اكتشف العلماء انهم قادرون على التحكم بامتثال المتطوعين في الدراسة للضغط الاجتماعي باستخدام إشارات كهرومغناطيسية قوية تغير نشاط جزء صغير من الدماغ. وسُجلت درجة أدنى من الامتثال لضغط الجماعة المحيطة لدى متطوعين وُجهت اشارات مغناطيسية الى القشرة الأمامية الإنسية من أدمغتهم ، وهي منطقة في وسط الدماغ ترتبط بتحليل المكافأة.
ويعتقد الباحثون ان هذه المنطقة من الدماغ ذات تاريخ غابر القدم في ارتقاء الحيوانات وانها تتولى تلقائيا "تصحيح" أدائنا حين نشذ عن سلوك الجماعة.
ويقول الباحثون ان تعطيل هذه الآلية يتيح للإفراد امكانية التفكير أو التصرف بطريقة مختلفة. ولعل من الممكن الآن تصنيع عقاقير أو ايجاد طرق لتغيير السلوك يمكن ان تزيد أن تقلل امتثال الأشخاص.
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن رئيس فريق الباحثين فاسيلي كلوتشاريف من جامعة رادبود الهولندية ان الأشخاص يحاولون الحد من الامتثال في مواقف معينة وخاصة حين يعرفون النتائج السلبية لضغط الجماعة المحيطة مثل دفع الفرد الى الجريمة أو تعاطي المخدرات أو التأثر بالدعاية أو اساليب التسويق الهجومية.
وأضاف كلوتشاريف ان بامكان العلماء الآن ان يبحثوا في ايجاد طرق تعدل نشاط القشرة الأمامية الإنسية دون اي مداخلة جسدية. والمؤمل ان تساعد هذه الطرق في تمكين الفرد من التحصن ضد ضغط الجماعة المحيطة.
ويمكن لتغيير وظيفة هرمون دوبامين بواسطة العقاقير ان يؤثر في درجة الامتثال. ولكن مثل هذه العقاقير مثيرة للجدل لأن شركات قد تستخدمها لتعديل سلوك موظفيها أو المساعدة في السيطرة على سلوك اشخاص مشاكسين. وطلب الباحثون الذين اجروا الدراسة من 49 متطوعة ان يقيِّمن جاذبية 220 صورة فوتوغرافية لوجوه نسائية مع السماح لهن بتغيير درجة التقييم بعد رؤية العلامات التي سجلها آخرون شاركوا في الدراسة.
وعندما استُخدمت إشارات كهرومغناطيسية لكبح نشاط الخلايا العصبية في القشرة الأمامية الإنسية ، لم تغير المشاركات درجات تقييمهن للصور وكانت متماشية مع تقييم بقية المتطوعات المشاركات في الدراسة. ويعتقد الدكتور كلوتشاريف ان هذه الجزء من الدماغ مسؤول عن إصدار إشارة تنبه الى حدوث "خطأ" عندما يشذ الأفراد عن رأي الجماعة وبذلك إطلاق سيل يدفع الفرد الى الامتثال لرأي الجماعة.
ساحة النقاش