يتأثر نمو الذكاء كغيره من القدرات العقلية والنفسية والجسمية بالحالة الصحية ومدي توافر مقومات النمو السليم من إشباع للاحتياجات الجسمية أو احتياجات نفسية ، يشير د. عثمان لبيب فراج أستاذ علم النفس وصحة البيئة بالجامعة الأمريكية إلي وجود علاقة بين نمو الذكاء بالصحة والتغذية فقد وجد أن أطفال المناطق المنخفضة في مستواها الاقتصادي يعانون سوء تغذية وخاصة في البروتين. جديربالذكر أن البروتين من أهم العناصر اللازمة لنمو خلايا المخ للجهاز العصبي ، فإن أي نقص فيه في غذاء الأم الحامل أو غذاء الطفل المولود وخاصة في السنوات الثلاث الأولي من عمره يؤدي إلي قصور في نمو الذكاء بالموروث وبالتالي قد يصل إلي مستوي التخلف العقلي ، بحسب ما ورد بجريدة عقيدتى . وأما التلوث البيولوجي فيتمثل في انتشار الأمراض المعدية مثل الالتهاب السحائي "الحمي الشوكية" وحمي الصفراء وكلاهما إن لم يتم علاجه مباشرة ممكن أن يؤدي إلي تخلف عقلي أو قصور في نمو الذكاء وقد يترتب عليها بعض أنواع إعاقات التعليم كالنشاط الحركي الزائد أو عدم القدرة علي التركيز والانتباه وإعاقات القراءة والكلام. كما تعتبر مركبات المعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق والصوديوم من الملوثات ذات التأثير في صحة الأم والطفل والمشكلة في التسمم بهذه الملوثات أنها عندما تدخل الجسم فإنها تسبب عدم ذوبانها في الماء ولا يستطيع الجسم التخلص منها بل تتراكم ويزداد تركيزها مع استمرار التلوث وتتركز في خلايا نخاع العظام حتي يبدأ تأثيرها السمي علي خلايا المخ والجهاز العصبي ويعتبر الرصاص أكبر مصدر لتلك الملوثات . وأهم مصادره هو عادم السيارات والفواكه والحمضيات المزروعة علي جانبي الطرق حيث تمتص النباتات عادم السيارات وخاصة الورقية منها فلا يجدي غسيلها لأن الرصاص تخلل أنسجتها الداخلية كما يوجد الرصاص في الخبز والأغذية المكشوفة. وقد يكون ماء الشرب مصدراً للرصاص إما نتيجة إلقاء مخلفات المصانع في مياه النيل أو استعمال خزانات مياه. كذلك يستخدم الرصاص في صناعة الأحبار التي تستخدم في طباعة الصحف وتستعمل في لف الأطعمة والرصاص يوجد أنصاف بعض الأواني المصنوعة من الفخار أو الخزف فينتقل إلي المعدة عن طريق استخدام تلك الأواني .