اكتُشِف كائن حي يستطيع أن يبقى على قيد الحياة في درجة حرارة تبلغ 121 درجة مئوية مما يكسر رقما قياسيا.
ميكروب "السلالة 121" (يسار) يكتسب طاقة عبر إضعاف مركبات الحديد المؤكسدة (يمين)وينمو هذا الميكروب المكون من خلية واحدة في درجات حرارة أعلى من تلك التي ينمو فيها أي شكل آخر معروف من أشكال الحياة، وفقا لما يقوله علماء في الولايات المتحدة.
ولقد استُخرِج الميكروب، المعروف باسم "السلالة 121"، من مياه تتدفق من ينابيع حارة للغاية في قاع المحيط الهادئ.
وهذه الفوهات المائية الحرارية، التي يتم تسخينها بواسطة صخور مُذابَة موجودة في عمق قشرة الكرة الأرضية، تعج بأشكال غريبة من الحياة، مثل الديدان الأنبوبية وحيوانات البطلينوس الضخمة.
وينتمي الميكروب، وحجمه أصغر بمئة مرة من حبة رمل، إلى مجموعة من الكائنات الحية الشبيهة بالبكتيريا يطلق عليها اسم "آركيا".
درجة حرارة الماء المنبجس من الفوهات الحرارية المائية في قاع البحر عالية للغاية
ولا يمكن حتى للتعقيم، وهو عملية تستخدم لتطهير الأدوات الطبية، أن يقضي على هذا الكائن الحي.
إن واقع أن بإمكان هذا الميكروب أن يبقى على قيد الحياة في درجات حرارة يتم تسجيلها في داخل قِدْر الضغط يترك آثارا على عملية البحث عن الحياة المبكرة على سطح الأرض وغيرها من العوالم.
ويمكن للسلالة 121 أن تكون شبيهة بالكائنات الحية البدائية التي كانت موجودة على سطح الأرض قبل نحو أربعة مليارات عام، عندما كان الكوكب لا يعدو عن كونه كرة نارية من الصخور والمعادن التي تقصفها النيازك.
كما أن درجة حرارة كواكب أخرى، مثل المريخ، كانت أعلى بكثير في الماضي، مما ينعش الآمال بأن نوعا ما من أنواع الحياة الميكروبية يمكن أن يكون قد ازدهر فيها.
الفوهات الحرارية المائية
تم إثبات وجودخا لأول مرة في عام 1979 ذات صلة بالنشاط البركاني درجة حرارة الماء المنبجس عبر شقوق في قاع البحر عالية جدا ويتدفق من فتحات فوهات السائل الحار يحمل معادن مُذابَة وغير ذلك من المواد الكيماوية من تحت قاع المحيط هناك كائنات غير عادية تتطور وترتقي حول الفوهات عملية التركيب الكيماوي تدعم الأنظمة البيئية، وليس التركيب الضوئيويقول كاظم كاشفي، وهو واحد من اثنين من علماء الأحياء الدقيقة من جامعة ماساتشوستس في آمهرست اكتشفا السلالة 121، إن أحدا لم يكن يعتقد بأن هناك كائنا حيا يمكنه أن ينمو في درجة الحرارة تلك.
وقال كاشفي في حديث أدلى به لبي بي سي نيوز أون لاين: "إن هذا الكائن الحي لا يبقى على قيد الحياة عند درجة حرارة تبلغ 121 درجة مئوية فحسب، بل يمكنه أن يتناسل".
ولا يُعتقد بأن واقع أن الميكروب يمكنه أن يتحمل عملية التعقيم العادية (أي التطهير لمدة 20 دقيقة تحت درجة حرارة تبلغ 121 درجة مئوية) يشكل خطرا على الصحة.
ويقول كاشفي: "الشيء الجيد هو أنه ليس مسببا لمرض. فليس هنالك مسببات لأمراض في صفوف مجموعة الآركيا".
ولكن هناك داعيا واحدا للقلق وهو متعلق بما إذا كانت بعض تلك الكائنات القوية قادرة على أن تنتقل إلى كوكب آخر على متن مركبة فضائية.
ويقول كارل ستتر، وهو أستاذ في علم الأحياء الدقيقة في جامعة رِغِنزبيرغ في ألمانيا، إن نتائج التعقيم "يجب على الأرجح أن تؤخذ بنظر الاعتبار في مهمات بين الكواكب من أجل تجنب التلوث".
ويقول إن السلالة 121 مشابهة جدا لكائن حي اكتشفه فريقه وسجل الرقم القياسي السابق في البقاء على قيد الحياة عند درجة حرارة مرتفعة تبلغ 113 درجة مئوية ويمكنه أيضا أن ينجو من عملية التعقيم.
ساحة النقاش