يستحق كل مريض إدمان فرصة للبدء بحياة جديدة بعيدة عن الإدمان وآثاره السلبية الصحية والنفسية والمادية التي تثقل كاهله وكاهل أسرته ويحق له إيجاد مكان يمنحه العلاج والدعم النفسي والاجتماعي اللازم لينطلق إنسانا سويا قادرا على أداء مختلف أدواره الاجتماعية.

ومن أجل أن يجد كل مدمن هذه الفرصة انطلق المرصد الوطني لرعاية الشباب عام 2003 بهدف تقديم العلاج المجاني والدوائي لمرضى الإدمان والمرضى النفسيين وإجراء دراسات للمرضى لمعرفة الأسباب الكامنة وراء انتشار التعاطي والأماكن التي يتجمع فيها المتعاطون والتجار وآثار لتعاطي على الفرد والمجتمع للحد من هذه الظاهرة ومحاولة معالجتها بالوسائل الممكنة.

كما يقوم المرصد بنشر الوعي حول خطورة هذه الظاهرة وخاصة بين الفئات العمرية الصغيرة وتقديم المشورة الطبية والنفسية والاجتماعية لمراجعي العيادات الخارجية ومتابعتهم بعد العلاج وتقديم المساعدة المادية لأصحاب الدخل المحدود الذين يعانون من أمراض نفسية عبر إعطائهم أدوية مجانية.

ويقول الدكتور جلال الدين شربا مدير المرصد إن المرصد ومن خلال العيادات الخارجية والاجتماعية والنفسية والشعبة الداخلية التي يتم فيها استقبال المرضى يعالج مرضى الادمان ويقدم لهم الأدوية اللازمة خلال فترة العلاج ويقدم العلاج المجاني للمرضى النفسيين مع الأدوية اللازمة لهم عبر العيادة الخارجية إضافة للخدمات الفندقية كالطعام والشراب لمرضى الشعبة الداخلية وخدمات العلاج الفيزيائي والإرشاد الاجتماعي والنفسي.

وأضاف الدكتور شربا أن المرصد يجري دراسات اجتماعية للمرضى لمساعدتهم في حل المشكلات المؤثرة باستقرارهم وإحصائيات شهرية وسنوية لرصد واقع الادمان في مجتمعنا ويحرص على التواصل مع أهل المرضى لخلق جو جديد للمريض مع خروجه ودعمه خلال فترات العلاج.

وعن الصعوبات التي يواجهها المرصد في تعامله مع المرضى بين مدير المرصد أنها تتمثل بعدم رغبة المريض بإكمال العلاج وخاصة خلال الأيام الأولى وطلبه التخرج على مسؤوليته إضافة لارتفاع نسبة النكس بين مرضى الإدمان وصعوبة التواصل مع أهل المريض وعدم تعاونهم أحيانا.

وأضاف شربا أن عدم وجود نص قانوني يلزم المرصد بموجبه المقبول في المرصد البقاء لفترة كافية لإتمام العلاج وكون المرصد طوعيا يرتب خسائر كبيرة على الوزارة والمرصد من تكاليف إقامة وخدمات فندقية وعلاج يقدم لهم دون الوصول إلى النتيجة المرجوة.

وعن الأسباب التي تدفع مرضى الإدمان للمجيء إلى المرصد بين شربا أنها تشمل وصول المتعاطي إلى حالة نفسية واجتماعية سيئة تنعكس على عمله وعائلته ونفاذ قدرته المادية على شراء المواد المخدرة التي يتعاطاها والضغوط الاجتماعية والأسرية عليه لدفعه للعلاج والإقلاع عن المخدرات إضافة لاستجابة البعض لوسائل الإعلام والحملات التي تقوم بها عن التوعية بمخاطر المخدرات أو عن طريق تشجيع رفاق التعاطي السابقين بضرورة الحضور إلى المرصد للعلاج وإحالات رسمية من الأطباء.

وقال مدير المرصد إن الخطط المستقبلية تتضمن برامج لتطوير عمل المرصد وتحويله إلى مشفى طب نفسي متكامل ومركز علمي نوعي لعلاج جميع الحالات النفسية والإدمان مبينا أن المرصد ومنذ شهرين بدأ باستقبال مرضى نفسيين في القسم الداخلي كما وضع جدولا علميا مكثفا للأطباء المقيمين للاختصاص وبرامج خاصة للأخصائيين.

واستقبل المرصد خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي 316 مدمنا منهم 203 متعاطي هيروئين و51 مشتقا أفيونيا و53 كحوليا إضافة لمتعاطي بنزوهكسول ومستنشقات وكوكائين وحشيش فيما وصل عدد مراجعي العيادات الخارجية إلى 663 مراجعا نفسيا و539 مراجع إدمان.

وتوزع المرضى بحسب الحالة الاجتماعية إلى 109 عزاب و188 متزوجا و18 مطلقا وبحسب الحالة التعليمية 29 أميا و150 حاملا لشهادة ابتدائية و105 إعدادية و15 ثانوية و8 معهد متوسط و9 جامعي وبحسب المهنة 106 حرفيين و95 بائعا متمركزا و38 سائقا و9 بائعين جوالين و20 تاجرا و9 موظفين إضافة لمهن أخرى لم يتجاوز عددهم الخمسة مرضى.

وتعد مشكلة الإدمان من أخطر المشاكل التي تواجه المجتمعات عموما لما لها من تأثير على المتعاطي وأسرته والمجتمع بالكامل ولكونها تستهدف أوساط الشباب أي طاقة المجتمع فهو يغزو الشباب بعمر 18 -40 عاما أي مرحلة العطاء والإنتاج.

وتعرف منظمة الصحة العالمية الإدمان أو الاعتماد كما باتت تطلق عليه مؤخرا على أنه الحالة النفسية أو العضوية التي تنتج عن التفاعل بين العقار المخدر وجسم الإنسان وينتج عنه أنماط سلوكية واستجابات مختلفة تشمل دائماً الرغبة الملحة في التعاطي المتواصل أو غير المتواصل لهذا العقار.


 

 

hany2012

شذرات مُتجدده مُجدده http://kenanaonline.com/hany2012/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 232 مشاهدة
نشرت فى 20 نوفمبر 2011 بواسطة hany2012

ساحة النقاش

هـانى

hany2012
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,653,529