بعد أن انتشرت البدانة بصورة كبيرة في مختلف المجتمعات،أصبحت هناك حاجة ملحة لوجود اكتشافات علمية تساعد على التخفيف من الآثار السلبية للبدانة التي انتشرت بصورتها المرضية على نطاق واسع نتيجة أنماط الحياة الاستهلاكية وقلة الوعي الصحي وعدم ممارسة الرياضة،وفي هذا الصدد، تتجه بعض العيادات والأوساط الطبية منذ فترة إلى محاولة وضع نظام حمية غذائية "رجيم"،وذلك على أسس صحية وعلمية استناداً إلى نتائج تحليل اختبارات الحمض النوي الريبي "dna".
وتقوم فكرة هذا الأسلوب على طبيعة كتلة وزن الجسم وحجمه، كما أنها تعتمد على العوامل الوراثية " الجينات" وهي المسئول الأول والأكبر عن زيادة الوزن والسمنة، وتنوع هذه الجينات وتعددها بشكل عام يقدم التفسير الوحيد المقبول والمنطقي لأسباب تناول بعض الناس كميات كبيرة من الطعام بشراهة ، ولماذا يختلف تأثير الكمية ذاتها من الطعام على شخصين؟
وتوصل علماء من جامعة أكسفورد إلى أن 16% من الناس توارثوا نسختين مختلفتين من جين واحد اسمه "إف. تي. أو fto" يعتبر هو المسئول بنسبة 70% عن بدانتهم وقابليتهم للبدانة، وقد أثبت نظام الريجيم المستند إلى اختبارات "dna" نجاحه وفاعليته مع أولئك الذين حاولوا التخلص من السمنة بأساليب وسائل أخرى لكنها فشلت.
وأشارت كارولين كاتزن خبيرة التغذية، إلى أنها وضعت نظام حمية مفصلاً مدته 6 أسابيع لعملية إنقاص وزن عن طريق الاختبارات الجينية، مؤكدة أن هذه الاختبارات وتحليلات نتائجها مكنتها من فهم أعمق وأفضل للفروق الوراثية والجينية بين الأشخاص ومساعدتهم في التخلص من الوزن الزائد والاستمرار في ذلك بعد اقتناعهم بأفضلية هذه الطريقة على غيرها.
وأوضح الأطباء وعلماء التغذية، أن عمليات المسح والاختبارات الخاصة بحصر وتحديد الجينات المسئولة عن الطعام والبدانة، قد وصل عددها إلى 7 جينات تلعب دوراً جوهرياً وحاسماً في عملية التحكم بالوزن، ومن تلك الجينات الجين "gnb3" الذي يتحكم في مدى حساسية جسمك تجاه هرمون الأنسولين، الذي يلعب بدوره في تخزين الدهون والشحوم، وهناك جين "npy" المتعلق بشعورنا وإحساسنا بالجوع، والذي يفسر أسباب تلهف البعض واشتهائه للطعام أكثر من الآخرين، وهناك جينات أخرى تجري اختبارات عليها للمساعدة في تسليط الضوء على ما يعانيه الشخص من مشكلات ومتاعب صحية أخرى، أما جين "إم تي إتش إف آر – mthfr" فهو يؤثر في الحامض الأميني، والذي تزيد المعدلات المرتفعة منه مخاطر أمراض القلب.
البدانة مرتبطة بالاختلافات الجينية
====================
وفي نفس الصدد، أكدت دراسات علمية أن هناك علاقة مباشرة بين البدانة ومخاطر الاصابة بأحد أنواع مرض السكري، فقد توصل الباحثون الى اكتشاف المورثة " fto " لدى دراسة الاختلافات الجينية بين الاشخاص الذين يعانون من هذا النوع من السكري والاشخاص الذين لا يعانون من هذا المرض.
وقد تبين للباحثين أن الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من مرض السكري لديهم نوع خاص من مورثة fto والتي لها علاقة مباشرة بالبدانة.
وقد لوحظ أن الأشخاص الذين يعانون من البدانة لديهم نموذج خاص من مورثة fto.
وبعد التوصل إلى اكتشاف هذه المورثة قام فريق البحث بدراسة أكثر من 40 آلف حالة بحثاً عن هذه المورثة، وتبين لهم العلاقة المباشرة بين هذه المورثة والبدانة.
