إن للمرأة وظائف طبيعية ليس لها وجود إطلاقاً عند الرجل مثل : الطمث الحمل والرضاعة مما له تأثير على مشاعر المرأة وسلوكها , فتأثير الهرمونات عند الإناث اكبر من الرجل . وهذا يبدوا واضحاً من كون المرأة عاطفية سريعة الانفعال , وذلك لان دورتها الجنسية التي تقررها وتتحكم فيها عوامل فسيولوجية غديّة تؤدي بها إلى أن تكون اشد حساسية للمنبهات من الوجهة العقلية والبدنية.
ونتيجة ذلك وصفت المرأة بأنها أكثر عاطفية وأسرع انفعالاً من الرجل, ولكن الأبحاث الحديثة اوضخت أسباب وأهمية وجود تلك الظاهرة ,فجاءت التقارير تثبت أن المرأة تتعرض لتغيرات فسيولوجية حادة كثيرة مثل التي تصاحب فترة المراهقة , وهنا تتساوى مع الرجل. ولكن بعد ذلك تتعرض لتغيرات شهرية مع قدوم الدورة الشهرية التي تصاحبها إفرازات وتغيرات في كيميائية الجسم مما يؤثر في الحالة ا لمزاجية لها , كما أنها تتعرض لمحنة نفسية وتقلبات مزاجية كبيرة عند سن الـ45 او قبل او بعد وهي ماتعرف بسن اليأس , والتي تنقطع فيها الدورة الشهرية وما يصاحبها من الآم جسدية ونفسية وانفعالية .
فقد أثبتت الدراسات لكل من العالمين (Neil Kessel & Alec Coppen ) أن هناك علاقة بين مستويات الاستروجين في الجسم وعدم الاستقرار العاطفي لدى النساء,كما ان احتياج الجسم للإستروجين له نتائج سيكولوجية بعيدة المدى.
فمستويات الهرمونات في المخ تؤثر في المزاج العام ففي دورة الحيض العادية يكون الإستروجين في أعلى معدل له عند منتصف الدورة (فترة التبويض ) حيث يكون في أدنى معدل له في أثناء الحيض , ولذلك يكون المزاج سيئاً . ويزداد إنتاج الاستروجين يوماً بعد يوم حتى يصل إلى الذروة بالقرب من وقت التبويض ( نزول البويضة ) في منتصف دورة الحيض, فعند هذه النقطة يكون فيها ذروة التفأول العاطفي والثقة بالنفس وتشعر المرأة بأكبر قدر من احترام الذات وأقل قدر من القلق والبغضاء ,بعد منتصف دورة الحيض ينتج هرمون أخر وهو (البروجيسترون) جالباً معه القلق والتوتر . واخيراً يتناقص معدل كلا الهرمونيين في أثناء فترة ماقبل نزول الطمث , ويكون المزاج عند أدنى معدل له مرة ثانية .
ولهذه التغيرات ميزة مهمة , فالأبحاث العلمية أثبتت أن تلك التغيرات الفسيولوجية التي تؤثر بدورها في انفعالات المرأة هي ضرورية حتى تستطيع أن تتكيف من كم الأدوار التي تقوم بها المرأة , فبدون تلك التغيرات الكيميائية التي تحدث لما استطاعت أن تتكيف مع الحياة.
فثبات الحالة المزاجية عند الرجل تجعله كثير التعرض من المرأة للأمراض المتعلقة بالحالة النفسية مثل: أمراض ارتفاع ضغط الدم , اضطرابات القلب وأزماته , السكر, القرحة المعدية ..... وغيرها.
بالنسبة للتركيب العظمي الهيكلي , فالإناث يتميزن برأس اصغر ووجه اعرض والذقن اقل بروزاً للأمام , أما سيقانهن فهي اقصر والجذع أطول , كما أن عدد عضلات المرأة أكثر من الرجل , في حين أن عظم الرجل أثقل . وهذه الميزة التشريحية تساعد المرأة في دورة الحمل والولادة .
