لمحافظة دمياط، ومدنها وقراها وشوارعها ونيلها وبحرها مكانة خاصة فى قلبى وعقلى، فهى جزء من تكوينى وإحدى المحطات الرئيسية فى حياة حافلة أخذت منها وأعطت لها الأماكن الكثير، دمياط وخصوصاً مدينتها الجميلة رأس البر، من الأماكن المحفورة فى الذاكرة والوجدان منذ السنوات الأخيرة للصبا والسنوات الأولى للشباب، ومن حين لحين يشدنى الحنين إلى رأس البر وكل مدن دمياط وقراها وأتابع باهتمام ما يحدث فيها وأسعى لمقابلة كل محافظ يتولى مسئوليتها وأشهد أنه على مدى العقود الثلاثة الماضية، تولى مسئولية المحافظ شخصيات جديرة بالتقدير والاحترام أضافت الكثير إلى نهضة المحافظة وساهم كل منهم بما يستطيع فى تطويرها، بدءاً من د. عصام راضى، ود.أحمد جويلى والمستشار عبد الرحيم نافع والمستشار أحمد سلطان والمستشار محمود بهى الدين، ثم د. عبد العظيم وزير، ترك كل منهم بصمة ما فى المحافظة وانتقل بعضهم إلى مواقع أخرى، إما كوزير نجح فى تجربته فى دمياط أو إلى موقع آخر كمحافظ يواصل عطاءه فى محافظة أخرى، أو موقع قضائى يتطلب وجوده، على مدى هذه السنوات تغيرت دمياط ولم يتغير الإنسان والمواطن الدمياطى الشهير ببساطته حبه للعمل ودأبه المستمر، وارتبط اسم دمياط وأهلها بالجدية والإنتاج والحرص والبُعد عن المظاهر الكاذبة. و رؤيتى لدمياط وأهلها فى كلمة بسيطة متمنياً أن نكون جميعاً دمايطة عندما قال أثناء إحدى زياراته المتكررة للمحافظة «ياريتنا كلنا دمايطة» فى إشارة لعطاء أهلها وحرصهم على العمل كشعب منتج ومعطاء ودءوب، وفى الأسبوع الماضى أعادنى الحنين إلى دمياط ورأس البر التى اعتبرها إحدى المدن التى تتنافس على حبى مع مدينتى بورسعيد، اتصلت بالدكتور فتحى البرادعى محافظ دمياط، معترفاً بالتقصير وبالغياب فأنا لم أزرها منذ عام 2004، وهو تاريخ توليته لمسئوليته كمحافظ لها ولكننى كنت أتابع تجربته الثرية عن بُعد، رغم دعواته الكثيرة لى بزيارة المدينة، وحالت ظروف عملى وانشغالى دون تلبية دعواته الكريمة، ذهبت إلى دمياط وقضيت ثلاثة أيام فى مدنها ومشيت فى شوارعها، وكنت أعرف وتأكد لى أن المتابعة عن بُعد لا تكفى، فقد رأيت دمياط غير دمياط التى أعرفها، ورأيت رأس البر كما لم أرها من قبل وأنا الذى عشت فيها سنوات طويلة، وترددت عليها عدة مرات. بالطبع كنت أعرف د. فتحى البرادعى وتابعته كأحد قيادات الحُكم المحلى وكنائب فى مجلسى الشعب والشورى، ولكننى لم أكن أعرف أنه أحد «البنائين الكبار»، ولم أكن أعرف أنه خبير فى علوم الإدارة المحلية وأستاذ فى مجال التخطيط والإسكان والهندسة المعمارية، ولم أكن أعرف أن تجربته وعطاءه فى المحافظة - دون التقليل من جهد سابقيه - لها وقع خاص وأثر ملموس فى الحياة اليومية لأبناء دمياط. د. فتحى البرادعى أعاد بناء المحافظة من جديد، بمشروع متكامل لكل مدنها وقراها وشوارعها ونيلها وبحرها ،فالهدف هو تحسين جودة حياة المواطنين نجح الدكتور البرادعى كمحافظ لدمياط أن يخترق عشوائياتها واعتبر تطويرها من أهم أولوياته، وبرؤية شاملة تتركز على التطوير العمرانى والبيئى والاقتصادى والاجتماعى وأنتقل بنفس الرؤية لمشروع آخر متزامناً مع المشروع الأول وهو تثبيت تربة جسر النيل بمدينة دمياط، الذى كان يهدد المدينة وحال هذا المشروع دون تحرك التربة أسفل أساسات البيوت فى اتجاه النيل ولهذا