العلاج بقوة البوليفينولات
هناك أدلة متنامية تكشف النقاب عن طريقة فعالة لحماية الشرايين المعمرة تتمثل في تناول المزيد من البوليفينولات النباتية. والبوليفينول هي مادة مانعة للأكسدة تعطي حماية ضوئية وكيماوية، بحيث تمنع تأثير الأشعة فوق البنفسجية المؤذية والتي تسبب سرطان الجلد، وهي توجد في الأوراق الخضراء بنسبة من 15 - 30%. فقد أظهرت العديد من الدراسات أن مركبات البوليفينول تعزز أداء البطانة الوعائية التي تلعب دورا مهما في الوقاية من تصلب الشرايين. كما تبين أن البوليفينولات تكبح التراكم غير الطبيعي للويحات الدموية التي تقف وراء معظم النوبات القلبية والسكتات الدماغية المفاجئة، فضلاً عن مكافحة الالتهاب ودعم ليبيدات الدم الصحية.
هناك أهمية خاصة لبوليفينولات الشاي الأخضر، والكاكاو والتفاح وعنب الدب البري، والتي تكامل بعضها الآخر في تعزيز دفاعات الجسم ضد العديد من الأمراض مثل السرطان والحساسية وتراجع الإدراك.
والبوليفينولات هي مواد كيمائية تحمي الجسم أيضاً من آثار الشيخوخة، حيث تقي الخلايا من أضرار العناصر السامة وهي عبارة عن ذرات نشطة تلحق أضراراً بأنسجة الجسم، ومنها على سبيل المثال، تأكسد الكوليسترول منخفض الكثافة (إل دي إل) ومن ثم ترسبه في الشرايين مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب التاجية.
وفي دراسة فنلندية شملت 1380 رجلا في متوسط العمر، تبين أن تناول الفلافينويد أو البوليفينول، يعزز صحة الشريان السباتي ويحد من تأثيرات تصلب الشرايين.
كما أظهرت دراسة فرنسية ضخمة أن الأشخاص فوق ال 65 الذين اتبعوا نظاما غذائيا غنياً بالبوليفينول يعانون من تراجع الإدراك بنسبة أقل على مدى 10 سنوات مقارنة بغيرهم.
وأشارت الدراسة إلى أن تناول البوليفينولات من مصادر مختلفة أفضل من تناول كمية كبيرة منها من مصدر واحد.
وكان “المؤتمر الدولي الأول للبوليفينول والصحة” قد استعرض في عام ،2005 أدلة تدعم بقوة أهمية البوليفينولات في الوقاية من الأمراض الانحلالية لاسيما أمراض الأوعية القلبية والسرطان.
وقالت الدكتورة داليا أركامين، من جامعة كاوناس الطبية في لوتوانيا: “باستطاعة البوليفينولات كبح نشاط الأنزيمات التي تعزز نمو الأورام السرطانية، فضلا عن أنه تم إرجاع انخفاض احتمالات الإصابة بأمراض الأوعية القلبية والنوبات القلبية وربما السكتات الدماغية، إلى استهلاك البوليفينولات”.
بوليفينولات الكاكاو
حظي الكاكاو بمكانة مهمة لدى شعب الأزتيك نظرا لقيمته الطبية ناهيك عن مذاقه اللذيذ، حتى إنهم أطلقوا عليه “طعام الآلهة”. وبخلاف الشكولاتة التي نتناولها في أيامنا هذه، كان الأزتيك يتناولون الكاكاو من دون سكر وحليب.
ويحتوي الكاكاو على نسب أعلى من البوليفينول مقارنة بأي مادة غذائية أخرى، وفعاليته كمضاد أكسدة أعلى من فعالية البروكولي على سبيل المثال.
وقال كلاويو فيري، أستاذ الطب الباطني في جامعة “لا أكويلا” في إيطاليا: “ تشير الأدلة التي توصلت إليها الدراسات والأبحاث وكذلك التجارب إلى أن الكاكاو يخفض ضغط الدم المرتفع ويحسن حساسية الأنسولين، وهي أسباب كافية لدفعنا إلى إدراج الكاكاو في نظامنا الغذائي”.
