عتاد المصريون منذ أيام الفراعنة حفظ الأسماك بطريقة خاصة تنتج ما يسمي بالفسيخ الذي تعتبره الدول الأخرى بخلاف مصر سمكا فاسدا, أو أسماكا ميتة كما يطلق عليه الإنجليز, وبالتالي فهو منتج ليس له مواصفات قياسية عالمية، ورغم ذلك فالمصريون يحبون الفسيخ ويتناولون منه كميات كبيرة في شم النسيم.
و لقد أثبتت الدراسات وجود بعض الطفيليات والبكتريا الممرضة في هذا المنتج, ويرجع وجود البكتريا في أسماك الفسيخ إلي الطريقة التي يتم بها تصنيعها حيث تترك الأسماك في الخلاء حتى يحدث لها بعض التحلل والانتفاخ وهو ما يسمي بعملية التفسيخ والتي قد يصاحبها حدوث تلوث بالبكتريا الممرضة عن طريق الذباب, وفي بعض الأحيان يتم التلوث ببعض البكتريا الخطيرة مثل الكلوستريديم بوتيولينم والذي يؤثر علي الجهاز العصبي ويسبب الوفاة إضافة إلي نوبات إسهال لفترات تتراوح بين12 و72 ساعة يصاحبها ضيق في التنفس وحدوث شلل للعضلات.
و في حالة إذا ما كانت هذه الأسماك مصابة ببعض الطفيليات, فقد تنتقل للإنسان إذا لم يتم تمليحها لفترة كافية، وهو ما يحدث كثيراً في شم النسيم حيث يتم عرض كميات من الفسيخ دون التمليح للفترة الكافية وهي ثلاثة أسابيع, نتيجة الطلب المتزايد عليه, فيتسبب في مغص وقيء, وقد يحدث تليف في صمامات القلب أو جلطات بالأوعية الدموية للمخ.
تقدم الدكتورة أمل البسطويسى أستاذ علوم وتكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية، بعض النصائح بسبب قرب قدوم عيد الربيع أو شم النسيم وإقبال المصريين على تناول الفسيخ والرنجة والملوحة فى هذا اليوم.
تقول الدكتورة أمل البسطويسى، إن تناول الفسيخ والسردين المملح والرنجة والملوحة فى عيد الربيع أو شم النسيم أو فى فصل الصيف والتى قد يتجاوز محتواها من الملح الحدود المسموح بها والتى تغطى احتياجات الفرد اليومية من كلوريد الصوديوم والإكثار منها يعرض الإنسان لأضرار صحية على الأمد الطويل، من بينها الإصابة بارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوى، وقد تؤدى إلى انفجار الأوعية الدموية، وإن كان لابد من أكل الأسماك المملحه فينصح بإضافة الليمون وتناول الخس والخيار، وذلك لتجنب الإصابة بارتفاع حموضة المعدة كما ينصح بغسيل الفسيخ والسردين بالخل المخفف مع عصير الليمون لتقليل نسبة الملح به.
وتنصح الدكتورة أمل بعدم الإسراف فى تناول الفسيخ حتى لا يسبب متاعب صحية نحن فى غنى عنها، حيث لا يتناول الفرد أكثر من 150 جراماً من الفسيخ فى الوجبة الواحدة وعامة تنصح بتناول البقدونس والبرتقال والموز والكنتالوب الغنى بالبوتاسيوم ليساعد على إخراج الملح الزائد من الجسم، كما يفيد تناول الكركديه والبقدونس فى إدرار البول، وكذلك تناول الأعشاب التى تساعد فى تطهير المعدة ومقاومة التلوث مثل الشاى الأخضر مع النعناع أو الزعتر أو القرفة.
وتحذر البسطويسى من تناول الفسيخ للأشخاص الذين يمثل لهم خطراً على صحتهم، وهم الأطفال دون الثالثة، والحوامل والمرضعات، ومرضى القلب والكبد والكلى وقرحة المعدة.
وتحذر الدكتورة وفاء عطا بشدة من تناول الفسيخ بصفة خاصة لخطورته الشديدة قائلة إنه من أخطر أنواع الأسماك المملحة الفسيخ لأن عملية تصنيعه نفسها هي التي تساعد علي نمو البكتيريا اللاهوائية الخطيرة للغاية حيث إنها تترك حتي تفسد ثم يتم تمليحها وتصنيعها مما يساعد علي نمو هذا النوع من البكتيريا القاتلة بها التي تؤدي إلي الوفاة خلال ساعات قليلة لأنها تؤثر علي الجهاز العصبي والتنفسي معا وتصيب الجهاز التنفسي بالشلل.
ولتفادي تلك الأضرار الصحية العديدة والخطيرة تؤكد الدكتورة وفاء عطا وكيل وزارة الصحة لشئون المعامل قائلة ضرورة شراء تلك الأسماك من محال معروفة والابتعاد عن محال منتجات بئر السلم غير المرخصة في حالة الإصرار علي تناول تلك الأسماك.
كما يفضل تناول الرنجة ـ كما تقول ـ مؤكدة أنها أقل خطورة من الأسماك المملحة الأخري لأنها تتعرض للحرارة قبل تناولها و يجب فحصها جيدا قبل تناولها وأيضا تعرضها للنار بطريقة تجعلها تتغلغل في أنسجة الرنجة من الداخل ويجب ان تكون من نوعيات جيدة موضحا عليها بيانات وتاريخ صلاحيتها.
وبصفة عامة ـ تواصل الحديث ـ يجب استخدام الليمون بكميات كبيرة علي الأسماك المملحة وتناولها إذا لزم الأمر بكميات بسيطة للغاية للوقاية من أضرارها الصحية بصفة عامة.
أعراض التسمم
و تقول الدكتورة هدي أبو يوسف أستاذ الصدر والحساسية بكلية طب قصر العيني إنه بالرغم من أن تناول الفسيخ والأسماك المملحة من الأطعمة التقليدية التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بالاحتفال بعيد شم النسيم منذ أيام الفراعنة لاعتقادهم بأنها تقي من أمراض الربيع لكن الظروف الآن اختلفت اختلافا كبيرا وأصبح التلوث وشدة حرارة الجو يساعد ان كثيرا علي نمو البكتيريا السامة وغيرها من السموم القاتلة بتلك الأسماك المملحة التي من أخطرها البكتيريا اللاهوائية و من أهم أعراض الإصابة بهذا النوع من التسمم الشعور بضيق شديد في التنفس حيث إنه يصيب الجهاز التنفسي بالشلل كما يؤثر علي الجهاز العصبي, ويؤدي إلي ضعف في البلع, وزغللة في العين.
وتبدأ تلك الأعراض ـ توضح ـ في الظهور بعد تناول وجبة الأسماك المملحة بساعات قليلة حسب الكمية التي تم تناولها, وفي حالة شعور أي شخص ببداية تلك الأعراض يجب عليه التوجه فورا إلي أقرب مستشفي لأخذ المصل المضاد لتلك السموم وإجراء الإسعافات السريعة اللازمة له وغالبا ما تحتاج الإصابة بتلك الحالات من التسمم إلي وضع المصاب علي جهاز تنفس صناعي حتي يتم إنقاذه.
نشرت فى 31 أكتوبر 2011
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,772,630
ساحة النقاش