تمكن المخترع المصري عماد حمدي عبدالغفار من ابتكار طعاما غير قابل للتلف له مواصفات قياسية، هو الأصلح لرواد الفضاء، لذلك اختارته وكالة ناسا الفضائية الأمريكية من بين 228 اختراعا أخرى قدمتهم شركات عالمية، ولكن المخترع يبحث عن دعم مادي لتمويل المشروع في مصر.
الاختراع كما يشرحه عماد عبارة عن وجبة كانت غير تقليدية لأن وزنها لا يتعدى 120جراما وبها حوالي 700 سعر حراري وتناسب عدم وجود جاذبية أرضية في الفضاء أي على شكل الكرة الأرضية وليس بها أي شيء يرمى بل كلها قابلة للتناول شاملة الحلو وتجعل متناولها لا يتبرز سوى مرتين في الأسبوع وسهلة التداول والتخزين والعديد من المزايا الأخرى التي تجعلها غير قابلة للتلف.
ويؤكد عماد في تصريحات نقلتها جريدة اليوم السابع، أن هذا المشروع إذا تم تنفيذه سيجعل مصر المصدر الوحيد خلال عامان للطعام في سياحة الفضاء.
بداية الفكرة
يروي عماد بداية فكرته تنفيذ هذه الوجبة المبتكرة بقوله: "عملت كعضو هيئة تدريس لمدة 7 سنوات عقب التخرج ثم اتجهت للقطاع الخاص وعملت في العديد من الشركات والفنادق العالمية سواء بداخل مصر أو بالخارج عربيا وأوروبيا ، وأثناء تواجدي في ماليزيا بحكم إدارتي لمشروع عن الوجبات السريعة".
وأضاف: "التقيت بشاب ماليزي يعمل مهندس بوكالة ناسا للفضاء الأمريكية وكان صديقا لي، فقال لي في يناير 2009 بأن وكالة ناسا يبحثون عن إحدى الشركات الكبرى لعمل وجبات ذات مواصفات خاصة جدا، فهل لك أن تقوم بعمل هذا من خلال شركتك".
وبعد أن طرأت عليه فكرة الوجبة قام بإرسالها إلى المركز الرئيسي في لوس أنجلوس ولكنه بعد يومين قال له صديقه الماليزي إنه تأخر وهناك أكثر من 200 شركة تقدمت باختراعاتها، إلا أن عماد أكد له أنه واثق من الفكرة، وبعد مرور عام كامل على تقديم المشروع أي في يناير 2010 جاء الرد بأن هذا الاختراع هو الوحيد الذي تم الموافقة عليه من بين 228 شركة عالمية.
يقول عماد: "حمدت الله، ولكن سرعان ما بدأ القلق يسيطر على لعدم وجود ممول للاختراع ، وأثناء ذلك كان يوجد أحد رجال الأعمال المصريين أثناء زيارته لي ماليزيا، تم عرض الاختراع عليه، فرد قائلا على الفور إنه سيكون الراعي الرسمي للمشروع وكان لابد من عرض الموضوع بتفاصيل أكثر في مايو 2010 في نيوجرسي ولكن رجل الأعمال أراد أن يأخذ المشروع منى بأي وسيلة بدون أن يكون هناك مقابل معنوي أو مادي وعند رفضي لذلك تخلى عنى وقال لي لا تستعمل اسمي ولا اسم شركتي".
وأضاف: "قلت له لا توجد أدنى مشكلة وخاطبت الحكومة الماليزية ودخلت معهم معرض لأحدث الأبحاث العلمية فى مقاطعة جوهوربوهور على حدود سنغافورة وقابلت نائب رئيس الوزراء الماليزي ورائد الفضاء الماليزى الدكتور فايز خالد الذين أبدوا انبهارهم بالمشروع وتقدمت فعلا إلى الحكومة الماليزية لأخذ دعم مادي لتمويل المشروع ولكن بعض المسئولين طلبوا نسبة من التمويل ووضع أسمائهم على البحث ، فرفضت أيضا مطالبهم خشية ضياع الاختراع ويتم نسبه له"م.
أرباح طائلة
ويستكمل عماد قصته قائلا: نزلت مصر وكان هذا القرار قد أخذته بعد أن فشلت العلاقة بيني وبين رجل الأعمال المصري والحكومة الماليزية وذلك بسبب رفضي إعطاءهم المشروع وخاطبت المركز الرئيسي في لوس أنجلوس بهذا الشأن فأفادوا بعدم وجود مشكلة وسيتم المتابعة معي من مصر وعرضوا على وظيفة المدير التنفيذي والمؤسس لسياحة الفضاء في مصر والشرق الأوسط.
وبعد نزولي مصر حاولت الاتصال بكل الجهات البحثية وتم إرسال كل التفاصيل إليهم، فلم يرد أحد، ثم تحدثت مع وزارة البحث العلمي الذين طلبوا مخاطبة أكاديمية البحث العلمي الذين طلبوا كذلك أن أتواصل مع المركز القومي للاستشعار من بعد وعلوم الفضاء وذهبت وتم الاجتماع معهم. وفى النهاية أفادوا بأنهم ليس لديهم هذا التخصص.
وشدد حمدي على أن المزايا التي يوفرها الاختراع الجديد لا تقدر بثمن فيكفى أن الراعي سيكون هو المسئول عن تصدير طعام سياحة الفضاء وسيكون له الحق في وضع شعار شركته وكافة التفاصيل على الموقع الإلكتروني الخاص بناسا ويمكن له أن يستخدم شعار ناسا سواء في كل مكاتباته أو في طبع العديد من الهدايا باستعماله الشعار وطبعا هذا سيتم بيعه وسيحقق أرباحا ويمكن أن يغطى التكاليف وزيادة قبل بداية المشروع فعليا ويمكن دمج شعاره مع شعار ناسا وهناك العديد من الأفكار هذا مع توقيعه العقد وبعد خروج المشروع لحيز التنفيذ سيكون هو المورد الوحيد لطعام سياحة الفضاء عموما والذي سيبدأ في خلال عامين وستكون الأرباح غير تقليدية، هذا من الجانب المادي أما المعنوي فيكفى رفع اسم مصر دوليا إلى مصاف الدول المتقدمة في علوم الغذاء.
ساحة النقاش