ففي دراسة أجراها الدكتور فيري، تم تكليف 15 متطوعا سليماً بتناول 100 جرام من الشكولاتة الداكنة الغنية بالبوليفينول، أو 90 جراماً من الشكولاتة بالحليب التي لا تحتوي على البوليفينول، يوميا لمدة أسبوعين. وبعد الامتناع عن تناول الشكولاتة الداكنة لمدة أسبوعين، تحول المتطوعون إلى تناول النوع الآخر. وبالمقارنة مع الشكولاتة البيضاء، تبين أن الشكولاتة الداكنة ساهمت في خفض مستوى ضغط الدم، إضافة إلى تحسن مقاومة وحساسية الأنسولين اللتين تعتبران من المؤشرات الهامة للسكري.
وأجرى فريق الدكتور فيري دراسة مشابهة شملت مرضى يعانون من ضغط دم مرتفع، وتبين له أن الشكولاتة الداكنة قد خفضت مستوى الضغط والكوليستيرول منخفض الكثافة (إل دي إل)، فيما حسنت جريان الدم وحساسية الأنسولين.
وحسب دراسة نشرتها مجلة الجمعية الأمريكية للطب، فإن كميات قليلة من بوليفينولات الشكولاتة، بمقدار 30 ملليجراماً يومياً أو الكمية الموجودة في ربع قالب من الشكولاتة الممتازة، يمكن أن يوفر الحماية ويخفض ضغط الدم المرتفع بنسبة ولو ضئيلة، فيما لم يكن لتناول الشكولاتة البيضاء أي تأثير على المتطوعين الذين تناولوها. ولكن هذه التغيرات في مستوى الضغط حتى لو بدت ضئيلة، تساهم في خفض احتمال الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وفي دراسة يابانية، حقق المشاركون فيها تحسناً في مستوى الكوليسترول الجيد (إتش دي إل) الذي يحمي من أمراض الأوعية القلبية وتصلب الشرايين، وانخفاضاً في الكوليسترول السيئ (إل دي إل)، لدى تناول مشروب الكاكاو يوميا لمدة أربعة أسابيع.
وكشفت نتائج دراسة يابانية أخرى، عن ارتفاع بنسبة 4% في الكوليسترول (إتش دي إل) عند الأشخاص الذين تناولوا الشكولاتة السوداء على مدى 3 أسابيع فقط، وارتفاع بنسبة 7,13% عند الأشخاص الذين تناولوا الشكولاتة السوداء المعززة ببوليفينولات الكاكاو، أما المجموعة التي تناولات الشكولاتة البيضاء، فلم تحقق تلك الارتفاعات في الكوليسترول (دي إتش إل)، مما يؤكد فوائد بوليفينولات الكاكاو.
وقال الدكتور سيزار فراجا، أستاذ التغذية في جامعة كاليفورنيا في ديفيز: “ان استهلاك الكاكاو وخصوصاً الأنواع التي تحتوي على نسب مرتفعة من البوليفينول، يحمي وظيفة الأوعية وبالتالي من الأمراض ذات الصلة. وباستطاعة هذه الأنواع من الكاكاو خفض ضغط الدم المرتفع ومعدل تراكم اللويحات الدموية والعوامل الدموية للالتهاب”.
ومعروف أن تصلب الشرايين الذي يسبب انسدادا في الشرايين ويقود في النهاية إلى النوبة القلبية والسكتات الدماغية، يعود إلى عاملين رئيسيين هما النشاط غير الطبيعي للويحات الدموية وتعطّل وظيفة البطانة الوعائية. ومن دون تراكم اللويحات الدموية على بعضها، سيموت الشخص نازفاً من جرح بسيط جدا، ولكن في المقابل، إذا زاد هذا التراكم على حده الطبيعي، فقد يؤدي إلى تشكل خثرات دموية.
وفرط تراكم اللويحات الدموية قد ينشأ من التهاب البطانة الوعائية (خلايا تبطن الأوعية).
ومعروف أن خلايا البطانة الوعائية تنتج عادة أوكسيد النتريك الذي يلعب دورا مهما في مرونة جدار الوعاء الدموي، مما يسمح للقلب بالتقلص بشكل طبيعي، ويحمي الأوعية من الإصابة بجروح، ويساعد في الوقاية من التصلب. اما استنزاف أوكسيد النتريك البطاني مع التقدم في العمر، فقد يؤدي إلى تصلب وانسداد الشرايين، وهي حالة إن لم تُعالج، فقد تتسبب بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
وهنا تتجلى أهمية البوليفينولات، حيث تبين أن لها تأثيرا إيجابيا في إنتاج أوكسيد النيتريك.
