يجوز أن تظهر إلا لبعولتهن..وهذا اللباس إما أن يكون شفافا يصف ما تحته أو ضيقا يجسد حجم الأعضاء كالبنطال وغيره مما لا يجوز للمرأة أن تلبسه إلا أمام زوجها..
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله في مجموع الفتاوى وقد فسر قوله صلى الله عليه وسلم : " كاسيات عاريات" دبأن تكتسي ما لا يسترها فهي كاسية وهي في الحقيقة عارية مثل من تكتسي الثوب الرقيق الذي يصف بشرتها أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع خلقها مثل عجيزتها وساعدها ونحو ذلك وإنما كسوة المرأة ما يسترها فلا يبدي جسمها ولا حجم أعضاءها لكونه كثيفاً واسعاً ..
ويقول صلى الله عليه وسلم:
"يكون في آخر أمتي رجال يركبون في سرج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على رءوسهن كأسنمة البخت العجاف العنوهن فإنهن ملعونات ولو كان وراءكم أمة من الأمم خدمتهن نساؤكم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم"صحيح
ويقول صلى الله عليه وسلم:
"المرأة عورة وإنها إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان وإنها لا تكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها"حديث صحيح
ومعناه أن الشيطان يفرح بخروجها من بيتها لأنها يستغل ذلك لاصطياد مرضى القلوب بها ، وذلك بداء الشهوات
وفي تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي :
أي زينها في نظر الرجال وقيل: أي نظر إليها ليغويها ويغوي بها والأصل في الاستشراف : رفع البصر للنظر إلى الشيء وبسط الكف فوق الحاجب والمعنى أن المرأة يستقبح بروزها وظهورها فإذا خرجت أمعن النظر إليها ليغويها بغيرها ويغوي غيرها بها ليوقعهما أو أحدهما في الفتنة أو يريد بالشيطان: شيطان الإنس من أهل الفسق سماه به على التشبه.اهـ
بل إن صلاة المرأة في بيتها وفي حجرتها خير لها حتى من الصلاة في المسجد الحرام كما هو ظاهر قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
"صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في حجرتها وصلاتها في حجرتها خير من صلاتها في دارها وصلاتها في دارها خير من صلاتها في مسجد قومها"

ويقول ربنا عز وجل:
{ والقواعد من النساء الاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهم غير متبرجات بزينة وغن يستعففن خير لهن }
وفي هذه الآية الكريمة أباح الله عز وجل للمرأة الكبيرة التي لم يعد لها رغبة في النكاح لكبرها أن تضع حجابها لأنها عادة ليس مما تلفت الانتباه..ولكنه عز وجل حثها أولا ألا تتبرج بزينة..وحثها ثانيا أن تستعفف وتستتر لأنه خير لها.. فإذا كان هذا في حق الكبيرة التي لا يمكن عادة أن ينظر إليها بريبة فكيف بالصبية الشابة..وكيف إذا زادت على ذلك بلبس الضيق أو الشفاف أو القصير مما يظهر شيئا من مفاتنها..وهي إن فعلت حملت وزر كل من نظر إليها أو افتتن بها..
وفي حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال كساني رسول الله قبطية كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي فكسوتها امرأتي فقال: مالك لم تلبس القبطية قلت: كسوتها امرأتي فقال: مرها فلتجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف حجم عظامها" حديث حسن

والمرأة إذا وضعت عطرا ومرت بالقوم فوجدوا ريحها فقد وقعت في كبيرة من كبائر الذنوب لأنها لفتت الانتباه إليها برائحة عطرها.. قال صلى الله عليه وسلم:
" أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية وكل عين زانية"
فكيف بمن تكون لابسة ملابس ضيقة أو قصيرة أو شفافة تصف حجم مفاتنها وتجسد عورتها وتلفت الانتباه إليه وتثير غرائز الناظرين إليها..؟!
وإذا كان ربنا عز وجل خاطب نساء نبيه أمهات المؤمنين بقوله عز وجل:
{وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى }
وهن صفوة هذه الأمة وخيرتها..فكيف بمن هن دونهن..
ألسن أولى بالحجاب والستر..؟
كيف وربنا سبحانه يعلم أصحاب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أسلوب وطريقة حديثهم مع زوجات نبيه فيقول
{وإذا سالتموهن متاعا فاسلوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن}
وهل عرفت البشرية قلوبا طاهرة..ونفوس زكية..أطهر وأزكى من قلوب أصحاب حبيبنا صلى الله عليه وسلم..؟
فما بالنا نحن نجلس جنبا إلى جنب مع النساء..؟!
نحادثهن..ونتبسط في الكلام معهن..ونطيل النظر إلى وجوههن..ونتبادل النكات والطرائف بحضرتهن..في لباس مبتذل..أو زينة كاملة..وغنج ودلال..ورفع للكلفة وكأن الرجل يحادث أخته أو أمه أو زوجه..وليس امرأة لا تحل له..؟!
وربما أطلنا السهر في جلسة عائلية يختلط فيها النساء والرجال حتى الفجر بزعم القرابة وصفاء القلوب.. ورسولنا صلى الله عليه وسلم لما قال:
"إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ يعني أقارب الزوج قال: الحمو الموت"
فهل قلوبنا أطهر وأزكى من قلوب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم..؟!كلا والله ولكنه ضعف الإيمان وانعدام الخوف من الواحد الديان..واتباع داعي الشيطان


hany2012

شذرات مُتجدده مُجدده http://kenanaonline.com/hany2012/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 75 مشاهدة
نشرت فى 23 يناير 2012 بواسطة hany2012

ساحة النقاش

هـانى

hany2012
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,768,318