أطلق عليه بحق «مشروع إنقاذ مدينة». أعاد د. البرادعى رأس البر للزمن الجميل وأنقذ دمياط ونيلها من أخطار الأقفاص السمكية ثم كانت الرحلة الكبرى فى الحفاظ على كوبرى دمياط التاريخى الذى تحول إلى مركز ومكتبة ثقافية فى قلب المدينة. ما بين مدينتى دمياط ورأس البر وخلال أكثر من جلسة حتى ساعة متأخرة من الليل ووسط مساعديه، استقبلنى محافظ دمياط دكتور مهندس محمد فتحى البرادعى وكان هذا الحوار الممتد من كوبرى دمياط الذى شهد جزءاً منه حتى كورنيش رأس البر الذى أصبح فسيحاً وممتداً حتى منطقة اللسان، مروراً بعدد من المشروعات الكبرى فى عزبة البرج وعدد آخر من المناطق والأحياء التى تتسارع فيها حركة البناء والعمران والتطوير.. أكثر من 3 ساعات كاملة كان الحوار مع د. فتحى البرادعى الذى عندما سيؤرخ وبصدق لتاريخ دمياط الحديثة فسيكون اسمه فى صدر بنائيها الكبار، الذى ورغم امتلاكه للأرقام والمعلومات وحجة المنطق والصدق فى التعبير دعا لحضور صالون أكتوبر- الذى نقلناه هذه المرة لدمياط - عدداً من مساعديه والشخصيات والقيادات المحلية فى المحافظة ليكونوا شهوداً ومشاركين فى الحوار ومنهم المهندس عبد الرازق حسن أمين الحزب الوطنى بالمحافظة، والمهندس السيد دياب رئيس المجلس الشعب المحلى ومحمد الزينى رئيس الغرفة التجارية، وأسامة حفيله رئيس جمعية المستثمرين بدمياط الجديدة ومحمد غنيم نائب رئيس الغرفة التجارية والمهندس سيد خشبة رئيس مدينة دمياط والمهندس عادل أبوسمرة رئيس مدينة رأس البر وعصام البويهى مدير عام العلاقات والإعلام بالمحافظة. * سيادة المحافظ د. فتحى البرادعى، أولاً شكراً على إتاحة هذه الفرصة لنا للتعرف عن قرب عما يحدث فى دمياط من تطوير؟ ** أهلاً وسهلاً بكم فى دمياط وبين أهلها الطيبين ونحن نقدر لكم هذه الزيارة والتى إن تأخرت بعض الشىء، فهى مهمة لرؤية ومتابعة حجم جهود المحافظة ومعرفة ما تحقق لدمياط وأهلها على أرض الواقع. وأتمنى أن تكونوا قبل هذا اللقاء قد زرتم عدداً من مواقع العمل، وبعض المناطق التى شهدت تطوراً حقيقياً ولمستم بأنفسكم ما تحقق سواء فى دمياط أو قُراها. * لقد تجولنا بالفعل فى عدد من الأحياء فأغلبنا عاش ويعرف دمياط ومدنها جيداً ودعنا نبدأ - سيادة الوزير - بما لمسناه من اهتمام لديكم بالعنصر البشرى.. ماذا يمثل هذا العنصر بالتحديد فى إدارتكم للعمل فى المحافظة؟ ** العنصر البشرى هو آلية التقدم والتطوير والرئيس حسنى مبارك اعتاد عند زيارة المحافظة أن يثنى على المجتمع الدمياطى ويقول دائماً «أنا أتحدث عن الدمايطة كقيمة مصرية ورمز مهم فى حب العمل، وأتمنى لمصر كلها أن يكون لديها التقدير لقيمة العمل مثلما يفعل أهالى دمياط. التحدى * يجعلنا هذا نسأل عن طبيعة النشاط الاقتصادى لأبناء دمياط؟ ** بشكل أساسى الصيد والسياحة وتجارة الأثاث وهذا النشاط المتنوع يعتبر المورد الرئيسى والأساسى للمحافظة، وعندما توليت مسئولية المحافظة، واجهتنا أزمات ومشاكل، وكان أهمها مشكلة النظافة التى سعينا لحلها ونجحنا إلى حد ما. إلى جانب التوصل إلى سيولة مرورية، فقد كانت حركة الكوبرى العلوى الواصل بين مدينة دمياط وباقى القرى والمدن تتوقف بشكل كامل فى شهر رمضان؛ إلى جانب ذلك اتضح منذ بداية عملى وجود مؤشرات لانهيارات فى جسر نهر النيل وانزلاق فى التربة أعلى كورنيش