والمعروف أن المدخنين معرضين إلى استنزاف أوكسيد النيتريك في البطانة الوعائية، الأمر الذي قد يفسر بشكل جزئي، ارتفاع احتمالات الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية بينهم. وقد تبين أن المدخنين الذين تناولوا شراب الكاكاو الغني بالبوليفينول شهدوا تحسناً في مستوى أوكسيد النيتريك، وكفاءة تدفق الدم.
ويضاف إلى ذلك، أن قدرة بوليفينولات الكاكاو على تنظيم نشاط أوكسيد النيتريك في الأوعية الدموية، لها فوائد عديدة تتجاوز أمراض الأوعية القلبية، على اعتبار أن تنظيم أوكسيد النيتريك له أهمية كبيرة بالنسبة لأنسجة أخرى في الجسم. وعلى الرغم من أنه لم تجر حتى الآن دراسات موسعة لتأكيد تأثير بوليفينولات الكاكاو في أمراض أخرى، قال الدكتور فراجا إنها قد تساهم في وقاية الجسم من السرطان والسكري وأمراض الدماغ الانحلالية مثل الزهايمر.
والخيط المشترك الذي يجمع هذه الأمراض هو الالتهاب الذي يؤثر في وظيفة الخلايا والأنسجة. وقد لوحظ أن بوليفينولات الكاكاو تخفض مستوى الالتهاب من خلال تنظيم العناصر التي تكمن وراءه، وضبط العمليات التي تؤكسد الكوليسترول (إل دي إل)، خلال تطور مرض تصلب الشرايين.
بوليفينولات الشاي
ويوضح الدكتور أربيتا باسو، الأستاذ المساعد في علوم التغذية بجامعة ولاية أوكلاهاما في مدينة ستيلواتر، أن العديد من الدراسات التي تركزت على الشاي الأخضر، وشملت البشر والحيوانات والخلايا، قد أظهرت أن بوليفينولات هذا المشروب الذي يعد الأكثر استهلاكاً في العالم بعد الماء، تمتلك خصائص عديدة بما في ذلك أنها مضادة للبدانة والضغط المرتفع والسكري والأكسدة والالتهاب والسرطان.
ويأتي الشاي بأنواعه الأخضر والأسود والأبيض وشبه المخمر، من نبتة واحدة، غير أن الأخضر وشبه المخمر يخضعان لعمليات معالجة أخف نسبياً، ولذلك فإن هذين النوعين يحتفظان بعدد أكبر من البوليفينولات السليمة.
وأظهرت الأبحاث أن الشاي الأخضر فعال في جميع مراحل السرطان بدءا من التكوّن وانتهاء بالتكاثر والتقدم والانتشار.
واكتشف الباحثون في دراستهم على الفئران أن إطعام مركبات البوليفينول الموجودة في الشاي الأخضر للفئران المزال شعرها والمصابة بسرطان الجلد سبّب نموا أقل للورم وقلل تكوّن النواتج التأكسدية وحافظ على جلد طبيعي سليم، كما أن استخدام هذه المركبات على سطح الجلد يقي الجلد من الأورام السرطانية.
ووجد الباحثون في دراساتهم على البشر، أن معالجة الجلد بمركبات البوليفينول المستخرجة من الشاي الأخضر قبل التعرّض للأشعة فوق البنفسجية، يمنع الحروق ويثبط خلايا “ماكروسايتس” التي تعتبر المصدر الرئيسي للعوامل المؤكسدة والتي تتحور إلى أورام سرطانية.
وفي دراسة أخرى شارك فيها 400 مريض مصاب بسرطان الخلايا الصبغية في الجلد، وجدوا أن الأشخاص الذين شربوا الشاي الساخن قل خطر إصابتهم بسرطان الجلد بحوالي الثلثين.
ولخص الباحثون دراستهم في أن استخدام مستحضرات العناية بالجلد المدعمة بعوامل مضادة للأكسدة مثل الشاي الأخضر، تمثل استراتيجية فعالة لتقليل التلف الضوئي الناتج عن أشعة الشمس فوق البنفسجية.