بالنسبة للتمثيل الغذائي , فالإناث اقل من الذكور مما يجعلهن يتحملن ارتفاع درجة الحرارة أكثر من الرجال . ودم المرأة يحتوي على الماء بنسبة أكثر من كريات الدم الحمراء (20% ) وحيث أن كريات الدم الحمراء هي الموصلة للأكسجين إلى خلايا الجسم مما يؤدي إلى شعورها بالتعب والإرهاق وتعرضها للإغماء أسرع من الرجل , وزيادة الماء تؤدي إلى مرونتها وحيويتها مقارنة بالرجل.
تفكير المرأة :
المرأة كائن دقيق لذا فهي تهتم بالتفصيلات الدقيقة للأمور , كما أنها تضع نفسها داخل المشكلة وتعمل حساباً لمشاعر الآخرين, بالإضافة بأنها لا تستطيع أن تفصل بين الأمور الشخصية والعامة . بعكس الرجل الذي يفكر بطريقة كلية فهو يهتم بالإطار العام للموضوع ويتعامل معه بموضوعية وعملية بحتة بعيداً عن المشاعر والعلاقات .
فالمرأة تأخذ تأثيرات الظروف المنزلية السلبية منها او الايجابية معها للعمل وبالمثل تأثيرات العمل معها للمنزل , بعكس الرجل فهو يستطيع غالباً أن يفصل بين مشكلات عمله عن جو المنزل ومشكلات المنزل عن عمله.
مواجهة الضغوط :
المرأة حين تتعرض للضغوط تحتاج بشدة إلى التعبير عن مشاعرها والحديث عن المشكلات التي تسببت في هذه الضغوط, وهي لاتبحث عن حل من حلول المشكلة بقدر ما تبحث عمن يفهم ماتشعر به من أحاسيس سلبية ليخفف من تلك الضغوط , لذلك فالكلام او الحديث بالنسبة للمرأة عما يدور بداخلها هو رد الفعل الطبيعي والصحي لمواجهة المشكلة , واحياناً قد تلجأ إلى الانشغال عاطفياً بمشكلات الآخرين لتنفس عن مشاعرها المتألمة .
وهذا عكس الرجل الذي إذا تعرض لضغوط معينه فإنه ينسحب داخل نفسه, وقد يتقوقع داخلها بهدف التفكير والتركيز في أسباب تلك الضغوط محاولاً إيجاد مخرج من للأزمة .
فالمرأة تجد راحتها في الكلام والتعبير عن تفاصيل ما يواجهها من مشكلات بينما يجد الرجل راحته في التعامل مع تفاصيل المشكلة المعقدة بمفرده وفي صمت محاولاً حلها . فالمرأة تحتاج من الرجل إلى ان يصغي لحديثها ليساعدها على الخروج من دائرة الأحاسيس السلبية.
أسلوب التعبير :
بالدراسة العلمية اتضح ان نصفي الكرة المخيّة مختلفان : بالنصف الايمن من المخ يهتم بالامور الغير الكلامية, فهو مسئول عن السيطرة على الوظائف الخاصة بانجاز الأعمال اليدوية وحدوث التوافق الحركي والبصري , في حين ان النصف الأيسر هو المسئول عن المهارات الكلامية . وبالنظرة البيولوجية وجد أن الجانب الأيسر ينمو عند الإناث أسرع من الذكور في مرحلة الطفولة , لذا نجد أن الإناث يتكلمن أسرع من الذكور , في حين أن الذكور يتحركون ويمشون قبل الإناث. وينتظم نمو الجانبين ويتلاشى التفاوت عند مرحلة المراهقة . وهنا يجب التنبيه على أن المرأة عندما تتحدث فهي تعبر عن مشاعر وعواطف وأحاسيس وليس عن الواقع , في حين أن الرجل يتحدث عن الواقع والأفكار . كما أن المرأة لديها حصيلة لغوية اكبر من الكلمات والألفاظ , كما أن عيوب النطق والكلام نادرة مقارنة بالرجال .
لغة الحوار :
اللغة هنا ليست الكلمات ولكنها طريقة التعبير وطريقة استخدام الكلمة الواحدة للتعبير عن معان مختلفة , وقد تكون مفردات اللغة والكلمات المستخدمة واحدة لكنها تخرج من الفم بنبرة صوت مختلفة ومشاعر مختلفة . ويؤدي ذلك إلى إساءة تفسير الأمر الذي يحدث مراراً بكل سهولة , فنجد مثلاً أن المرأة كي تعبر عن نفسها بوضوح تستخدم أساليب متعددة من المقارنات والتشبيهات والتعميمات في حين أن الرجل يتلقى الرسالة بطريقة حرفية مخطئاً لفهم المعنى المقصود . حيث تحتاج المرأة من الرجل أن يفهم مشاعرها وتعبيراتها قبل كلماتها بطريقة صحيحة .
