منذ بدء الخليقة ، والإنسان يسعى نحو تحقيق أهم هدف في حياته ، ألا وهو الخلود الأبدي ، وبالرغم من كل المحاولات التي بذلها الإنسان منذ القدم لتحقيق هدفه الأبدي والمتمثلة في تطور علم الرسم والتحنيط والتصوير وغيرها الكثير من الوسائل والطرق ، إلى أن حلمه لم يتحقق ومحاولاته المتكرر لن تتوقف أبدا.

وقد شهد العصر الحديث تجدد هذه الفكرة الموغلة في القدم ، وانتشرت عشرات القصص التي تحكي عن تجميد بعض الأشخاص لسنوات طويلة وإعادتهم مجددا للحياة ، وقصص أخرى تناولت وضع أشخاص في حالة سبات عميق لعقود طويلة من الزمن ونقلهم في رحلات فضائية تستغرق سنوات طويلة ثم إعادتهم مجددا للحياة عند الحاجة.

هذه القصص والتي نسجت حولها عشرات أفلام الخيال العلمي ، شهدت مؤخرا أولى محاولات تجسيدها على أرض الواقع ، فافتتحت العديد من مراكز حفظ جثث الموتى في بعض الدول المتقدمة تكنولوجيا ، وتقوم فكرة هذه المراكز على أنه في حال وفاة شخص بمرض لا علاج له حاليا ، فإنه يتم تجميد هذا الشخص بطرق علمية مدروسة بعناية ، وحفظ جثته إلى أن يتم اكتشاف علاج له في المستقبل ، عندها يتم إعادته إلى الحياة وعلاجه.

عملية التجميد المؤقتة تعرف بأنها نقل جسد المتوفى إلى حالة إحياء معلق ، وهي تستند إلى حقيقة أن عمليات البناء والهدم داخل الخلية الحية ، تشهد نوعا من التباطؤ الشديد لدى تجمد هذه الخلية ، كذلك الأمر بالنسبة لوظائف المخ والتي لا تحتاج تحت هذه العملية إلى الأوكسجين مقارنة بما هو عليه الأمر في الحياة العادية .

إن عملية تجميد الموتى والتي تقوم بها العديد من الشركات في أمريكا وأوروبا ، تكلف حوالي 150 ألف دولار لحفظ جسد المتوفى كاملا ، أو 50 ألف دولار لحفظ المخ فقط سليما معافى على أمل أن يتطور علم الاستنساخ مستقبلا وبالتالي يتم إعادة بناء الجسد.

هذه العلمية الغريبة والغير مقبولة أخلاقيا في الكثير من المجتمعات ، تتم تحت إشراف طبي وقانوني صارم ، فهي تجرى فقط لمن ثبت أنه متوفى من الناحية القانونية ، ويعني ذلك توقف قلبه عن النبض بشكل كلي مع بقاء بعض الوظائف الخلوية في المخ بحالة عمل ، وهذا بالطبع يختلف عن حالة الموت الكلي.

 

آلية تجميد الموتى

 

ينقل الشخص المتوفى قانونيا إلى وحدة المعالجة الأولية ، ويزود بالأوكسجين والدم لمنع تلف المخ ، ثم يحاط بالثلج ويحقن بالهيبارين ( مانع تجلط ) ، بعد ذلك ينقل إلى وحدة التجميد الفعلي ، حيث يتم إزالة الماء من الخلايا وذلك لتفادي عملية تفجر خلايا الجسم عند تعرضها للتجمد بسبب خاصية تمدد الماء عند درجات الحرارة المنخفضة ،بعد ذلك يحقن الجسد بدلا من الماء بخليط كيميائي مكون من الجليسرول ، والذي يمنع تكون بلورات ثلجية عند درجات الحرارة المنخفضة للغاية ، ثم يبرد الجسم حتى 130درجة سيليسيوس تحت الصفر ، ويوضع في خزان معدني يحتوي على نيتروجين مسال على درجة 196 سيليسيوس تحت الصفر.

هذه التقنية شهدت جدلا واسعا في الأوساط الطبية والقانونية ، حيث انهالت عشرات الانتقادات والشكاوى على هذه الشركات متهمة إياها بالنصب والاحتيال والخداع لسلب أموال الأغنياء – خصوصا – الذين يمتلكون القدرة المالية على الدفع ، وتركزت هذه الانتقادات على انه لم يتم لغاية الآن إعادة أحد المجمدين إلى الحياة مرة أخرى ، وأنه لا يتوقع أن يحدث ذلك في المستقبل.

وترد على هذه الأقوال بعض شركات تجميد الموتى بقولهم ، إن عملية التجميد هذه شهدت نجاحا واسعا في حفظ الأجنة البشرية والبويضات والحيوانات المنوية وبعض أعضاء الجسم المختلفة ، وتراهن هذه الشركات على أن التقدم العلمي والصحي الذي سوف تشهده البشرية في المستقبل سوف يحول أشد الأفكار غرابة إلى حقائق مسلم بها على أرض الواقع.

 

المصدر: مجلة العربي العلمي
hany2012

شذرات مُتجدده مُجدده http://kenanaonline.com/hany2012/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 38 مشاهدة
نشرت فى 7 ديسمبر 2011 بواسطة hany2012

ساحة النقاش

هـانى

hany2012
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,772,047