من جانبه قال يوجيشوار شوكلا، في مركز أبحاث علوم التسمم الصناعي في الهند: “ظهرت بوليفينولات الشاي كعناصر كيميائية وقائية من السرطان. كما تبين أن لها تأثيرا كبيرا في خفض مخاطر الأمراض المزمنة، وتعزيز معدل الاستقلاب، ودعم نظام المناعة واليقظة الذهنية وخفض التوتر النفسي”. وحيث إن شرب الشاي شائع في جنوب شرق آسيا، فإن الخبراء يعزون إليه سبب انخفاض معدل الإصابة بالنوبات القلبية وغيرها من الاضطرابات القلبية الوعائية، في تلك المنطقة.
ومن شأن جرعة مكملة يومية من الشاي الأخضر، أن تحد من أضرار الأكسدة الناجمة عن التدخين، وأن تخفض معدلات بروتين “سي كرييتيف” الذي يعد أحد عوامل الالتهاب، فضلاً عن منع الارتفاع في ليبيدات الدم، الذي يشهده الجسم عادة بعد تناول الطعام.
عنب الدب البري (chokeberry)
شأنه كأنواع العنب البري الأخرى، يمتلك عنب الدب البري الأسود على وجه التحديد، خاصية مضادة للأكسدة تفوق مثيلاتها لدى الأنواع الأخرى. ورغم أنه من نباتات أمريكا الشمالية، إلا أنه أصبح شائعا في غرب أوروبا وروسيا بفضل فوائده الصحية العديدة.
ويعد عنب الدب البري من أغنى المصادر النباتية بالمواد الفينولية بشكل أساسي “أنثوسيانين”، حسب قول الدكتور ستيفكا فاتشيا كوزمانوفا، في الجامعة الطبية في مدينة فيرنا البلغارية.
وأضاف أن دراسات عديدة أجريت على عصير هذا العنب و”الانثوسيانين” خلال الخمس عشرة سنة الماضية.
ففي دراسة تبين أن هذا العنب يحمي الكبد من التسمم الكيميائي، وبطانة المعدة من التقرحات التي تسببها العقاقير غير السترويدية المضادة للالتهاب. كما تمكن من خفض مستوى الكوليسترول السيئ لدى الجرذان التي تم إخضاعها لنظام غذائي غني بالدهون.
وكشفت إحدى دراسات المختبرية أن العنب الدب البري الأسود يوفر الحماية من التغايرات الأحيائية في الخلايا، من خلال تنظيم الوظيفة المناعية في مستنبتات خلايا دم بشري بيضاء، وكبح نمو خلايا القولون السرطانية.
وبنقل هذه النتائج إلى صعيد الوقاية من الأمراض البشرية، أظهرت دراسة شملت مجموعتين من البشر الأولى تناولت عقاقير وهمية والأخرى تناولت عقاقير “ستاتين” في أعقاب إصابة بنوبة قلبية، وتبين أن المجموعة الثانية شهدت انخفاضا في مستوى المؤشرات الالتهابية بعد تناولها مستخلصات عنب الدب البري، علاوة إلى انخفاض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي إلى 11/7 ملليمتر زئبقي.
بوليفينولات التفاح
نظراً لغناه بالبروسيانيدين وبنوع فريد من البوليفينول يسمى “فلوريدزين”، يؤكد العلم الحديث صحة المقولة القديمة “تفاحة في اليوم تبعد الطبيب”. فقد كشفت دراسة أجرتها الدكتورة يوكو أكازومي، كبيرة الباحثين في مختبر الأبحاث الأساسية في شركة “اساهي بروريز المحدودة” في اليابان، أن بوليفينولات التفاح لم تخفض مستوى كوليسترول الدم فحسب، لدى المتطوعين الأصحاء، بل أيضا كبحت امتصاص الشحوم الثلاثية من دون أن يتسبب ذلك في تأثيرات سلبية واضحة.
وأكدت الدراسات التي أجريت على الحيوانات، الخاصية المضادة للبدانة التي تتمتع بها بوليفينولات التفاح وذلك عبر تأثيراتها الإيجابية في عملية استقلاب الدهون وحساسية الأنسولين.
وبقدرتها على مكافحة الكوليسترول والبدانة، تعتبر بوليفينولات التفاح أداة دفاعية ضد أمراض القلب والسكري.