وتؤكد الدراسة أن الشخص الذي يحمل أحد نماذج هذه المورثة تزيد مخاطر الاصابة بالبدانة لديه بنسبة حوالي 30 % مقارنة مع الأشخاص الذي ليس لديهم هذه المورثة.
أما الشخص الذي يحمل النموذجين معا فيرتفع احتمال الإصابة بالبدانة لديه إلى 70 % ، وتبين ان وزنهم يزيد بمعدل 3 كجم مقارنة مع وزن الاشخاص العاديين.
وأوضح اندريو هارتلي الأستاذ بكلية الطب في جامعة اوكسفورد أن الدراسة تفسر لنا لماذا عندما يأكل شخصان نفس الكمية والنوعية من الطعام ويقومون بنفس المجهود البدني لكن أحدهما يواجه مصاعب في تخفيض وزنه ، مضيفا أن فرق 3 كجم في الوزن بين الأشخاص البدينين والعاديين لايبدو كبيرا لكن هذا الامر له دور كبير في احتمال الإصابة بالبدانة .
اكتشاف إيطالي جديد
============
اكتشف علماء إيطاليون بروتيناً في الدماغ يمكن أن يجعل الجسم أكثر قدرة علي حرق السعرات الحرارية .
وقد جاءت هذه النتائج بعد أن عثر العلماء علي جزيئة في أدمغة الجرذان تدعي "شجرِ ـ 21" حيث قاموا بعزلها، وهذه تتألف عادة من حمضيين أسيديين أو أكثر تعرف بالجزيئات الكبري بوليببتايدز أو البروتينات.
وقال العلماء إنه عند تقديم البروتين في أدمغة قوارض أخري مثل الفئران فإن ذلك يزيد معدل الايض عندها ويمنعها من أن تصبح سمينة حتي لو قدمت إليها وجبات غنية بالدهون.
وقال كل من الباحث السندرو بارتولوميوشي وأنا موليز بعد إجرائهما تجربة علي مجموعتين من الفئران "كان التأثير عليها غير متوقع لأن البروتين منع حدوث المرحلة الأولي من البدانة التي تسببها الحمية الغنية بالدهون"، وأضاف بارتولوميوشي "إنه يمكن الاستعانة مستقبلا ب "ـ شجرِ ـ21" لصنع أدوية جديدة تمنع ازدياد الوزن عبر حرق السعرات الحرارية الزائدة .
البدانة وخطر الإصابة بالربو
================
وتعتبر السمنة إحدى المشاكل الصحية التي يواجهها الشخص السليم لأنها تؤدي بعد فترة ما إلي العديد من الأمراض: سكر الدم (النوع الثاني – سكر البالغين) -ارتفاع ضغط الدم- جلطات المخ- أزمات قلبية (جلطات القلب)- فشل في عضلة القلب- بعض أنواع السرطانات مثل سرطان البروستاتا والقولون وسرطان الشرج- حصوات المرارة- النقرس (داء الملوك)- التهابات المفاصل وآلامها- نوبات توقف التنفس أثناء النوم.
أما أحد الدراسات التي أجريت مؤخرا أكدت أن البدانة تزيد خطر الإصابة بمرض الربو بنسبة 50%، مشيرين إلى أن الإفراط في الوزن يمكن أن تكون له نتائج سلبية على الجسم.
وأشار الباحثون إلى أن الربو يؤثر على الأنابيب الصغيرة ومجاري التنفس التي تنقل الهواء من وإلى الرئتين.
وحسب الدراسة التي أعدها فريق مشترك من مركز الطب والأبحاث الأمريكي الوطني وجامعة كولورادو، فإن البدانة تعيق عمل الرئتين حيث يشعر المريض بصعوبة كبيرة في التنفس.
وأوضحت المتحدثة باسم جمعية الربو في بريطانيا، أن هناك دليل منذ زمن طويل على وجود علاقة بين البدانة و الربو، مشيرة إلى أن البحث الجديد يهدف إلى إيضاح هذه العلاقة ولكن الأسباب التي تؤدي إلى ذلك لا تزال مجهولة.
نشرت فى 1 ديسمبر 2011
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,769,602
ساحة النقاش