نيل مدينة دمياط؛ فضلاً عن العشوائيات والأقفاص السمكية.. وبالتالى بدأت بالعاصمة وإعادة تأسيس بنية تحتية من صرف صحى ومياه وكهرباء والحد من الصرف فى النهر، وعندما تم حساب تكلفة مواجهة هذه المشاكل وجدنا أنه علينا توفير ما يقرب من 100 مليون جنيه سنوياً على الرغم من أن ميزانية الدولة للمحافظة هى 20 مليون جنيه سنوياً فقط، وهذه الميزانية لا تكفى بأى حال الـ 10 مدن والـ 86 قرية فى المحافظة. ولهذا بحثنا عن مصادر دخل للمحافظة وتجديد مواردها بنفسها وتدوير الأموال التى نحصل عليها، فاتجهنا إلى المناطق السياحية فى دمياط وبما أننا لا نستطيع أن نطالب الدولة بميزانية لتطوير السياحة فى دمياط؛ فقد وضعنا فلسفة صناعة مواردنا وضخها فى احتياجات المحافظة إلى جانب الحفاظ على بعضها كمخزون استراتيجى يُصرف فى الخدمات الأخرى وأن يصبح من المقومات الأساسية التى تخدم الأجيال القادمة. * وكيف تم ذلك؟ ** توجهنا إلى رأس البر وسعينا للاستثمار فيها باعتبارها أهم مناطق الجذب السياحى وقمنا بتأسيس فندق عالمى على اللسان ملتقى النيل بالبحر المتوسط، ووضعنا ميزانية إلى جانب دراسة جدوى اقتصادية تبين منها أن الفندق سوف يعطى ربحاً للمحافظة يزيد على 20 مليون جنيه فى الموسم الواحد.. وكان تفكيرنا فى ذلك قائما على تدوير أموال المحافظة عن طريق المشروعات الاستثمارية التى تصب فى خدمة المجتمع الدمياطى. وسبَّب الاهتمام المبدئى برأس البر لنا بعض المشاكل لأن هناك من قال إن المحافظ ترك القرى والنجوع واهتم بالسياحة والأماكن الترفيهية، وأنا لم أفعل ذلك إطلاقاً، لأنى أردت الاهتمام أولاً بالمكان الذى سيمنحنا الفرصة للاستثمار وتوفير أموال لضخها فى قرى ومدن المحافظة لتطويرها؛ وكان اهتمامى برأس البر لقيمتها الدينية أولاً، وذلك لوجود ما يسمى بـ «البرزخ» عندما قال الله فى كتابه الحكيم: «مرج البحرين يلتقيان، بينهما برزخ لا يبغيان»، والعلماء فسروا الآية بأن البحرين المقصود الحديث عنهما فى الآية هو البحر الكائن عند جزيرة رأس البر ونهر النيل، إلى جانب ذلك فإن الاستثمار فى هذه الجزيرة يجعلنا نحصل على أرباح أكثر من أى مكان آخر، علاوة على أننا نحتاج إ لى الاستثمار السريع وهذا ما توفره لنا رأس البر؛ واتخذنا القرار بناء على توصية من المجلس المحلى للمحافظة الشعبى والتنفيذى بأن تكون عائدات رأس البر بكاملها موجهة لقرى وعزب دمياط. * وهل استطاعت استثمارات رأس البر أن تحقق هذا الهدف؟ ** مادمنا نعمل بفلسفة تهدف إلى خدمة الأهالى فإنها لابد وأن تحقق الأهداف.. ولك أن تعلم أننا صرفنا حتى الآن 450 مليون جنيه من صندوق المحافظة ومازال فى الصندوق الكثير لأن المشروعات التى بدأنا فيها هى عبارة عن مشروعات لتدوير الأموال، إلى جانب ذلك كان علينا أيضاً تطوير مدينة دمياط باعتبارها العاصمة وواجهة للمحافظة وكانت المدينة متهالكة وقديمة إلى حد كبير وقمنا بتغيير مرافقها بالكامل ورصف 52 كيلومترا فى شوارع المدينة وإعادة تأهيل الكهرباء ومواسير المياه؛ لكن يبقى اهتمامنا برأس البر هو الشغل الشاغل لأننا نملك مشروعاً اقتصادياً ينظر إليه سكان القرى على أنه المشروع الذى يساعد على التطوير فى كافة أركان المحافظة. الفندق الجديد * نريد أن نعرف ما هى الجدوى الاقتصادية من فندق اللسان خاصة أن رأس البر تعمل موسم الصيف فقط؟ ** ما يؤكد وجود جدوى اقتصادية هو شراكة القطاعين الاقتصادى والاستثمارى واللذين أكدا أن العائد المادى هو أعلى بكثير مما يتوقعه أحد، حتى أن أحد المسئولين عن الفنادق الكبرى فى مصر قال (أذهلنا ما رأيناه فى رأس البر). وهؤلاء المشاركون يعلمون أنهم لن يخسروا ماداموا قد دخلوا مشروعاً اقتصادياً؛ إلى جانب ذلك فالفندق 160 غرفة فقط ورأس البر تحتاج إلى 160 ألف غرفة وإشغال هذا الفندق بالزائرين سوف يكون سهلاً للغاية.. ودعنا نتحدث بعقلانية؛ فالفندق فى الأساس تم تصميمه على أنه مركز دولى للمؤتمرات، والمصايف فى مصر تعمل فى غير موسمها فى عقد المؤتمرات والمهرجانات؛ والمؤتمرات التى تعقد فى مدينة رأس البر كثيرة والمؤتمر الواحد يضم على الأقل 300 فرد، وبالتالى فإن الفنادق فى رأس البر تعمل طوال العام.. ورأس البر لديها اشغال ثابت فى الشتاء يصل إلى 40% وسوف يزيد عند استكمال بناء الفندق لأننا نضع هدفاً وهو أن تكون رأس البر مدينة دائمة وليست موسمية، ولابد أن يكون لدينا هدف للتنمية وألا نستسلم لمن يردد أن رأس البر تعمل 3 شهور فقط وتغلق وأن الفندق لا فائدة منه.. يجب أن تعلم أننا كلّفنا الفندق حتى الآن 36 مليون جنيه، ولن نبيعه لأنه يعد هرماً وسوف يعمل بنظام الإدارة وليس الانتفاع وتعاونا مع شركة إيجوث وخبراء سياحة تابعين للدولة ومتطوعين قمنا بتشكيل لجنة تختص بمتابعة أعمال الفندق مشكلة من 3 خبراء من إيجوث وخبير من وزارة السياحة إلى جانب العنصر الدمياطى؛ وننتظر حالياً الموافقة على أفضل العروض لتشغيل الفندق.. ولك أن تعلم أيضاً أن الفندق على وضعه الحالى وهو لم يتم الانتهاء منه يساوى مليار جنيه وربحه أعلى من ذلك بكثير، إضافة إلى فرص العمل المباشرة وغير المباشرة والانتعاش الذى سيحدثه بعد تشغيله؛ كما أن البعض طالب بزيادة أدوار الفندق بدلاً من كونه 5 أدوار لكننا فى المحافظة التزمنا بما وضعناه للمواطنين من أن ارتفاع الفنادق لا يزيد على 19 متراً والشاليهات (العِشش) لا تزيد على 12 متراً. وبالتالى احترمنا القانون، وهذا الموقع قبل تطويره كان منطقة عشوائية وبؤرة للباعة المتجولين ومقالب القمامة والآن لن تشم بسبب الفندق سوى رائحة البحر. * ماذا عن الإدارة المحلية ومساهماتها؟ ** هناك اتجاهان لأى محافظة للحصول على أموال هما التبرعات أو فرض الرسوم المحلية؛ ومع المجتمع الدمياطى لن نستطيع استحداث رسوم لأنه مجتمع يحرص جداً على الزكاة وتطوير وبناء المشروعات الخيرية ولو طالبناه بالتبرع أو فرضنا رسوما عليه للتطوير فسوف يتخلى بالتبعية عن دوره القائم ويتركنا نطور ما نشاء مستنداً إلى تبرعاته وسوف نقلص بذلك من دوره الاجتماعى، وبالتالى لم نسع للحصول على رسوم من الإدارة المحلية أو تبرعات من الأهالى إنما اعتمدنا على صندوق المحافظة ومصدر المورد الرئيسى وهو رأس البر، البالغ مساحتها 4000 فدان وقد اتجهنا إلى الأرض الفضاء التى تحيط بالمدينة وكانت هناك قطعة أرض تستخدم من جانب مجلس المدينة كمخزن للمواسير ومخلفات المدينة، إلا أن المحافظة قامت بتخطيط الأرض وتقييمها مادياً وتبين أنها تساوى 10 ملايين جنيه؛ إلا أنه فى حالة تطويرها تحتاج إلى مرافق تقدر بـ 5 ملايين جنيه. وبالتالى قمنا بإعادة إنشاء هذه المنطقة وضمها إلى المدينة وأطلق عليها اسم (رأس البر