مع زيادة التقدم العلمي والصحي في العالم ، صاحب ذلك زيادة في عدد المسنين محلياً وعالمياً. وذلك سواء في الدول المتقدمة أو النامية.
وهذه الزيادة الملحوظة تجعل من الضروري زيادة الاهتمام بهذه الفئة من النواحي الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية . والنظر الى زيادة عدد المسنين يجب الا يكون كمشكلة بل بهدف إقامة التوازن بين اتجاهين هو إقامة حياة ورعاية متكاملة لتحقيق احتياجات المسنين بالاضافة الى التركيز على ما يمكن الاستفادة منه بخبراتهم السابقة وضرورة اشتراكهم الإيجابي بأدوار في الحياة بعد سنوات الخبرة الطويلة وبالأخص من لديه القدرة على العطاء بصورة تتناسب مع الإمكانيات الجسدية والنفسية والمعرفية والعقلية لديهم. والاهتمام الموجه لهذه الفئة العمرية يجب الا يقل عن الاهتمام بآي فئة اخرى.. لا بد من الإلمام بما تم من أوجه الرعاية والتنمية في هذا المجال وخصوصا النواحي النفسية مع تقديم المقترحات المستقبلية ..وبعد استعراض ما تم نشره من أبحاث نفسية محلية وعالمية في مجال الصحة النفسية للمسنين نلخصها في الملامح التالية :
يلاحظ أن غالبية الاختبارات النفسية بأنواعها المعروفة ، عقلية ومعرفية وتشخيصية وتقرير ذاتي واسقاطية صممت أصلا على المراهقين والراشدين قسم آخر على مرحلة الطفولة فعلى سبيل المثال تم أعداد معايير خاصة للمسنين لاختبار الشخصية المعتد والأول ، ومن ناحية أخرى أعداد اختبارات نفسية خاصة بالمسنين توضع من وجهة نظر راشدين فهذا رغم ما هو معروف عن ضرورة عمل صدق وثبات ومعايير للاختبارات ولكن لا بد من الإشارة بضرورة أعداد تلك الاختبارات من وجهة نظر ومن جانب المسنين الخبراء في المجال النفسي.
يتضح من الدراسات السابقة ان نسبة الاكتئاب تصل الى حوالي (2%) لدى فئة المسنين كمرض وبنسبة (20%) كأعراض اكتئابية ويصاحبها شكاوي جسدية مما يدفع بفشل العلاج لهذه الشكاوي الجسدية حيث تعتبر عرض الاكتئاب .
ينتشر اضطراب النوم لديهم بنسبة أعلى ويرتبط بالداء المعرفي لديهم . ينتشر الاضطراب في الوظائف المعرفية ويصل الى نسبة حوالي .32% ويوجد لدى السيدات بنسبة أعلى منه لدى الرجال ويرتبط بالاكتئاب في الكثير من الحالات .. وفي دراسة حديثة (1997) تناولت فيها التشويه المعرفي لدى المسنين والمسنات المقيمين في أسر طبيعية ولا يشتركون في نوادي المسنين والمسنات المشتركين في نوادي المسنين ويقيمون أيضا في أسر طبيعية ثم تناولت الأبعاد المعرفية في نظرية التشويه المعرفي لارون بيك (1987) وهي :-
-السلبية كأسلوب معرفي نحو الذات والعالم والمستقبل .
واليأس
والاتجاهات المختلفة وظيفياً وذلك بعد تقنين الاختبارات الخاصة بالمكونات الثلاثة واعدادها بالاضافة الى اختبار خاص بالاكتئاب . وأظهرت النتائج فروق دالة إحصائياً بين المجموعتين في السلبية نحو الذات والعالم والمستقبل والاتجاهات المختلفة وظيفيا ومشاعر الياس..مع ملاحظة انخفاض درجاتهم على اختبار مشاعر اليأس لدى كلتا العينتين بالمقارنة بدرجات الشباب الجامعي على نفسي المقياس .. هنا دعوة لضرورة التوسع في إقامة نوادي للمسنين..ومن الدراسات السابقة يتضح انتشار بعض الأمراض العقلية والعصبية مثل العته وغيرها.. ومن المؤشرات السابقة التي قدمتها على سبيل المثال وليس على الحصر.. أقدم المقترحات التالية :-
إعداد أخصائيين نفسيين في مجال الصحة النفسية والرعاية النفسية للمسنين .
