- على أن الإنصات لا يعنى الاستماع ، فالاستماع يعنى فقط الجانب العضوي من عملية الإنصات ممثلة في صورة الإحساس بالموجات الصوتية وترجمتها وحتى تكتمل عملية الاتصال فإن هناك ثلاث مراحل أخرى لابد أن تتم وهى ( التفسير والتصميم والاستجابة ) كما أن الإنصات يتعلق بمدى انتباه الفرد إلى المعاني المتضمنة فيما يقوله المرسل .
والإنصات هو عملية اتصال في المرتبة الأولى ، حيث أوضحت الدراسات أننا نقضى 80% من ساعات العمل في عملية الاتصالات ( حديث – إنصات ) منها ما لا يقل عن 45% يقضيها المرء في عملية الإنصات وحدها .
ويقال أن الإنسان يستمع إلى ما يقرب من 50% من وقت والباقي ينفق في الكتابة والقراءة والتحدث ، كما يستطيع العقل البشرى التفكير في 60% كلمة في الدقيقة ، وأن يسمع إلى 300 كلمة في الدقيقة ، أو ينطق 125 كلمة في الدقيقة ، وفى هذا دليل واضح على أن القدرة السمع تفوق قدرات الكتابة والتحدث والقراءة .
- أي أن سرعتنا في الحديث أبطأ بكثير من قدرة العقل البشرى ، لذلك تجدنا أثناء الاستماع نقوم بعمليات ذهنية أخرى ... وكيفية توظيفنا للوقت الإضافي المتاح هي التي تحدد استيعابنا وتفاعلنا مع المعلومات في نهاية المطاف أو مدى إنصاتنا للطرف الآخر , وبالرغم من أن عملية الاستماع تتم بشكل تلقائي إلا أن عملية الإنصات تتم بمراحل متعددة .
مراحل عملية الإنصات
يمكن تقسيم المراحل المختلفة لعملية الإنصات إلى ما يلي :-
الاستماع :
وهى عملية استقبال الكلمات أو الأصوات في صورة موجات صوتية عن طريق حاسة السمع ، وتحويل هذه الموجات إلى ذبذبات تنتقل إلى المخ من خلال العصب السمعي ..
التفسير :
وهو عملية تحويل الذبذبات إلى معانٍ وأفكار وهى تتم في المخ .
الاستيعاب :
وهى عملية فهم المعاني والأفكار وتتأثر هذه المرحلة بالخبرات والمستوى الثقافي والحالة النفسية للمستقبل وكذلك المعلومات الأخرى المساعدة والتي تصل للمخ من حاسة البصر ، والتي تنقل الإشارات غير اللفظية المصاحبة للرسالة . والتي تنقل الإشارات غير اللفظية المصاحبة للرسالة , أي أنه إذا كنت أقوم بشرح موضوع معين لإنسان وأمثل له هذا الشرح في صورة مشاهدة يراها فلا شك أن يكون استيعابه أفضل مما أتحدث إليه فقط .
التذكر :
وهى مرحلة مقارنة المعاني والإشارات بالمعلومات المختزنة لتحليلها والوصول إلى المعنى والمضمون ثم إضافة هذا المعنى إلى رصيد الذاكرة .
التقييم :
وهى مرحلة تحدي المعنى الحقيقي ( من وجهة نظر المستقبل ) للرسالة والتي يتم على أساسها اتخاذ القرار برد الفعل المناسب .
الاستجابة :
وهى المرحلة الأخيرة التي تظهر في صورة رد لفظي أو غير لفظي يوجه للمرسل ، وهى الناتج النهائي لعمليات الاستيعاب والتذكر والتقييم ولذلك يمكن القول إن الإنصات الفعال هو محصلة تفاعل المعلومات الواردة للمستقبل من خلال العديد من الحواس ( السمع والبصر والشم واللمس ) .
ومراحل عملية الإنصات كلها تتم ولكنها تتم في صورة واحدة لا يستطع أحد أن يقول أنا الآن أستمع , أو أفسر , أو أتذكر , أو أستوعب , أو أقيم , أو أستجيب .
ولعل مرحلة الاستجابة فقط هي المرحلة التي يستطيع أن يقول فيها الإنسان أنه استطاع أن يتحرك من إطاره الداخلي إلى إطار آخر أستطيع فيه تحديد مدى استجابتي لكلام الآخرين .<!-- / message --><!-- sig -->__________________
ان المرء اذ لم يضف للدنيا شيءا كان هو ضائفا عليها وكما يفكر المرء يكن <!-- / sig -->
ساحة النقاش