القدرات العقلية :
• النمو العقلي للإناث أسرع منه في الذكور مع ملاحظة ميلهن إلى الحزم والفاعلية ومحاولة التحكم في الأحداث , وهي عوامل لأتمثل أهمية تذكر بالنسبة للذكور في نموهم العقلي.
• أوضحت الدراسات أن 90% من الأشخاص ذوي النشاط الزائد من الذكور.
• أما بالنسبة للقابلية للتعليم والاستجابة للتعليمات في مراحل التعليم الأولى فتتميز الإناث عن الذكور في هذا الأمر , لان العقل الذكري بصري في الدرجة الأولى فهو يتعلم من البيئة المحيطة وما يراها فيها . أما التعليمات التي يتلقاها في الصغر للتشديد على الانتباه والإصغاء فتمثل ضغطاً عليه.
• وفي المراحل العليا من التعليم يكون أداء الإناث اقل من الذكور في الاختبارات العلمية التي تتوافق مع استعداد الذكور في هذه الفترة
• أثبتت الدراسات أن الذكور الاعلى في نسبة الأطراف النهائية للقدرات العقلية . أي أنهم يزيدون عن الإناث في التخلف العقلي وكذلك في العبقرية .
• يتميز النصف المخي الأيسر في الإناث بأنه أكثر اكتمالاً ونمواً , لذلك ..
- تتفوق الإناث في المهارات الكلامية والتواصل مع الآخرين .
- تكون أكثر حساسية ووعياً بالبيئة المحيطة.
- تكون أكثر تعرضاً لمشاعر الخوف والاكتئاب بمقدار الضعف تقريباً لأنها تفتقد التحكم الكامل من النصف الأيمن .
- تتصف الإناث بالتقلب المزاجي وتتأثر واحدة من بين أربع نساء تأثرا خطيراً في فترة ماقبل الحيض , نتيجة اختلاف نسبة الهرمونات في المخ , مما يزيد الإحساس بالمرض ومزيداً من التوتر.
الحوافز التي تدفع المرأة :
المرأة تستمد قوة الدفع والحافز من الإحساس بأنها موضع إعزاز وتدليل لذا نجد المرأة التي لم تنل ماتحتاج إليه من اهتمام وحب فإنها تتحول تدريجياً إلى الإحساس بالكلل من المسئولية وينتابها الشعور بأنها مجبرة او ملزمة . مما يؤدي إلى عدم الرغبة في استمرار العطاء , أما إذا نالت ما تحتاج إليه من احترام واهتمام ورعاية فذلك يمثل بالنسبة لها اكبر حافز لمزيد من البذل والعطاء, ويختفي تدريجياً الإحساس بالإكراه والإلزام في أداء دورها حيث تتخذ من الحب والاهتمام راحة واسترخاء في أداء ماعليها من مسؤوليات .
تحقيق الذات :
المرأة تحقق ذاتها من خلال الحب والقبول والأمومة داخل مملكتها ( بيتها ) , فالمرأة التي تحس أنها غير محبوبة تصاب بالعلل النفسية , والمرأة التي تحقق نجاحات من خلال عملها وتشعر بالإحباط في علاقتها بزوجها او الفشل في تربية الأبناء تصاب بازدواجية وعدم الثقة بالنفس , ونحن نلمس ذلك إذا تعارض عمل المرأة مع مصلحة أولادها وأمومتها فهي تضحي بعملها مهما كانت النجاحات التي حققتها او المستقبل الوظيفي الذي ينتظرها من اجل بيتها وأطفالها , فهم سبب افتخارها ونجاحها , وهذا عكس معشر الرجال الذين يحققون ذواتهم من خلال نجاحاتهم العملية الوظيفية . فالرجل لايعمل بحثاً عن المال بقدر ماهو بحث عن إثبات ذاته كشخص ناجح قادر على الإنتاج والانجاز .
ساحة النقاش