النبات.. ذلك الكائن الحي العجيب الذي يعيش جنباً إلي جنب الإنسان.. لا نستطيع ان نستغني عنه فهو يمدنا بالغذاء والطاقة والأكسجين وهو الفلتر الطبيعي للجو إذ يمتص ثاني أكسيد الكربون ويحوله إلي غذاء ثم يمدنا بالأكسجين وياللعجب!!!
من منا يستطيع أن يستغني عن النباتات... أظن أن الإجابة هي بالطبع استحالة الاستغناء عنه. إذاً أليس من المهم إيجاد لغة لهذا الكائن الحي وأننا نتعجب ان الإنسان استطاع ان يضع لغة للتواصل والتفاعل مع الجماد مثل (السيارات) من إشارات لونية وتعبيرية وحركية ولم يهتم بأن يضع لغة للتواصل مع النبات وأن يتم توثيق هذه اللغة وهذا ما دفعني في الآونة الأخيرة الاهتمام بهذا الموضوع وبدأت فيه بتشكيل فريق بحثي من السادة الزملاء الباحثين والأساتذة لوضع هذه اللغة مع توثيقها وتوصيفها وصفاً دقيقاً في صورة قاموس لغوي خاص بالنباتات وهذه هي المرحلة الأولي ثم تليها مرحلة ثانية بتطويع هذه اللغة من خلال برنامج علي الكمبيوتر حتي يسهل التعامل مع النباتات من خلال هذه اللغة من جميع الأفراد المتخصصين وأيضاً غير المتخصصين وفي عجالة أوضح ان هذه اللغة تستند إلي محورين أساسيين:ـ
أولاً: علي المستوي المرئي
(وهي رصد جميع التغيرات اللونية والحركية والحجمية)
أولاً: علي المستوي غير المرئي
(وهي رصد الشحنات الكهرومغناطيسية والأطياف الموجية والذبذبات التي تصدر عن النباتات)
ومن توصيف وتحليل هذه المستويات تتم الاستعانة بها في وضع هذه اللغة. لأن النبات كائن حي في غاية الحساسية والإحساس يدرك ويحس وينفعل ويتأثر والأعجب من ذلك انه يتأثر طبيعة الأشخاص الذين يتعاملون معه ويتأثر بأطيافهم الموجية وبالإشارات الكهربائية والشحنات الصادرة منهم أما بالسلب أو بالإيجاب ولقد أثبتت الدراسات العلمية أن بعض النباتات تصدر ذبذبات يمكن رصدها وشحنات كهربائية وأطياف ضوئية يمكن رصدها وتسجيلها ومن خلال الأبحاث التي أجريناها وجدنا أنها تتأثر أيضاً بالموجات المغناطيسية أما بالإيجاب أو بالسلب ويمكن رصد هذه الذبذبات علي سبيل المثال بواسطة جهاز يسمي oscilloscope) وكذلك يمكن تحديد هذه الأطياف الموجية التي تعبر عن حالة النباتات عن طريق استخدام الأشعة تحت الحمراء.
فعلي سبيل المثال لا الحصر:
فأعراض تغير اللون لها مدلولاتها ومسبباتها التي يمكن معرفتها لعلاج النبات والتواصل معه مثل الشحوب (أنيميا الكلوروفيل) والاصفرار والابيضاض والتبرقش والتلون البنفسجي والاحمرار والتلون البني وزرقة النباتات والتفحم والاحتراق والتبقع.
وكذلك التغير الموضعي الشكلي مثل:
اللطخة والقروح والثئاليل والتفلطح والتقزم والاستطالة والتورد والتنقر والتجعد والالتفاف للأوراق أو للسيقان والانحناء والتقصف والرقاد والذبول والتصمغ والتخطيط بالأوراق وتكوين البثور.
وكلها لها مدلولات ومعان لها أسباب ولها علاج أن أحسنا ترجمة هذه الظواهر وتحويلها للغة أمكن التعامل مع النباتات بسهولة وتحقيق التواصل معها لتلافي أي مشاكل تحدث لهذه النباتات حتي تنمو نمواً سليماً ليستفيد منها الإنسان.
أنه النبات الكائن المرهف الحس الذي يملك الكثير من المعجزات الحسية من إدراك وإحساس وشعور وانفعال ويمتلك ايضاً خاصية المحافظة علي النوع فعندما يتعرض لظروف طارئة وقاسية يسرع في النمو ليتم دورة حياته في صورة مبكرة ويبذل ما في قصاري جهده حتي يزهر مبكراً ويعطي ثماراً قليلة بها بذور قليلة ليحافظ علي نوعه من الانقراض حقاً أنها لمعجزة... سبحانه الخالق الأعظم.
ولقد تم توثيق هذه الفكرة وهي القاموس اللغوي الخاص بالنباتات "لغة النبات" وذلك بدار المعارف وتم تسجيلها للحفاظ علي الملكية الفكرية الخاصة بها حتي يكون لمصر السبق في هذا المجال حيث انه لم يسبق لأحد إلي الآن أن وثق أو أعد لغة خاصة للتعامل مع النباتات (لغة النبات)
وأختتم قولي هنا بقوله سبحانه وتعالي جل شأنه
"تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً". صدق الله العظيم
آية (44) سورة الإسراء