إن معرفة مكونات الطبيعة لانسانية ،هي التي تستطيع أن تحدد لنا المفهوم المتكامل للشخصية الانسانية .. ذلك انه مهما يكن شأن السمات التي تؤلف الطبيعة الانسانية،فإن من ابرزها قابلية الإنسان للتغير والمرونة تجاه الشروط الاجتماعية والثقافية التى ينمو فيها ويتفاعل معها .ومعنى ذلك أن ما يتعلمه الفرد سيكون له تأثير واضح على سلوكه ،بل ويحدد نمط شخصيته ،واسلوب جياته، أي طريقته الخاصة في معالجة أموره وفي كيفية التصرف في الواقف المحتلفةوفي حل مشاكله وفي تعامله مع الناس..
إن الانسان يولد مزودا ببعض الامكانيات والقدرات ،تظهرها وتبلورها العوامل والمنبهات البيئية المختلفة . فالطفل نتيجة احتكاكه وتفاعله بمجتمع الاسرة والكبار المحيطين به يكتسب الكثير من العادات والاتجاهات والقيم،وانماط سلوكية معينة ،حتى يحقق لنفسه التكيف مع الاطار الاجتماعى والثقافى الذي يعيش فيه ويتفاعل معه وحتى يشعر انه قد اصبح عضوا ايجابيا فعالا في الجماعة . ومعنى ذلك أن عملية التطبع الاجتماعى والتى بها يصبح الإنسان فردا في جماعة ،هي عبارة عن عملية يحاول أن يتلاءم بفضلها معه الثقافة التي تحيط به ،ويتمثل منها جزءا جوهريا - كل ذلك يجب أن ينظر إليه على انه إحدى الخصائص الأساسية للطبيعة الانسانية .... ومن هنا نستطيع أن نقرر أن الشخصية الانسانية هي محصلة ذلك التفاعل المستمر بين طبيعة الانسان وبين العوامل اللاجتماعية والثقافية والبيئية المختلفة . ولذلك فأهم جوانب الشخصية الإنسانية وابرزها وضوحا هو الجانب الاجتماعى منها. وبالرغم من أن اصطلاح "شخصية " قد يبدو من السهولة لدى الكثيرين بحيث يستعملونه بكل بساطة في حياتهم اليومية ،ومع ذلك فإن علماء النفس لم يتفقوا على وجهة نظر مشتركة للشخصية ،بل تشعبت الآراء والاتجاهات في فهم وتحديد الشخصية فقد تناولها البعض على أنها تبنى على العمليات الفسيولوجية المختلفة ،أو على شكل الجسم والتركيب البدنى والمظهر العام ،أوعلى أساس وجود خصائص نفسية معينة ، من ذلك تقسيم الشخصية وفقا للأنطواء أو الانبساط . فيتضمن الانطواء الرغبة في الانسحاب عن الجماعات والخجل وتفضيل العمل الفردي . أما الشخصية المنبسطة ،فتميل إلى العمل الذي يتسم بكثرة التعامل مع الآخرين.. وهناك من تناول الشخصية من زاوية الجانب الداخلى مثل مدرسة التحليل النفسي التى تعتبر الشخصية عبارة عن تنظيم دينامى داخلى لعوامل نفسية وفسيولوجية ،تحقق تكيف الفرد لبيئته وأن تكوين الشخصية هو نتاج لتفاعل أو تعارض أو صراع بين عوامل غريزية من ناحية ،وعوامل اجتماعية من ناحية اخرى .وهم يؤمنون بوجود طاقة غريزية جنسية موروثة عند الفرد،تدخل في صراع محتوم مع المجتمع الذي يعيش فيه .ذلك أن علاقة الفردببيئته علاقة ديناميكية ؛بمعنى أن الاثار التى تلحق به في أثناء تفاعله مع المجتمع الاخارجي تؤثرفي شكل سلوكه مستقبلا .