ففي دراسة شملت مجموعتين الأولى تناولت عقاقير وهمية وأخرى تناولت كبسولات من بوليفيونولات التفاح، تبين أن أفراد المجموعة الثانية الذين يعانون من الوزن الزائد، تمكنوا من تحقيق انخفاض في شحوم البطن بعد 12 أسبوعاً، وتحسن في مستوى استقلاب الدهون من دون تأثيرات جانبية.
ويضاف إلى ذلك، أن هذه البوليفينولات قادرة على خفض حالات الحساسية، من خلال كبح عملية إنتاج الهيستامين.
ويقول علماء بولنديون ان عصير التفاح الابيض افضل من الانواع الاخرى الصافية (الشفافة) لما يحتوي عليه من كميات كبيرة من مركبات بوليفينيل حيث تصل نسبة تركيزها إلى اربعة اضعاف تلك الموجودة في عصير التفاح الصافي.
وقال الباحثون في مجلة “علوم الغذاء والزراعة” ان عملية صناعة عصير التفاح ادت إلى قلة تركيز مضادات الاكسدة في عصير التفاح الصافي. ويقول الباحثون من جامعة الزراعة في مدينة روكلو البولندية انهم قاموا بقياس كميات المادة المضادة للتأكسد في نوعي عصير التفاح الابيض والصافي. كما قاموا بمعايرة نشاط مضادات الاكسدة في اربعة انواع من العصائر.
وخلص الباحثون إلى وجود اختلاف كبير في طبيعة محتوى عصير التفاح الابيض والصافي وهو الامر الذي يعكس مدى اختلاف نسب تركيز مضادات الاكسدة. ويقول احد مؤلفي الدراسة: “الفوائد الصحية لعصير التفاح موجودة في العصير الابيض تحديداً”.
ويحتوي التفاح بالذات على تشكيلة كبيرة من مواد البوليفينول المضادة للاكسدة الا ان تصنيع عصير التفاح يؤدي إلى فقد نسب كبيرة من تلك المواد المفيدة. ويشرح الباحثون ذلك في كون عملية التصنيع تستخدم انزيماً لتكسير مادة البكتين في جدران خلايا التفاح مما يجعلها تنزل عصارتها فيما تستخدم عملية الطرد المركزي للتخلص من اللب.
وبالرغم من فعالية هذه الطريقة في استخراج عصارة التفاح الا انها تفقده معظم فوائده.
وعلى الرغم من ذلك يؤكد كبير الباحثين في معهد ابحاث الغذاء في نرويش الدكتور بول كرون ان عصير التفاح الصافي له شعبية اكبر من العصير الابيض كما انه يحتوي في الغالب على مواد تجعل عمره الافتراضي على الرف اكبر بكثير.
ويقول كرون ان كمية كبيرة من البوليفينول تفقد في عملية تصنيع العصير الصافي. كما ان التخلص من البكتين يفقد العصير فوائد هذه المادة الليفية”. ويضيف “اذا كنت تبحث عن الفائدة الصحية فمن الافضل اختيار عصير التفاح الابيض”. الا ان كرون يستدرك ان الفائدة الكاملة من مضادات الاكسدة ستكون من خلال اكل التفاح بدلاً من شرب عصيره.
بوليفينولات الفراولة
وفي دراسة علمية اجراها موخرا الباحث الفرنسي بيير برات في المركز الدولي للابحاث الغدائية بمدينة مونبلييه الفرنسية تبين ان ثمرة الفراولة ضربت الرقم القياسي في احتوائها على كمية كبيرة من مادة البوليفينول.
واشارت الدراسة إلى ان الفراولة قد تفوقت على العنب والتفاح الصيني حيث ان هذه المادة المضادة للأكسدة تساعد على نضارة البشرة والجلد وتحمي القلب وتوخر شيخوخة الخلايا.
بوليفينولات الخضروات
اما بالنسبة للخضراوات فيتربع على العرش الخرشوف ثم البقدونس والكرنب وتنصح الدراسة بتناول الخضراوات الف ملليجرام مع الفاكهة.
وقد اوضحت دراسات سابقة ان البوليفينول الموجود في عصائر الفاكهة والخضروات الطبيعية تحمي الجسم من الأمراض والسرطانات لكونها تعمل على تنظيف الجسم من المواد المعروفة بالجذور الحرة والتي تسبب تلف الخلايا.
البوليفينول وزيت الزيتون
وتفيد دراسة اوروربية ان زيت الزيتون البكر قد يكون له ميزة على بقية الزيوت النباتية الأخرى حين يتعلق الأمر بصحة القلب.