أيجاد مجالات لعمل المسنين تتناسب مع إمكانياتهم ولذلك مزايا عديدة للمسن فأداء الدور الاجتماعي في أي موقع له انعكاس إيجابي على شخصية المسن بالاضافة الى الاستفادة من خبراتهم السابقة.
المتابعة المستمرة والمتعاقبة للحالة النفسية للمسنين بالقياس النفسي للوظائف العقلية والانفعالية ومدى ما يتمتع به من تكيّف نفسي أو اضطراب لمتابعة حالته وتطورها إذا لزم الأمر دخوله الى المستشفيات النفسية والعقلية ..
التطوير في أدوات القياس النفسي بما يتناسب مع شخصية المسن وخصائصها الجسدية والانفعالية والمعرفية ..
إنشاء مراكز رعاية نفسية وصحية خاصة بالمسنين المصابين بأمراض عضوية مزمنة.
التوسع في نوادي المسنين ..
التوسع في دور ضيافة المسنين المجانية وتحسين أنماط الخدمات بها نظرا لان نسبة من المسنين لا يستطيع الوفاء بالتزامات الدور مدفوعة الآجر نظير الإقامة حيث يوجد فئة من الحرفيين ذوي الأعمال الحرة الذين توقف المورد للأنفاق عليهم..
الأخذ بنظام الدمج وليس العزل في إقامة المسنين سواء بدور الضيافة أم نوادي المسنين حيث يوجد في الكثير من دول العالم نوادي خاصة بجميع الفئات حتى لا يشعروا بالعزلة والوحدة ويظلوا في حالة اندماج مع مختلف فئات المجتمع.
إعانة بعض الأسر التي لديها من يعاني من بعض الأمراض المزمنة سواء الجسدية أو النفسية فلا يمكن الفصل بين الجانب النفسي والجسدي حتى يظل العضو يتمتع بالإقامة الطبيعية في أسرته حيث وجد في العديد من الدراسات النفسية المقارنة بين الإقامة في الأسر الطبيعية والإقامة في دور الضيافة الآثار السلبية لترك الاسر الطبيعية ..
إنشاء مراكز رعاية نفسية خاصة بالمسنين بها متخصصون في هذا المجال وهو القياس النفسي والإرشاد النفسي للمسنين (الصحة النفسية للمسنين(
إنشاء دور ضيافة أو الاستعانة بدور الضيافة الحالية للإقامة المؤقتة للمسن بمعنى الإقامة لبعض الوقت لمدة شهر أو أسبوع أو أيام محددة.
الاستفادة من البرامج العلاجية النفسية في رعاية المسنين نفسيا مثل العلاج العقلاني والعلاج السلوكي المعرفي والإرشاد النفسي في تخفيف المشاعر والاعتقادات السلبية لدى المسنين حول الذات والعالم والمستقبل وغيرها .ليتمكن المسن من تحقيق ذاته ونظرته المستقبلية ..
التهيئة النفسية والاجتماعية للمسنين قبل وصولهم الى سن التقاعد حتى لا تحدث بصورة فجائية في تغيير الأدوار الاجتماعية والوظيفية .
استخدام برامج وطرق تقوية الذاكرة بفنياتها المختلفة مع فئات المسنين الذين يعانون من مشكلات لها علاقة بالذاكرة سواء طويلة المدى أو قصيرة المدى.
السماح للمسنين بأداء بعض الأعمال التي يعود أداؤها كمهنة أو حرفة أو مهارة داخل دور الضيافة طالما لديه القدرة على أدائها ..
الإكثار والتنويع من النشاط الذاتي للمسنين سواء الثقافي او الترفيهي خارج الدور حتى تجعلهم يعيشون في عزلة عن المجتمع .. وأيضا للمقيمين في أسر طبيعية.
تقديم الرعاية والمتابعة النفسية للمسنين داخل منازلهم
تدريبهم على برامج الرعاية والمراقبة للذات والضبط لمساعدة دواتهم داخل دور الضيافة وخارجها
نشرت فى 20 نوفمبر 2011
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,769,083
ساحة النقاش