وتعتمد النظرية على تلك الحقيقة إلى حد كبير في تفسيرها للشخصية ، لتبين أن الشخصية هي محصلة للخبرات العديدة التى مر بها الفرد في حياته المبكرة . ولقد كان فرويد أول من صور تفاعل العوامل البيولوجية مع العوامل الاجتماعية في تكوين الشخصية ونموها وفي عملية التطبيع اللاجتماعى ،كما بين أن الشخصية ميدان لصراع موصول بين عدد من القوى الشعورسة واللاشعورية ،وهو صراع قد ينتهي بتكوين الشخصية المتكاملة المتزنة ،أو تكون نتيجته اضطراب الشخصية الانسانية . وفي الواقع فإن نظرية التحليل النفسي قد وجهت الانظار إلى نقطة في غاية الأهمية لدراسة الشخصية الإنسانية ،وهي ان الخبرات الانفعاليه في الطفولة المبكرة تترك أثرا باقيا في التكوين الشخصي ،الامر الذي يجعلنا نقرر أن بذور الشخصية وتحدد معالمها توع في فترة الخمس السنوات الأولى من حياة الفرد. ففي هذه الفترة يتكون أسلوب الفرد في الحياة ،ويتحدد موقفه من المجتمع ومن نفسه ،وتتحدد نظرته العامة إلى الأمور،وكذلك سمات الشخصية الانسانية ......... وهناك ايضا من تناول تفسير الشخصية على أساس مبادئ التعلم ،فالكائن الحي يقوم باستجابات معينة في ظل وجود دوافع أو توتر ،مع وجود مثيرات أو دلائل ذات انواع معينة عديدة وتثبت الاستجابات التى تفلح في خفض التوتر بأن يتعلمها الكائن الحي ،وعن طريق عملية التعلم تكتسب وتتكون عادات الاستجابة إزاء مثير خاص أو موقف مثير . وعن طريق عملية التعميم تصبح كثير من المثيرات المشابهة قادرة على إحداث نفس الاستجابة ،وقد تتصل عدة استجابات مختلفة بنفس المثير وترتبط به ،وتصبح هذه العادات أو انماط الاستجابة اكثر تعقيدا . كما تتميز على انها صفات لشخص معين نتيجة لخبراته الفريدة وصفاته البيولوجية وخصائصه لابلتكوينية ،وهذه الصفات الفردية بدورها تحدد الحوافز التى تثير القرد ،وتضع حدودا لنوع الاستجابات الممكنه ،وتحدد مدى ما يمكن ان يحدث من تعلم . ومعنى ذلك أن هذه النظرية ترى ان نمو الشخصية بكافة مظاهره ،إنما يعتمد اساسا على قوانين التعلم ،فالشخصية تتكون من أنماط العادات المتعلمة ........... وعلى الرغم من هذا الاحتلاف بين وجهات النظر المختلفة في الشخصية ،إلا أنها تلقى الأضواء على الابعاد المختلفة للطبيعة الانسانية ولفهم الشخصية ودينامياتها ،ومقوماتها ،بل اننا نستطيع أن نخلص منها إلى تحديد مفهوم واضح للشخصية الانسانية ،وذلك على النحو التالي :
الشخصية هي ذلك المفهوم الذي يصف الفرد من حيث هو وحدة متكاملة من الصفات والمميزات الجسمية والعقلية والاجتماعية في الواقف المختلفة ،و التى تميزه عن غيره من الأفراد تمييزا واضحا . فهي تشمل دوافع الفرد وعواطفه وميوله اهتماماته وسماته الخلقية وارائه ومعتقداته واتجاهاته ،كما تشمل عاداته الاجتملاعيةوذكاءه وقدراته وميوله ومواهبه الخاصة ومعلوماته وما يتخذه من اهداف ومثل وقيم اجتماعية ومن فلسفة واتجاه في الحياة .
نشرت فى 16 يناير 2012
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,771,358
ساحة النقاش