وقال باحثون أوروبيون في “سجلات العلاج على الانترنت” Annals of Internal Medicine ان زيت الزيتون البكر ربما يكون فعالا على وجه خاص في تقليل احتمال الاصابة بمرض القلب بسبب النسبة العالية من المركبات المقاومة للتأكسد به.
وفي دراسة على 200 رجل من الأصحاء وجد الباحثون ان زيت الزيتون البكر الغني بمركبات بوليفينول أظهر تأثيرا أقوى في صحة القلب من نوعية زيت الزيتون “غير البكر” المعالج بشكل أشمل.
ويعتقد معدو الدراسة أن لزيت الزيتون البكر فوائد تفوق امداد القلب بالدهون الاحادية غير المشبعة المفيدة لصحة القلب. ويقولون إن مادة البوليفينول قد تحتوي على بعض الفوائد الصحية التي تعزى للزيت.
وقالت ماريا ايزابيل كوفاس كبيرة الباحثين أن زيت الزيتون البكر هو الزيت النباتي الوحيد الغني بالبوليفينول.
واوضحت كوفاس الباحثة في المعهد الحضري للابحاث الطبية في برشلونة باسبانيا “جميع الزيوت النباتية ماعدا زيت الزيتون البكر تخضع لعملية (تكرير) تفقد فيها مركبات البوليفينول”.
وأشارت إلى انه حتى زيت الزيتون العادي به محتوى أقل من البوليفينول بسبب خلطه بزيت الزيتون البكر وشكل معالج أكثر من الزيت.
وفي هذه الدراسة استعانت كوفاس وزملاؤها بمائتي رجل شاب في منتصف العمر يستخدم كل منهم نوعا من ثلاثة أنواع من زيت الزيتون لثلاثة أسابيع. وكان أحد هذه الزيوت كان زيت زيتون بكر غنياً بالبوليفينول والآخران كانا معالجين أكثر وفيهما مستويات متوسطة وقليلة من مادة البوليفينول. واستخدم الرجال الزيوت بدلا من الدهون الاخرى التي تستخدم في اعداد الطعام.
وفي نهاية الدراسة وجد الباحثون ان مستويات الكوليسترول “المفيد”HDL كانت أعلى بعد ثلاثة أسابيع من استخدام زيت الزيتون البكر. واكتشفوا ايضا هبوطا أكبر في علامات ما يسمى الضغط التأكسدي وهو عملية تساعد في ترسيب ذرات الكوليسترول “الضار”LDL على جدران الشرايين وقد تؤدي إلى تصلب وتضييق الاوعية الدموية التي تمد القلب بالدم. وأشارت كوفاس إلى انه معلوم جيدا ان الدهون الاحادية غير المشبعة بديل صحي للدهون المشبعة الموجودة في المنتجات الحيوانية مثل الزبد. وأضافت انه إلى جانب فوائد البوليفينول فان زيت الزيتون “مصدر جيد للدهن”.
لكنها لم تصل إلى حد التوصية باعتبار زيت الزيتون البكر بديلا للزيوت النباتية الاخرى قائلة ان هناك حاجة لاجراء تجارب كبيرة لمعرفة ما اذا كانت هناك فائدة صحية.
البوليفينولات متعدد المصادر
يتضح مما سبق أن للبوليفينولات تأثيرات مفيدة جدا تقاوم أضرار العناصر السامة وغيرها من العمليات الضارة في الجسم، وبالتالي فإنها تحد من احتمالات الإصابة بأمراض الأوعية القلبية، وخلل البطانة الوعائية، وضغط الدم المرتفع، والسكري، والسرطان، والحساسية.
والعناصر الغذائية الحيوية في الكاكاو والشاي الأخضر وتوت الدب البري، والتفاح مجتمعة قد تكون لها تأثيرات أفضل من تأثيرات تناولها منفردة، في حماية أجسامنا من الأمراض وتداعيات الشيخوخة.
وبينما هناك تأثيرات سلبية للعديد من العقاقير التي يتناولها البشر لمعالجة الأمراض المزمنة، لم يتم رصد أي تأثيرات عكسية للبوليفينولات.
المصدر: http://www.gulflobby.com/
نشرت فى 24 نوفمبر 2011
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,772,193
ساحة النقاش