زمان) وبدأنا طرح هذه الأرض فى السوق وحققت دخلاً للصندوق وصل إلى الآن 78 مليون جنيه؛ وقيمتها حالياً تزيد على 100 مليون جنيه وهذا نموذج يؤكد على أننا نحصل على أموالنا بتدويرها وإعادة تأهيل مواردنا لتواكب السوق وتصبح مصدراً للدخل، كما اتجهنا للكورنيش برأس البر وقمنا بتأهيل بعض المواقع به وحصلنا على دخل من هذا التطوير 25 مليون جنيه، كما قمنا بإعادة تخطيط الأسواق فى المدينة لتبدو المحلات القديمة على أحسن صورة بشكلها الجمالى والمعمارى، كما اعتمدنا أيضاً على مشروع مبارك للتنسيق الحضارى فى تطوير مدن وقرى دمياط وإلى جانب رأس البر أيضاً وضعنا خطة لتطوير الشارع الرئيسى فى المدينة شارع بورسعيد بحيث يصل حتى المجرى الملاحى، كما قمنا بتخطيط أرض «أجريوم» بناء على تصور وضعه الرئيس مبارك بنفسه للمنطقة، أيضاً مبنى الخدمات الشاطئية قمنا بإعادة هيكلته من جديد وطرح الموقع للبيع ووضعنا سعراً أساسياً له 700 ألف جنيه إلا أنه حقق لنا 2 مليون و750 ألف جنيه. وقمنا بتأجير محلات أسفل هذه المنطقة وفّرت لنا عائد 50 مليون جنيه؛ وتوجهنا فى التطوير إلى مدينة دمياط واتفق معنا الدكتور أحمد نظيف على أن التطوير بالمدينة يكون خارج ميزانية الدولة، وتوجهنا مباشرة إلى العشوائيات والتى تبلغ حوالى 13 منطقة عشوائية وقمنا بتجديد شبكات الكهرباء الهوائية بها ونقل ما بها من أسواق خارج المدينة؛ كما اتجهنا إلى مشروع تدعيم جسر النهر حيث اعتبر الدكتور محمود أبوزيد وزير الرى وقتها أن مشروع تدعيم جسر النهر هو من أهم المشروعات التى تمت فى هذا الصدد خلال السنوات الماضية؛ كما أنه من موارد المحافظة قمنا بتطوير مكتبة العاصمة. العشوائيات * لكن كيف واجهت مشكلة المناطق العشوائية؟ ** تبين لنا فى البداية أن هناك ضغطاً كهربائياً عاليا يمر وسط هذه المنطقة والأهالى متخوفة من وجود هذا الكابل وبالتالى توصلنا معهم إلى ضرورة البُعد عن خط الكهرباء وقمنا بنقل الخط إلى أسفل الأرض، كما أنشأنا طريقاً يفصل بين هذه المنطقة وبعضها، ويحتوى على طلمبات صرف مياه الأمطار، وهذا الطريق حسب الغرفة التجارية يصدر فى السنة ما بين 10 إلى 15 مليار دولار.. يجب أن نعلم أن أزمة ساكنى العشوائيات أخلاقية أكثر منها اقتصادية لأن الدولة تسعى إلى الدخول لها وتطويرها ولكن لا تستطيع بسبب العشش وبرك المياه.. وعندما قمنا بإنشاء هذا الطريق قام بتوفير فرص عمل ورفع من مستوى دخل الفرد فى هذه المناطق، إضافة إلى إصباغ الحيوية عليها، حتى أن الدكتور نظيف عندما قام بافتتاحه قال إنه يشعر بالانتعاش التجارى للمنطقة دون أن يشرح أحد ذلك. وبصدد هذا التطوير لم نزل سوى منزلين فقط وأبقينا على باقى المنطقة؛ وفى المدينة أيضاً قمنا بتطوير الميادين والمرافق بها ورصفنا 52 كم طرق داخل المدينة وجميعها بكابلات كهرباء أرضية وليست هوائية ومواسير غاز طبيعى وامتد التطوير إلى مشروع تثبيت التربة وحصلنا على شهادة من المكتب الهولندى لمراجعة المشروع ومنحها للمقاولون العرب وجاء فى الشهادة أن الهدف الأساسى من المشروع تم تحقيقه. وقام المشروع بحماية المبانى وحافظ على طول خط النهر، الطريف فى الأمر أن جميع الأهالى كانوا يظنون أن الهدف من التطوير هو إنشاء كورنيش جديد على النهر وصدقنا فى ذلك لكى لا يحدث لهم ذعر من أننا نحاول تثبيت التربة لعدم تأثر منازلهم من الانهيارات لأن الأمر كان غاية فى الخطورة ونحر النهر للتربة كان من الممكن أن يهدد المدينة حتى أنه تسبب فى عام 2003 فى انهيار إحدى العمائر على النيل بالمدينة فجأة وفى عملية تثبيت التربة أيضا عمدنا إلى تثبيت ستائر معدنية ورفع الجسر بالشكل الأفقى لكى لا نردم من النيل أى جزء. المصداقية * لكن أين دور رجال الأعمال من ذلك؟ ** رجال الأعمال دورهم حاضر فى دمياط فى النواحى الاجتماعية ويساندون المحافظة على الدوام كلما تطلب الأمر ذلك. وفى مصر بشكل عام هناك ثقافة سائدة فى المجتمع وهى المصداقية من عدمها؟ وما ساعدنا فى التطوير هو ثقة الأهالى فى السلطة التنفيذية بالمحافظة واطمئنان رجل الشارع العادى بأن ما يدفعه من أموال أو ما يحدث من تطوير داخل قريته أو مدينته سوف يرجع عليه بالنفع المباشر وأدى ذلك إلى تفاعل المجتمع الدمياطى معنا ومساعدتنا على التطوير. * هناك مشكلة فى الثروة السمكية وخصوصا بعد موضوع الأقفاص وأزمتها؟ ** الثروة السمكية فى دمياط تسير بشكل طبيعى لكن توقفنا فقط أمام الأقفاص السمكية والتى كانت عبارة عن بؤر للتلوث.. كما أن الأسماك لم تكن صالحة وبالتالى واجهنا هذه الأقفاص وقمنا بمنعها بالقوة للحفاظ على الثروة السمكية وصحة الأهالى. * إذن كل الموارد تصب فى صالح المدن والقرى؟ ** بالتأكيد فهناك 82 مليون جنيه تضخ لتطوير قرى المحافظة بشكل مباشر. * عودة إلى فندق «اللسان» لماذا يزداد عليه اللغط الإعلامى والشعبى فى الآونة الأخيرة وازداد الحديث عن عدم مطابقته للمواصفات خاصة بناءه على أرض تعتبر بيئيا محمية طبيعية؟ ** يجب أن تعلم أن بناء الفندق جاء على توافق من المجتمع الدمياطى كما أن فلسفة بنائه تأتى لتحصيل ربح مادى ليستفيد منه الدمايطة إلى جانب إصباغ شكل جمالى على المكان باعتباره مطلاً على مفترق البحرين وطبقنا جميع مواصفات البناء ورصفنا طريقى مشاه بجانب الفندق بمساحة تساوى 40 متراً من الجانبين إلى جانب ذلك فإنه فى العشرينات من القرن الماضى كان هناك فندقان بجوار فنارة اللسان مباشرة وهذا يؤكد أننا لم نبتدع مبنى جديد أو نخالف التعليمات البيئية. كما أننا راعينا حق المواطن فى استخدام 11 ألف متر على اللسان دون أن منعه من التمتع بهذا المشهد الطبيعى والذى سعينا إلى تطويره من أجل المواطن لا من أجل المستثمر. عزبة البرج * لقد أثرت نقطة مهمة فى حديثك سيادة الوزير وهى قضية الصيد والثروة السمكية وحرصك عليها ماذا عن عزبة البرج وما يواجهه أهلها من مشاكل واللجوء إلى السفر وتخطى المياه الإقليمية.. هل ترى أن عزبة البرج تحتاج إلى جهد كبير منكم؟ ** بالتأكيد تحتاج إلى جهد ولكنه لا يغفل علينا ومشروعنا الأهم فى الفترة القادمة هو تشييد ميناء صيد فى عزبة البرج وسيكون شرق رأس البر بحوالى 7 كم هو موقع ميناء الصيد. * ما طبيعة هذا الميناء؟ ** سوف يعمل الميناء على محاور أساسية اقتصادية وتنموية. وبلا مبالغة سوف يكون أهم مشروع تنموى فى دلتا مصر لأنه قائم بجوار منطقة اقتصادية تعتمد على صناعة السفن واليخوت كما أنها سوف تخدم منطقة إصلاح السفن وتصنيع اليخوت فى رأس البر وخدمة السفن العابرة والمحلية بالإضافة إلى وجود قرى سياحية بجوار هذه المنطقة بالتالى سيكون ميناء تجاريا واقتصاديا وصناعيا ولن يكون مجرد استراحة انطلاق للسفن. * لكن لماذا يتم التأخر فى ذلك؟ ** مثل هذه المشاريع تحتاج إلى موافقات من القوات المسلحة ووزارة النقل وجهات وهيئات أخرى ونسعى حاليا إلى إنهاء ذلك إلى جانب اتفاقنا مع البنك الأهلى برعاية وتمويل المشروع. * فى هذا المشروع هل هناك نية لمشاركة رأسمال أجنبى؟ ** ليس هناك ما يمنع ذلك لكن البنك الأهلى مستعد للتمويل، ولا مانع من اتساع مصادر التمويل عند الدخول فى مراحل التنفيذ.. ويجب التأكيد على أن هذا المشروع سوف يحل مشاكل كثيرة منها كافة المشاكل التى تعانى منها عزبة البرج. * ما هو التقدير الأول لتكلفة هذا المشروع؟ ** حوالى مليار جنيه. الموبيليا * ننتقل إلى قضية الأثاث الدمياطى ونريد توضيح أسباب الجدل حول تراجع صناعة الموبيليا فى دمياط؟ ** حقيقة الأمر أن ما ينشر فى الصحف يحزن كل بيت فى دمياط لأن الترويج لهذه الشائعات لا يخدم الاقتصاد الدمياطى ويؤثر على السوق ويتسبب فى إزعاج الصناع أنفسهم لأن صناعة الأثاث تعد جزءا من تركيبة المجتمع الدمياطى ولدينا 36 ألف ورشة تقريبا ومتوسط من يعمل فيها 200 ألف عامل.. وبالتالى فإن الحس الوطنى يوجب علينا المحافظة على هذه الصناعة وعدم الترويج للشائعات وتأثرنا بالصين وخلافه. * لكن ما الحل فى وجهة نظرك؟ ** لن يكون إلا عن طريق تطبيق المواصفات القياسية المصرية على واردات الأثاث وذلك من أجل الحفاظ على المنافسة المشروعة مع المنتج الأجنبى. * نلاحظ شكلاً من التعاون بين القيادات التنفيذية والشعبية والمجتمع المدنى، كيف تخطيت وقوع صدام بين السلطة التنفيذية والشعبية وهى ظاهرة موجودة فى بعض المحافظات؟ ** لم اصطدم بهذه المنظمات الشعبية لإيمانى بدور المجالس المحلية والجمعيات الأهلية والغرف التجارية وأنا عن نفسى كنت عضوا فى مجلسى الشعب والشورى ورئيس مجلس محلى محافظة وأفهم جيدا خطورة عدم التواصل مع القيادات الشعبية، وفى الحقيقة المجتمع الدمياطى هو مجتمع يصعب التعامل معه بسهولة لأنه عملى ولا يريد أحد أن يوقفه عن الإنتاج والعمل. وبصراحة شديدة بسبب ذلك «حبيت الدمايطة». * علاقتك بدمياط وحبك لها ما هى أسبابه؟ ** بالتأكيد لأنه مجتمع جاد ومنتج ولديه التزام فى التعامل مع الآخر وعند تطوير المحافظة أكدنا على أننا كسلطة تنفيذية لا نريد من المواطن سوى الإنتاج وأن نتركه يعمل حتى لو قام بإشغال الطريق طالما أنه ينتج ويخدم المجتمع نفسه فلا مانع من ذلك. تشغيل الشباب * هذا يجعلنى أتحدث عن قضية تشغيل الشباب.. كيف تفكر فى هذه المسئلة؟ ** ما يحدث فى دمياط هو انتعاش اقتصادى ونجاحنا فى تدوير عجلة الاقتصاد هو نجاح بالتبعية فى القضاء على البطالة وتشغيل الشباب. واسمح لى أن أستطرد لأحدثك عن طبيعة المجتمع فى دمياط فعندما فتحنا الباب لتعيين عمال نظافة لم يتقدم أى فرد من دمياط للعمل فى هذا المجال مع أن مرتب عامل النظافة يتجاوز الـ 800 جنيه وهذا يرجع لعاملين أولا هو الاعتزاز بعمله فى ورش النجارة باعتباره منتجا ومفيدا لبلده والسبب الثانى هو عدم وجود بطالة مفتقدة للعمل. * نريد أن نتطرق إلى مسألة المرور فى دمياط؟ ** هناك 52 كم طرقاً داخل مدينة دمياط وحدها واستوجب ذلك تشييد محورين الأول مواز للكورنيش والآخر مواز للترعة الشرقاوية وهذه المحاور تسببت فى إحداث انفراجة كبيرة من مسألة التكدس المرورى وأصبحت العاصمة ورأس البر لا تعانى من أى تكدس واختفت تماما إشارات المرور وذلك بفعل المعالجة السليمة للتقاطعات المرورية وبالتالى لم يعد هناك حاجة للإشارات طالما أن هناك التزاما شعبيا بالطريق. * جزء من بحيرة المنزلة تتصل بدمياط وهناك مشاكل تعانيها البحيرة ماذا فعلتم لمواجهتها؟ ** البحيرة تتبع حاليا وزارة الزراعة وجميع المشاكل التى تعانى منها البحيرة لا نستطيع التدخل لحلها لأن الجهة المعنية بذلك هى الحكومة. اللامركزية * هذا يجعلنا ننتقل إلى الحديث عن المركزية والمشاكل التى تواجهك بسبب تطبيق هذا النظام؟ ** فى الحقيقة ليس لدى أزمة فى تطبيق المركزية ولم أعان يوما منها لأننا من حدد شكل تعاملاتنا مع الأهالى وما نحتاجه أيضا من الحكومة، وبين دمياط والوزارات المختلفة تعاون كبير ولم يتصادف أن تصادمنا من قبل وما سهل ذلك هو تدوير المحفظة المحلية والتى لم تعط الفرصة للاشتباك أو التركيز على قضية المركزية واللامركزية. * ماذا عن ظاهرة وضع اليد فى دمياط؟ ** لدينا أزمات فى هذا الصدد كثيرة ولكن استطعنا التغلب على جزء كبير منها وقمنا باستعادة مئات الأفدنة؟ * ماذا حققتم من برنامج الرئيس مبارك الانتخابى؟ ** يجب أن تعلم أن دمياط حققت ما جاء فى برنامج الرئيس وأكثر وقمنا بإنشاء 300 مصنع ونعمل حاليا على إنشاء وحدات سكنية للشباب والأهالى وقضينا على أزمة العشوائيات فالبرنامج كان منهاج عمل لنا من أول عملنا يوم على تطبيقه على أرض الواقع. * وعن أزمة تسرب التعليم بسبب نظام العمل فى دمياط؟ ** هذه المشكلة ترتبط بمحو الأمية ودمياط تملك تجربة رائدة فى القضاء على الأمية وعلى الرغم من وجود تسرب فى التعليم فإنه لا يصل لدرجة الظاهرة لأن عادة المجتمع الدمياطى حرفى قد يبدو أن عدم الاهتمام بالتعليم قائم هنا بشكل كبير لكن على العكس قيمة التعليم لدى الدمايطة عالية إلى حد كبير وهناك خريجون من الطب والهندسة واللغات والجامعة الأمريكية ويعملون فى ورش النجارة والحلويات والمطاعم دون أدنى خجل بل إن المجتمع الدمياطى يخجل من عدم العمل. الرياضة * لماذا لا نفكر فى وضع بنية أساسية للارتقاء بأحوال الرياضة فى دمياط؟ ** مخططنا الاستراتيجى فى رأس البر هو الارتقاء بالرياضة لأننا لاحظنا قطعة أرض مهمة تصل لحوالى 85 فداناً وملكاً للدولة متماشياً مع فكرة تشغيل رأس البر على مدار العام قمنا بتخصيص 25 فداناً منها لنادى دمياط الرياضى وباقى قطعة الأرض تم تخصيصه للمعارض الدولية وللمدرسة الفندقية وقمنا بالتعاون مع الدكتور زاهى حواس الدمياطى الأصل لإقامة متحف دائم للأثاث التاريخى منذ الفراعنة وحتى الآن وهذه المنظومة أو الاستراتيجية خططنا لها، لكن تظل رأس البر المدينة السياحية التى لا تغلق طوال العام ولكى تصبح مدينة مثالية لعقد المؤتمرات والمعارض لأننا لو نجحنا فى إقامة متحف الأثاث ويجاوره المعرض الدولى والنادى والمدرسة الفندقية سوف يجعل من رأس البر مدينة ليست موسمية. * هل تتصل مباشرة مع أهالى دمياط؟ ** يوميا أسير فى شوارع دمياط وألتحم مع الأهالى الذين يعرفون ميعاد نزولى إلى الشارع وينتظروننى من أجل الحديث معى عن مشاكلهم الشخصية والعامة ولا أضع يوما محدداً للالتقاء بالأهالى إنما اخترت جميع الأيام لمقابلتهم. |
نشرت فى 19 ديسمبر 2011
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,769,440
ساحة النقاش